الحلقة الثانية عشر
ابتسم وهو ينظر لتعابير وجهها المتفاجئة ثم قال بنبرة حنونة
-وحشتينى
شعرت هى بتوتر كبير ولكنها ضمت يدها لتقول
-عاوز ايه يا (عزت) ؟ وعرفت منين انى شغالة هنا ؟!
-امبارح بعد ما مشيتى مع المستفز اللى كان معاكى ده خرجت من المطعم ومشيت بعربيتى وراكى وفضلت قاعد تحت بيتك لحد الصبح لحد ما نزلتى وروحتى هنا وجيت وراكى واستنيتك لما خلصتى الشغل
رفعت (آسيا) أحدى حاجبيها ولكنها نظرت إلى ملابسه فبالفعل تلك هى نفس الملابس التى رأته بها بالأمس ابتلعت ريقها ثم قالت
-انت اكيييد اتجننت
-(آسيا) انا حاولت كتييير اكلمك وافهمك واعتذرلك وانتى رافضة انا عارف ان اللى هببته مش صح و غلط غلط كبير كمان بس انا بجد نفسى تدينى فرصة ٠٠ فرصة واحدة يا (آسيا) وهبقى اسعد واحد فى الدنيا
-اللى اعرفه انك دلوقتى خاطب سمعت ده من (مراد)
لاحت على وجه (عزت) ابتسامة جذابة عندما استشعر غيرتها ثم قال
-انا سبتها امبارح ٠٠ انا اصلاً مكنتش مرتاح معاها وخطبتها من كتر زن امى مش اكتر لكن اول ما شوفتك حسيت ان قلبى ملكك انتى وبس
شعرت (اسيا) بالسعادة بداخلها ولكنها لن تضعف مرة آخرى أمامه يكفى ما مرت به معه فوضعت يدها على اذنها مانعة إياه من الحديث أكثر من ذلك وقالت
-ارجوك امشى انا مش عاوزة اتكلم ولا عاوزة حتى اشوفك
أمسك (عزت) يدها تلك التى كانت واضعة إياها فى أذنها وابعدها عنها لكى تستمع له ثم قال
-انا هنزل دلوقتى بس دى مش اخر مرة هحاول اشوفك انا ما صدقت لاقيتك يا (آسيا) ومش هفرط فيكى ابداً
ثم تركها وترجل من السيارة فأمسكت هى رأسها من كثرة احاديث النفس التى كانت بداخلها فقد كادت أن تضعف له مرة ثانية بعد ما فعله بها وما قاله عنها كيف لها أن تضعف أو تلين أمامه أيضاً وجوده بقربها فى ذلك التوقيت خطأ كبير يضر عملها هى لن تسمح له أن يقضى على عملها كما قضى على مشاعرها من قبل ٠٠
بينما كان (يونس) يخرج من البوابة الرئيسية للشركة وجد (عزت) يخرج من سيارة (آسيا) شعر بغيظ شديد ولم يكن يعلم مصدر ذلك الغيظ أو الغضب الذى يشعر به حينما يرى ذلك المعتوه بجوارها ضم قبضة يده بغيظ شديد ولكنه وجدها قد ادارت محرك السيارة واختفت عن انظاره فذهب هو تجاه سيارته مع ذلك الغضب الذى يحمله بداخله ٠٠
******************
عادت (هايا) من الجامعة وكانت فى طريقها للصعود للطابق العلوى فى ذلك الوقت كان (أنس) يخرج من مكتبه فلاحظ عدم وجود (أصالة) فقال بصوت مرتفع قليلاً
-(هايا) !!
إلتفت له (هايا) ثم قالت
-خير يا ابيه فى حاجة ؟
أبتلع ريقه ثم قال بتردد
-او٠٠ اومال فين صاحبتك دى ؟ مش بتيجى معاكى كل يوم
-اه (أصالة) ٠٠ اصلى النهاردة معزومة ع الغدا مع جارتنا (فاطمة) فمش هنعرف نذاكر سوا عشان كده يدوبك جاية أخد شاور والبس واروح ل (فاطمة)
-اه اه ٠٠ تمام ماشى ٠٠ متتأخريش فاهمة ؟
-حاضر اصلاً كنت هطلع اخد شاور واجى اقولك
-ماشى يا ستى يلا شوفى حالك
أبتسمت (هايا) قليلاً ثم إلتفت لتصعد مرة أخرى إلى الطابق العلوى بينما ذهب (أنس) مرة أخرى لداخل مكتبه واخرج هاتفه من جيب بنطاله ثم أخرج رقم (أصالة) وبحث عنها فى تطبيق الواتس آب ثم حك مؤخرة ذقنه وقرر أن يبعث لها اول رسالة بينها وبينه
(كان نفسى اشوفك النهاردة)
فى تلك الأثناء كانت (أصالة) تتناول طعامها وهى تشاهد التلفاز فأمسكت الهاتف لكى ترى من قام بأرسال تلك الرسالة لها ولكنها رفعت أحدى حاجبيها فهى لم تكن تعلم أن ذلك رقم (أنس) فلم تهتم بالأجابة على ذلك الرقم فظنت أن أحدهم قد قام بأرسال تلك الرسالة عن طريق الخطأ وتركت الهاتف وأكملت تناول الطعام فوصلت لها رسالة آخرى فزمت شفتاها وأمسكت الهاتف وقررت أن تضع ذلك الرقم فى القائمة السوداء أن كانت تلك الرسالة منه ولكنها حينما قرأت محتوى الرسالة أصابها الفواق فقد أرسل لها
(أنا (أنس) ع فكرة)
بحثت (أصالة) عن زجاجة الماء لكى تشرب وبعد أن هدئت أمسكت الهاتف وأرسلت
(عرفت رقمى منين)
ابتسم (أنس) على ساذجتها ثم قال
(انا لما احب اعرف حاجة مش بيهمنى لازم اعرفها)
(عاوز تشوفنى ليه ؟!)
(يمكن عشان بحبك مثلاً)
جحظت عيناى (أصالة) بعد أن قرئت اعترافه للمرة الثانية فكل شئ يفعله يثبت لها انه يحبها بالفعل ازدادت عدد دقات قلبها فبعث هو رسالة آخرى
(لازم اشوفك اتعودت اشوفك فى يومى)
شعرت (أصالة) بسعادة كبيرة تدخل قلبها ثم قالت
(بكرة إن شاء الله)
(انا لسه هستنى لبكرة ؟! )
(قلت بكرة متبقاش غتت :/ )
ابتسم على رسالتها تلك ثم فتح صورتها الخاصة التى تضعها على تطبيق الواتس وابتسم وهو يتأمل ملامح وجهها ٠٠
********************
ارتدت (هايا) فستان بلون البنفسج يصل إلى ركبتيها واحدى كتفيها مغطى نصفه والكتف الآخر ذو حمالة رفيعة ومشطت شعرها البنى وجعلته ينسدل على كتفيها نظرت إلى نفسها بالمرآة وشعرت بالرضا ثم أخذت حذائها الأسود وارتدته بعدها أتجهت نحو الأسفل وخرجت خارج المنزل ثم وصلت إلى منزل (فاطمة) التى استقبلتها بسعادة كبيرة ثم جلسا سوياً يثرثران مع بعضهم البعض نظرت (فاطمة) إلى الساعة التى بيدها فوجدت أنها على وشك أن تكون السادسة مساءاً شعرت بالخجل من نفسها لما تأخر (منصف) إلى كل هذا الحد بينما (هايا) لم تكن تعلم من الأساس أن (منصف) على وصول ولكنها كانت مندهشة من (فاطمة) لأنها من قامت بدعوتها على الغداء وها هو الوقت يقترب من موعد العشاء فقد شعرت بالجوع ولكن ليس عليها أن تجعلها تعرف ذلك تحدثت (فاطمة) إليها وهى تشعر بالخجل
-معلش يا (هايا) خمس دقايق وهرجعلك
هزت (هايا) رأسها بالإيجاب فذهبت (فاطمة) إلى غرفة آخرى لكى تتحدث إلى (منصف) طلبت رقمه مرتين متتاليين وبالأخير أتاها صوته وهو نائم
-فى ايه يا بطة
زعقت (فاطمة) بوجهه فلم تكن تصدق انه ما زال نائم على الفراش
-انت لسه نايم ؟! ٠٠ انا مش قلت تيجى من الرحلة عليا وهنتغدا سوا
-فى ايه يا بطة لده كله ؟! انا وصلت الصبح القاهرة ورجعت تعبان وبعدين انا قولتلك قبل كده انك متستنانيش ع الغدا اتغدوا انتوا وانا لما اجى هبقى اكل مفهاش حاجة
شعرت (فاطمة) بأن صبرها قد بدء أن ينفذ فتحدثت بلهجة آمرة
-خلال نص ساعة يا (منصف) لو مجتش هيبقى يومك مش معدى
اندهش (منصف) من لهجتها تلك ولكن احتراماً لشقيقته الكبرى قال
-طيب طيب يا ساتر
أغلقت (فاطمة) الهاتف معه وخرجت لتجلس مع (هايا) مرة آخرى ومر الوقت سريعاً وعندما استمعت إلى صوت سيارة (منصف) بالخارج وشاهدتها من زجاج الشرفة قالت وهى تقف
-انا هقوم احضر الاكل ع السفرة بقى
تحدثت (هايا) قائلة
-طب هاجى اساعدك
-لالا يا حبيبتى مش مستاهلة كل حاجة اصلاً جاهزة خليكى هنا ولما احتاجك هندهلك
هزت (هايا) رأسها بتفهم ودلفت (فاطمة) نحو الداخل بينما جلست (هايا) فى مكانها تنظر حولها وهى تضع قدم فوق الآخرى حتى استمعت إلى صوت احدهم يقرع باب المنزل فجائها صوت (فاطمة) من الداخل
-افتحى انتى يا (هايا)
وقفت (هايا) عن مقعدها واتجهت نحو الباب وقامت بفتحه لتصدم حين وجدت (منصف) أمامها الذى تأملها لثوان معدودة ثم ابتلع ريقه ولكنه قال دون أن ينظر لها
-ممكن ادخل
وقفت (هايا) جانباً لكى تتيح له الدخول فدلف هو نحو الداخل كان (منصف) الصغير يراقبهم من الطابق العلوى وهو يبتسم فلم يكن (منصف) يأبه بوجود (هايا) مطلقاً واستعد ليدلف للداخل كى يبحث عن (فاطمة) فزم (منصف) الصغير شفتاه وقال
-اخص ٠٠ انت راجل انت ٠٠ البت واقفة زى القمر قدامه وده ولا بيحس
قبل ان يبتعد (منصف) عن أنظار (هايا) وجدت (هايا) نفسها تقول بعد صراع
-(منصف)
توقف (منصف) عن السير للداخل وشعر بغرابة شديدة ولكنه إلتف لها ورفع أحدى حاجبيه ونظر لها وهو يعقد يده نحو صدره فشعرت هى بتوتر كبير فقالت
-احم اقصد كابتن (منصف) يعنى
-خير يا آنسة
أبتلعت ريقها وقالت بتوتر
-ا٠٠ انا آسفة
انزل (منصف) يده المعقودة نحو صدره ونظر لها بغرابة شديدة فتابعت هى
-ا٠٠ انا من ساعة مانت سافرت وانا كان نفسى اشوفك عشان اعتذرلك تانى وتقبله من قلبك انت صحيح غلطت فيا بس انا اللى بدئت انا اللى استاهل وانا مبحبش يبقى فى حد زعلان منى ٠٠ سامحتنى ؟!
ابتسم (منصف) عليها قليلاً ثم قال
-انا كمان اسلوبى كان معاكى وحش
ابتسمت هى قليلاً ثم قالت
-وانا خلاص مسامحك ٠٠ صافى يا لبن كده ؟!
-صافى يا لبن
ابتسمت (هايا) قليلاً بينما دلف (منصف) للداخل كى يبحث عن شقيقته فمط (منصف) الصغير شفتاه وقال بضيق
-صافى يا لبن !!! ما تلعبوا كيلو بامية احسن ٠٠
**********************
بينما كان (يونس) فى غرفته يتذكر (آسيا) وملامح وجهها واذا أغمض عينه وجدها بمخيلته فتح عيناه وهو يجلس على مقعد بجوار فراشه وتحدث بضجر
-وبعدين بقى !! انا عمال افكر فيها ليه كده ؟! ونفسى اشوفها جداً
اخذ نفس عميق ثم قال
-وهشوفها ازاى بس مستحيل اشوفها دلوقتى
نظر للساعة بيده وجدها السابعة ونصف ظل يفكر فى طريقة لكنه لم يجد أى وسيلة أو حجة كى يقابلها حتى لمعت فى رأسه فكرة ما ٠٠
ارتدى ملابسه بنطال أسود وقميص لونه أزرق ووضع چاكت على يده إن شعر بالبرد فسيرتديه ثم اتجه نحو الخارج استقل سيارة آجرة ووقف أسفل عقار منزلها أخذ نفس عميق ثم صعد نحو شقتها دق باب منزلها وفى خلال ثوان فتحت هى باب الشقة وجدها أمامه كانت ترتدى بيچاما لونها وردى فابتسم على مظهرها فقطبت هى حاجبيها وقالت
-جاى ليه ؟!
-مش فى حاجة اسمها اتفضل الاول
-انا بنت وقعدة لوحدى ومينفعش ٠٠
لم تكمل حديثها حتى جعلها تتنحى جانباً بيده ثم دلف إلى الداخل شعرت هى بغضب شديد واتجهت خلفه وهى تقول
-هى وكالة من غير بواب حضرتك داخل فين كده !!
جلس (يونس) على اقرب مقعد ثم قال
-بشربها سادة
-انت ليك عين تقعد وتطلب قهوة
تحدث هو بمرح وبلهجة ذات مغزى
-ده انا جاى مخصوص للقهوة
قطبت هى حاجبيها بعدم فهم ثم زفرت بضيق وذهبت تجاهه وهى تحاول إقلاعه من على مقعده ولكن دون جدوى فأبتسم ثم قال وهو يمسك يدها لكى يجعلها تجلس بالمقعد المجوار له
-اقعدى هنا وبطلى لعب العيال ده
شعرت هى بالضيق ووجدت نفسها تهوى على المقعد المجاور له فقالت بنفاذ صبر
-قولى جاى ليه ؟!
-عربيتى الونش شالها وانتى عارفة ولسه مستلمتهاش ومحتاج اروح مشوار ضرورى فجتلك توصلينى
أتسعت عينيها بعدم تصديق ثم قالت
-هو انا الشوفير بتاعك !! ما تركب تاكسى ولا اى نيلة
-متنسيش يا حلوة ان سرك فى أيدى
زفرت هى بضيق شديد بينما خرج القط (بهبورى) من الغرفة واتجه نحوها عندما شعر (يونس) بوجوده ظل يسعل مرات متتالية ثم قال
-م٠٠ م٠٠ مشى الزفتة دى من هنا قولتلك عندى حساسية من القطط
ابتسمت (آسيا) بخبث ثم أخذت (بهبورى) ورفعته نحو قدمها وظلت تملس عليه بحنان وقالت بعدم اكتراث
-اولاً ده قط ثانياً ده بيته ثالثاً انت متطفل جاى ليه ومحدش منتظر وجودك
سعل (يونس) ثم عطس ونظر لها بشدة حيث بدئت عيناه تحمر فوقف وسار بعيد قليلاً ثم قال
-البسى بسرعة يا (آسيا) ويلا عشان توصلينى
زمت شفتاها ثم وقفت واقتربت منه وجعلت القط يلمسه من بعيد فبعد (يونس) يده مسرعاً وقال
-انتى مجنونة
-انت اللى مجنون ٠٠ انا اسمى (كارمه)
احمرت يداى (يونس) وشعر بالحكة فظل يفرك فى يده ثم قال
-روحى البسى
-ع فكرة انا مش مضطرة انفذ كلامك
سعل (يونس) ثم قال
-و٠٠ وانا مش مضطر احفظ سرك
زفرت بضيق ثم اتجهت نحو غرفتها كى تبدل ملابسها بينما ظل (يونس) يفرك فى يده بغيظ شديد وبعد عدة دقائق خرجت (آسيا) من غرفتها وهى ترتدى چيب اسود تصل لبعد الركبة وقميص نسائى لونه اسود به دوائر بيضاء وشعرها معقود نحو الخلف زم (يونس) شفتاه ثم قال
-ما تفكى كده ايه لبس طنط كشر ده
-اهو ده اللى عندى
هز (يونس) رأسه بآسى ثم وجدها تمسك القط بيدها ومتجهة نحو الصندوق الخاص بالقطة لتضعها به فقال هو
-استنى هنا ؟! انتى ناوية تاخدى الزفتة دى
-قولتلك ده قط قط مش قطة
فأتجه صوبها وهو مغمض العينان ثم نطر القط من اعلى يدها وسحب يدها وخرج مسرعاً بها للخارج ثم اغلق باب الشقة سمعت (آسيا) صوت (بهبورى) من الداخل فتوقفت وقالت بغضب شديد
-استنى هنا لازم ادخل اطمن عليه
-مش هيجى معانا فاهمة
شعرت بغضب شديد فركلت قدمها اليسرى فى الأرض ثم اتجهت نحو باب الشقة واتجهت نحو الداخل وجدته بخير لم يصابه شئ فملست عليه بحنان وقالت
-مش هتأخر هرجع ع طول إن شاء الله
اجابها القط (مياوو) فأبتسمت هى ثم خرجت للخارج وجدته مازال ينتظرها اتجهوا معاً نحو المصعد وهى تريد أن تحطم رأس ذلك الأبله ٠٠
*******************
نظرت (هايا) إلى الساعة وجدتها الثامنة ونصف فوقفت عن مقعدها ثم قالت
-يااه أنا اتأخرت اوووى يا طمطم لازم امشى بقى
-مع أنى مشبعتش من القعدة معاكى بس هقول ايه
ابتسمت (هايا) ثم قالت
-انا كمان ٠٠ بس هجيلك تانى
بينما كان (منصف) و (منصف) الصغير يشاهدان التلفاز لاحظ الصغير أن عينان (منصف) معلقة على (هايا) فزم شفتاه ثم قال بصوت مرتفع وهو يركل قدم (منصف)
-مش الوقت اتأخر برده يا ماما ٠٠ المفروض (منصف) يوصلها
أتسعت أعين (منصف) وشعرت (هايا) بالأحراج ثم قالت
-لالا الوقت متأخرش انا هعرف اروح لوحدى
فقالت (فاطمة)
-لا ازاى لازم يوصلك كده ولا ايه يا (منصف)
ابتلع (منصف) ريقه وشعر بالأحراج ثم قال وهو يقف
-مفيش أى مشكلة يلا اوصلك
ابتسم (منصف) الصغير ثم قال له بصوت خافت
-أى خدمة
هز (منصف) رأسه بآسى ولكنه اتجه نحو (هايا) التى شعرت بالأحراج واتجهوا معاً نحو خارج المنزل فقالت (فاطمة) بصوت خافت وهى تنظر لأعلى
-ياارب
فابتسم الصغير وقال
-متقلقيش يا بطة اخوكى واقع لشوشته
فزعقت به قائلة
-اخرس يا ولد
شعر (منصف) بالضيق وعقد يده نحو صدره وشاهد مرة آخرى التلفاز ٠٠
بينما فى الخارج شعرت (هايا) بإحراج شديد وقالت
-انا آسفة شكلى ورطتك وانت شكلك مش عاوز تنزل
-لا عادى مفيش مشكلة ٠٠ مش مضايق خالص
شعرت (هايا) بالبرودة قليلاً ولكنها حاولت أن لا تظهر له ذلك فلاحظ (منصف) أنها تشعر بالبرد فقال
-الجو برد والفستان اللى انتى لابساه صيفى خالص
-ما الجو الصبح مش بيبقى ساقعة اوى
ابتسم (منصف) ثم قال
-طيب استنى هنا
ثم اتجه نحو سيارته واخذ الچاكت الخاص به من السيارة ثم اتجه نحوها ووضعه على كتفاها فشعرت (هايا) بالتوتر ثم قالت
-ب٠٠ بس ٠٠ اصل ٠٠
ابتسم (منصف) ثم قال
-متعمليهاش حكاية مش مستاهلة
ابتسمت (هايا) ثم اخذته منه ةكوارتدته بعدها نظرت له ودققت فى ملامح وجهه فقد كانت عيناه بلون السماء الصافية وبشرته بيضاء وشعره بنى قصير كما انه انيق فى ملابسه حتى بملابسه التى يجلس بها فى المنزل فهو يرتدى بنطال لونه ابيض وفوقه (سويت شيرت) لونه رمادى ويضع يده فى جيبه وهو يسير ابتسمت قليلاً ثم قالت
-احنا مشوفناش بعض قبل كده ؟! حاسة انى شوفتك بس فين مش فاكرة بس مش مع بطة اكييد
ابتسم (منصف) ثم قال
-لو قولتلك قابلتك فين هنبقى محتاجين نتصالح تانى
-يعنى صح انا شوفتك قبل كده ؟! مش اول مرة نشوف بعض عند بطة
-لا مش اول مرة يا ستى
-طب قول بقى مستنى ايه ؟!
ابتسم على هيئتها ثم قال
-يعنى تقدرى تقولى ان مثلاً مثلاً مسميكى kiki girl
أتسعت عينان (هايا) ثم فتحت فمها بشدة وهى لا تصدق ثم قالت
-انت ! انت اللى قعدت تزعق فيا فى الشارع
-ايوة
زمت شفتاها بطفولة ثم عقدت يدها نحو صدرها وقالت
-انت ع طول كده شرير معايا
توقف (منصف) عن السير ثم قال
-انتى كمان مش طيبة
شعرت هى بالخجل ثم قالت
-خلاص صافى يا لبن
-صافى يا لبن يا ستى
ابتسمت هى بخجل ثم قالت
-صحيح كنت عاوزة أسئلك سؤال
-اسئلتك كترت النهاردة
-خلاص ده اخر سؤال اصلاً البيت بعيد اهو
-اسئلى يا ستى
-هو انت جبتلى ايه فى عيد ميلادى ٠٠ انا فاكرة ان بطة ادتنى هدية انت جايبها بس نسيت هى فى انى شنطة وبصراحة غلب حمارى خاالص وانا بحاول اخمن هديتك
توقف عن السير قليلاً فتوقفت هى معه لا ارادياً ثم وقفت امامه وقال
-جبتلك فستان لونه بنفسجى
شعرت هى بالأرتباك قليلاً ثم نظرت عالياً له وقالت
-الطويل بتاع المحجبات ده ؟!
هز رأسه بالإيجاب فقالت هى
-تعرف دايماً كنت ببص للفستان ده وابقى مستغربة مين جابه
-انا يا ستى
-طب ممكن اعرف السبب
نظر (منصف) خلفه ثم قال
-اعتقد لازم تدخلى البيت دلوقتى
زمت شفتاها بضيق ثم نزعت الچاكت الخاص به وقالت
-شكراً
-ما تخليه معاكى طيب
-هعمل بيه ايه ؟!
لاحظ (منصف) انها تحدثه بضيق ملحوظ فقال
-انتى زعلتى ولا ايه ؟!
-وهزعل ليه !!
ثم تركت له الچاكت ودلفت نحو الداخل مسرعة فنظر لها هو وهز رأسه بآسى ثم قال
-اول مرة اشوف شاحطة وبتتقمص كل شوية
ثم وضع الچاكت على معصم يده وذهب تجاه منزل شقيقته ٠٠
******************
بينما توقفت (آسيا) بسيارتها أمام المطعم الذى اخبرها به (يونس) أن تتوقف أمامه وقالت
-اتفضل
فتحدث هو بلا مبالاة
-وانتى كمان انزلى
-ليه ؟! مش بتقول جاى تقابل صحابك
-وكيفى تقعدى معايا
شعرت هى بالضيق من تحكماته تلك ولكنها ترجلت من السيارة وذهبت خلفه نحو الداخل جلسوا على منضدة ما بالمطعم سوياً فنظر لها (يونس) ثم قال
-اتعشيتى
-ملكش دعوة
-هى كلمة واحدة اتعشيتى؟
-هيفرق ايه معاك ؟!
فعندما اقترب منهم النادل طلب (يونس) العشاء لكلايهما فما أن انصرف النادل حتى قالت (آسيا) بنفاذ صبر
-انت عاوز ايه !! مش هتستنى صحابك
-مفيش مانع نتعشى الأول قبل ما صحابى يجوا
-مش عاوزة اكل
-هتاكلى عشان تفتحى نفسى
-ليه مخلل انا؟!
ضحك هو عليها ثم قال مسبلاً عيناه
-واحلى مخلل
زفرت هى بضيق وهى تشيح وجهها للأتجاه الآخر فسئلها هو
-الصبح شفت اللى كان خطيبك ده نازل من عربيتك كان عاوز ايه
نظرت له (آسيا) بحدة شديدة ثم قالت
-مش ملاحظ انك بتدخل فى حياتى اووى وزيادة عن اللازم كمان
لم يهتم بحديثها ذاك فقد اتى النادل ووضع أمامهم الطعام بدء كلايهما بتناول الطعام حتى اقتربت فتاة مائعة ترادى فستان فضى قصير من الطاولة الخاصة بهم وهى تقول
-كابووووو ٠٠ I miss u اوووى
ثم اقتربت منه لتحتضنه شعر (يونس) بالأرتباك والتوتر والخجل !! خجل !! نعم فدوماً وهو مع (آسيا) يشعر بالخجل لمعرفته لكثير من الفتيات و السبب لا يعرفه او ربما لا يريد الأعتراف به هزت (آسيا) رأسها بتهكم على أفعاله الصبيانية تلك ولكن (يونس) ابعد تلك الفتاة وقال بلهجة رسمية غير معتاد عليها
-ازيك يا شوشو ؟
ضحكت تلك الفتاة الملقبة ب (شوشو) ضحكة مائعة مثلها ثم قالت
-انت مالك كشرت كده ليه يا كابو !! هو فى حاجة مضايقك
-وبعدين بقى انتى مش شايفة انى قاعد مع ناس دلوقتى انا فى شغل دلوقتى
نظرت تلك الفتاة إلى التى تجلس مع (يونس) وطالعتها بأزدراء ثم قالت
-شغل !! وماله يا كابوو ٠٠ بس ذوقك فى الشغل بقى بيئة اوى
ولم تعطه فرصه كى يجيب ورحلت مسرعة بينما تركت (آسيا) الشوكة والسكين الخاصة بها بعد أن استمعت لكلمات تلك الفتاة وشعرت بغضب شديد للغاية ولكنها نظرت إلى (يونس) بنفس ذات الغضب الذى كان ينظر للفتاة الملقبة ب (شوشو) بغضب هو الآخر ولكنه نظر مرة آخرى إلى (آسيا) وقال
-ا٠٠ انا آسف انا مليش دعوة بكلام المجنونة دى
ابتسمت هى بسخرية ثم قالت
-لا يا شيخ !! مانت بتقول انيل منها
-(آسيا) انا ٠٠
قاطعته قائلة بلهجة حادة
-اسمى (كارمه) فاهم ولا لأ ٠٠
-معلش بنسى
-مفيهاش معلش دى انت منزلى ومقعدنى معاك غصب عنى عشان بس محدش يعرف اسمى الحقيقى فمتقولوش انت واحنا قاعدين
-لاحظى يا (كارمه) ان اسلوبك ده مينفعش تتكلمى بيه معايا ابداً انا مش متهم عندك
ابتسمت هى بسخرية نحوه ثم قالت
-اه اخدت بالى ٠٠ شوف صحابك جايين امتى وانا انا مش مضطرة اقبل اهانتك دى كل شوية
-(كارمه) انا مهنتكيش ولا قلت عليكى حاجة وقولتلك مش مسئول عن كلام الزفتة دى
وجدت (آسيا) نفسها تبكى دون أن تشعر فقد تحملت بما فيه الكفاية ذلك اليوم بداية من مقابلة (عزت) التى كادت ان تضعف فيها حتى معاملة (يونس) لها التى لا تفهمها فهو دائماً يهينها او يجعلها تقابل من يهينها غير انه يستغلها فقط وهى لا تعرف نواياه الحقيقية فهى فتاة قوية نعم ولكن يأتى احياناً اوقات لا تتحمل فيها شئ فمنذ أن قابلت (يونس) وهو يذكرها ب (عزت) ليس هذا فقط بل بسببه وبسبب عملها رأت (عزت) من جديد الذى حاولت مراراً وتكراراً أن تهرب من مقابلته أو وجوده فى حياة شقيقها لم تستطع أن تتوقف عن البكاء فنهض (يونس) من مقعده وجلس بجوارها ووضع يده على كتفاها بتردد ولكن بالأخير وضع يده ثم قال
-ارجوكى متعيطيش كده
ونظر حوله وجد البعض ينظر لهما وينظر ل (يونس) بأزدراء فقد فهموا الأمر انه يخونها مع تلك المائعة التى كانت تتحدث معه منذ قليل ابتلع ريقه ثم قال
-ارجوكى متعيطيش
كفكفت (آسيا) دموعها فتلك المرة الأولى التى تبكى أمام احدهم وبكت فى مكان عام ثم نظرت له وقالت
-ممكن امشى ٠٠ لو سمحت عاوزة امشى
ابتسم (يونس) أمامها فللمرة الأولى يشعر بضعفها يشعر وكأنها انثى حقاً نظرت له بتوسل فوضع النقود على المنضدة وقال
-يلا عشان اوصلك
انصاعت (آسيا) لحديثه وذهبت معه نحو الخارج واستقلا السيارة سوياً ٠٠