تراكضت الأمواج على الشاطئ ملاحقة بعضها البعض لتصطدم بالرمال مبللة إياه ومعيدة ترتيب حبيباته من جديد وسط مراقبة ياسين الذي وقف وهو يحدق بالمياه الممتدة أمامه والتي داعبت أمواجها قدميه ناشرة فيه موجة باردة تكاد تكون هي أفضل ما يمكن الحصول عليه في هذا الجو الحار، داعب الهواء المعبق برطوبة البحر خصل شعره ليملأ صدره منه عله ينسيه همومه وآلامه والمصائب التي حلت على رأسه منذ اختطاف وسيم، لم يكن يظن أن لاختفاء شقيقه كل هذا التأثير أو أنه قد ينقلب مئة وثمانين درجة في حال حدث ذلك أو أن هذا أصلا سيحدث في ظل ظروف كهذه، إن أبعد مكان كان وسيم سيذهب إليه هو السينما ويتأخر ساعة إضافية عن موعد الفيلم ثم سيجده جالسا في مكتبه أو هنا يراقب البحر وينهي الأعمال المتراكمة عليه، ارتسمت ابتسامة مستهزئة على وجهه ليقول محدثا نفسه
-يبدو أنني فعلا لم أكن أشبهه بشيء
وهنا تهادى إلى سمعه صوت جونثان قائلا
-ماذا تفعل عندك؟
التفت الشاب إليه فيما تقدم هو ليقف بجانبه قائلا
-لقد قلبت باميلا المكان رأسا على عقب بحثا عنك
-هل حدث شيء؟
-كلا ولكنها كانت تريد ذهابك معها إلى الشركة
-لا أريد
وأدار نظره نحو المياه فقال جونثان باستغراب
-ماذا؟
-ينتابني شعور سيء جدا يا جوان، لا أدري لماذا ولكن لا شيء مما تخطط بام له سينجح وشعور داخلي لدي يقول أن الشركة لن تلبث أن تنهار عن قريب
-توقف عن هذا التشاؤم
-هذا ليس بيدي فأنا أحس بهذه الأفكار تفترسني منذ مساء الأمس
وهنا قال الشاب بتجهم
-الشخص الوحيد الذي يجب أن يفكر في التشاؤم الآن هو أنا فذلك الوغد روي مختفِ ولا أثر له حسب كريس
فأعاد ياسين نظره نحوه وقال
-ولكن لِم تتعامل آشلي مع شخص مثل روي وهو قاتل عائلتها
-لا أمتلك أي فكرة
-إن هذا مريب فعلا
-قد تكون هذه النقطة هي المريبة ولكن ما لا أفهمه هو كيف لم أتمكن أنا من توقع مثل هذا التصرف من آشلي وهو التصرف المتوقع منها
-هل تعتقد أنها قد نجحت في عملها؟
-أتريد الصدق؟
-أجل
فابتسم بثقة ليقول
-أجل
هذا الجواب بتلك النبرة الواثقة والراضية أدخل الراحة التي افقتدها الشاب منذ البارحة إلى روحه، فعلى الرغم من محادثته لباميلا إلا أنه لم يتمكن من النوم ولكن الأمر سيختلف الآن، نظر جونثان للشاب الواقف بجانبه ليقول باستغراب
أنت تقرأ
سلسلة الأسياد- الجزء الأول-الأسياد
Actionعندما تكتشف أن كل ما عشته حتى الآن في عالمك الوديع ليس سوى مجرد كذبة ملونة والأسرار التي تختبئ خلف ظهرك قادرة على أن تقلب حياتك مئة وثمانين درجة والأفكار التي كنت تعتنقها قادرة على أن تدفعك لتقود أكبر ثورة في تاريخك وليس تاريخك وحدك بل هو تاريخ ا...