الحلقة الثالثة عشر

13.8K 389 12
                                    

الحلقة الثالثة عشر

أوصلها (يونس) وتوقف أسفل عقار منزلها واستعدت هى للنزول من السيارة فأمسك هو يدها ثم قال
-استنى هنا
حاولت التملص من يده ثم نظرت له وقالت
-أرجوك
ترك (يونس) يدها فتابعت هى
-عاوز ايه ؟!
-صدقينى انا ٠٠ انا مش عارف  المفروض اقول ايه بس انا مش بعتذر لحد فى حالة لو غلطت فيه يعنى مش عارف ليه بس انا صريح ومش مضطر استحمل حد مش حابه أو اعتذرله او ٠٠
قاطعته (آسيا) بنفاذ صبر
-انت عاوز تقول ايه ؟!
-انا آسف
رفعت (آسيا) أحدى حاجبيها وتأملته للحظات فلم يكن ذلك (يونس) المتغطرس الذى تقابله وتحدثه اندهشت من تحوله ذاك المفاجئ ولكنها قالت
-عن اذنك لازم اطلع دلوقتى
شعر (يونس) بالضيق لأنها تجاهلت آسفه هكذا فتلك هى المرة الأولى التى يعتذر بها لشخص وأنثى خاصة فوجدها تترجل من السيارة فترجل هو الآخر ثم قال
-(كارمه)
إلتفت له فقال لها وهو يمد يده بالمفاتيح
-مفاتيح العربية كنتى هتنسيها
-اه شكراً
أخذتها منه ثم أتجهت داخل العقار بينما ظلت عيناه معلقة عليها فلا يعرف سر اهتمامه بها حتى تلك اللحظة ٠٠
*****************
دلف (منصف) الصغير إلى غرفة (منصف) وجده مستلقى على الفراش وهو ينظر لأعلى فنظر له بحيرة ثم قال
-من ساعة ما جيت من بارة وشكلك مش عجبنى
-انت منمتش ليه مش وراك مدرسة !!
نظر له (منصف) الصغير بشك أكثر ثم قال
-هببت ايه مع الحتة
رفع (منصف) حاجبيه بعدم تصديق ثم قال
-حتة !! انت مش ممكن ابداً ايه الألفاظ دى يا زقرد انت
-انجز يا (منصف) شكلك عكيت الدنيا معها
زفر (منصف) بضيق ثم أعتدل من أعلى فراشه وجلس وهو يشعر بالضيق ثم قال
-ماهى بتتقمص بسرعة اعملها ايه ؟!
جلس (منصف) الصغير بجواره ثم قال
-الخلاصة فالإنجاز كده
ظل (منصف) يقص عليه كل شئ منذ أول لقاء لهما حتى ما حدث اليوم فرفع (منصف) الصغير حاجبه بأستنكار ثم قال
-وانت مردتش تقولها انت جايب الفستان ليه ؟! ايه مشكلتك لو ريحتها وقولتلها
-عشان اتكسفت يا (منصف) هقولها ايه !! معرفتش اقولها شئ
-طب وانت جايب الفستان ليه من اصله وانت عارف انها مش محجبة ؟!
-عشان هى جميلة ٠٠ جميلة اووووى يا (منصف) وبضايق بضايق لما بتلبس شئ بيبين أى شئ منها بس ٠٠ بس انا مليش انى ادخل فى ده دى حياتها وهى حرة بس ٠٠ بس عندى امل انها تلبسه حاسس انها هتبقى بريئة اكتر وهيليق عليها ولو ملاقش عليها مش مشكلتى انا مش عاوز حد يشوف شعرها او جزء من جسمها انا طبعى كده
ابتسم (منصف) ثم قال
-وكنت مضايق ليه انك بتوصلها ؟!
-ع٠٠ عشان مش صح ان امشى معاها كده ومفيش شئ رسمى بينا و ٠٠
قاطعه (منصف) قائلاً
-مانت رقصت معاها ده اكتر من انك توصلها ؟!
ارتبك (منصف) قليلاً ثم قال
-ك٠٠ كانت غلطة لحظة تهور منى اتغاظت لما شفتها بتبص ع واحد تانى
ابتسم (منصف) الصغير ثم قال
-شكلك واقع لشوشتك يا خالو
زعق (منصف) فى وجهه
-امشى ع اوضتك
فذهب (منصف) الصغير خارج غرفته بينما استلقى (منصف) على الفراش مرة آخرى وهو يشعر بالضيق من نفسه حتى غلبه النعاس ٠٠
بعد منتصف الليل استيقظ الصغير فى غرفته  ثم قام بالمشى ببطئ نحو غرفة (منصف) وقام بفتح الباب بهدوء شديد ثم نظر داخل الغرفة وجده نائم على الفراش ابتسم بخبث ثم اقترب منه بحذر شديد حتى اخذ الهاتف من اعلى (الكوميدينو) المجاور لفراشه ثم ابتعد عنه وجلس فى ركن بعيد بالغرفة وقام بفتح (الفيس بوك) الصفحة الخاصة ب (منصف) وبحث عن الصفحة الشخصية ل (هايا) من حساب والدته ثم قام بأضافتها من الصفحة الشخصية ل (منصف) وفتح المحادثة بينها وبين (منصف) وظل يفكر قليلا حتى كتب
(أنا آسف
عارف انى كنت قليل الذوق معاكى بس صدقينى انا خايف عليكى ولو حابة تعرفى انا جبتلك الفستان ليه جبته عشان حابب فعلا انك تلبسيه بضايق لما بشوفك لابسة كده بس مليش حق اتكلم فمعرفتش اقولك ايه
انا آسف مرة ثانية)
أرسل لها ما قاله له (منصف) بأختصار شديد ثم وضع الهاتف مرة آخرى مكانه بحذر شديد وعاد مرة آخرى إلى غرفته ٠٠
*******************
فى صباح اليوم التالى ٠٠
ذهبت (برنسيس) إلى محاضراتها ولكنها كانت تشعر بتوتر كبير فتلك المحاضرة سيكون بها ذلك الوغد (سمير) لذا ظلت تفكر أمام (الكافتريا) الخاصة بالجامعة لاحظ (فاروق) وجودها على بعد فأبتسم على هيئتها ثم قرر أن يذهب تجاهها عندما  وصل إليها جلس بجوارها وهو يقول
-مالك بتفكرى فى ايه ؟
ميزت صوته ورفعت وجهها لتراه فأبتسمت له بلطف ثم قالت
-انت ليه مش فى المحاضرة ؟ المفروض هتبتدأ كمان خمس دقايق
-لا مفيش محاضرة
قطبت هى حاجبيها بعدم فهم فتابع هو
-مش معقول هيجى وهو متخرشم ومتكسر فيه ايده ورجله ضربته انا وواحد صاحبى لاقناه راجع بيته سكران ومش مركز اصلاً ونبهت عليه انه لو قربلك او قرب لأى بنت تانية هموته
نظرت له وهى لا تصدق
-انت بتكلم بجد ؟! ا٠٠ انت عملت ايه ؟!
-جبتلك حقك يا (برنسيس) معملتش اكتر من كده
شعرت هى بسعادة كبيرة ثم نظرت له بعدم تصديق وقالت
-بجد ؟ انت عملت ده عشانى
هز رأسه بالإيجاب فلم تشعر بنفسها إلا وهى تلقى بنفسها فى احضانه شكراً وامتناناً لما يفعله بها ابتلع هو ريقه ثم ابعدها عنه بلطف وقال
-مينفعش كده يا (برنسيس) ٠٠ انا وعدت ربنا انى مش هعمل شئ يغضبه فيكى عشان بحبك بجد ٠٠ منكرش انى حضنتك المرة اللى فاتت وغلطت فده بس ده مش معناه انى هستحلى الموضوع
شعرت (برنسيس) بالخجل من نفسها ثم قالت وهى تضع شعرها خلف اذنها
-ب٠٠ بس انا مكنش قصدى حاجة وحشة ٠٠ قصدى أشكرك نيتى مش وحشة
ابتسم (فاروق) عليها ثم قال
-الحرام هيفضل حرام حتى لو النية سليمة
-مش فاهمة
-يعنى انا منفعش اسرق من واحد حرامى لمجرد انه حرامى
هزت رأسها اقتناعاً بكلامه ثم قالت
-معاك حق
ابتسم هو عليها ثم تابع
-انا مش هاجى اخطبك
رفعت هى عيناها بعدم فهم لحديث ذاك منتظرة أن يكمل حديثه بإهتمام فتابع هو
-يعنى اسلوبى كان غلط معاكى مينفعش اجبرك ع الخطوبة انا فعلاً حاسس أن فى حاجة جواكى مش مظبوطة بس اليوم اللى هتيجى تقوليلى فيه ع كل شئ أو حتى تقولى انك متقبلانى او متقبلة حبى هو اليوم اللى هتقدملك فيه لكن مش عاوز اجبرك ع شئ انتى مش عاوزه
لم تكن تعلم (برنسيس) لما شعرت بالضيق هكذا من حديثه فهى بالفعل قد اقتنعت بأنه غير الرجال التى قابلتهم فنظرته لها مختلفة ولكن لا تستطيع أن تقول شئ هى فقط تشعر بذلك إنما حب ومشاعر مثلما يحبها (فاروق) لا تعرف أن كانت تكن له تلك المشاعر أم لا لذا قالت ببرود
-زى ما تحب
نظر (فاروق) فى عينها فهو ينتظر منها أن تقول له أى شئ أو تلمح ولو تلميحاً بسيطاً بأنها تتقبله لكنه وجدها تنظر للأتجاه الآخر غير عابئة بوجوده اخذ نفس عميق ثم حدث نفسه قائلاً
-لو هموووت عليكى مش هغصبك ع شئ انتى مش عاوزه ولو اضطريت اجوزك لواحد تانى حتى
ثم نهض من على مقعده وابتعد عنها بعيداً شعرت هى بأنه قد رحل فصمتت وظلت تفكر فى حديثه ٠٠
*****************
وصلت (هايا) إلى الجامعة وأتصلت ب (أصالة) التى اخبرتها انها ستصل بعد قليل فهى قد استيقظت متأخرة عن موعدها فقررت (هايا) أن تعبث بالهاتف قليلاً لذا فتحت موقع (الفيس بوك) للتواصل الأجتماعى فوجدت طلب صداقة فتحته لتجده من (منصف) زمت شفتاها بضيق قليلاً وظلت تفكر قليلاً لكن بالنهاية قبلته فوجدت رسالة قد وصلت على الفور قامت بفتح الرسالة وظلت تقرأها مراراً وتكراراً ووجدت نفسها تبتسم لا ارداياً وعلمت انه قد ارسلها مساءاً فأرسلت له رسالة هى الآخرى
(خلاص مش زعلانة منك )
ابتسمت وهى تلعب فى خصلة شعرها ثم قالت محدثة نفسها
-وهفكر فى الفستان
********************
بينما كان (يونس) بمكتبه يفكر هل أتت (آسيا) اليوم للعمل أم لا قرر أن يذهب لمكتب (أنس) وقبل ان يدلف للداخل وقعت عيناه على (آسيا) وهى جالسة على مكتبها وتعمل شعر بشعور جديد عليه شعور لم يشعر به قط لذا دلف للداخل ثم جلس على المقعد المقابل لمكتبها ووضع يده اسفل وجنته وقال مسبلاً عيناه
-صباح الخير
رفعت هى نظرها له وزمت شفتاها وقالت بضيق
-وبعدين معاك يا (يونس)
شعر بصفير فى أذنه فتلك المرة الأولى التى تقول له اسمه فدوماً تخاطبه ب (أنت) لكن ان يستمع لموسيقى ولحن اسمه منها لم يحدث فوضع يده على قلبه وقال بطريقة تمثيلية
-انتى قلتى ايه ؟ (يونس) يا خراابى
ابتسمت (آسيا) على أسلوبه ذاك ثم قالت
-انت مجنون
-طب ما تقوليلى واحدة يا كابو
نظرت له وهى لا تعرف ما اصاب ذلك المجنون فأسلوبه معها قد تغير فقالت بلهجة جدية
-عاوز ايه سبنى اشتغل واشوف شغلى
-طب جربى كده قوليلى يا كابو
-وبعدييين
-خلاص يا ستى طب واحدة تانية يا (يونس)
-انت ايه حكايتك ؟!
-مش عارف
نظرت له وهى لا تفهم شئ ثم قالت
-امشى من هنا ٠٠ شوف انت رايح فين ؟!
نهض (يونس) ودلف لمكتب (أنس) بينما وضعت (آسيا) القلم الذى تكتب به فى فمها بتفكير وقالت
-هو اتغير كده ليه ؟!
صمتت قليلاً ثم قالت
-يكونش !!
ثم هزت رأسها نافية تلك الفكرة السخيفة من رأسها وهى تقول
- لالا مش معقول
ظلت تعمل وجدته بعد دقائق قد خرج من مكتب (أنس) وهو يقف خلف باب مكتب (أنس) لاحظت (آسيا) نظراته تلك فرفعت رأسها وجدته ينظر لها هائماً ضيقت عينيها بعدم فهم ولكنها نظرت مرة آخرى للملف الذى أمامه فأتجه (يونس) نحو باب المكتب ليخرج فقررت هى اختباره قليلاً وقالت بصوت رقيق
-(يونس)
وجدته عاد مسرعاً وجلس أمامها وهو يقول
-يا نعم
ابتسمت قليلاً وقد تأكدت من شكوكها أن كان يحبها أم لا فهذا لا يشكل فارق معها ولكنه على الأقل مهتم بها مهتم بوجودها فى حياته كأنثى لذا قالت
-ابقى قول للأوفيس بوى يجبلى قهوة ٠٠ ممكن ؟!
هز رأسه بالإيجاب ثم اتجه نحو الخارج فأبتسمت هى بمكر وهى تضع القلم بفمها ثم قالت
-شكلها هتحلو وهعرفك قيمتك كويس يا (يونس) يا ابن (علام) ٠٠ هاخد حقى منك تالت ومتلت ٠٠
********************
استيقظ (منصف) بعد الظهيرة وذهب إلى المطبخ لكى يعد له كوب من القهوة ثم دلف إلى شرفة غرفته لكى يشتم رائحة الهواء ولكنه أستمع إلى صوت هاتفه فذهب كى يرى من يتصل به الآن اخذ الهاتف ليرى أن صديقه يتصل به فأجاب مسرعاً
-وحشنى يا (زياد) ٠٠ عامل ايه ؟
-انت فين يا ندل مش قلنا هنتقابل اول ما ترجع
-انا لسه راجع امبارح وبايت عند اختى
-اهااا ٠٠ ماشى يا سيدى خلاص نخرج النهاردة انا وانت (مازن) فى المطعم إياه
-تمام اووى بعد المغرب نتقابل
أغلق الهاتف معه ووجد رسالة على تطبيق (الفيس بوك) ففتحها ليتفاجئ بأسم (هايا النجار) ووجد انه قد أرسل رسالة لها وقد بعث لها طلب صداقة اتسعت عيناه بعدم تصديق ثم جز على أسنانه وهو يقول
-(منصصصصصف) ٠٠ إما وريتك يا كلب
ولكنه جلس على مقعد بالشرفة وظل يشاهد صورها الشخصية  على صفحتها وهو هائماً وضع يده أسفل وجنته حتى وجد صورة لها بالقرب من ذلك الشاب الذى كانت ترقص معه شعر بضيق شديد وإلقى بالهاتف على المنضدة التى أمامه بضجر شديد ونظر مرة اخرى وهو جالس على حديقة المنزل حتى استمع إلى صوت رسالة ففتحها ليجدها من (هايا)
(مساء الخير)
ارسل هو رسالة وهو يشعر بالضيق منها
(مساء النور)
نظرت (هايا) لتلك الرسالة على الجهة الآخرى وقد شعرت بالضيق لانه لم يبدء معها أى حديث لذا قررت ان تبدء هى وأرسلت
(انا عاوزة اقولك ع حاجة )
(خير)
(انا فعلاً بفكر فى الفستان من ساعة الرسالة)
(كويس)
شعرت بأن ردوده بها خطب ما فأرسلت له
(انت اضايقت عشان كلمتك ؟)
اعاد هو النظر سريعاً إلى المحادثة وشعر بأنه جاف معها لذا أرسل
(لا ابداً ٠٠ بس ممكن اسئلك سؤال وطبعا ليكى الحرية تردى او مترديش)
(اه ممكن اتفضل اسئل)
(مين الشاب اللى كنتى بترقصى معاه يوم عيد ميلادك اللى يعنى اعتقد انتى معجبة بيه)
قرئت (هايا) الرسالة وشعرت بالضيق لتذكرها ل (يونس) ومعاملته الجافة لها لم تكن تعرف بماذا عليها أن تجيب شعر (منصف) بأنه تدخل فيما لا يعنيه فأرسل لها مسرعاً
(واضح انى أدخلت فى شئ ميخصنيش بعفيكى من الأجابة)
ابتسمت (هايا) على اجابته تلك فأرسلت له
(عارف انا بحس لما بتكلم معاك انى بتكلم مع شاب چانتى كده يتقال عليه (عمر الشريف) او مثلاً (كمال الشناوى) ليه كبرت الموضوع كده)
(تقصدى انى قديم واسلوبى قديم)
(الشاب ده يبقى ابن خالتى ومتربى معانا مش هكدب عليك اه كنت بحبه ولسه فى جوايا مشاعر ليه بس هو اتكلم معايا وقالى اننا اخوات ومستحيل نرتبط ببعض ٠٠
بالمناسبة اسلوبك القديم ده انا حباه <3 )
قرأ (منصف) الرسالة جيداً شعر بمشاعر مختلطة هو سعيد لأن ذلك الابله لا يكن مشاعر ل (هايا) ولكنها مازالت تحبه ولكن كونها قد صارحته بما فى قلبها فهذا مؤشر جيد ذلك القلب الأحمر الذى أرسلته له بجانب انه يعجبها اسلوبه جعل قلبه يدق كثيراً وقبل انا يجيب وجدها تكتب رسالة آخرى
(معلش لازم اقفل دلوقتى ٠٠ الدكتور دخل القاعة وعليا محاضر ٠٠
بااااى <3 )
ابتسم مرة آخرى ودق قلبه مرة ثانية ثم أرسل لها
(مع السلامة)
وظل يفكر فى تلك المجنونة التى خطفت قلبه منذ أن ألتقى بها هو لن ينكر انه زعق بوجهها اول مقابلة لهما خوفا عليها فقد شعر انها طفلة اخطئت وعليه ارشادها للصواب ٠٠
***********************
جلست (آسيا) تتابع اعمالها حتى دخل عليها رجل لم تعتاد رؤيته من قبل وقال لها
-عندى ميعاد مع مستر (أنس) ؟
نظرت له (آسيا) بأندهاش فتلك المرة الأولى التى ترى فيها ذلك الشاب لذا قالت
-اقوله مين ؟!
-(رأفت منصور)
شعرت (آسيا) بالغرابة من شكله ذاك ولكنها قررت أن تذهب إلى الداخل لتخبر (أنس) بوجوده طرقت باب المكتب من ثم فتحته ثم قالت
-فى واحد يا فندم اسمه (رأفت منصور) عاوز يقابلك
اصطنع (أنس) الأهتمام ثم قال
-دخليه بسرعة يا (كارمه) ومتخليش حد يدخل علينا
ابتسمت (آسيا) بهدوء ثم خرجت من المكتب لتدخل (رأفت) للداخل فدلف هو للداخل بينما ظلت (كارمه) ذاهبة آتية فى غرفة مكتبها تود ان تعلم عن ماذا يتحدثون فمنظر ذلك ال (رأفت) يشعرها بالغرابة لذا قررت أن تقترب من باب غرفة مكتب (أنس) بهدوء لكى تستمع إلى حديثهم أستمعت إلى القليل من الكلمات ولكن ما فهمته أن فى نهاية ذلك الشهر سيتم استلام شحنة جديدة عبر طريق السويس وعندما وجدتهم يتحدثون فى أمور آخرى ذهبت لتجلس على مكتبها وهى تفكر فى أمر تلك الشحنة !! ٠٠
*******************
بينما كان (مراد) فى غرفته يجلس بجوار (شروق) يتناولون طعام الغداء حتى نظرت له (شروق) وهى تبتسم
-لحد امتى هتفضل تدلعنى الدلع ده كله بقى ؟!
ابتسم (مراد) ثم أمسك يدها وقبلها وهو ينظر لها هائما
-لحد اخر يوم فى عمرى
ابتسمت وهى تنظر له بحب ثم قالت
-حددت ميعاد السفر عشان العملية  ؟!
-اه يا حبيبتى نهاية الأسبوع ده إن شاء الله
هزت رأسها بالإيجاب ثم قالت
-ممكن اروح لماما النهاردة بليل
هز رأسه بالإيجاب ثم قال
-اومراك يا حبيبتى
**********************
بينما قد وصل (منصف) الصغير من المدرسة فذهب (منصف) لغرفته وأغلق باب الغرفة فحينما رأه الصغير ركض فى أحدى زوايا الغرفة فإلتف له (منصف) وهو يقول
-بقى انت انت يا حتة عيل تاخد تليفونى وتبعتلها رسايل
-جرى ايه يا مو ما تهدى كده وتصلى ع النبى ده انا حتى عاوز مصلحتك
-عليه أفضل الصلاة والسلام ٠٠ بس مش هسيبك انا هوريك عشان تمسك تليفونى تانى
ثم ركض نحو وأمسكه من اعلى (التيشرت) الخاص به وهو يقول
-بتمسك تليفونى ليه ؟!!
-يعنى بذمتك يا مو مش لاغيت الحتة واتبسطت كده
تركه (منصف) وهو يكاد أن يمسك رأسه وهو يقول
-انا نفسى اعرف انت طالع كده لمييين محدش فينا كده ؟!
-يا مو دى البت معجبة بيك ٠٠ كانت امبارح طول القعدة تبصلك من تحت لتحت ويا بخت من وفق راسين فى الحلال
ابتسم (منصف) لا ارادياً حينما استمع إلى أنها معجبة به فشعر الصغير بسعادته وقال
-روح كلمها كده واسئل عليها لحد امتى هفضل اعلمك
-متمسكش تليفونى فاااهم؟
فغمز له الصغير بعينه اليسرى ثم قال
-شكل السنارة غمزت وموبايلك هيبقى كله اسرار
شعر (منصف) بألم فى رأسه من حديثه مع ذلك الصغير فترك له الغرفة وانصرف ٠٠
*******************
عادت (هايا) من الجامعة وهى تفكر فى حديثها مع (منصف) امسكت الهاتف الخاص بها لتقرأ المحادثة التى حدثت  بينها وبينه وهى تبتسم كانت معها (أصالة) بغرفتها ولاحظت ابتسامات (هايا) تلك  فقالت لها بمرح
-شكلك مش طبيعى من الصبح كده ليه !! وعمالة تبصى للفون كل ثانية
وضعت (هايا) شعرها خلف اذنها ثم قالت
-هقولك بس هروح اعمل لينا اتنين عصير فريش واجى احكيلك ع رواقة
-اوووكيه
جلست (أصالة) على الفراش الخاص ب (هايا) ثم امسكت هاتفها وأرسلت ل (أنس)
(انا فى البيت رجعت من الجامعة مع (هايا) )
كان (أنس) فى تلك اللحظة فى سيارته الخاصة وأمامه السائق الخاص به قرأ رسالة (أصالة) وظهرت على وجنته ابتسامة وما أن وصل إلى المنزل حتى طرق باب غرفة (هايا)  فقد كانت عادت للغرفة بعد عمل العصير فسمع صوتها من الداخل
-ادخل
فتح (أنس) باب الغرفة فوجد (هايا) وبجانبها (أصالة) فنحدثت (هايا) قائلة
-فى حاجة يا ابيه
تنحنح (أنس) قليلاً ثم قال
-ابداً يا حبيبتى وحشتيني بس قلت اجى اشوفك
قال كلمته تلك وهو ينظر ل (أصالة) التى كانت تشعر بالخجل من وجوده
ابتسمت (هايا) ثم قالت
-انت كمان وحشتينى اووووى يا ابيه
ابتسم (أنس) ثم قال
-ماشى هسيبكوا تذاكروا شوية ووقت الغدا هقولكوا
ثم خرج من باب الغرفة وكانت (أصالة) تتطالعه هائمة وعندما اغلق باب الغرفة ابتسم ثم امسك هاتفه وارسل لها
(امسحى الروچ ده ٠٠ متحطهوش تانى وانتى خارجة)
عندما وصلت الرسالة ب (هايا) زمت شفتاها وحدثت نفسها قائلة
-يعنى انا حطيته عشانك وانت رخم ٠٠ ومتسلط برده
*****************
فى السادسة مساءاً ذهبت (شروق) مع (مراد)  إلى والداتها بعد أن اخبرتها (شروق) عبر الهاتف أنها آتية لتجلس معها عندما وصلت إلى المنزل فتحت لها الخادمة الباب فأحتضنتها (شروق) ثم قالت
-دادة (شكرية) ٠٠ وحشتينى اوووى وحشتينى جدا
-انتى اكتر يا بنتى ؟! عاملة ايه وايه اخبارك عرفت انك جيتى من السفر من كم يوم ؟
-اه يا دادة بس لما جيت حضرتك مكنتيش موجوده ٠٠ بس مبسوطة اوووى انى شفتك المرة دى
ابتسمت لها (شكرية) ثم دلفت (شروق) مع (مراد) إلى الداخل فقالت (شروق)
-هى ماما فين ٠٠ فى اوضتها اطلعلها ؟!
شعرت (شكرية) بالضيق والحزن على تلك الصغيرة لذا قالت
-م٠٠ معلش يا بنتى ٠٠ ا٠٠ اصل فى واحدة صاحبتها محتاجها فهى راحت عشان تقابلها ب٠٠ بس زمانها جاية هى قالت مش هتتأخر
تجهم وجه (شروق) وشعرت بالحزن فشعر بها (مراد) مجرد أن رأى ملامح وجهها لذا أمسك يدها وقال
-هنقعد نستناها شوية مفيش مشكلة مش كده يا (شروق)
نظرت (شروق) نظرة منكسرة إلى (مراد) قد جعلت قلبه يتألم وهو يراها كذلك ثم قالت
-ا٠٠ اه اه طبعاً
ثم دلفوا للداخل وجلسوا سوياً ينتظروا حضور والداتها ظل يمر الوقت ببطئ شديد وكل مرة تشعر (شروق) بالحزن أكثر ولكنها لم تكن تريد أن تجعل (مراد) يشعر بحزنها وعندما دقت الساعة الحادية عشر نهضت (شروق) من مقعدها ثم قالت
-يلا يا (مراد) نمشى من هنا
-ب٠٠ بس لسه انتى مشوفتيش مامتك وبعدين لسه بدرى الوقت متأخرش
ابتسمت (شروق) بسخرية ومرارة على حالها ثم قالت
-ارجوك يا (مراد) جالى صداع شديد ومحتاجة ارتاح
نهض (مراد) من مقعده ثم قال
-زى ما تحبى يا حبيبتى
ثم ودعوا المربية (شكرية) وذهبوا نحو الخارج فى السيارة حاولت (شروق) أن تتحكم فى حزنها الذى تشعر به فليس ذنب (مراد) ابداً ما يفعله اهلها فلا احد منهم يهتم بها دفنت تلك الدموع الحبيسة شعر (مراد) بحزنها ذلك فلام نفسه أكثر من مرة لأنه استمع إلى حديثها لكى تنزل إلى مصر فوالديها لا يهتموا بها ابداً لذا حاول اخراجها من ذلك الحزن وقال
-ايه أيك نتعشى سوا فى مكان هادى
صمتت (شروق) ولكنها هزت رأسها بالإيجاب وقالت بهدوء
-ماشى
اتجه بهما نحو مطعم هادئ وذهبوا ليتناولوا العشاء فى ذلك المكان الهادئ حاولت (شروق) كتم كل الحزن الذى تشعر به وارغمت نفسها على الأبتسام فى وجه زوجها الذى تعشقه فهو يفعل كل ذلك من أجلها وبعد ان انتهوا ذهبوا عائدين للمنزل وحاول (مراد) ان يمزح معها كثيرا كى يجعلها تبتسم وبالفعل جعلها تبتسم أكثر من مرة ٠٠
صعدوا غرفتهم من ثم حملها (مراد) ووضعها برفق على الفراش ثم قال
-تؤمرى بشئ تانى
ابتسمت له ثم قالت
-ده ايه الرضا ده والدلع ده هتخلينى اخد عليه
-وقال يعنى انا مش بدلعك بما فيه الكفاية
-انا بحبك اوووى يا (مراد)
-وانا بموت فيكى يا قلب (مراد)
ثم ابدل ملابسه وهى الاخرى وصعدوا على الفراش لكى يناموا سوياً انتظرت (شروق) حتى نام (مراد) وذهب فى نعاس ثم ذهبت إلى خزانتها حيث البوم صورها واخرجت منه الألبوم الذى يخص صور طفولتها فلم يكن احد يتصور معها سوى مربيتها (شكرية) بالكاد لديها صور مع والدايها وجدت الدموع تنهمر من وجنتيها دون أن تشعر وهى تتذكر كيف اهملوها وعندما تزوجت من (مراد) لم يهتموا بها أو يسئلوا عليها ابداً شعرت بأنها تريد ان تخرج كل ما فى صدرها لذا بكت وبكت حتى شعرت بضيق تنفس ظلت تسعل وهى لا تستطيع أن تأخذ انفاسها استمع (مراد) إلى صوتها فقتح عيناه ليراها تختنق وتسعل بشدة وهى تبكى فأتجه نحوها مسرعا وأمسكها ليقول
-(شروق) (شروق) فيكى ايه ؟! ردى عليا
لم تكن (شروق) تشعر بأى شئ سوى انها لا تستطيع التنفس وفجاءة خارت قواها نظر لها (مراد) وهى بين يديه هكذا بصدمة وظل يحاول ايفاقتها بلطف وهو يقول
-(شروق) ٠٠ (شروق) انتى حاسة بأيه
لم يجد منها أى رد فوضع يده على فمها وانفها كى يتحسس أن كانت مازلت تتنفس ام لا ولكنه لم يجد أى نفس فأخذها بين احضانه رافضاً أن يستمع لشكوكه تلك ولكنه أسرع تجاه الهاتف ليتصل بالطبيب الخاص لها هنا ٠٠

الكابوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن