الحلقة التاسعة عشر

11.4K 380 14
                                    

الحلقة التاسعة عشر

انتظر (يونس) أن يسمع حديثها بشغف فهو يريد أن يعلم رأيها به ولكنه وجدها تكرر بسخرية
-بتحبنى !! انا !! ٠٠ اللى شبه الرجالة ؟!
أبتلع (يونس) ريقه ثم قال
-(آسيا) ٠٠ د٠٠ ده كان قبل ما اعرفك كويس انا رأيى دلوقتى مش كده خالص ولو عاوزة تفضلى ع استايلك اللى بتحبى تمشى بيه انا معنديش مانع انا محبتكيش عشان شكلك ولا ٠٠
بتر حديثه ذلك عندما وجدها تبتسم غير مبالية لحديثه ذاك ابداً فقالت
-نعم !! محبتنيش عشان شكلى !! انت من ساعة ما شفت صورتى فى العربية وانت بتبصلى يعنى بطريقة مختلفة ابتدت الطريقة تختلف شوية بشوية لحد ما قررت انى ابقى من البنات بتوعك تتسلى يومين تلاتة شهر شهريين وبعدين فى الأخر نهايتى زى نهاية أى بنت فى حياتك ٠٠ انا ٠٠ انا عمرى ما هكون كده فااهم ؟! ٠٠ عمرى ما هبص لراجل زيك ابداً
ثم ضمت اصبعها الشبابة فوق الابهام ليشكل فارق بينهم صغير وتابعت
-شكله فى عينى يدوب اد كده ٠٠ ميملاش عينى من اصله ٠٠ ولمعلوماتك انا كنت عارفة من الاول انك انت اللى بتبعت الهدايا والجوابات وشجعتك شجعتك تقولى عشان اشوف المنظر اللى شايفاه دلوقتى فى عينك ٠٠ من اول يوم قابلتك وانا مش طايقاك ولا طايقة وشك مضطرة اتعامل معاك وبس لكن دى مش رغبتى انت اصلاً متعرفش الحب وانا قررت انساه بس حبيت ارد كرامتى اللى انت كنت بتتسلى بيها من يوم ما عرفتك هنتنى  قدام اختى وصاحبك بينى وبينك ومع موظفات الشركة وكنت بتقول انى راجل ومش ست اصلاً ٠٠ طب يرضيك ترتبط براجل !! ٠٠ يرضيك انا ارتبط براجل انا ارجل منه
اتسعت اعين (يونس) من حديثها ذاك فلم يكن يتخيل انها حتى سترفضه بتلك الطريقة المهينة كان قلبه ينزف حقاً يبكى دما بأستهزئها به لم يكن عليه سوي أن يضع النقود للنادل على المنضدة ويترك لها المطعم بما فيه ثم خرج خارج المطعم واتجه نحو سيارته ليقودها بسرعة جنونية ٠٠
إما عن (آسيا) ظلت صامتة بعد أن رآت ذلك الانكسار الذى رأته فى عينه ثم اخذت حقيبتها هى الآخرى لتذهب إلى المنزل ٠٠
قادت سيارتها وبعد نصف ساعة وصلت للمنزل ركضت نحو غرفتها حتى لا يراها أحد بالمنزل ودخلت حيث غرفة القط الخاص بها (بهبورى) أغلقت باب الغرفة عليهم جيداً ثم اطلقت العنان لدموهها الحبيسة تلك وجدت القط نائم على فراشه الصغير فأتجهت نحو المرآة التى بالغرفة وظلت واقفة وهى تنظر لدموعها التى تسيل دون أن تعرف لما تبكى بالأصل ؟!
هو من بدء هو من افتعل ذلك هى فقط اخذت حقها منه لقد اهانها آلاف المرات وحين سنحت لها الفرصة أخذت حقها منه ثم حدثت نفسها أمام المرآة كأنها تتحدث إلى شخص آخر
-انتى ايه اللى هببتيه ده
-معملتش حاجة ٠٠ معملتش غير المفروض كان لازم اعرفه أن بنات الناس مش لعبة ومش كل واحدة هيعرف يضحك عليها هو ميعرفش الحب اصلاً وانا انا محبتش إلا (عزت) اصلاً مستحيل أحب (يونس) و ولا (عزت) يستاهل ولا (يونس) كمان يستاهل كلهم زفت وكلهم قرف كلهم بيطلعوا عقدهم عليا كلهم لما بيشوفوا بنت حلوة مش بيحبوها تقع من تحت أيديهم من غير ما يحطوا ايديهم عليها بالذات اللى اسمه (يونس) ده
مررت يدها فى خصلات شعرها ثم جلست على أقرب مقعد وقالت
-بس انا جرحته ٠٠ كلامى كان جارح اووى ٠٠ انا عمرى ما جرحت حد كده
وجدت نفسها تمسح دموعها ثم تقول وهى تهز رأسها نافية
-يستاهل ماهو ياما جرحنى ولا هو حلال ليه وحرام عليا ٠٠
*****************
انتهت (برنسيس) من المحاضرة الوحيدة فى اليوم لديها التى كانت من الرابعة عصراً حتى السادسة مساءاً وتوجهت حيث السائق المسئول عن إيصالها للمنزل ولكنها وجدت أحدهم يمسك يدها مانعاً إياها من الذهاب لم تشعر بالخوف فقد شعرت بأنه هو (فاروق) إلتفت لكى تنظر له ثم قالت
-عاوز ايه ؟!
ابتسم ثم قال
-مبقتيش تخافى منى ؟!
هزت رأسها نافية ثم قالت
-السواق مستنينى هناك يلا عشان اروح
-والسواق ده عنده اد ايه ؟!
ابتسمت دون أن تشعر ثم قالت
-ده راجل كبير فى السن ٠٠ عاوز ايه يا (فاروق) ؟!
نظر لها هائماً فى عينيها الخضراء ثم قال
-لسه زعلانة من امبارح ؟!
زمت شفتاها وهى تتذكر تلك التى تدعى (ياسمين) ثم قالت
-هى واخدة عليك كده ليه ؟!
-هى باردة وجريئة وانا مبحبهاش
-مش عاوزاك تقعد معاها تانى
-هى صاحبة صحابى ٠٠ اعمل ايه طيب ؟!
-معرفش اتصرف ٠٠ وصحيح
-خير ؟
-امسحها عندك من ع الفيس
ابتسم (فاروق) قليلاً ثم قال
-ينفع اقابل ابوكى طيب ؟!
رفعت أحدى حاجبيها ثم قالت
-ليه ؟!
-عاوز علاقتنا تبقى رسمى ولا انتى ايه رأيك ؟!
احمرت وجنتى (برنسيس) ونظرت لأسفل ثم قالت
-بس مرات اخويا لسه ميتة وصعب يبقى ٠٠
قاطعها قائلاً
-مش عاوز غير دبلتين عشان اتكلم معاكى بحرية لا فرح ولا خطوبة دبلتين بس
ابتسمت قليلاً ثم هزت رأسها بالإيجاب وقالت
-هبعتلك رقم بابى  لما اروح ع الماسنچر ٠٠ باى بقى
ثم سارت باتجاه السيارة بسعادة بينما كان (فاروق) يشعر بأنه فى سعادة لم يشعر بها أحدهم من قبل ابتسم قليلاً وقرر أن يتصل ب (يونس) حتى يزف له ذلك الخبر السعيد أمسك الهاتف وأتصل به العديد من المرات ولكن دون جدوى فخمن إنه ربما فى منزلهم مع (محمد) فقرر العودة إلى المنزل ٠٠
****************
كان قد وصل (يونس) بسيارته إلى القاهرة ووقف بالسيارة أمام نهر النيل ينظر إليه وهو يتذكر حديث (آسيا) عنه عاد برأسه للخلف وهو مغمض العينان ونزلت من أحدى عيناه دمعة حبيسة وهو يتذكر كل كلمة قالتها له فالفتاة الوحيدة الذى أحبها من قلبه لا تراه رجلاً بالأساس شعر بمشاعر كثيرة ولكنه دفن حزنه داخله فهو يستحق يستحق كل ما قالته فمنذ أن قابلها وهو كان يهنيها كان يظن أن افعاله الاخيرة ستجعلها تسامحه وتتقبله لتعيش معه ولكن كل ذلك كان وهم فى رأسه ليس له أى اساس من الصحة فهى لم تنسى حتى هى لن تتقبله ابداً فأى فتاة تحلم بشاب لا يكون لديه علاقات نسائية متعددة ابتسم بسخرية على حالته المزرية تلك فكل ما كان يتباهى به اصبح يمقته بشدة صحيح إنه لم يفعل الزنا مع أى فتاة ولكن لم تكن علاقاته تلك بريئة أيضاً مسح وجهه بكف يده وهو يحاول أن يكظم غضبه ذلك استمع لصوت هاتفه وسط كل تلك الافكار التى برأسه فقرر أن يغلقه فهو ليس بحاجة أن يجيب على شخص ما الآن ٠٠
********************
بعد أن وصل (فاروق) إلى المنزل ولم يجد (يونس) أتصل به فلم يجده يجيب أيضاً شعر بالغرابة فأتصل بشقيقه الذى كان فى طريقه عائد من العمل فأجابه وأخبره إنه لم يرى (يونس) منذ الصباح ولا يعلم عنه شئ فشعر (فاروق) بالقلق فأتصل به مرة آخرى وجد هاتفه مغلق لم يكن يعلم ماذا حدث ولكنه شعر بالقلق عليه ٠٠
وصل (يونس) إلى المنزل ولم يكن يريد أن يتكلم مع أحدهم فوجد (هايا) تجلس بالحديقة نظر لها قليلاً وشعر بإنه لم يراعى مشاعرها ابداً ولقد فعلت (آسيا) معه نفس الشئ فهو الآن يشعر بما شعرت به (هايا) ولكنه لم يقف كثيراً ودلف للداخل فقررت (هايا) أن تدخل خلفه كى تحدثه حتى لا يتضايق منها (منصف) فيجب أن تخبر (يونس) انها لم تعد صغيرة بعد الآن ٠٠
دلفت خلفه وجدته قد صعد غرفته وأغلق باب الغرفة فوقفت أمام باب غرفته متوترة قليلاً ثم طرقت باب الغرفة ففتح (يونس) باب الغرفة وجدها أمامه ويبدو عليها الإرتباك فقال
-عاوزة ايه ؟!
-ممكن اتكلم معاك شوية
-بقولك انا مش فايق دلوقتي لأى كلام ولا عايز اتكلم
نظرت له بأندهاش من اسلوبه ذاك وقررت أن تذهب بعيداً فشعر هو بتأنيب الضمير لما دوماً يصب غضبه عليها وهى لم تفعل له أى شئ فقال وهو يراها تتجه إلى غرفتها
-تعالى يا (هايا) ٠٠ عاوزة ايه ؟!
إلتفت له ثم تقدمت نحوه وقالت
-5 دقايق مش هاخد من وقتك كتير
-ادخلى
دلفت (هايا) للداخل ثم فركت يدها بتوتر بالغ فحثها هو على الحديث
-اتكلمى
-ف٠٠ فى واحد اتقدم ليا وانت مسافر
جلس (يونس) بجوارها على الأريكة ثم قال
-وبعدين ؟!
-م٠٠ّمفيش ٠٠ انا وافقت عليه هو كويس ومحترم
ابتسم (يونس) قليلاً ثم قالت
-طب كويس مبروووك يا (هايا)
-اه ٠٠ بس ٠٠ بس اصل يعنى مش هينفع يا (يونس) تدخل عليا الأوضة قبل ما تخبط
أضيقت عينان (يونس) فأبتلعت ريقها ثم قالت مسرعة
-ا٠٠ انا عارفة انك بتعتبرنى زى اختك ٠٠ بس اصل ٠٠ انا ايوة انا هتحجب عشان كده لازم تخبط عشان احط طرحة فوق راسى
ظهرت على شفتاى (يونس) ابتسامة ثم هز رأسه بالإيجاب ولكنها وجدت حزن بداخل عينه فقالت هى
-انت زعلت منى ؟!
هز رأسه نافياً ثم قال
-لا خالص يا (هايا) مش منك نهائى انا تعبان شوية ومحتاج انام ٠٠ ممكن ؟!
-ا٠٠ اه طبعاً
ثم نهضت (هايا) من مكانها وخرجت بخارج الغرفة فنظر (يونس) لأسفل ومرر يده فى خصل شعره بغضب شديد ثم زفر وركل المنضدة التى امامه فانزحت قليلاً دون أن تقع ٠٠
******************
فى صباح اليوم التالى قرر (محمد) أن يذهب إلى منزل (يونس) كى يعرف ماذا حدث به ولماذا لا يجيب عبر الهاتف وصل إلى المنزل وطلب من الخادمة أن تخبر (يونس) بأنه ينتظره بالأسفل صعدت الخادمة للأعلى واخبرت (يونس) بأن صديقه بالأسفل فهبط (يونس) لكى يقابله حين رأه (محمد) علم إنه يوجد خطب ما به فنظر له ثم قال
-قافل تليفونك ليه قلقت عليك انا و (فاروق)
جلس (يونس) على المقعد الذى امام (محمد) ثم قال
-مكنتش قادر اتكلم
-انت قابلت (آسيا) مش كده ؟!
هز (يونس) رأسه بالإيجاب فتابع (محمد)
-واللى حصل ؟!
-رفضتنى ٠٠ مش عاوزة تبقى مع واحد بتاع بنات زيى حقها طبعاً
كرر (محمد) بذهول
-رفضتك !! بس انت كنت بتقول ان علاقتكوا اتحسنت و ٠٠
قاطعه (يونس) قائلاً
-بس مش لدرجة انها تحبنى برده
لم يكن (يونس) يريد قول الحقيقة كاملة ل (محمد) حتى لا يكرهها أحد ف (آسيا) محقة فيما فعلته به هو يستحق كل كلمة قالتها له ٠٠
*******************
بينما كانت (هايا) بالجامعة مع (أصالة) اندهشت (أصالة) حين رأتها بذلك الفستان والحجاب وقالت
-ايه يا بنتى ده طقت فى دماغك فجاءة كده
فزمت (هايا) شفتاها ثم قصت لها إنها فعلت ذلك من أجل أن لا تضايق (يونس) وانها اضطرت للكذب ولكن هى اصلاً كانت منذ أن علمت أن (منصف) يريدها محجبة قد اشترت ملابس للمحجبات كى تكون لديها ولكنها كانت مترددة فى ارتدائه فشعرت (أصالة) بالحزن من حديثها ذاك ثم قالت
-بس المفروض شئ زى ده تعمليه وانتى حابة مش عشان اتحرجتى وبعدين مفيش شئ محرج قولتيه ل (يونس) انتى قلتى الصح
-بس هو دايماً بيشوفنى زى اخته لما اقوله شئ زى كده يبقى بشك فيه
هزت (أصالة) رأسها نافية ثم قالت
-مش صحيح يا (هايا) وبعدين ما يزعل ولا يتفلق انتى مالك انتى قلت المفروض كونه بيعتبرك زى اخته عمره ما هيغير الواقع انكوا مش اخوات و(منصف) كان معاه حق يجوز يدخل فى مرة تكونى انتى بتغيرى فيها هدومك ولا خارجة من الحمام هيكون ايه شكلك وشكله
تنهدت (هايا)  ثم هزت رأسها بأقتناع وقالت
-عموماً انا مش مضايقة أنى اتحجبت كده كده كنت بفكر فى الموضوع بس كان نفسى فعلاً اعمله بدون ضغط بس انا مش هقلعه
ابتسمت لها (هايا) ثم استمعت إلى صوت رسالة من هاتفها ففتحت الهاتف وجدت رسالة من (أنس)
(وحشتينى)
ابتسمت قليلاً ثم أرسلت له
(هشوفك النهاردة إن شاء الله مش كده ؟!
لما اجى اذاكر مع (هايا)
(ياارب الوقت يعدى)
ابتسمت هى قليلاً فنغزتها (هايا) فى كوعها ثم قالت
-من يوم ما اتصالحتى مع (أنس) بقيتى زى الهبلة  بتضحكى فى اى وقت
فرفعت (أصالة) الكتب الخاصة بها للمحاضرات واصطنعت آنها ستضربها على رأسها بهم وهى تقول
-رخمة
فضحكت (هايا) كثيراً فشاركتها (أصالة) فى الضحك أيضاً ٠٠
******************
داخل منزل (مدحت الشريف) وقف رجل أمام مكتبه فنظر له (مدحت) وهو يقول
-عملت ايه ؟!
-(أنس) تحت المراقبة يا كبير
-انا عاوز اخلص منه فى اقرب وقت ومش بس كده لا ده بفضيحة كمان مستحييييل مستحيييل اعدى اللى عمله معايا ومع رجالتى وفى البضاعة بتاعتى اللى خدها منى مش هسيبه غير وهو ميت ٠٠
******************
مر أسبوع كامل لم يحدث به الكثير غير أن
(يونس) كرر أن يعمل أكثر وأكثر ويشغل وقته محاولة منه فى أن ينسى (آسيا) ولكنها فى الحقيقة محاولة فاشلة منه ٠٠
إما عن (آسيا) شعرت بتأنيب الضمير ولكنها لم تخبر أى شخص بما فعلته ب (يونس) فشعرت إنها قد انتقمت منه اكثر من اللازم ولكنها دوما كانت تحاول أن تركز بعملها ولا تتذكره فهو قد خرج من حياتها ولن تقابله بعد الآن
وقررت البحث أكثر وأكثر خلف (أنس) وقد جائتها محادثة من مجهول أن (أنس) لديه شحنه تهريب فى نهاية ذلك الشهر آتية من (إيطاليا) عبر الميناء وسيأخذها إلى مخبئه ورجاله التى بالنوبة واتفقت هى و (عاصم) أن عملهم ذاك وتحريتهم عن دقة تلك المعلومات ستكون بسرية تامة ٠٠
إما (أنس) فقد اتفق مع (منصف) أن فى نهاية ذلك الأسبوع ستتم خطبته على (هايا) وكان (منصف) يشعر بسعادة بالغة وعندما أخبر شقيقته بذلك شعرت هى أيضاً بسعادة كبيرة من أجل شقيقها وكان (منصف) الصغير دوما يشاكس خاله لأنه اخيراً قد فعل شئ صحيح فى حياته ٠٠
عن (فاروق) حزن بشدة على (يونس) وبأن (آسيا) قد رفضته تماماً وكان دوماً يحدثه وابلغه بأن خطبته هو و (برنسيس) ستكون بعد اسبوعين ولن يكون فرح كبير ويود أن يأتى ولكن (يونس) رفض بشدة لأنه سيقابل (آسيا) بالتأكيد ورغم ذلك هنئه ولكن حاول (فاروق) كثيراً اقناعه بأن يأتى ولا يبالى بها هو فقط يريد أن يشعر بإنه بجانبه فأخبره (يونس) بإنه سيفكر بالأمر ٠٠
إما عن (هايا) فلم تخبر (منصف) بأنها قد تحجبت وقد ارادت أن تصنع له مفاجآة وأخبرته بأن لا يحاول أن يراها قبل موعد الخطبة فما كان أن عليه غير ان ينفذ طلبات تلك المجنونة ٠٠
*********************
فى يوم خطبة (هايا) و (منصف) قد أعد (يونس) و (أنس) حديقة المنزل من أجل الأعدادات لخطبتها فقد كانت الزينة والبالونات فى كل مكان فى ارجاء الحديقة إما عن (هايا) فكانت فى غرفتها تساعدها (أصالة) فى ارتداء فستانها الفضى ذو أكمام طويلة مطرز قليلاً من الصدر وكانت ترتدى حجاب لونه نفس لون الفستان ورقيق للغاية وضعت القليل من مساحيق التجميل نظرت لها (أصالة) وهى سعيدة ثم قبلتها من أحدى وجنتها وقالت
-شكلك جميل اووووى بجد يا (هايا) تجننى (منصف) هيفقد عقله
ارتبكت (هايا) قليلاً ثم قالت
-تفتكري هيكون رد فعله ايه لما يشوفنى لابسة كده وهو كان نفسه
-حسب شخصية (منصف) واللى بتحكيه هيطب ساكت
فضربتها (هايا) بخفة على ذراعها ثم قالت
-رخمة
فضحكت (أصالة) ثم قالت
-هروح البس فستانى انا بقى
-ماشى
ذهبت (أصالة) إلى الحمام كى تبدل ملابسها وأرتدت فستان سهرة لونه أسود  يصل لبعد الركبة بقليل ووضعت  على كتفاها شال لونه فضى ثم انزلت شعرها البنى على كتفاها نظرت فى المرآة وشعر بالرضا عن نفسها ثم وضعت القليل من مساحيق التجميل التى اضفت لمسة جميلة وجعلت جمالها يزداد ٠٠
طرق (أنس) باب الغرفة لكى يأخذ العروس إلى الأسفل ففتحت (هايا) باب الغرفة فوجدت (أنس) امامها فنظر لها (أنس) وإلى فستانها ثم قال
-زى القمر
فى تلك اللحظة خرجت (أصالة) من الحمام وهى تقول
-هو (منصف) جاه ولا ٠٠
بترت كلمتها حين رأت (أنس) أمامها الذى رفع حاجبها ثم تابع محدثاً (هايا)
-قمر قمر يعنى
شعرت (أصالة) بالخجل فأبتسمت (هايا) ثم قالت بخبث
-بجد يا ابيه ؟!
-وهو حد ينفع يقول غير كده
كان معلق نظره على (أصالة) فقالت (هايا)
-طب يلا يا ابيه عشان ننزل
ثنى (أنس) ذراعه كى تتأبطه (هايا) فتأبطت (هايا) ذراعه ثم وهما ليرحلا فذهبت (أصالة) خلفهم وهى تشعر بالخجل من نظرات (أنس) تلك لها هبط ثلاثتهم للأسفل وكان (منصف) ينتظر قدومها عند الدرج وعندما وجدها أتسعت عيناه وهو لا يصدق وتلك المرة الأولى التى يخفق قلبه لها ٠٠

الكابوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن