الحلقة الثالثة والعشرون

11.7K 373 4
                                    

الحلقة الثالثة والعشرون

أبتلع (يونس) ريقه بصعوبة ثم اقترب منها وهو يقول
-انتى قلتى ايه ؟!
-نتجوز انا وانت
نظر لها بعدم استيعاب لما تقوله ثم قال
-(هايا) انتى مخطوبة اصلاً ٠٠ ايه اللى بتقوليه ده
نظرت (هايا) لتلك الدبلة التى بيدها وقامت بنزعها ثم قالت
-كده مبقتش مخطوبة
لم يكن (يونس) يعلم بماذا تفكر تلك المجنونة ولكنه قرر مجراتها لكى يعلم لما تفكر بالزواج منه خصوصاً بذلك الوقت رغم انه رأى بعينيها إنها تحب خطيبها فقال
-انتى عاوزنا نتجوز ليه يا (هايا)
نزلت الدموع من عينيها ثم جلست على أريكة بالجوار وقالت بصوت حزين
-ا٠٠ انا عارفة انك مش بتحبنى ٠٠ انا كمان بحب (منصف) بحبه اوووى يا (يونس)
اقترب (يونس) منها وجلس بجوارها ثم قال
-كملى يا (هايا)
-انت عارف (منصف) لما يعرف أن أبيه (أنس) مش نزيه زى ما كلنا فاكريين ٠٠ مش هينفع نكمل سوا يا (يونس) مستحيييل اصلاً يتقبل واحدة زيى فى حياته انا لازم افسخ الخطوبة دى وفوراً
-انتى ليه افترضتى انه هيسيبك مش يمكن ميفرقش معاه
-ه٠٠ هو مبيحبنيش اكتر من مانا بحبه ٠٠ لازم٠٠ اسيبه مش ٠٠ مش بس كده انت بتقول اننا هنعيش سوا نعيش بأى صفة يا (يونس) محدش هيرحمنا انت مش اخويا وا٠٠ انا مليش حد غيرك يا (يونس) ا٠٠ انا مكنتش اعرف حد غيرك انت وابيه (أنس) مصدومة ايوة مصدومة ابيه اللى حبيته واحترمته عمرى كله طلع مش محترم
ثم نظرت له والدموع تترقرق فى عينيها
-ب٠٠ بابا كان كده كمان ؟! عشان كده بيحجزوا ع كل املاكنا ؟
أخذ (يونس) نفس عميق ثم قال
-أيوة
مسحت (هايا) دموعها ثم قالت
-انا مش طالبة منك كتير يا (يونس) انك تتجوزنى بس ع الورق كمان مش عاوزة جواز حقيقى انا عمرى ما هحب راجل تانى غير (منصف) بس كده انت هتبقى قدمت ليا خدمات كتير انى اعيش معاك ومحدش يتكلم علينا وكمان انا مش عاوزة اتجوز بجد عشان محدش هيملك قلبى غير (منصف)
ثم نظرت له بتوسل
-هتعمل ده يا (يونس) ؟!
ابتلع (يونس) ريقه ثم رمش بعينه بالإيجاب وقال
-حاضر يا (هايا) ٠٠ بس مش دلوقتى نستنى ع الأقل لحد الأربعين
هزت (هايا) رأسها بالإيجاب ثم قامت بفرد جسدها على الأريكة فقد كانت تريد أن تهرب من كل ما سمعته فى ذلك اليوم نظر لها (يونس) وشعر بآسى وحزن على حالها ولكنها ما أن غفت حتى احضر لها غطاء ووضعه عليها ثم ذهب تجاه فراشه وهو ينظر لها ويفكر فى حديثها ذاك ٠٠
******************
كانت (أصالة) فى حالة شرود تام أحقاً كانت تحب شخص لم تعرفه لم ترى وجهه الحقيقى كان حبها كذبة نزلت الدموع من عينيها وتذكرت حين دخلت المكتب عليه ووجدته مع تلك الفتاة لقد كان يخونها حقاً كان يكذب شخص مثله لن يكون صادق فى شئ ابداً فلقد صدقته حين قال أن تلك الفتاة لعوب قد كانت تصدقه هو وتكذب احساسها مسحت تلك الدموع لا تعلم شئ فهى رغم كل شئ كانت تحبه ليس من المعقول أن تكرهه فجاءة كانت تود أن يصارحها لتحاول معه حتى يتغير للأفضل ٠٠ أفضل ما هذا الهراء أى أفضل ذاك !! التى تتصوره بخيالها فالنهاية هو قاتل مجرم كانت لابد له من تلك النهاية فتلك عدالة الله ٠٠
وقف (نادر) على باب غرفتها وهو يرى الدموع الساكنة بداخل عينيهاتلك اقترب بهدوء وهو ممسك بكوب من العصير حتى تهدئ اعصابها ثم جلس أمامها ومد لها يده بالكوب فنظرت له لتتحدث بوهن
-مش قادرة
أخذ (نادر) نفس عميق ثم قال
-مش كده كان احسن ؟
نظرت له بعدم فهم لتسئله
-هو ايه الأحسن ؟!
-ان ربنا كشف حقيقته قبل ما تتجوزى منه او الحب بينكوا كان يكبر ويكبر او تخلفى واحد هيبقى كل ذنبه ان ابوه مجرم
نظرت له وترقرت الدموع من عينيها لتقول
-وانا يعنى محبتوش يا (نادر) ؟! مانا كنت بحبه وهو هو كان كداب كل كلامه معايا كان كدب فى كدب كان منافق عمرى ما شفت وشه الحقيقى
-ويمكن شوفتى وشه الحقيقى كذا مرة بس ده كان ليه رأى تانى
قالها وهو يشر على قلبه فأغمضت عينيها لتبكى أكثر وأكثر بالفعل هى من كذبت حدثها فلقد ظهر ل (أنس) عدة وجوه لم تكن تحتملها بدءاً من إجبارها على الرقص معه فى عيد مولد (هايا) حتى عندما رأته بالمكتب مع تلك الفتاة وخطبة (هايا) لن تلومه وحده فهى أيضاً أخطئت وصدقت اكذوبة صنعتها بخيالها لقد رأته إكنانياً متحكماً متسلطاً يريدها أن تسير فى طريق اختاره هو لها ومع ذلك لم تعترض قبلته كما كان صحيح أن قلبها يتمزق لألاف الأسباب فهى أخبته وفقدته اكتشفت إنه مجرم وخائن وإنها لم تعرفه يوماً على حقيقته ولكن ماذا تفعل رغم كل ذلك يوجد جزء فى قلبها يشعر بالحزن عليه أو بالشفقة لا تعلم  فقد توفى وهو قاتل ولا تستطيع أن تستبعد إنه أيضاً زانى لم يكفر عن أى ذنب إقترافه ما أبشع ذلك ٠٠
احتضنها (نادر) وظل يهون عليها حتى وجدها نامت على كتفه من كثرة الأفكار العالقة برأسها فدثرها فى الفراش ووضع عليها الغطاء ثم خرج خارج الغرفة واطفئ نورها كى تأخذ هى قسط من الراحة ٠٠
****************
ظل (منصف) طوال الليل يحاول الأتصال ب (هايا) ولكن دون جدوى فهاتفها مغلق كان يشعر بقلق بالغ يود أن يطمئن عليها ماذا حدث لها لما لا تجيب ٠٠
**************
فى صباح اليوم التالى ٠٠
استيقظ (يونس) بعد أن نام على فراشه وهو يشعر بالتعب والأرهاق من احداث اليوم الماضى وجد (هايا) مازالت نائمة على الأريكة  فأغمض عيناه ثم فتحها مرة اخرى وخرج ليحضر لها شئ ما تتناوله فهى لم تتناول شئ منذ الأمس دلف للمطبخ يعد الطعام بعد ربع ساعة كان قد انتهى من إعداد المائدة فذهب للغرفة مرة آخرى وحاول إيقاظ (هايا) وهو يقول
-اصحى يا (هايا) ٠٠ (هايا)
بدئت (هايا) بأن تفتح عينيها فى البداية شعرت بالخوف عندما وجدت (يونس) يقترب منها قليلاً فأنكمشت قليلاً فأعتدل (يونس) عندما استشعر خوفها  وقال
-يلا عشان تفطرى
حاولت (هايا) جمع شتات أفكارها فكانت تشعر بإنها لا تتذكر أى شئ مما حدث بالأمس ولكن بدئت تفهم ما حولها شئ فشئ فنزلت الدموع من عينيها بدون إرادة منها فجلس (يونس) بجوارها  ثم تحدث قائلاً
-وبعدين يا (هايا) ؟!
-انا مليش نفس اكل
-لازم تاكلى ولو شئ بسيط ٠٠ يلا قومى يا (هايا)
-مش عاوزة اكل بجد يا (يونس)
-يلا يا (هايا) بلاش دلع ٠٠ متخلنيش اقومك بالعافية
وقفت (هايا) وسارت معه نحو الخارج وجلسوا على مائدة الطعام فنظر لها (يونس) ثم قال بلهجة آمرة
-كلى
بدئت (هايا) فى ان تأكل لقيمة صغيرة وهى تشعر بإنها ليس لديها فى تناول الطعام فنظر لها (يونس) ثم قال
-كلمتى (منصف) ؟!
هزت رأسها نافية فتابع (يونس)
-اكيييد حاسس بالقلق عليكى يا (هايا) لازم تردى
مسحت الدموع التى تكتسى وجهها ثم قالت
-اقوله ايه بس ؟!
-الحقيقة يا (هايا) ٠٠ كده كده الاخبار مش هتسكت ولو مسمعش وهو هناك هيعرف لما يرجع
-انا مش عاوزة شفقة منه يا (يونس) ولا عاوزه يشوفنى قليلة مش عاوزة نظرته ليا تتغير
-والهروب مش حل سليم لازم تكلميه وتواجهيه يا يقنعك هو يا تقنعيه ٠٠ لكن تهربى ده مش حل سليم
-ممكن هو يبعد اصلاً أول ما يعرف أن عيلتى مش كويسة
-يبقى ميستاهلش يا (هايا) حبك ولا عمره حبك
-بس هيكون معاه حق ٠٠ هيتجوز من عيلة مجرمين ؟
-يعنى لو صمم عليكى هتوافقى ؟
صمتت (هايا) قليلاً ثم هزت رأسها نافية وقالت
-مستحيييل
زفر (يونس) بضيق فنظرت له (هايا) وقالت
-لو مش عاوزنى فى بيتك يا (يونس) انا همشى انا مش هبقى تقيلة عليك
رمقها (يونس) بنظرة طويلة الجمتها لم تستطع حتى أن ترمش بعينيها منه ثم قال
-لو سمعتك بس لمحتى بشئ زى ده يا (هايا) هكسر عضمك ٠٠ واتفضلى هاتى تليفونك وكلمى (منصف) خليكى شجاعة وواجهى بدل الجبن ده
لم تستطع (هايا) أن تفعل شئ سوى أن تنهض عن مكانها لتحضر الهاتف الخاص بها قامت بفتحه ووجدت العديد والعديد من الرسائل والأتصالات من (منصف) أغمضت عينيها وشعرت بحزن من أن تفقده وأن فقدته فستفقده بلا عودة لم يمر عشر دقائق حتى وجدت أن (منصف) يتصل بها فقد كان يشعر بتوتر كبير طوال للليل يريد فقط أن يطمئن عليها فلم يكف عن الاتصال طوال الليل حتى يطمئن عليها فأرتبكت هى كثيراً ثم قررت أن تحيب عليه وهى متوترة كثيرا وقالت
-ا٠٠ الو
أتاهها صوته قلقاً حزيناً فقد كان يكاد أن يفقد صوابه وقال
-ايه كل ده يا (هايا) انا ميت من القلق عليكى من امبارح مبترديش ليه ؟! انتى كويسة ؟!
ترقرت الدموع من عينيها ثم قالت
-ا٠٠ انت معرفتش ا٠٠ ان ابيه (أنس) مات ؟!
ردد (منصف) بذهول
-م٠٠ مات ؟!
هزت (هايا) رأسها بالإيجاب ثم قالت
-ا٠٠ ايوة ٠٠ ابيه (أنس) كان شغال فى شغل مش كويس و٠٠ انا بعفيك من أى ارتباط بينى وبينك يا (منصف) أنت تستاهل حد أحسن منى بكتير واحدة تستاهلك فعلاً
كانت الدهشة مسيطرة على إنفعالات (منصف) ثم قال
-ا٠٠ انتى بتقولى ايه ؟! ايه التخاريف دى يا (هايا)
-احنا لازم نسيب بعض ٠٠ ا٠٠ انا مش عايشة دلوقتى فى بيتنا القديم لأن الشرطة حجزت ع كل اموالنا و٠٠ خاتم خطوبتنا ممكن تاخده من (يونس) ابن خالتى فى أى وقت تحبه هبعتلك عنوانا الجديد فى رسالة ولما تنزل مصر تقدر تاخد حاجتك من (يونس)
لم تعطه فرصة للرد وأغلقت الهاتف مسرعة وهى تبكى بل منهارة من البكاء كان (منصف) فى حالة لا وعى مما سمعه من (هايا) ما الذى تقوله تلك المجنونة عن أى فراق تتحدث فهو لم ولن يتركها مهما كان السبب ابداً ٠٠
بينما نظر (يونس) إلى (هايا) وقال
-مدتهوش فرصة حتى يكلم ولا يقولك أى حاجة ٠٠ ليه بتعملى فى نفسك كده يا (هايا)
نظرت له (هايا) بطرف عينيها المحمرة من البكاء وقالت بنبرة باكية
-بحبه يا (يونس) ٠٠
*****************
وصلت (برنسيس) للجامعة وهى متأخرة تشعر بتوتر بل خوفاً شديد من أن تفقد (فاروق) ولكنها قررت أن تقول له ما يجول فى خاطرها والذى تشعر به فإن فقدته فهو لم يكن لها من البداية اساساً ٠٠
فى كافتريا الجامعة وقف (فاروق) منتظر وصول (برنسيس) فقد تأخرت قليلاً أخرج الهاتف من جيب بنطاله  ليتصل بها ولكن قبل أن يتصل سمع صوتها من الخلف تقول
-صباح الخير
ابتسم (فاروق) حين سمع صوتها ثم إلتف لها وقال
-اتأخرتى كده ليه ؟
-ا٠٠ الطريق
-طب يلا المحاضرة هتبدء
امسكت (برنسيس) يده كى تمنعه من الرحيل وقالت
-استنى يا (فاروق)
نظر (فاروق) ليدها الممسكة بيده ثم ابتسم قليلاً فهو يشعر انه الرجل الوحيد الذى لا تخشاه (برنسيس) شعرت (برنسيس) بالخجل وتركت يده مسرعة وهى تقول
-محتاجة اتكلم معاك فى موضوع مينفعش يتأجل
شعر (فاروق) بالقلق من نبرة صوتها فهز رأسه إيجاباً ثم صار معها بعيداً قليلاً فى مكان هادئ نسبياً ثم نظر لها وقال
-خير
نظرت له (برنسيس) وفركت يديها بعضها ببعض فى توتر شديد ثم بدئت أن تقص عليه كل ما بداخلها فعندما كانت طفلة لا تفهم أى شئ تعرض جار لها بالتحرش صحيح أنها مازالت فتاة عذراء لكنها قصت له بالتفصيل مالذى فعله ذلك الوغد كان يكبرها بعشر سنوات مما سبب لها عقدة بالخوف من كل الرجال ولهذا هى تخشى الرجال نظرت لأسفل ونزلت من عينيها الدموع وشعرت بأن هم كبير قد انزاح من فوق قلبها ولكنها أيضاً خافت ٠٠ خافت من رد فعله لم تستطع إن تنظر فى عينه وظلت تمسك يديها الأثنتين بخوف وتدلك يدها بعضها ببعض فى خوف وتوتر والدموع لا تكف عن النزول صمته ذاك كان يقتلها  بل يرعبها أيضاً ولكنه أخيراً قد خرج من صمته ذاك وامسك يدها التى ترتجف خوفاً وربت على يدها ثم قال بحنان
-هو ده اللى كنتى خايفة تقوليه ليا ؟
رفعت رأسها قليلاً ونظرت له بطرف عينيها ثم قالت
-أ٠٠ أيوة
ربت على يدها ثم ترك يدها وقال لها
-بصى فى عينى يا (برنسيس)
نظرت له وهى تشعر بالخوف مما سيقوله فتابع هو
-هو إنسان مش كويس عشان استغل طفلة فى شئ زى ده بس انتى بتقولى انك كنتى طفلة أقل شئ يعنى فات على الموضوع ده عشر سنين كده ٠٠ مش معقول هتوقفى حياتك عشان موقف زى ده ٠٠ أنا مبسوط انى قدرت اكسر شئ جواكى وإنك متخافيش منى وده شئ يخلينى اكون سعيد جداً بس أنا مش عجبنى إنك تخافى من كل الرجالة كده ٠٠ مش هنكر ده بيرضى غرورى كراجل إنك متعرفيش تتعاملى مع راجل غيرى وأنا اصلاً مش عاوزك تتعاملى مع راجل تانى بس ٠٠ بس ده مش حل ده اسمه هروب لازم تتعاملى ده لمصلحتك
مسحت دموعها وهى لا تفهم شئ من حديثه
-يعنى مش هتسبنى ؟!
نظر له وهو لا يصدق ما يسمعه ثم قال
-اسيبك ليه ؟!
-عشان اللى حكيته ده ؟!
-(برنسيس) اللى حكتيه ميعبكيش فى شئ انتى كنتى طفلة مش فاهمة شئ اصلاً ولا فاهمة هو بيعمل ايه هو اللى حيوان
ابتسمت (برنسيس) وشعرت بأن (آسيا) كانت محقة تماماً فيما تقوله فنظرت له ثم تحدثت
-ك٠٠ كنت فاكرة هتسبنى و ٠٠
-بطلى هبل ٠٠ انا بس لازم افصل بين شيئين دلوقتى بما إنك اختارتى إنك تحكيلى مشاكلك وكل اللى حاسة بيه يبقى لازم افصل بين انى حبيبك وبرده تقدرى تعتبرينى صديقك او دكتورك او إى حاجة حاجة تانية
ابتسمت (برنسيس) قليلاً ثم قالت
-انا بخاف اووى من الرجالة ٠٠ عارف الشاب ده كان جارنا لمدة كبيرة اوووى وكنت بخاف منه جداً ومش بتعامل معاه خالص لحد ما اتجوز من خمس سنين وبعد عننا وعرفت انه خلف بنوتة ساعتات بفكر أن بنته ممكن يحصلها كده
رفع (فاروق) حاجبه ثم قال
-انتى تتمنى يحصل فيها كده ؟
هزت رأسها نافية ثم قالت
-لا ٠٠ بس مش ممكن ربنا يعاقبه ؟!
-وبنته مالها يا (برنسيس) ؟! ربنا يعاقبه هو وهيحاسبه هو ٠٠ ربنا قال (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) البنت ملهاش أى ذنب محدش بيشيل ذنب التانى يا (برنسيس) طب اقولك ع حاجة ؟! ممكن يكون هو نفسه ندم وتاب انتى تعرفى منين القلوب بتتغير
-يعنى ممكن ربنا يسامحه ؟
-اه طبعاً ليه لأ ٠٠ بس برده لازم تسامحيه وإلا ربنا يوم القيامة بيقتص من الناس وبعضها انتى تاخدى من حسانته وطبعا الحساب محدش يعلمه إلا الله ٠٠ بس عموماً عاوزك تعرفى حاجة كلنا بنغلط فى حق بعض وكلنا محتاجين اننا نسامح بعض عشان ممكن نغلط فى حق بعض واحنا مش حاسين اصلاً فالسماح شئ كويس
شعرت (برنسيس) بشعور غريب ثم قالت
-يعنى انت ممكن تسامحه ع اللى عمله فيا ده ؟! انا لا يمكن اسامحه
-انا !! ٠٠ بصى يا (برنسيس) انا طبعاً،لازم احمكيى وأى حد يبصلك لازم اعرفه أدبه كويس ودى غريزة جو أى راجل لازم يحمى نسائه ٠٠ بس بصلها كده بالدين قبل العقل كمان انا مكنتش فى حياتك وانتى اصلاً كنتى طفلة انا مش من حقى اصلاً اعرف أى شئ عن ماضيكى ومش من حقى غير اعرف بس الاشياء اللى اشوفها مشتركة بينا واحس اننا متافهمين عليها عشان الخطوبة دى تتحول إن شاء الله لجواز ٠٠ لكن موضوعك انتى وهو ده لو هدخل فيه هدخل فيه  عشانك عشان نفسيتك تتحسن عشان متبقيش خوافة من أى شئ كده
نظرت له وهى لا تفهم
-يعنى ايه انت عاوزنى اسامحه
-انا مقلتش كده يا (برنسيس) دى حاجة تخصك انتى ٠٠ بس اللى اقدر اقوله ليكى او اقدمه ليكى كنصيحة انا شايف انه لو زى ماهو ومتغيرش فميستاهلش إنك تسامحيه والا حتمال الاكبر اللى بميل ليه انه عدى سنين وأن دى كانت فى فترة مراهقة عنده وانه اتجوز وخلف ففى احتمال كبير انه تاب ساعتها شايف مفيش اى مشكلة انك تسامحيه بس لازم  مواجهة المشكلة يا (برنسيس) مش فى انك تسامحيه او لا انتى فعلاً عشان تتخطى الحالة اللى انتى فيها لازم تواجهيه
ارتجفت (برنسيس) من الخوف وقالت وهى لا تصدق
-ا٠٠ اوجه مين ؟!
نظر لها (فاروق) وشعر بالحزن على حالها تلك فبالطبع إن كانت تخشى اصلاً الرجال فبالطبع تخشى ذلك الوغد أكثر من الجميع لذا ربت على يدها ثم ابتسم وقال
-انا معاكى فى كل خطوة تاخديها ومش هسيبك ابداً يا (برنسيس) ٠٠ ممكن بقى نروح الكافتريا ناكل عشان واقع من الجوع وتنسى الموضوع خاالص الموضوع ملوش أى لازمة اصلاً عشان يشغل حيز فى تفكيرك ٠٠ اتفقنا ؟!
هزت (برنسيس) رأسها بالإيجاب ثم أجبته وهى تبتسم
-اتفقنا ٠٠
****************
بينما كانت (آسيا) فى منزلها تفكر فيما حدث وفى كل شئ حدث مؤخرا فأن كان (يونس) هو من أخبرها وكان يريدها أن تقبض على (أنس) إذاً كيف علم (أنس) بأن أحدهم اخبرها بموعد الشحنة ٠٠
تلك نقطة والنقطة الأكبر هى كيف علم (أنس) من الأصل إنها ضابط وقد رمى لها ذلك الطعم كى تترك الشركة الخاصة بها وأوهمها بشحنة كاذبة لابد من إنه يوجد شخص يسرب له تلك المعلومات فكرت قليلاً فأن من كان  المسئول عن تلك القضية هى و (عاصم) !! ٠٠
(عاصم) !!
أيعقل ؟!
بالطبع فلا أحد يعلم شئ تحديداً أخر معلومة وصلتها من (يونس) لم يكن يعلمها أى شخص آخر غيرها هى و (عاصم) ٠٠
الأكثر من ذلك من الذى كشف حقيقة (أنس) وإوقعه بأخر شحنة له ؟!
أمسكت رأسها وهى تشعر بأسئلة كثير تدور فى رأسها وأكثر ما يربيها من قتل (أنس) لابد وإنه له شريك خاف أن يفضحه أو له أعداء تلك القضية لم تنتهى بعد ولن تستطيع أن تباشر حياتها إلا بعد أن تعرف كافة تفصيلها وتكشف خبياها ٠٠
ولكن فكرت ب (يونس) ٠٠ (يونس) ذلك الذى لم يأبه لأى شئ حتى حياته وقد آتى لأنقاذها رغم أن وجوده معها كان لصدفة ولكنه إلا يستحق كلمة شكر !! لقد فعل من أجلها الكثير والكثير ٠٠
لذا قررت أن تذهب إلى القاهرة وتشكره هى أيضاً فهى تريد إن تتحرى عن بعض المعلومات بنفسها عن (أنس) لذا ذهابها للقاهرة أمراً ضرورياً ويجب عليها شكر (يونس) ٠٠
ارتدت ملابسها سريعا ثم هبطت وفى يدها الصندوق الخاص بقطها الذى قررت أن تجعله يخرج معها فمنذ مدة لم يخرج من المنزل استقلت سيارتها وقادتها لتصل إلى القاهرة ٠٠
بعد ساعتين ونصف أو ما يقرب الثلاث ساعات وصلت إلى القاهرة كانت تقف أسفل مقر الشرطة ولكنها فكرت أن تذهب ل (يونس) أولاً فهى تود رؤيته وحتى لا يتأخر بها الوقت فى الشرطة وربما كانت تتحجج بكل ذلك كى تراه وتشكره إمسكت هاتفها وأتصلت عليه جاءه صوته بارداً
-خير يا (آسيا) ؟!
شعرت بالضيق من نبرة صوته تلك ثم قالت
-ممكن اشوفك ؟!
تحدث بلا مبالاة
-خير فى حاجة ؟!
-ا٠٠ انا معرفش انت فين اكيد البوليس حجز ع بيت (أنس) والشركة وكل حاجة ومعرفش انت فين دلوقتى ومحتاجة اشوفك
ثمت (يونس) قليلا ثم قال
-انا فى بيتى
-طب ممكن تنزل تقابلنى ؟!
-مش هينفع لان (هايا) معايا وانا خايف تعمل فى نفسها أى حاجة ومش هعرف اسيبها لحظة واحدة
-معاك فين ؟!
-فى بيتى
اتسعت أعين (آسيا) وشعرت بشعور غريب ثم قالت دون وعى منها
-طب ادينى عنوان بيتك ؟ ٠٠ وانا هجيلك
شعر (يونس) بأن الأمر ضرورياً ثم قال
-طيب اقفلى وهبعتلك العنوان فى رسالة
وبالفعل أغلق الهاتف وأرسل لها عنوان منزله وقادت هى السيارة نحو منزله وما أن وصلت نظرت ل (بهبورى) قليلاً ثم قالت
-مش هو عنده حساسية ؟ انا هطلع بيك برده
ثم اخذت قطها وصعدت للطابق الثالث ثم قرعت جرس الباب فتح لها (يونس) الباب ولك يلاحظ وجود قطتها فقال
-اتفضلى
دلفت (آسيا) للداخل ودلف هو خلفها ثم جلس بجوارها وقال
-خير ؟
لاحظ وجود ذلك القط فعطس دون أن يشعر
-انتى جايبة البتاع دى ليه ؟!
-قلت اجيبه عشان افسحه شوية وجوده مضايقك ولا حاجة ؟!
رمقها (يونس) نظرة طويلة ثم سعل كثيراً وكان صوته واضحاً ل (هايا) التى كانت بالمطبخ لذا أسرعت نحوه وقبل أن تسئله ما الذى يحدث لاحظت وجود تلك القطة داخل صندوقهل فأتجهت نحو (آسيا) ثم قالت
-لو سمحت خليها قعدة معايا جو لحد ما تخلصى وابقى خديها بس أصل (يونس) بيتعب منهم جداً
لم تنتظر (هايا) رداً من (آسيا) واخذت القط منها بسرعة ولم تعترض (آسيا) عندما وجدت حالته تسوء وبدء يحك يده بدء (يونس) أن يهدء قليلاً بعد أن أبتعدت تلك القطة فنظرت له (آسيا)
-للدرجة دى بتتعبك القطط
نظر لها (يونس) بغضب ثم قال
-انتى جاية ليه يا (آسيا) ؟! انتى جاية تضايقنى
-لالا مقصدش حقيقى ٠٠ أنا آسفة ٠٠ أنا أصلاً جاية اشكرك ع اللى عملته معايا
-تشكرينى ؟! وجاية بالزفتة دى معاكى عشان اتعب زيادة !!
نظرت (آسيا) لأسفل ثم قالت
-أ٠٠ انا آسفة ٠٠ مكنتش فاكرة هتتعب اوووى كده
زفر (يونس) بضيق ولم يتحدث واشاح وجهه بعيداً فشعرت هى بالحزن عليه ثم قالت
-هو ٠٠ هو ليه هى قعدة معاك ؟!
-هى مين ؟!
-ا٠٠ اخت (أنس) دى ؟!
لاحت على وجه (يونس) ابتسامة اتقن اخفائها تماماً
-بنت خالتى ٠٠ المفروض اسيبها فى الشارع بعد اللى حصل لأخوها وأبوها اين كان مجرم ولا مش مجرم بس هو اللى ربانى
لم تتحدث (آسيا) كثيراً ولكنه شعرت بغضب فى قلبها ولا تعرف لماذا ثم قالت
-بس قعادكوا لوحدكوا كده مينفعش ٠٠ ميصحش ٠٠ انت راجل وهى بنت مينفعش
ابتسم (يونس) قليلاً ثم قالت
-هى برده قالت كده
شعرت (آسيا) بسعادة كبيرة ثم قالت
-يعنى هتمشى ؟!
هز رأسه نافياً ثم قال
-لا طبعاً ٠٠ هى اقترحت عليا اقتراح كده وانا بفكر فيه لسه
-اقتراح ايه ؟!
-نتجوز
أتسعت أعين (آسيا) بعدم تصديق ثم قالت
-ايه ؟! تتجوزوا ٠٠ ازاى يعنى ؟!
-زى الناس ٠٠
زمت (آسيا) شفتاها ثم قالت
-بس ٠٠ بس انت مبتحبهاش يا (يونس)
نظر لها فى عينيها إذاً فهى متأكدة من حبه لها ورغم ذلك فعلت ما فعلته معه لم تستطع أن تنظر فى عينيه فنظرت لأسفل فتابع هو بسخرية
-بس ممكن أحبها بعد كده يا (آسيا)
-انت شايف كده ؟
لم يجب (يونس) عليها ثم اخذ نفس عميق وقال
-عموماً مفيش جواز هيحصل دلوقتي اصلاً ٠٠ اخوها لسه ميت ده غير انها مخطوبة اصلاً و٠٠
قاطعته (آسيا) وهى تقول بغيظ
-يعنى هى مخطوبة وكمان بتطلب ايديك ٠٠ د٠٠ دى مش محترمة
تطاير الشرار من اعين (يونس) ثم قال
-متنسيش إنها بنت خالتى ابداً ٠٠ ومش هسمحلك لا انتى ولا غيرك تتكلمى عليها نص كلمة
نظرت له (آسيا) بعدم تصديق ثم قالت
-للدرجة دى ٠٠ عموماً انا جاية أشكرك مش أكتر عن أذنك يا (يونس)
وهمت لترحل فمسك (يونس) يدها مانعاً إياها الرحيل فنظرت فى عينيه تنتظر منه أى كلمة تطيب بخاطرها ولكنه صدمها حين قال
-استنى خدى قطتك معاكى
ثم قام بمنادة (هايا) بصوت مرتفع
-(هاااااايا)
أتت (هايا) على الفور وعندما جاءت ابتعد (يونس) عنهم ودلف للداخل فظلت (آسيا) مصدومة من أسلوبه ذاك الذى يتحدث معه بها أخذت (بهبورى) ثم رحلت خارج المنزل كاتمة تلك الدموع التى بعينيها نزلت بالأسفل وظلت تبكى فى سيارتها كثيراً فقد كان اسلوبه جاف معها للغاية لم تتخيل يوماً انه سيعاملها بتلك الطريقة بل إنها لا تصدق نفسها هى تبكى بسببه وبسبب اسلوبه ذاك معها ٠٠
مسحت دموعها وذهبت إلى مقر الشرطة حيث بها زميل ضابط هناك تعرفه جيداً طلبت منه أن يأتى لها يمعلومات عن قضية (أنس) وكيف تم القبض عليه فى البداية رفض ولكن بعد إزعاج (آسيا) المتواصل له قرر مساعدتها ٠٠
عادت (آسيا) إلى السويس بنفس اليوم حتى لا تقلق أى فرد من اهلها ولكنها كانت تتذكر معاملته الجافة لها طوال الطريق ٠٠
*****************
فى صباح اليوم التالى ٠٠
سمعت (آسيا) صوت هاتفها وأجابت على الفور عندما رأت أن ذلك الضابط الذى قررت أن يساعدها  وقالت
-أيوة يا (خالد) ٠٠ عرفت أى حاجة ؟!
-أيوة
-إخر عملية ل (أنس) كانت ازاى اللى كشفته ؟
-عن طريق الجو الشحنة الاخيرة كانت هتترحل ع طيارة
-طيارة !!
-ايوة
-واتقبض عليه ازاى ؟!
-البضاعة فى التفتشيات اتكشفت بسهولة من الواضح أن كان فى حد كان هيساعده و فى، حد بلغ
-انى ظابط اللى فتش ؟
-(رامز جمال العسال)
-المشكلة مش فى كده ؟!
-كابتن الطيارة يبقى خطيب اخت (أنس) ٠٠ مش عارف ده ليه علاقة بشغلهم ولا لا
-هو اتقبض عليه ؟!
-لا ٠٠ انا المعلومات اللى جبتهالك من بارة اوووى القضية لسه شغالين عليها ده غير انهم لسه بيدوروا ع قاتل (أنس)
-خطيب اخته ده اسمه ايه ؟
-(منصف جلال الدين) ٠٠

الكابوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن