الحلقة الخامسة والثلاثون
(الجزء الثانى والآخير)بعد يومان كان (مراد) قد وصل إلى الأسكندرية ظل فى الفندق الذى يقيم فيه وهو يفكر جيداً فى حديث والداته وشقيقته ولا يعلم لما تلك الجنية تحديداً الذى فكر بها ولكنه قرر الخلود للنوم فالسفر كان قد ارهقه ٠٠
فى المساء استيقظ وارتدى ملابسه وذهب على شاطئ البحر كى يفكر جيداً فى أمر الزواج بالفعل جلس على رمال الشاطئ وظل ينظر للبحر والسماء لقد مر ما يقرب السنتين على موت (شروق) ولكن مع ذلك هو لا يريد الزواج لا يريد التعلق بأمرآة آخرى هو يعترف بينه وبين نفسه إنه لم يكن يحب (شروق) قبل الزواج ولكن هذا لا يمنع تماماً إنه قد عشقها بعد الزواج وتمنى لو بقت بقربه ولكن لن يستطيع أن يغير شئ فقد رحلت وتركته وحيداً فكر بإنه عندما يكبر بالسن أكثر وأكثر لن يستطع أن يكون بمفرده فهو بحاجة لمن يكون بجواره بحاجة أن ينجب طفل ويربيه ابتسم وهو يتذكر فهو كان مستعد أن لا ينجب مادامت (شروق) بجانبه تخلى عن ذلك الحلم ولكن تلك فرصة جديدة له ربما يرزقه الله بمولود ٠٠ شعر بأن أحد ما ينظر له فنظر بعيداً وجد (أصالة) تجلس على بعد منه ليس بكبير فوجد نفسه يبتسم لها فهو دائماً يجدها أمامه وقتما يريد رؤيتها رمشت (أصالة) بعينيها عدة مرات وهى لا تصدق هل حقاً ابتسم لها ؟! ثم وجدته نهض عن مكانه واقترب منها ابتلعت (أصالة) ريقها بعدم تصديق حتى جلس بجوارها ثم قال بصوت هادئ
-ازيك يا (أصالة) ؟!
كانت (أصالة) فى حالة ذهول تامة لا تصدق أن (مراد) فعلاً يحدثها والأكثر إنه يتذكر اسمها فنظرت له بعدم تصديق
-أنت فاكر اسمى ؟!
-ايوة
شعرت (أصالة) بإنها تحلم فوضعت يدها على كتفه كى ترى أن كان ذلك حقيقيا أم مجرد طيف ولكنها وجدته حقيقة فوضعت يدها على فمها بعدم تصديق بينما ابتسم هو على تهورها ثم قال
-ممكن اتكلم معاكى شوية ؟!
-ا٠٠ اه طبعاً
نظر (مراد) أمامه واخذ نفس عميق ثم قال
-مراتى ماتت يجى من سنتين كده ٠٠ هى كانت مريضة ومرضها كان مانعها من الخلفة وبعد سنين من الصراع مع المرض ماتت مكنش ده السبب الوحيد لا إهمال أبوها وأمها فيها كان سبب قوى فى تدهور صحتها ٠٠ بس ربنا كريم ورحمها من عذاب المرض ومن إهمال أبوها وأمها ليها ومر السنتين دول كنت مش حابب اتجوز أو ارتبط بأى انسانة بعدها لأن السنتين دول اسوء سنتين مروا عليا
ثم نظر فى عينيها الزرقوتان وتابع
-بس طول السنتين طول أمى وأخواتى البنات نفسهم يفرحوا بيا ويشوفونى اتجوزت وأنا فعلاً دلوقتى بفكر فعلياً إنى اتجوز و ٠٠
اتسعت أعين (آصالة) بعدم تصديق ثم قالت بغضب
-طب وإنا مالى المفروض اعملك ايه ادورلك ع عروسة يعنى ؟!
هز رأسه بآسى ثم قال
-لا ٠٠ بس لو أنتى مش ممانعة إنك تبقى العروسة إنا معنديش مانع
ظلت (أصالة) تفتح عينيها وتغمضهم أكثر من مرة غير مصدقة لما سمعته للتو ثم قالت
-أ٠٠ أنت عاوز تجوزنى ؟!
-يعنى مادام فكرت فى الجواز ليه ميكونش أنتى ؟! إلا لو أنتى ٠٠
قاطعته مسرعة قائلة
-معنديش مانع طبعاً
هز (مراد) رأسه بتفهم فسئلته هى
-بس اشمعنا أنا ؟!
نظر فى عينيها ثم قال
-يمكن عشان كل لما ببقى مضايق بلاقيكى قدامى فبنسى اللى أنا فيه ٠٠ يمكن عشان أنا وأنتى بقالنا سنتين مراقبين بعض فى صمت
وضعت (أصالة) شعرها خلف أذنها بخجل ثم قالت
-ع فكرة أنا كمان كنت هتخطب لواحد بحبه ومات يجى من سنة ونص كده بس يوم ما مات اكتشفت إنه كان وبيخونى وبيتاجر فى السلاح واكتشفت بلاوى كتيييير عنه يمكن اتصدمت شوية بس كرهته ومقدرتش اكرهه اووى يعنى ٠٠ كرهته عشان كل الصفات الوحشة اللى كانت فيه ومجربش ولا مرة إنه يصارحنى بده ٠٠ وفى نفس الوقت صعبان عليا صعبان عليا انه مات وهو بالشكل ده ملحقش يكفر عن اللى عمله فى ناس فعلاً الحياة واخدها ومش بتفكر فى الآخرة هو كان منهم كده كده هو كان ميت هو قاتل وقتل ناس كتير واللى بيقتل بيتقتل ولو فات اد ايه ٠٠ ده غير انه لو كفر عن ذنبه مستحيل كان الكل هيسامحه فى ناس مبتعرفش تسامح بس صدقنى أنا سامحته وبدعي ربنا دايماً انه يخفف عنه
ابتسم (مراد) ثم قال
-رحمة ربنا ملهاش حدود ٠٠ ومحدش عارف مين هيدخل الجنة ومين هيدخل النار
ابتسمت (أصالة) له ثم قالت
-أنا مبسوطة إنى طلعت كل اللى فى قلبى وأنا معاك
-أنا كمان ٠٠ عموماً عاوز رقم أى حد من عيلتك عشان اكلمه
أحمرت وجنتى (أصالة) ثم اعطته رقم الهاتف الخاص بشقيقها ثم قالت له
-أنا لازم اقوم دلوقتى عشان ورايا شغل الصبح
هز رآسه بتفهم ثم ظل يراقبها حتى انصرفت ودخلت داخل منزلها بعيداً وابتسم عليها ونظر لرقم هاتف شقيقها ومازالت على وجهه نفس تلك البسمة ٠٠
*********************
مرت الأيام سريعاً وقد خطب (مراد) (أصالة) بالفعل بعد أن وجد (نادر) إن (أصالة) سعيدة بخطبة ذلك الشاب رغم إنه كان معترض بالبداية فهو ارمل وهى مازالت فتاة لم تتزوج من قبل ولكن تلك السعادة التى رائها فى أعين شقيقته جعلته يوافق وقد دعاهم (مراد) لعقد قران شقيقته الصغرى فشعرت (أصالة) بسعادة لإنها سترى شقيقات (مراد) فهى لم تتعرف عليهم بشكل جيد بسبب أن كل شخص منهم يعيش فى محافظة ٠٠
كانت (برنسيس) تشعر بتوتر كبير فى يوم عرسها جلست (آسيا) و (رحمة) معها فى صالون التجميل يحاولون التهدئة من روعها فقالت (آسيا)
-أنتى لسه مش عاوزة تنسى الخوف من أى حاجة يا (برنسيس)
فأكدت على حديثها (رحمة) ثم قالت
-مش عارفة بجد اومال لو مكنتيش بتحبى (فاروق) وواثقة فيه حالتك كانت هتبقى عاملة ازاى ؟!
أخذت (برنسيس) نفس عميق ثم تحدثت من صمتها
-الحياة الجديدة بتخوف وإنى ابعد عن مامى وبابى ده شئ مكنتش عاملة حسابى عليه
ابتسمت (آسيا) قليلاً ثم قالت
-مانتى مكنتيش عاملة حسابك إنك تبعدى عنى بس أنا بعدت وبقى ليا حياتى
هزت (برنسيس) رأسها بتفهم وقالت
-صح
مر بعض الوقت كانت (برنسيس) قد انتهت من ارتداء الفستان ووضع مساحيق التجميل وظلت منتظرة حتى يأتى (فاروق) وهى متوترة للغاية حتى جاء (فاروق) وأخذها إلى حيث القاعة التى سيتم بها حفل الزفاف كان (فاروق) أيضاً يشعر بتوتر كبير فهو لا يحب أن يكون محط أنظار للجميع ولكنه كان ينظر فى عيناى (برنسيس) فينسى من حوله نظرت له (برنسيس) ثم قالت
-أنت ليه من ساعة ما خرجنا من الكوافير مش قبل ليا إنى حلوة ولا وحشة ولا حتى الفستان والميكاب عجبينك ولا لا
ثم زمت شفتاها بطفولة فأبتسم هو عليها ثم قال
-يمكن عشان أى كلمة مش هتقدر توصف جمالك وأنتى عارفة كده كويس
شعرت هى بالخجل ثم ابتسمت قليلاً وقالت
-عرفت تهرب من الخناقة دى كويس
هز (فاروق) رأسه بآسى ثم قال
-أنتى عارفة أن دى الحقيقة وإنك اجمل بنت شفتاها عينيا وللآسف مش عينيا أنا لوحدى
نغزته فى ذراعه بكوعها بلطف ثم قالت
-خلاص بقى بكسف
ابتسم عليها ثم امسك يدها ليقبلها وهو ينظر فى عينيها فسحبت هى يدها مسرعة بخجل ٠٠
بينما كانت (أصالة) تجلس على طاولة مع (مراد) بمفردها والطاولة التى بجانبهم تخص شقيقها وزوجته فنظرت ل (مراد) وهى تقول
-اخواتك البنات قمامير اووى زيك كده يعنى
ثم تنبهت لما قالت فعضت شفتاها ووضعت يدها على فمها فنظر لها (مراد) ثم قال بثقة
-بس أنا احلى منهم ع فكرة
مطت (أصالة) شفتاها بعدم رضا ثم قالت
-ومغرور اوووى ع فكرة
-وحنين جداً برده ع فكرة ٠٠ بس أنتى لسه متعرفنيش
اضيقت عينيها ثم قالت بنبرة صادقة
-بس لسه محبتنيش ٠٠ للآسف حاسة إنك قلت اخطب دى زيها زى غيرها
هز (مراد) رأسه نافياً ثم أجابها بهدوء
-لا طبعاً ٠٠ مفيش حاجة اسمها كده أنا حاسس إن فى مشاعر جوايا مشاعر ناحيتك ولو مكنتيش انتى موجودة فى حياتى مكنتش هختار حد تانى ع فكرة ٠٠ وع فكرة الموضوع ملوش علاقة بإنى كنت متجوز قبل كده ٠٠ أنا بس محتاج اعرفك أكتر وأكتر عشان المشاعر دى تزيد
ابتسمت (أصالة) كثيراً وشعرت برضا نفسى على الأقل هو لا يعقد مقارنة بينها وبين (شروق) زوجته الأولى ولكنها ودت أن تعلم إن كانت هى تشبه زوجته الأولى فشئ أم لا حتى تطمئن أكثر وأكثر ولكنها صمتت فبالتأكيد مع الأيام سترى صورة لها ليس عليها أن تخرب تلك اللحظة الجميلة الآن ٠٠
بينما كان (محمد) يقف بجوار (رحمة) وهو هائم بها ثم سحبها نحو ساحة الرقص ورقص معها فأبتسمت (رحمة) على جنونه ذاك ونظرت له لتقول
-انت ع طول مجنون كده
-وهو انا كده مجنون ؟!
اصطنعت (رحمة) انها تفكر ثم قالت
-اممممم ٠٠ يعنى مش اوى
-بس بحبك يا قمر انتى
-وأنا كمان اوى اوى يا (محمد)
جلست (آسيا) على الطاولة الخاصة بها هى وزوجها وكانت تنظر ل (برنسيس) من بعيد وهى تبتسم فقد شعرت بالسعادة لشقيقتها لإنها مع شخص يقدرها ويحبها ثم نظرت إلى طفلتها التى تحملها بين يديها وظلت تداعبها وتبتسم لها وتقبلها فى تلك اللحظة نظر لها (يونس) بغيظ شديد ثم قال
-وأنا فين من ده كله
نظرت له (آسيا) بعدم فهم فتابع هو
-شوية تبصى لأختك وشوية لبنتك وأنا فييين بقيت مركون ع الرف يعنى
فتحدثت هى بدلال
-ده انت حبيبى يا كابو معقول انساك
-يا ٠٠ مين ؟!
ابتسمت هى وهزت رأسها بآسى فغمز لها بمشاكسة
-لا انتى كده هتخلينى محضرش الفرح واقولك يلا نقوم نروح
ضربته بخفه ع كف يده ثم قالت
-بس هص لحد يسمعك
-ما يسمعونى
-ادى نتيجة إنى حبيت واحد مجنون
-ودى نتيجة إنى اتجوزت واحدة زى القمر
شعرت (آسيا) بالخجل ثم قالت بتغير مجرى الحديث
-ايييه ده بص هيقوموا يرقصوا
-يا شيخة ؟!
لم تستطع النظر فى عينه وقالت
-اه
فأبتسم هو عليها ثم امسك يدها حاولت هى التملص من يده حتى لا يراهم أحد فنظر له بعينه حتى تكف عن ذلك الخجل وظل ممسك يدها طوال الحفل وهى تنظر له بعشق وهيام ٠٠
**********************
مرت سنة حدث بها الكثير والكثير فقد اقترب (مراد) من (أصالة) أكثر وأكثر وقد فهمها جيداً وهى أيضاً لم تكن تصدق إنه اصبح يحبها بكل هذا الحد فقد كانت ترى فى عيناه عشقاً وهياماً لم تراه فى بداية علاقتهم وقد قررا أن يكون عرسهم فى القاهرة مع عائلة (مراد) ولكنهم سيسافروا فى نفس اليوم بعد العرس إلى الأسكندرية فقد اتفقا أن يستقرا سوياً فى المحافظة التى نشأ فيها حبهم ٠٠
حضر الجميع فرحهم وشعرت (آسيا) بالسعادة وهى تشاهد (مراد) يرقص مع (أصالة) ويبدو عليه السعادة فلم ترى (مراد) سعيد بتلك الدرجة منذ موت (شروق) فى تلك اللحظة اقترب (يونس) منها وجعلها تلتف له لكى تنظر فى عينه فابتسمت هى ثم قالت
-ايه يا حبيبى ؟!
-ايه أنتى ؟! متبصيش ع راجل تانى غيرى
-بس ده اخويا
-ولو ابوكى ٠٠ عينك عليا أنا بس
-أنت حالتك بقت صعبة اووووى
-اوووى اوووى يعنى
ابتسمت وقرصته من وجنته ثم قالت
-طب تعالى ارقص معايا
-و (رقية) ؟!
-هسيبها مع ماما
تركت (آسيا) طفلتها مع والداتها ثم ذهبت مع (يونس) لساحة الرقص بينما كانت (هايا) تنظر لصديقتها وهى تشعر بسعادة ثم قالت
-شايف يا مو هى مبسوطة ازاى ؟ كانت بتحبه اووى
نظر (منصف) إلى عينيها ثم قال
-بس إنا مش شايف غيرك ومش عاوز اشوف غيرك
ابتسمت ثم نظرت إلى بطنها فقد كانت تحمل مولودها الذى فى الشهر السادس ثم قالت
-مكسوفة اتحرك وبطنى كبيرة كده
ضحك (منصف) عليها ثم قال
-هتفضلى قمر برده وتجننى
كان (منصف) ابن (فاطمة) جالس معهم على نفس المنضدة ووضع يده اسفل وجنته وهو ينظر لهما ثم تحدث
-علمناهم الشحاتة صحيح
ضحكت (هايا) كثيراً فقد اخبرها زوجها كيف أن ابن شقيقته ساعده كثيراً للحصول على قلبها بينما نظر له (منصف) شذراً وقال
-ايه اللى جاب الواد ده معانا انا مش طايقه
لم تستطع (هايا) منع نفسها من الضحك أكثر بينما تحدث ابن شقيقته قائلاً
-أنا هنا عشان اشوف بنت المزة كبرت ولا لا
وضع (منصف) يده على وجهه غير مصدقاً بينما انفجرت (هايا) ضاحكة ظلت عينان (منصف) الذى اصبح يبلغ من العمر ثلاثة عشر عاماً معلقة على (رقية) التى اصبح لديها سنة الآن وهى تجلس مع جدتها ابتسم على مظهرها فحقاً اصبحت ملامحها مثل والداتها تماماً لاحظ (يونس) نظرت ذلك الفتى على ابنته فزفر بضيق وهو يرقص مع (آسيا) ثم
-طب اطرد (هايا) و جوزها والارجواز اللى جايبينه ده ولا اعمل ايه
ضحكت (آسيا) على زوجها المجنون ثم قالت
-ده طفل صغير
-ده طفل ده !! ماهو زى البغل اهو
-يعنى كبر شوية يا (يونس) بس متحبكهاش
-مستحيييل اجوزه بنتى
هزت (آسيا) رأسها غير مصدقة لما تسمعه ثم قالت
-أنت مجنون يا (يونس) ده كلام اطفال بكرة لما يدخل ثانوى ولا الجامعة هيرتبط وهينسى (رقية) اصلاً
زفر (يونس) بضيق ثم قال
-يكون احسن
فى تلك اللحظة كان (مراد) ينظر فى عيناى (أصالة) التى شعرت بخجل كبير وسئلتها
-ايه اول مرة تشوفنى ؟!
-لا بس اول مرة تبقى بين ايدى واحنا بنرقص وانتى مراتى وجميلة جداً مبصش ليه
ثم رفع أحدى حاجبيه ممازحا إياهاً
-مش حقى ولا ايه ؟!
اجابته بخجل
-حقك طبعاً
نظر لشعرها البنى ذو الحمرة الطفيفة ثم قال
-حتى شعرك ده بحبه
-وبعدين يا (مراد) بقى
-خلاص هسكت لحد ما نوصل الأسكندرية
-يكون احسن ٠٠
فى تلك اللحظة كانت (برنسيس) تنظر ل (فاروق) بهيام فنظر لها ثم قال
-ما تيجى نرقص
آشارت بسببابتها نافية
-تؤ تؤ
-بقى كده ٠٠ اقوم يعنى اطلب من أى واحدة تانية ترقص معايا
نظرت له نظرة جعلته يحترق مكانه ولكنها قالت بهدوء
-وماله ٠٠ انت هتقوم من جنبى هتلاقى نص رجالة القاعة جايين يعرضوا خدامتهم
اضيقت عينان (فاروق) غضباً فقالت هى مشيرة بسببتها
-أنت اللى بدئت
نظر (فاروق) أمامه ولم يتحدث فأبتسمت هى عليه ثم امسكت ذراعه وقالت
-طب يلا نرقص
-مش عاوز
-انت اللى بدئت يا (فاروق)
-وانتى بتنرفزينى بحلاوتك دى
امسكت هى يده ثم قالت بحنان
-مضايقنيش وأنا مضايقكش اتفقنا ؟!
نظر لها ولم يستطع مقاومة سحر عينيها ونظر ليدها الممسكة بيده ثم نهض وجعلها تقف وسحبها نحو ساحة الرقص وهى لم تستطع منع نفسها من الضحك ٠٠
انتهى حفل الزفاف وذهب (مراد) مع (أصالة) إلى سيارته لكى يذهبا للإسكندرية فوجد الجميع خلفه فقال (مراد) بتلقائية
-انتوا رايحين فين كده ؟!
اجابه (يونس) بهدوء
-هنسافر معاك
نظر لهم (مراد) بعدم فهم فتابع (يونس)
-هنقضى شهر عسل تانى عندك مانع
اضيقت عينان (مراد) ثم قال بنبرة خافتة
-حتى شهر العسل بتاعى مش هيسبونى
ضحك الجميع عليه وذهبوا جميعاً بسيارتهم نحو طريق السفر المخصص للأسكندرية اعاد (منصف) ابن شقيقته إلى المنزل وتبعهم هو و (هايا) إلى طريق الإسكندرية ٠٠
وصلوا فى ساعات الصباح الأولى عندها ذهب (مراد) إلى الشقة الخاصة بهم هناك وودعه الجميع صعد هو و (أصالة) نحو شقتهم ودلفت هى للداخل نظرت لشقتهم فتماماً كما طلبت من (مراد) ما ارادته نظرت فى عينيه وعينها تلمع بفرحة
-زوقك يجنن
نظر فى عينيها ثم نظر لها نظرة متفحصة قائلاً بخبث
-من ناحية ان زوقى يجنن فهو يجنن فعلاً
شعرت (أصالة) بالخجل ولم تستطع أن تكمل النظر فى عينه فتابع (مراد)
-بس الحقيقة أنا فرشتها ع زوقك إنتى ٠٠ فزوقك إنتى اللى جميل
ابتسمت بخجل ثم قالت
-إنا هدخل اغير هدومى
غمز لها بمشاكسة
-البيت بيتك
فركضت هى نحو الغرفة وهى تشعر بالخجل بينما ظل يبتسم هو عليها بعد وقت قليل انتهت (آصالة) من ارتداء ملابس للصلاة ثم خرجت له وقالت
-مش أنت قلت هنصلى الاول ؟!
ابتسم وهو يرى هيئتها تلك ثم قال
-اه ٠٠ كنت مستنيكى تخلصى ٠٠ هغير هدومى أنا كمان واجى اصلى
-اوكيه
بعد وقت قليل اقترب منها (مراد) وصلى سوياً معاً وبعد أن انتهى إلتف لها (مراد) وهو مازال يجلس على الأرضية وظل ينظر فى عينيها فنظرت هى لأسفل ابتسم عليها وعلى خجلها ذاك ثم قال
-عارفة يا (أصالة) مكنتش متخيل إنى هبقى سعيد من تانى لحد ما بقيتى فى حياتى
ثم امسك يدها وقبلها
-أنا آسف ع كل لحظة تعبت قلبك وخليتك تتعذبى بسببى بس صدقينى أنا بحبك ٠٠ بحبك بجد
وضعت (أصالة) يدها على قلبها فقد قال بها كثيراً إنه يحبها ولكن تلك المرة لمست قلبها بالفعل ربما لإنه إصبح زوجها وربما لأن قبل يدها فهى مشوشة لا تعلم ولكنها وجدت نفسها تقول
-وانا بموت فيك يا (مراد) ٠٠
*******************
بينما ذهب الجميع نحو شاطئ البحر فقد كان الجو هادئاً ولا يوجد أحد على الشط غيرهم جلست (هايا) على الشاطئ وكان بجوارها (منصف) امسكت يده ثم قالت
-أنا مبسوطة ومش مصدقة إنه عدى ع جوازنا سنتين وإنى حامل فى ابنك
ابتسم (منصف) وهو ينظر فى عينيها العسلية تلك
-اومال أنا اقول ايه بس ؟!
-عارف أنا عرفت الحب ع ايدك محبتش قبلك صدقنى ده كان وهم فى دماغى
ابتسم (منصف) على حديثها ثم قال
-أنتى يا (هايا) كل حياتى ربنا ميحرمنيش منك ابداً
ابتسمت وهى تنظر له قم ظلت ممسكة بيده ٠٠
بينما اشتمت (برنسيس) رائحة الهواء وهى امام البنت فله رائحة مميزة فحنى (فاروق) جسده وقبل وجنتها ثم جلس بجانبها فنظرت له بعينيها وقالت
-(فاروق) انا لسه عارفة حاجة امبارح وقلت هقولك عليها واحنا هنا
-خير يا حبيبتى
شعرت بخجل ثم زفرت قليلاً وهى تحرك يدها أمام وجهها كالمروحة وقالت
-أنا حامل فى شهريين
اتسعت أعين (فاروق) غير مصدقاً ثم قال
-قلتى ايه ؟!
-اللى سمعته بقى
ابتسم هو على خجلها الزائد ذاك ولكنه اقترب منها واحتضنها وهم جالسين على الشاطئ فأغمضت هى عينيها ونامت على كتفه فدوماً تشعر بالآمان معه وحده ٠٠
بينما وقفت (آسيا) وهى تنظر لمنظر الشروق فى بدايته فأتى (يونس) من خلفها واسند رأسه على كتفها وقال
-سرحانة فى حد تانى وأنا معاكى
ابتسمت هى ثم إلتفت لكى تنظر له وهى تبتسم
-وحشتنى الشوية دول
-وحد قالك متبصليش مكنتش هوحشك
ابتسمت عليه ثم قالت
-حتى لما ببصلك بتوحشنى
-أنا امى شكلها كانت داعيلى
ضحكت هى عليه فتابع هو
-عارفة احسن حاجة فى السفرية دى أن روكا مع مامتك يعنى مفيش شئ هيشغلك عنى
-حتى بنتك بتغير منها ؟!
-وحتى البحر اللى كنتى بصاله
ابتسمت هى عليها ثم ارتمت فى احضانه وهى تبتسم وتقول
-بحبك يا كابو
-يا ٠٠ ايه ؟!
فضربته على صدره ضربة خفيفة بخجل فأبتسم عليها واقترب منها ليقبلها فحذرته بسبابتها ونظرت لجميع من معهم فحملها هو ثم قال
-طب ع بيتنا بقى ٠٠#تمت