الحلقة الثانية والثلاثون
بدئت أن تفتح (آسيا) عيونها وترمش عدة مرات استعداداً لفتحها فنظر هو لها وهو لا يصدق عيناه ولكنه ترك يدها الممسك بها وأسرع نحو الخارج ليطلب من الممرضة أن تأتى بالطبيب بعد برهة أتى الطبيب وطلب من ذلك الشخص أن يترك له الغرفة حتى يفحصها جيداً فخرج من الغرفة وفحصها الطبيب يينما فى الخارج قد وصلت والداتها فقد كانت تحضر اغرضها من المنزل كى تقيم معها الليلة وجدت (يونس) بالخارج فنظرت وهى تشعر بالقلق
-حصل حاجة يا بنى ؟! ايه اللى موقفك هنا ؟!
-انا شوفتها بتفتح عينها وندهت للدكتور وهو جو بيفحصها
كاد قلب والدتها إن يرقص فرحاً لما تسمعه فأبتسمت دون أن تشعر ودعت الله برجاء
-ياارب تكون فاقت فعلاً
آمن (يونس) على دعائها وانتظر خروج الطبيب الذى بعد بضعة من الوقت خرج وطمئنهم بإنها قد استعادت وعيها ولكن عليه أن يقوم ببعض الفحوصات لها وأن يتابعها طبيب نفسى من ثم يستطيعون رؤيتها شعر (يونس) بسعادة كبيرة فقد استفاقت حبيبته بعد وقت طويل من فقدان الوعى ولكنه استمع لحديث الطبيب وظل ينتظر فى الخارج بينما اتصلت والداتها بوالدها على الفور لتخبره وتخبر (برنسيس) بأفاقة (آسيا) ٠٠
بعد وقت قليل كان قد أتى والداها وشقيقتها الصغرى وظلوا ينتظروا فحوصات الطبيب مع والداتها و (يونس) وبعد وقت طويل بعد الشئ خرج الطبيب واخبرهم بأنهم يستطيعوا أن يروها وأن حالتها جيدة نوعاً ما ولكنها قد نسيت بضع احداث من الذى حدث لها مؤخراً وان عليهم إلا يرهقوها فى الحديث استمع الجميع لحديث الطبيب ثم دخل والداتها واسرعت نحوها واحتضنتها شعرت (آسيا) بدفئ لم تتذوقه منذ فترة حضنتها أيضاً شقيقتها ووالداها بينما ظل (يونس) ينظر لها وهو لا يصدق بإنها بدئت أن تتحرك مجدداً فأحساسه طوال الشهرين الماضيين بأنه يراها لا تتحرك ساكنة فى مكانها كان يمزق قلبه كثيراً ظلت (آسيا) تنظر إلى (يونس) أيضاً وهى تشعر بغرابة شديدة لا تعرف سببها او تعرف لكنها لا تتذكر جيداً فتحدثت (برنسيس) لتستمع لصوت شقيقتها التى اشتاقت له
-انتى فاكرنا يا (آسيا)
تحدثت (آسيا) بصوت ضعيف
-اه
ابتسمت (برنسيس) وظلوا يتحدثون معها ولكن لاحظ والدها نظراتها ل (يونس) وإنها يبدو إنها تريد التحدث معه بمفرده ونظرات (يونس) لها الذى كان مذهولاً لا يصدق إنه يرى (آسيا) مجدداً تضحك وتتحدث وتبتسم فطلب من والداتها و (برنسيس) يتركوا (يونس) معها قليلاً نفذوا رغبته وعند خروجهم من الغرفة نظر لها (يونس) ثم قال
-فى حاجة عاوزة تسئلينى فيها ؟
نظرت له هائمة ثم قالت
-م٠٠ مش عارفة أنا فاكرة شئ واحد بس
-هو ايه ؟!
-انى كنت رايحة اشوف جثتك ومش فاكرة حاجة تانية
ردد (يونس) بعدم فهم
-جثتى ؟! ايه الكلام ده ؟!
-مش عارفة ٠٠ ده اللى قدرت افتكره بس
-هى الحادثة حصلت ازاى ؟!
-مش فاكرة برده ٠٠
-أنتى فاكرانى يا (آسيا) وفاكرة علاقتنا سوا ؟
-أ٠٠ أيوة ٠٠ بس صدقنى أنا فاكرة كويس إنى عرفت إنك مت وكنت هتجنن وقلت انزل للقاهرة عشان اتأكد بنفسى
أخذ (يونس) نفس عميق ثم اقترب منها وجلس على المقعد الذى أمام الفراش ثم قال
-غريب اللى بتقوليه ٠٠ بس أنا مش عاوز غير إنى اشوفك بتتحركى وتتكلمى صعب عليا إنى كنت اشوفك مبتحركيش ع السرير
ابتسمت له ثم قالت
-خليك دايماً معايا متسبنيش ٠٠ احساس فراقك صعب اوووى
-ليه بتفكرى فى الفراق ؟
-اللى فاكراه قولتهولك
-أنا مستعد اتجوزك دلوقتى حالاً بس توافقى
هزت رأسها بآسى ثم قالت
-مجنون ٠٠
****************
فى صباح اليوم التالى ٠٠
ذهب (فاروق) للمشفى لكى يرى البسمة التى عادت لوجه (برنسيس) بعد أن استمع إلى صوتها بالأمس عندما اتصلت به لتخبره بأن شقيقتها قد استفاقت من غيبوبتها فشعر بالفرحة من أجلها ومن أجل (يونس) الذى كان فى حالة سيئة الشهران الماضيين فقد كان جالس أمامها ينظر لها حتى وهى نائمة ٠٠
طرق الغرفة الخاصة ب (آسيا) ثم دخل للداخل وجد (يونس) يجلس بجانب (آسيا) ناظراً إليها بحنان فأبتسم لحاله ذاك ونظر تجاه (برنسيس) وجد البسمة على وجهها بعد وقت طويل فنهضت عن مكانها واقتربت منه وأمسكت يده وخرجت معه للخارج فقال
-ايه يا مجنونة ملحقتش اقولهم حمدالله ع سلامتها حتى
-عادى مش مشكلة المهم إنى مبسوطة مبسوطة جداً
-ده شئ يسعدني بس حابب افكرك بحاجة
نظرت له بإهتمام
-خير
أخذ (فاروق) نفس عميق ثم قال
-أنا عرفت جارك ده بقى ساكن فين عاوزك تروحى ليه وتاخدى حقك منه عاوزك تعدى المرحلة دى أنا كنت مستنى بعد الإمتحانات بس جاه موضوع (آسيا) و ٠٠ المهم إنك دلوقتى تقدرى
أمسكت ذراعه لتستمد منه الحنان
-ارجوك لا بلاش
ربت على يدها ونظر فى عينيها
-أنا معاكى فى كل خطوة ومحدش يقدر يعملك حاجة وأنا جنبك
هزت رأسها خاضعة لحديثه فأبتسم على هيئتها ثم دخل للداخل لكى يهنئ الجميع بعودة (آسيا) معاهم مرة آخرى وظل يثرثر مع (فاروق) قليلاً وبعد قليل انصرف فذهبت (برنسيس) خلفه لكى تودعه فى تلك اللحظة استيقظت (آسيا) من النوم ونظرت حولها بتثاقل فاقترب منها (يونس) وهو يقول
-صباح الخير يا حبيبتى
ابتسمت (آسيا) وشعرت بالخجل ثم نظرت حولها لتبحث عن والداتها فوجدتها نائمة فعضت شفتاها احس (يونس) بأنها تريد شئ ما فقال
-عاوزة ايه ؟!
شعرت بخجل شديد ثم قالت
-صحى ماما
-فى ايه قوليلى ؟ عاوزة تشربى ؟!
هزت رأسها نافية فأبتسم هو عليها ثم قال
-عاوزة تروحى الحمام ؟!
اضيقت عيناها قليلاً،ثم هزت رأسها بالإيجاب لمح (يونس) العكاز الذى تتسند عليه بجانب والداتها ولكنه مخفى قليلاً بسبب الحائط فنهض عن مكانه ثم قال
-مش عارف العكاز بتاعك فين بس تقدرى تتسندى عليا و (برنسيس) بارة تبقى تدخل معاكى
مطت شفتاها بعدم رضا وحاولت أن تبحث عنه بعينيها فوضع يده اسفل ذقنها وجعلها تنظر له
-يلا متضيعيش وقت
أمسكت (آسيا) ذراع (يونس) واسندت عليه بسبب الكسر الذى حدث فى رجلها اليمنى فقد اخبرهم الطبيب بالأمس أن خلال اسبوعين سيزيل (الجبس) ظلت تستند عليه وهى تشعر بالخجل منه بينما هو يحاول أن يدارى ابتسامته عندما وجدت (برنسيس) توقفت عن السير وقالت
-ممكن تدخل أنت و (برنسيس) تكمل معايا
-لا عشان متتعبهاش مش هتستحمل إنك تتسندى عليها
-ليه فيلة انا ؟!
ظهر شبح ابتسامة على وجهه ثم قال
-ابداً ظابط بس وعضمك تقيل ع البسكوتة بتاعتنا مش أنتوا مسميناها كده برده
اضيقت عينان (آسيا) بغيظ شديد
-حنين أنت اووى
-خصوصاً ع البسكوتات
أحمرت عينان (آسيا) بالغضب ثم تحاملت عليه وامسكت معصم يده لتتكأ عليه بغل شديد فأبتسم هو عليها وعلى غيرتها المجنونة تلك اما (برنسيس) قد سئلتهم
-رايحين ع فين ؟
قالت (آسيا)
-رايحة الحمام تعالى معايا
اوصلها (يونس) لباب الحمام ووقف بعيداً ينتظرهن أن يخرجوا ثم نظر إلى معصم يده وقال متألماً
-بنت المفترية دى ٠٠
*****************
فى الصباح عندما علم (مراد) بإن شقيقته قد افاقت من غيبوبتها بالأمس أخذ اجازة من أجل أن يعود للقاهرة و يراها لمدة ثمانية واربعون ساعة فكان فى طريقه إلى القاهرة بسيارته الخاصة ٠٠
إما (أصالة) وقفت فى شرفة غرفتها وهى تنظر للسماء وتتأمل الطبيعة الساحرة والجو الذى يشعرها بالأنتعاش دوماً بالأسكندرية ثم إلقت نظرة أمامها وجدت ذلك الشاب الذى يسكن أمامها يخرج من شرفة غرفة نومه ومعه تلك الفتاة التى رأتها مع (مراد) من قبل اتسعت عينيها وهى لا تصدق فقد كانت ترتدى تلك الأجنبية ملابس منزلية وكان ذلك الشاب يحاوط خصرها بيده ووجدتها تبتسم معه زمت (أصالة) شفتاها وشعرت بضيق شديد ثم تمتمت بصوت اشبه للهمس
-يعنى بتخونه ! انا بكره الخيانة
ووجدت ذلك الشاب أمسك يدها وقبل يدها ثم احتضنها فأمسكت هاتفها واخذت لهم صور على تلك الوضعية دون أن يروها ثم أغلقت الشرفة الخاصة بها ودلفت للداخل وهى تفكر ماذا ستفعل فهو قد انقذ حياتها عليها أن ترد له الجميل على الأقل لن تصمت عن خيانة تلك الفتاة له وقتها ارتدت ملابسها وذهبت إلى الفندق الذى قابلته فيه من قبل ثم سئلت موظف الأستقبال عن (مراد) هل يتردد كثيراً هنا وعلمت أنه يسكن بذلك الفندق وأخبرها أيضاً إنه قد سافر و سيأتى بعد يومين شعرت بخيبة الأمل فقد كانت تود أن تتحدث معه ولكن لم تتاح لها تلك الفرصة فشكرت موظف الأستقبال وقررت العودة بعد يومين لتخبره بخيانة تلك الفتاة الملونة ٠٠
********************
قضى (مراد) أجازته مع شقيقته وشعر بسعادة لعودتها مرة آخرى معهم بينما (عزت) طلب العديد من المرات أن يأتى كى يرى (آسيا) ويطمئن عليها بعينه بعد أن استفاقت ولكن رفض (مراد) بشدة وأخبره أن خطيبها معها فى المشفى وهذا سيسبب لهم مشاكل وعليه أن يخرج (آسيا) تماماً من تفكيره فهى اصبحت مع رجل آخر شعر (عزت) بغضب شديد لعدم استطعته رؤية (آسيا) لكنه تحامل واخفى هذا جيداً وأرسل لها المزيد من الرسائل كما يفعل دوماً ٠٠
ودع (مراد) (آسيا) بعد انتهاء أجازته وأخبرها إنه سيأتى مجدداً القريب وأوصى (مراد) (يونس) عليها ثم تركهم وذهب لكى يستعد للسفر وكان يودع (برنسيس) ووالداه ووالداته فظل (يونس) و (آسيا) بمفردهم فقالت (آسيا) وهى ترى نظراته مصوبة نحوها
-أنت هتفضل قاعد ليل نهار كده ؟!
-فين الليل نهار ده مانا بمشى بليل وبجيلك بعد الظهر او العصر كمان عاوزة ايه تانى ؟!
-بس قاعد معايا ع طول وكل يوم وطول الوقت فين شغلك
-بروح الصبح اخلص اللى ورايا
هزت رأسها بآسى ثم طلبت منه
-ممكن تجبلى تليفونى من ساعة الحادثة ممسكتوش عاوزة اشوف يمكن فى حاجة تفكرنى
احضر لها (يونس) لها هاتفها الخاص فأخذته هى ووجدت اخر مكالمة بينها وبين (ضياء) واخر رسالة عبر الهاتف هى رسالة أن هاتف (يونس) قد فتح الآن لو كانت تعلم أن تلط الرسالة من هاتفه لكانت انتبهت جيدا للطريق ولكنها كانت فى حالة ذهول ولم تنتبه للشاحنة الآتية أمامها تذكرت بعض التفاصيل فأضيقت عينيها قليلاً ثم دخلت على الرسائل الخاصة لها وجدت العديد من الرسائل قد ارسلها لها قامت بفتح تلك الرسائل وجدته قد ارسل لها
(أنا من ساعة ما عرفت الحادثة اللى حصلتلك وأنا متجنن حاولت اكلم (مراد) واجى اشوفك رفض)
(كل يوم بسئله عليكى ومفيش جديد)
(مقدرتش اسمع كلامه جيت النهاردة وشوفتك ودخلت ليكى من غير ما حد يشوفنى)
ظلت تنظر بعينيها غير مهتمة لما أرسله ووجدت فى النهاية رسالة بها
(انا لما عرفت انك فقتى الفرحة اللى حسيتها مقدرش اوصفها ليكى ياريت تكلمينى نفسى اسمع صوتك بس)
شعرت (آسيا) بالأشمئزاز من رسائله تلك ثم تمتمت بصوت خافت
-(عزت) !!
استمع (يونس) اسمه منها فنظر لها بغيرة واضحة وقال بضجر
-ماله سى زفت
شعرت (آسيا) بصداع قليلاً وتذكرت ذلك اليوم الذى كانت به فى مكتبها تستمع إلى تلك المكالمة نظر لها (يونس) بقلق
-فى ايه اطلبلك دكتور ؟!
هزت (آسيا) رأسها نافية ثم امسكت يده وقالت
-استنى عاوزة احكيلك كل حاجة
فنظر لها بقلق ثم جلس ليستمع لها ما ستقوله ٠٠
*******************
فى المساء ذهبت (أصالة) إلى الفندق الذى يقيم فيه وطلبت من موظف الأستقبال أن تقابله لأمر ضرورى فأخبره موظف الأستقبال إنه توجد فتاة قد سئلت عليه فى يوم سفره وقد جاءت الآن أيضاً لتقابله وتخبره بأن الآمر طارئ كان فى ذلك الوقت (مراد) يشعر بصداع شديد من القيادة وعدم نومه بأنتظام تلك الأيام الماضية لكنه اخبر موظف الأستقبال أن يجعل تلك الفتاة تنتظره وهو سيأتى خلال دقائق ٠٠ انتظرت (أصالة) فى ردهة الفندق قدومه بينما ارتدى (مراد) ملابسه بالأسفل وقبل أن يذهب إلى موظف الأستقبال أين تلك الفتاة التى تريده أتت (أصالة) من خلفه وقالت
-استاذ (مراد) ؟!
إلتف لها (مراد) ونظر لها وتذكرها على الفور ولكنه شعر بإندهاش لأنها تريده لأمر طارئ فأى أمر طارئ ذاك الذى تريده من أجله فردد بإندهاش واضح
-أنتى ؟!
زمت (أصالة) شفتاها بضيق ثم قالت
-أنت نسيت اسمى تانى ؟!
شعر (مراد) بالخجل من نفسه فبالفعل هو قد نسى اسمها مجدداً ولكنه لم يبين لها ذلك
-لا طبعاً فاكرك كويس ٠٠ خير فى حاجة ؟!
أخذت (أصالة) نفس عميق ثم قالت
-أنا جاية ارد ليك الجميل او الدين اللى عملته معايا
اضيقت عيناه بعدم فهم فتابعت هى
-البنت اللى انت مرتبط بيها بتخونك
-بنت !!
-الأجنبية دى ؟!
هز رأسه بعدم فهم فأخرجت (أصالة) الهاتف من حقيبتها لتريه الصور التى بين تلك الأجنبية حبيبته وذلك الشاب الذى يسكن أمامها وقالت
-أنا كنت عارفة إنك مش هتصدقنى بس شوف بعينك اهى بتخونك
قالتها وهى تصوب الهاتف نحو عينه نظر (مراد) للهاتف فهز كتفاه بلا مبالاة وقال
-انا مالى بالليلة دى !!
اتسعت أعين (أصالة) ثم قالت
-هو عادى تخونك كده ٠٠
-تخون مين يا آنسة دى واحدة وجوزها أنا مالى !! دول لسه متجوزين من كم يوم
وضعت (أصالة) يدها على فمها ثم قالت
-يعنى انت اللى بتخونه معاها !!
ابتسم (مراد) بسخرية ثم قال
-ايه اللى بتقوليه ده ٠٠ أنا مش ع علاقة بيها اصلاً
-بس ليلة ما شفتك كانت معاك ع للتربيزة بتتعشوا سوا
فهم (مراد) ما ترمى إليه اخيراً فقال
-دى اسمها (مارجريت) وتبقى مرات صاحبى اللى فى الصورة ويوم ما حضرتك شوفتينا كان جوزها اللى هو كان خطيبها ساعتها معها بس هى دخلت قبله بدقايق عشان هو كان بيركن العربية وكانوا جايين يتعشوا معايا لو كنتى بصيتى تانى كنتى هتلاقى جوزها جاه يومها
شعرت (أصالة) بالخجل من نفسها ونظرت لإسفل ثم وضعت خصلات شعرها خلف أذنها بعد أن تذكرت إنها بالفعل فى ذلك اليوم غضبت بشدة لوجود تلك الملونة معه وطلبت من شقيقها أن يحضر الطعام من أجلهم فى المنزل فهى قد شعرت بالملل ولم ترى بعد ذلك ماذا حدث ابتسم (مراد) على هيئتها تلك ثم قال
-انا متشكر طبعاً إنك اهتميتى وقولتيلى بس الموضوع ميخصنيش
رفعت رأسها له ثم قالت
-يعنى انت مش مرتبط ؟!
نظر لها (مراد) بدهشة ثم قال بحدة
-أنا متجوز ٠٠ عن إذنك
ثم تركها وذهب ليصعد لغرفته بينما ظلت هى مصدومة مما سمعته للتو بل شعرت بأن شئ قد كسر فى قلبها ووجدت الدموع تنساب من عينيها دون أن تشعر ثم ركضت نحو خارج الفندق وهى تمسح دموعها تلك ٠٠
************************
فى صباح اليوم التالى ٠٠
نظر (فاروق) إلى (برنسيس) وهم بداخل سيارته بعد أن توقف أمام العمارة التى يسكن بها ذلك الوغد كانت فى ذلك الوقت تحرك يدها بتوتر بالغ لاحظه هو فتحدث بلهجة هادئة
-صدقينى الموضوع ده هيفرق معاكى كتير جداً هتحسى وقتها إنك خدتى حقك سواء ضربتيه أو سامحتيه أو أو ٠٠ دى حاجة تخصك وحدك أنا لو مش عارف أن الخطوة دى مهمة ليكى فى إنك تتخطى كل اللى فات مكنتش عملتها ليكى وبعدين لازم تفهمى كويس إنى واقف معاكى وجنبك ومحدش هيعملك حاجة وأنا معاكى ده غير إنه هو نفسه دلوقتى بقى متجوز وعنده بنت وولد فخدى حقك منه ومراته مش فوق هى فى الشغل دلوقتى وهو بس اللى فوق شغله بعد الظهر
نظرت له (برنسيس) بعد أن أعطى لها تلك الثقة ثم ابتسمت قليلاً وترجلوا من السيارة ودلفوا داخل العقار صعدوا بالمصعد إلى الطابق الذى يسكن به فوقف (فاروق) بالقرب منها ولكن وراء حائط بالجوار بينما كانت هى واقفة أمام باب الشقة نظرت بعينها وجدت (فاروق) يقف أمامها ويحمسها كى تدق باب المنزل فهى تعلم جيداً إنه بعيد ليس لأنه ليس قادر على مواجهة ذلك الوغد ولكنه يريدها أن تعتمد على نفسها وأن تأخذ حقها بيدها لذا وضعت يدها على جرس الباب وانتظرت بتوتر بالغ حتى يفتح لها باب الشقة ٠٠