تعذيب

480 31 2
                                    

اعتقد ان قصتي مؤسفة ، اعتقد اني هكون عبرة .. انا علي مشارف مصير مش عارف ايه هو  من مجانين ، اعتقد ان لو في كلمة تعبر عنهم غير مجانين كنت قولتها .. الحكاية بدأت لما مقدرتش اسوق سيارتي وانا خارج من البار كنت سكران ومش هقدر اركز في الطريق ، فتحت موبايلي وقررت اني اطلب Uber ..، كان الوقت متاخر والجو هادي ، بعد حوالي ١٠ دقايق لقيت عربية بتنور كشافها وتطفي ٣ مرات ، ايقنت انه ال كابتن وانه وصل ، دخلت العربية وقدمت التحية .. بص في عنيا من المراية وابتسم وهز راسه ، كان وضعه غريب ولكني مكنتش مهتم ! .. بعد دقايق معدودة جتلي مسج من التطبيق ان كابتن اوبر وصل المكان !! امال انا راكب مع مين ؟ كنت بحاول افوق نفسي من حالة السكر واشوف ايه ال بيحصل ، لقيت ان السائق ماشي في طريق مخالف لمنزلي تماما .. سالته بهدوء
- كابتن ده مش طريقي
-- الطريق ال انت طالبه لسه جي منه وفي زحمة كبيرة هاخدك من طريق اسرع ..
عرفت اني في ورطة كبيرة جدا ، واني يااما مخطوف من سارق او مختل ! حولت افتح الابواب ببطي مع كل هدوء للسيارة بس مقفولة باحكام ، مكنتش عايز اعمل اي حركات غبية تكشف اني عرفت اني مع شخص مخادع ، كنت بوهمه اني سكران واني مش مركز في ال هو بيعمله .. قولت اني لازم اتصل باصدقائي .. ولكن الحل ده مرجحتوش لان كلهم في الحانة وسكرانين ، مش هيفهموا الورطة دي ولو حتي فهموا فمش هيقدرو يعملوا اي حاجة وعشان كده جتلي فكرة متكشفنيش .. وهي اني اتصل برقم الطواريء واحاول انقذ نفسي بطريقة عقلانية .. مسكت موبايلي وعملت نفسي سكران واتصلت
-- الو ريجور انت فين ؟
-- معاك خدمة الطواريء اقدر اساعدك ازاي يافندم ؟
-- ريجور انا تعبان ..
-- مين ريجور ؟ حضرتك في حاجة معينة بتشتكي منها !! ..
- انا راكب اوبر بس اااا .. بس هو مش اوبر ماشي غلط ، بس انا مستمتع جدا ، هخلص واستناني عند البيت ..

قاطع المكالمة نظرت السائق وهو بيبتسم وبيقولي اقفل التليفون .. سمعت خدمة الطواريء بيقولي
-- انا فهمت .. متقفلش الموبايل وقولي انت في انهي طريق ..!
- ايوه هو ال فهمته ده انا تعبان .. انا مش عارف فين بس انا .. انا اكيد هيوصلني !
-- عارف عارف انك خايف متقلقش .. بس ارجوك متقفلش الموبايل ..

الموبايل مرة واحدة اتسحب مني .. فضل يسمع وهو بيبصلي !! .. هنا اكتشفت اني مفيش مفر واني لازم اصرخ واوجهه ، صرخت بس رش عليا حاجة خلتني افقد الوعي .. اخر حاجة شوفتها هي موبايلي وهو بيترمي ..!
لما فوقت لقيت نفسي في مكان غريب اشبه بسجن وناس بتزف قاعدة جمبي .. كان في شاب قاعد في ركن  وبينزف من رجله ومتعلق علي صدره رقم ٥٩.. قربت منه وقولتله
-- هو ايه ال بيحصل .. احنا فين ؟
بصلي وهو بيترعش وقالي ..
- انا دوري ال جي .. تفتكر ! تفتكر هخرج تاني !!
مكنتش فاهم ال بيحصل بس الوضع والخوف ال الناس في بياكدلي ان في حاجة غلط وان السائق ده بيعمل حاجة مش مفهومة .. بصلي وقالي
-- انا اتخطفت ، اتخطفت وبقيت من العبيد .. كلنا هنا عبيد لرغبتهم ال متوحشة !! انا مش عارف هيحصل فيا ايه انا خايف ..

بعدت عنه وانا خايف ، ومش عارف يعني ايه عبيد !! .. بعد ساعة جه اتنين واخده الولد ده .. كان بيصرخ ويبكي ، وبمجرد مخرج مسمعناش صوته تاني .. وبعد شوية دخل شخص تاني مقطوع الاطراف .. كان كل ال في الغرفة دي خايفين !! .. شخص تاني  كان بيتكلم في نصف الغرفة وهو بيقول .. كل ال هنا موتي بما فيهم انا ..! حتي لو نجيت من ال هيحصل فيك هتبقي طعام للكلاب !  قربت منه .. كان فاقد عنيه قولتله
- احنا فين ؟
ضحك وقالي .. ان احنا في منظمة بتاجر بالناس واننا لعب ، بيتحكم فينا ناس بتشوفنا من شاشات لابتوبات وبتدفع في مقابل انهم يشوفوا طرق تعذيب علي البشر !! صرخت وقولته
- ليه ..!!
صوتوا ارتفع من الضحك اكتر عشان يقولي جملة واحدة بس يطلع منها الاف الاوراق والابحاث قالي
- بيحبوا يستلذوا كده !!
كتبت قصتي كلها علي جدار الحائط بالجير .. سمعت صوت من الميكروفون بيقول رقم ٦٠ يستعد !! كلهم مرعوبين .. بقيت مرعوب مين رقم ٦٠ !!  ببص في ارقامهم مش لقيه .. بس لما بصيت علي صدري لقيته !! انا دوري الجي  تفتكروا !! تفتكروا  هخرج تاني ؟؟

حكايات العالم التالتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن