لم يقتصر وجود عائلة روماريو في الأراضي البريطانية على التعامل في المجالات البيولوجية والشركات التجارية بل امتدت جذورها إلى القارة الأوروبية بأكملها تحت قيادة جونثان روماريو، فعندما بدأ تانسن روماريو بمشروع إنشاء رشار برفقة زوجته مايا كان لا بد له من الاستعانة بشقيقه الأكبر آندريان وقد بنى الاثنان شركة ليورثاها إلى أبنائهما من أجل ضمان مستقبلهم ولكن بالنسبة لابن آندريان فقد كانت هناك خططا مختلفة تماما عن خطط والده وعمه.
لقد قرر الشاب عندما بلغ الثالثة عشرة من عمره مغادرة منزل العائلة لا سيما بعد الحادثة التي هزت كيانهم، وعلى الرغم من محاولات روبرت الحثيثة لإقناعه بالعدول عن أفكاره والبقاء بجانب آشلي كي يفي بالوعد الذي قطعه لسيديه إلا أن كل محاولاته باءت بالفشل، فقد ودع الشاب ابنة عمه الوحيدة وغادر لندن متجها إلى مانشستر كي يجد مكانه في الحياة، إن الشيء الذي كان الشاب يبحث عنه كان ككل مراهق في عمره المال والشهرة والمجد ولكن الطريق التي أراد اتباعها لم تكن بالتحول للتمثيل ولا الغناء ولا حتى لعب كرة القدم، بل أراد سلوك طريقة مختلفة اختصرها بجملة واحدة أصبحت شعارا مميزا له فيما بعد وهي "القانون وجد ليخترق"، لقد أراد الانضمام للعصابات التي كانت تملأ مانشستر في ذلك الوقت بغية أن يصبح أشهر أفرادها وهو ما تحقق له بالفعل، فقد انضم بعد وصوله بشهر واحد إلى منظمة سرونسل التي اشتهرت بتهريب المخدرات والاغتيال وقد أثبت نفسه في منظمته الجديدة خلال سنة واحدة، لقد كانت ميول جونثان منذ صغره تثير قلق والده بشكل كبير جدا، فهو يعشق الروايات البوليسية ويتابع كل الأفلام التي تتحدث عن العصابات والمجرمين ومن أهم هواياته جمع الكتب والمقالات المتعلقة بأشهر مجرمي القارة الأوروبية والتباهي بمعرفة هؤلاء الأشخاص، لقد حاول والده أن يزيل هذه الأفكار من رأسه وأن يحضره لاستلام قيادة رشار مع أولاد عمه إلا أن الشاب لم يكن يستمع لكلمة واحدة مما كان يقوله.
ولأنه كان صغيرا ومتحمسا عندما انضم إلى سرونسل ورأى أن كل أحلامه قد تحققت أمامه قرر أن لا يدع هذه الفرصة تفلت من يده، فقد أوكلت له ثلاث مهمات مساعدة وخمسة رئيسية نجح في إتمامها بنجاح باهر لم يسبق له مثيل بالنسبة لشاب في عمره، وهو ما جعل رئيس المنظمة يرى مستقبلا باهر لهذا الفتى وكمكافأة له وتشجيعا له فقد قرر تبنيه وتدريبه وتهيئته ليخلفه مستقبلا، ولعل هذه تعتبر نقطة التحول الرئيسية التي دفعت بجونثان للسماء، فسرونسل لم تكن فقط عصابة محلية تعمل في ماشستر بل امتد نشاطها إلى المملكة البريطانية بأكملها وتجاوزها ليصل إلى فرنسا وإسبانيا وإيطاليا، وكانت لها صلات عمل وتعاون مع بعض العصابات والمنظمات الألمانية، حيث اعتبرت سرونسل من أبرز موردي المخدرات المكسيكية ذات الجودة المرتفعة من جهة واحتوت بين طياتها على أفضل القناصة والقتلة المأجورين من جهة أخرى، مما جعلها مركزا لهاتين التجارتين في أوروبا الغربية بأكملها.
أنت تقرأ
سلسلة الأسياد- الجزء الأول-الأسياد
Actionعندما تكتشف أن كل ما عشته حتى الآن في عالمك الوديع ليس سوى مجرد كذبة ملونة والأسرار التي تختبئ خلف ظهرك قادرة على أن تقلب حياتك مئة وثمانين درجة والأفكار التي كنت تعتنقها قادرة على أن تدفعك لتقود أكبر ثورة في تاريخك وليس تاريخك وحدك بل هو تاريخ ا...