الحلقة الثالثة

16.8K 511 11
                                    

الحلقة الثالثة

اشتدت نظرات (يونس) الغاضبة ل (آسيا) واقترب منها وهو يشتعل غضباً ثم قام بإمساك ذراعها وقام بثنيه فكان ظهرها له ثم قال
-لولا انك بنت ٠٠
ثم تابع بلهجة سخرية
-ولو انى اشك فى ده ٠٠ بس كنت مسحت بيكى بلاط الجامعة
شعرت (آسيا) بالأهانة ولكنها نجحت فى مص غضبها ثم  قامت بدهس قدمه فترك هو ذراعها الممسك به متألماً بقدمه ثم وقفت امامه وهى تعقد يدها نحو صدرها قائلة
-يا ترى شاكك ليه ؟ البونية وجعتك اوووى كده مقدرتش تستحمل الضربة
جز (يونس) على أسنانه بغضب فأبتسمت (آسيا) بنصر ٠٠
فى تلك اللحظة اقترب احد آمن الجامعة ليسأل عن تلك المشكلة فأخذته (آسيا) بعيداً واخرجت بطاقتها الشخصية وقالت له أن كل شئ الأن اصبح على ما يرام فأنصرف الرجل الخاص بالأمن بينما عادت (آسيا) إلى شقيقتها التى كانت تبكى ثم قالت
-مش عاوزكى تعيطى خلاص ٠٠ الموضوع انتهى
ثم ربتت على كتفها بحنان فمسحت (برنسيس) دموعها ثم قالت
-انا عاوزة اروح
فهزت (آسيا) رأسها بالأيجاب ثم اقتربت مرة آخرى من هذان المهرجان وتحدثت بأنفعال
-لو حد قرب من أختى تانى ولا ضايقها ٠٠ انا هنسفه فااااااهمين ؟!
هز (فاروق) رأسه بالأيجاب بينما اشتعلت عينان (يونس) غضباً كم يود ان يحطم رأس تلك البلهاء ولكنه لا يستطيع ان يقوم بضرب انثى ٠٠ انثى !! أين تلك الأنثى نظر إلى السماء ثم قال
-يارب صبرنى
وصل صوته إلى مسامع (آسيا) وهى تسير بجانب شقيقتها متجهين نحو السيارة فأبتسمت بسخرية عليه ٠٠
نظر (يونس) إلى (فاروق) ثم قال بأنفعال
-وانت من امتى بتعاكس انت كمان يا زفت
-بحبها يا (يونس)
زفر (يونس) بضيق ثم قال
-يلا نطلع ع البيت نقعد انا وانت و (محمد)
هز (فاروق) رأسه إيجاباً وتوجه معه نحو السيارة ٠٠
*******************
فى بقعة أخرى فى أمريكا ٠٠
فى احدى المشفيات  شاب فى عمر الثلاثون ممسك بيد مريضة متكأة على الفراش قام بتقبيل يدها وهو ينظر لها هائماً ابتسمت تلك الفتاة بخفوت ثم قالت
-اللى يشوفك كده يا (مراد) يقول انك متجوزنى عن قصة حب رهيبة
ابتسم (مراد) ثم جلس بجوارها وهو يملس على شعرها البنى ثم قال
-وهو الحب مش ممكن يجى بعد الجواز يا (شروق) ؟! ولا انتى محبتنيش ؟!
ثم اصطنع الذهول قائلاً
-محبتنيش ولا ايه ؟!
ضحكت (شروق) كثيراً ثم قالت
-انت شايف ايه ؟
نظر فى عينيها البنية ثم قال
-شايف احلى بنت فى الدينا
ابتسمت (شروق) بخجل ثم قالت
-لو طلبت منك طلب تنفذه
-عيونى ليكى يا شوشو
-عاوزة ارجع مصر ماما وبابا وحشونى يا (مراد)
ترك (مراد) يدها ثم نظر لها بقلق
-لا يا (شروق) مينفعش انتى لسه بتتعالجى
شعرت (شروق) بأنه لا فائدة من الجدال مع (مراد) فى هذا الأمر ثم قالت
-كنت عارفة انك هترفض
ثم صمتت ونظرت جانباً وبدت كما هى كما كانت هادئة دوماً نظر لها (مراد) وشعر بالحزن على حالها ثم قال
-بلاش القمصة دى يا (شروق)
نظرت له وهى مبتسمة وهزت رأسها نافية
-مش مقموصة ٠٠ انا عارفة انك عاوز علاجى يتم هنا الاول
ثم نظرت لأسفل وقالت
-اكيييد طبعاً ٠٠ معاك حق لازم اتعالج ٠٠ انا مفكرتش فيك انا انانية مفكرتش انى مريضة بالقلب وبتعالح ولسه محتاجة عملية ولازم اتعالج عشان انت اكيييد نفسك تبقى اب مع انى اتحيلت عليك تتجوز وان ده حقك لان الحمل غلط عليا ولو حملت صعب جداً انه يكمل بس انت مش راضى
نظر لها (مراد) مذهولاً
-انتى شايفة كده يا (شروق) ؟!! شايفة انى بعالجك عشان تحملى منى بس !! شايفة انى مش مهتم بيكى ولا بصحتك ٠٠ شكراً جداً انك شايفانى كده
ثم اخذ هاتفه الذى كان بجوارها على الفراش فقالت (شروق)
-مقصدش ٠٠ انت حتى لو بتعمل كده عشان عاوز تبقى اب مش بلومك و ٠٠
وجدته لا يستمع لها مطلقاً وتوجه نحو باب الغرفة ليخرج شعرت هى بالحزن لما تفوهت به ..
وجد هو الطبيب امامه فتراجع (مراد) خطوة للخلف ثم قال للطبيب
-one second
(ثانية واحدة)
ثم عاد مرة اخرى إلى (شروق) ووضع لها الحجاب على رأسها فأبتسمت هى بسعادة لاحظ هو بسمتها تلك لكنه اصطنع اللامبالاة ثم عاد للطبيب ليدخله وظل واقف معها والطبيب يفحصها بينما هى ظلت عيناها معلقة بحب وهيام نحو (مراد) ٠٠
*********************
كانت (أصالة) تذاكر مع (هايا) بغرفتها فشعرت (أصالة) بملل تركت الكتاب ثم قالت
-انا زهقت
-مش اكتر منى
ابتسمت (أصالة) ثم قالت
-معندكيش ايس كريم ؟
-عندنا استنى انزل اجيب من المطبخ
-تمام ٠٠ وانا هنزل اقعد فى الجنينة شوية زهقت من كتمة الاوضة
-اوك حبيبتى
ذهبت (هايا) لتحضر المثلجات بينما ذهبت (أصالة) نحو الحديقة وجدت ان المطر بدء بالهبوط فأبتسمت كم هى تعشق نزول المطر اغمضت عيناها وفردت ذراعها لتستمتع بهبوط المطر يسقط على وجهها فى ذلك الوقت دخل (أنس) للمنزل وجد (أصالة) تقف وملابسها مبتلة هكذا شعر بغضب شديد بسبب إهمالها ذاك فقال بصوت مرتفع
-(أصاااااااالة)
انتفضت (أصالة) أثر صوته هذا وفتحت عيناها ببطئ ثم قالت
-(أ٠٠ أنس)
فهى دوماً تخاف منه ومن انفعاله الزائد وعصبيته تلك فهى صديقة (هايا) منذ ان كانوا فى المرحلة الثانوية ومع ذلك لم تستطع يوماً أن تفهم ذاك ال (أنس) تارة حنون وتارة مجنون وتارة عصبي بشكل لا يوصف قاطع هو افكارها المزدحمة تلك
-فى واحدة عاقلة تقف تحت المطر كده ٠٠ مش شايفة المايا خلت هدومك لازقة فيكى ازاى كمان تبردى يا متخلفة
نظرت (أصالة) لأسفل وهى تشعر بحزن شديد ثم قالت
-ا٠٠ انا ٠٠
لم يعطيها (أنس) فرصة للحديث فأمسك يدها ليدخلها للداخل فتبعته وهى مغلوبة على أمرها وعندما دخلوا للداخل وجدوا (هايا) تخرج من المطبخ وهى ممسكة بعلبة من المثلجات فتحدث (أنس) بصوت غاضب
-جيبى لصاحبتك لبس
هزت (هايا) رأسها بالإيجاب فوجه (أنس) حديثه إلى (أصالة)
-ادخلى بسرعة الحمام غيرى الزفت اللى انتى لابساه ده بدل ما تبردى
هزت (أصالة) رأسها بالإيجاب وركضت نحو الحمام لتبدل ملابسها ٠٠
******************
بعد أن انتهوا من تناول الطعام فقد (يونس) الأحساس بحس الفكاهة كما أنه لم يتناول طعامه كما اعتاده (محمد) فتحدث (محمد) قائلاً
-حصل ايه يا (يونس) ؟
لم يستطع (فاروق) ان يمنع نفسه من الضحك فأنفجر ضاحكاً اضيقت عينان (يونس) له بينما (محمد) لم يعد يفهم شئ فأعاد السؤال مرة آخري
-هو فى ايه ؟! كل واحد  جاى مضروب بونية وتقولوا خناقة عادية
ضحك (فاروق) كثيراً ثم تحسس مكان اللكمة وقال
-اه لو تعرف مين اللى ضربنا كده ٠٠ واحدة ست اللى عملت فينا كده
ثم تذكر كيف كان حال (يونس) امامها وظل يضحك بشدة فنظر (محمد) لكلاهما
-واحدة ست !!
فأشتعلت عينان (يونس) غضباً
-مانت كنت واقف زى الكتكوت المبلول قدامها
صمت (فاروق) وشعر بالأحراج ثم قال
-لا والخيبة اضربت من اختها ٠٠ اسيطر انا عليها ازاى دلوقتى
فتحدث (يونس) قائلاً
-اتنيل ٠٠ انا لولا انها ست كان زمانى عرفتها مقامها بس انا (كابو) اضرب واحدة ست مستحييييييل
ثم عض قبضة يده بغيظ شديد
فضحك (محمد) على صديقه ثم قال
-تعيش وتاخد غيرها يا (كابو)
اشتعلت عينان (يونس) غضباً ثم قال لهما بغضب
-اخرسوااا
فكتم كلا من (محمد) و (فاروق) ضحكاتهم ٠٠
****************
ما إن وصلت (آسيا) إلى غرفتها حتى اغلقت باب الغرفة بعنف شعرت بكثير من الغضب لما قاله ذلك المعتوه اتجهت نحو المرآة لترى مظهرها قامت بحل عقدة شعرها فأنساب شعرها البنى الطويل على كتفيها  أغمضت عيناها بألم ثم جلست على ارضية الغرفة تتذكر كلمات ذلك الأخرق
(اشتدت نظرات (يونس) الغاضبة ل (آسيا) واقترب منها وهو يشتعل غضباً ثم قام بأمساك ذراعها وقام بثنيه فكان ظهرها له ثم قال
-لولا انك بنت ٠٠
ثم تابع بلهجة سخرية
-ولو انى اشك فى ده ٠٠ بس كنت مسحت بيكى بلاط الجامعة)
ثم قامت بمسح دموعها وهى تقول
-كلهم اغبيا بيدوروا ع الجمال الخارجى بس !!
ثم عادت إلى الخلف بجسدها واستندت على حائط الغرفة وجلست على الأرضية وعادت بذاكرتها للخلف
(فى ذلك الوقت كانت فى السنة الثانية من كلية الشرطة وقد خطبها (عزت) منذ سنة تقريباً بعد ان اقنعها بأنه لن يتدخل فى داستها وسيكون لها مطلق الحرية دوماً فى أىشئ تريده ازدادت المشاكل بينها كثيراً وبين (عزت) كانت دوماً هى من تبدء بمصالحته فلم تكن تحتمل أن يحزن منها ابداً فهى مغرمة به متيمة به لا ترى سواه ولكنها لم تتعدى معه الحدود ابداً فقد حاول (عزت) الكثير من المرات ان يقبلها  ولكنها لم تكن تعطى له اى فرصة لذلك حتى لا تجعله يمسك يدها كثيراً ودوماً لسبب وان فعل واقترب كانت تمازحه بأنها ستستخدم قوتها ضده فى أخر موقف حدث بينهم لم يتحمل (عزت) طريقتها تلك فتركها وهو غاضب منها للغاية بعد ان قام بتوبيخها وبأنها تتصرف كالرجال وهو لا يشعر بأنوثتها مطلقاً ابتلعت اهانتها بصمت لأنها لم تقوى على فراقه ظلت تحبس نفسها بالغرفة ولكنها لم تتحمل أن تنام وهو يشعر بالحزن منها حاولت الاتصال به أكثر من مرة ولكن دون جدوى فلم يكن يجيب على اتصالتها شعرت بحزن عميق وظلت تبكى طوال الليل حتى غلباها النعاس ٠٠
وفى الصباح قررت أن تذهب للنادى فهى تعلم ان الأن هو موعد التمرين الخاص به للركض فقررت  الذهاب هناك لتعتذر له عن اسلوبها معه وانها ستغير من نفسها حتى يراها كأنثى وستجعله هو من ينتقى ملابسها الجديدة ٠٠
وصلت للنادى وجدته يجلس على المنضدة بجوار صديق له يعطوا لها ظهرهم ابتسمت قليلاً ولكن ما إن اقتربت حتى استمعت لصوت (عزت) يقول
-لا ٠٠ لا يمكن اكلمها يا (فهمى) انا تعبت انا بقيت حاسس انى قاعد مع واحد صاحبى
-يا بنى دى محترمة هتلاقى زيها فين
-محترمة اه ٠٠ لكن فى واحدة تقول لجوزها المستقبلى لو مسكتش هديك دوبلكس
ضحك (فهمى) كثيراً ثم قال
-ليه عملت ايه يااض عشان تقلب عليك كده
-ولا عملت اى حاجة بمسك ايديها بس !!
انفجر (فهمى) ضاحكاً ثم قال
-يخرب بيتك بقالكوا سنة مخطوبين وممسكتش ايدها
شرد (عزت) قليلاً ثم قال
-اسكت يا (فهمى) ابوس ايديك ٠٠ انا عارف مكنتش (برنسيس) الكبيرة ليه البت جميلة وانثى ومؤدبة والواحد يشخط فيها الشخطة تعيط من حظى وقعت (آسيا) فى أربيزى
شعرت (آسيا) بأهانة كبيرة وحاولت كظم دموعها ثم اتجهت نحوه كالأعصار لتصبح فى مواجهته
-وع ايه كابتن (عزت) ٠٠
ثم قامت بنزع خاتم خطبته لتلقيه بوجهه ثم اتجهت نحو الخارج كان الذهول مسيطر على حال كلاً من (عزت) و (فهمى) ولكن ما إن افاق (عزت) حتى ركض خلف (آسيا) وامسك يدها ليجعلها تقف فقامت (آسيا) بنطر يده بقوة فقال هو بلهجة مترجية
-(آسيا) انتى عارفة انى بحبك وانى ٠٠ انى عصبى شوية وبقول كلام مش محسوب بس ده ٠٠ ده عمره ما قلل حبى ليكى
اجادت (آسيا) اصطناع الجمود ثم عقدت يدها نحو صدرها وتحدثت بلهجة سخرية
-انك تعيب فى انوثتى قدام صاحبك ده عادى صح ٠٠ انك تتمنى اختى وانا خطيبتك ده عاادى جداا و ٠٠
تحدث (عزت) بلهجة غضب
-(برنسيس) عيلة وهتفضل طول عمرها عيلة بالنسبة ليا انا بحبك انتى ٠٠ بس ٠٠ بس انتى طلعتينى عن شعورى
اضافت (آسيا) موضحة
-وطلعتك من حياتى من كمان يا ٠٠ يا كابتن ٠٠ انا سامحتك سامحتك بدل المرة مليون الكلام اللى سمعته منك عن انوثتى ماهوش اول مرة اسمعه انا حافظاه تقريباً لكن توصل بيك الحال انك تحكى كده لاصحابك لا وانك تتمنى اختى يبقى متشرفنيش يا كابتن ٠٠
ثم تركته وحيداً واسرعت نحو الخارج حتى لا يعيقها مرة آخرى وتركت دموعها الحبيسة تنزل من عينيها حتى تطوى تلك الصفحة فهى لن تعود له مهما حدث)
ازرفت (آسيا) الكثير من دموعها ثم قالت بصوت خافت
-مش هتغير ٠٠ دى انا ٠٠ دى انا وبس ومش هتغير عشان اى واحد ابداً ٠٠
********************
فى صباح اليوم التالى ٠٠
أوصلت (آسيا) شقيقتها إلى الجامعة التى ما إن دخلت الجامعة حتى تحدثت على الهاتف ل (رحمة) تخبرها بمكانها فى دقائق اتت إليها (رحمة) ثم قالت
-بجد اختك دى رهييبة اوووى الكل بيتكلم عليها وع اللى عملته فى (فاروق) وكلامك معايا ع الفون امبارح بيبين انها رهيبة
وضعت (برنسيس) يدها عند صدرها وتنهدت قليلاً ثم قالت
-بخاف منه اووووى
-بتخافى من مين ؟! ٠٠ ده اضرب من اختك
هزت (برنسيس) رأسها نافية ثم قالت
-وانا مش زى (آسيا) خالص
-طب تعالى معايا يا، حبيبتى ومتخافيش مش هيكلمك اصلاً
ثم اتجها سوياً نحو القاعة الذى بها المحاضرة وجدت (برنسيس) (فاروق) يقف مع اصدقائه بالخارج نظر لها نظرات ذات معنى لاحظت ذلك (برنسيس) وما إن وجدته ينظر لها بتلك الطريقة حتى ارتعبت وأمسكت بذراع (رحمة) لتدخل داخل القاعة انصدم (فاروق) من رد فعلها ذاك لكنه لم يعلق ٠٠
*****************
بينما كانت (آسيا) تجلس على مكتبها داخل قسم الشرطة وهى تشعر بالضيق لما حدث بالأمس حتى سمعت صوت احدهم يطرق باب مكتبها فتحدثت قائلة
-ادخل
دخل شاب فى الثلاثون من عمره ابتسم وهو يقول بسعادة
-اخيراً هنقدر نوقعه يا (آسيا) مستنى اللحظة دى من زمان
-مين ده يا (عاصم) ؟ وايه الانشكاح اللى انت فيه ده ع الصبح !!
-عشان فى شحنة سلاح انا متابع اخبارها وهقبض ع صاحبها قريب
-اللى هو مين ؟
-(أنس أدم النجار) ٠٠ نسيتى ولا  ايه انتى من فترة ساعدتينى فى معلومات  عنه

الكابوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن