الحلقة الثلاثون

11.1K 374 6
                                    

الحلقة الثلاثون

وجدها تتألم من قبضة يده فترك يدها وسبقها نحو السيارة الخاصة بها فذهبت هى خلفه واستقلت السيارة دون أن تتحدث لم يتحدث هو أيضاً وقاد السيارة ولكنه وجدها من مرآة السيارة تنظر له بخوف لأول مرة أخذ نفس عميق ثم توقف أمام منزلها فنظرت هى له للمرة الأخير وجدته يبادلها النظر ثم تحدث
-أنا شفت الصور اللى بينك وبين (عزت) واتنرفزت أنا مش عاوز اعرف العلاقة بينكوا كان شكلها ايه بس من حقى اضايق ولا لأ
ابتلعت (آسيا) ريقها ولكنها هزت رأسها موافقة على حديثه فتابع هو
-الصور حرقت دمى ورسايله أكتر ومضايق إنه بيبعتلك صحيح مبتفتحيش الرسايل بس حتى مقولتليش ومش عاملة ليه بلوك مش فاهم محتفظة ليه برقمه مادام مبتقريش رسايله
-عشان (عزت) صاحب اخويا واعرفه من فترة كبيرة من وقت ما كان (مراد) فى الجامعة الموضوع مش إنه واحد اتخطبت ليه والحكاية انتهت الموضوع إنه شخص هتضطرنى مواقف كتير عشان اقابله لو عملت بلوك من الفون هعمل بلوك من الحياة ازاى عشان كده  سايبة رقمه لإنى ممكن اشوفه فى أى وقت ٠٠ فهمت ؟
-ومقولتليش ليه ؟!
-عشان شئ مش يهمك ولا يهمنى مشاعره هو حر فيها مش هنحجر ع الناس وهضايقك واعصبك من غير أى لازمة
هز (يونس) رأسه مقتنعاً بحديثها فتابعت هى
-أنت صحيح هتخصم من السكرتيرة شهر ؟! ملهاش ذنب
هز رأسه نافياً ثم قال
-لا طبعاً ٠٠ متقلقيش أنا كنت متعصب بس ٠٠ لما ارجع القاهرة هكلمك
ابتسمت له ابتسامة ساحرة ثم ودعته وترجلت من السيارة فظل هو يراقبها حتى اختفت عن انظاره ثم قاد السيارة مرة آخرى ٠٠
*****************
فى المساء جلست (هايا) على فراشها لتذاكر من أجل إمتحان الغد ولكنها استمعت إلى صوت هاتفها فوجدت ان المتصل (منصف) ابتسمت قليلا ثم اجابت عليه
-وصلت ؟!
-ايوة حبيبتى لسه واصل من يجى ساعة ونص كده يدوب طلعت الفندق وخدت دش وهنام
-ربنا معاك
-بس انا هقعد 4 ايام يا (هايا) شايف إنك كنتى تقعدى مع (فاطمة) لحد ما ارجع
-مكتتش هبقى مرتاحة أنا كده مرتاحة اووى يا (منصف)
-بس دى أول مرة اسافر واسيبك من ساعة ما اتجوزنا
-عارفة ٠٠ ولازم اتعود ع نظام شغلك
-ماشى يا عاقلة
استمعت لصوت أحدهم يطرق باب المنزل فقالت بخوف
-يا مامى فى حد بيخبط
شعر (منصف) بالقلق عليها بالخصوص وإنه بعيداً عنها فقال بصوت مختنق
-هيكون مين يعنى ؟
-أنا خايفة يا (منصف)
عض (منصف) شفتاه بقلة حيلة ثم قال
-طب بصى من العين السحرية وامشى بالراحة لحد الباب متعمليش صوت
نفذت (هايا) كل ما قاله لها (منصف) وذهبت إلى باب الشقة وهى تسير على أطراف اصابعها ثم نظرت من ذلك الثقب الصغير فى الباب ثم عضت شفتاها على غبائها وقالت بصوت مرتفع قليلاً
-اوبس نسيت
ووضعت الهاتف على مقعد بجوار باب الشقة ثم ذهبت مرة آخرى مسرعة تجاه الغرفة لترتدى ججابها وفتحت باب الشقة لتجده موصل الطلبات فقد طلبت بيتزا للعشاء لأن الوقت ضيق ولديها إمتحان بالغد أعطته النقود وأخذت حقيبة الطعام ثم أغلقت الباب وإلتقطت الهاتف من على المقعد فأستمعت إلى صوت (منصف) الذى كان يبدو على نبرة صوته إنه غاضب بشدة
-مش بتردى ليه حصصصصل ايه !
-سورى يا (منصف) بس أنا طلبت بيتزا من المطعم ونسيت فكنت بحاسب الولد
زفر (منصف) بضيق فقد شعر بقلق بالغ فى الدقيقتين التى تركته على الهاتف دون أن يستمع إلى صوتها فتحدثت هى بنبرة آسفة
-سورى يا مو ٠٠ مش (منصف) بيقولك يا مو برده
ابتسم (منصف) قليلاً ثم قال
-بعد كده متطلبيش دليفرى وأنا مش موجود
-عندى امتحان ومكنش فى وقت اعمل اكل
-معلش ابقى قضيها أى حاجة يا (هايا) لكن متطلبيش أى بتاع دليفرى وأنا مش معاكى
-بتغير ؟!
ابتسم قليلاً ثم قال
-وبخاف كمان
توردت وجنتيها ثم قالت
-تصبح ع خير
-وانتى من اهله يا حبيبتى
اغلقت الهاتف وهى تحتضنه ثم أخذت نفس عميق وقالت
-بحبه القفل ده اعمل فيه ايه ٠٠٠
******************
وجدت (أصالة) نفسها جالسة على الشاطئ  وهى تبكى بشدة فأقترب منها ذلك الشخص الذى أنقذها مرة أخرى فثنى ركبتيه وهو يضع يده على كتفاها
-بتعيطى ليه ؟!
نظرت له ووجدت نفسها تبتسم دون أن تدرى
-أنت !!
لم تكن خائفة مثل المرة الماضية ولكنها مسحت دموعها التى غطت وجهها ثم قالت
-مش عارفة انساه
-هو مين ؟!
-واحد كنت بحبه
-هتنسيه
-انت جايب الثقة دى منين ؟!
-عشان إنسانة نقية زيك وجميلة مش هتفضل عمرها تبكى على واحد زى ده !!
-أنت عارف الحكاية ؟!
-طبعاً ٠٠ عينيكى قالتلى كل الكلام
-نفسى انساه فعلاً
-فكرى فى حاجة تانية
قالها ثم غمز لها بمشاكسة ونهض من مكانه وقال
-فكرى فى حد تانى مثلاً
ثم اختفى من أمامها فظلت هى تحاول لن تنادى عليه
-يا ٠٠٠٠ يا ٠٠٠
استيقظت (أصالة) وقتها من النوم فوجدت بجواره كوب من الماء فشربته ثم تحسست وجنتها وقالت
-آنا بحلم بيه ليه !! أنا حلمت بيه ليييه !!
*******************
باليوم التالى ٠٠
بعد أن انتهت (أصالة) من الإمتحان فخرجت من اللجنة وهى هائمة على وجهها وجدت (هايا) أمامها فقالت (هايا) بسعادة
-الامتحان كان سهل خالص
-اه ٠٠ اه
نظرت لها (هايا) بريبة ثم قالت
-مالك يا بت مسهمة كده ليه ؟!
أخذت (أصالة) نفس عميق ثم قالت
-هو ممكن تشوفى حد مرتين بس وتحلمى بيه ؟!
-حد زى مين ؟!
-مش عارفة
-أنتى حلمتى بحد يعنى ؟!
-اه
-مين ده ؟!
-مش عارفة
-أنتى اللى عليكى مش عارفة
فنظرت لها (أصالة) ثم قصت عليها كيف إلتقت بمنقذها ذاك هى لم تكن تفكر به تلك الفترة الماضية ولكنها بدئت أن تفكر به منذ الأمس بسبب ذلك الحلم هزت (هايا) كتفاها بلا مبالاة
-متركزيش يا (أصالة) ٠٠ ده حلم مش أكتر ٠٠ وبعدين ممكن متعرفيش تقابليه تانى ٠٠ أنتى بس حاسة بتأنيب ضمير عشان مشكرتهوش الشكر اللى يستاهله
-تفتكرى
-طبعاً ٠٠ ماهو مستحيل تحبى واحد متعرفيش حتى أسمه ٠٠ شيلى الموضوع ده من دماغك
هزت (آصالة) رأسها موافقة على رأيها ثم قالت
-حاضر
ولكنها كانت تتسائل بداخلها هل حقاً ستستطيع أن تبعد اى فكرة تأتى لها عن ذاك الغريب ا
أم لا ؟ ٠٠
******************
انتهت (رحمة) من الأمتحان فخرجت إلى الخارج وبحثت بعينيها عن (برنسيس) إن لم تجدها فستذهب لتنتظرها أمام لجنتها ولكنها صدمت حين رأت (محمد) أمامها الذى كان يبتسم لها رمشت بعينيها قليلاً فزادت بسمته عليها ولكنه اقترب منها وقال
-عملتى ايه فى الأمتحان ؟!
-ا٠٠ الحمد لله
-ممكن نخرج شوية سوا ؟
-فين ؟! اقصد ازاى ٠٠ يووه مينفعش انا مقولتش لبابا
-بس انا قولتله
-بابا وافق ؟!
-ايوة ٠٠ من حقى اقعد اتكلم معاكى
ابتسمت (رحمة) قليلاً ثم قالت
-ما دام ده رأى بابا مفيش مشكلة خالص
-يا سلام
نظرت لإسفل ثم قالت بمرح
-ورأيى انا كمان
-ايوة كده
هزت (رحمة) رأسها بآسى ولكنها سارت معه لكى يذهبوا إلى مكان هادئ للتحدث ٠٠
******************
بينما كانت (آسيا) فى مكتبها فدخل عليها أحدى رجالها الذى طلبت منه أن يراقب (عاصم) ليلاً نهاراً نظرت له (آسيا) وهى تنتظر ما يقوله
-عرفت شوية معلومات
-خير ؟!
-(عاصم) امبارح بليل قابل (مدحت الشريف) وده كان غريم (أنس) وهو و (أنس) بوظوا عمليات كتير لبعض
-وبعدين عرفت حاجة تانية ؟!
-يعنى (مدحت) ممكن يكون ليه دخل فى موت (أنس) ٠٠ ومش بعيد يكون هو اللى بلغ عن (أنس) فى العملية قبل الاخيرة قبل ما تقبضوا ع (أنس)
صمتت (آسيا) قليلاً وتذكرت كلام (يونس) بإنه هو من قام بالبلاغ من أجلها فزمت شفتاها قليلاً ثم
-عندك اخبار تانية ؟!
-فى ٠٠ كان فى واحد (عاصم) قابله من يومين اللى عرفته أن الشخص ده هيسافر (روسيا) خلال أسبوعين وده معناه أن فى شحنة جاية او هيودى شحنة هناك
حكت (آسيا) ذقنها بيدها ولكنها نظرت له ثم قالت
- وهيسافر عن طريق ايه ؟!
-الجو ؟!ّ ٠٠ اللى خلانى اعرف أن (عاصم) بيه هو اللى سهل الأجراءات هناك
-واسمه ايه الراجل ده بقى ؟!
-(رؤوف نجم الهلالي)
-تمام يا (رامز) حلو جداً المعلومات دى وحاسة اننا قربنا ٠٠
ثم اخرجت من درج مكتبها نقود واعطتها له ثم قالت
-لو احتجتلك فى شئ هكلمك تانى
ابتسم (رامز) ثم قال
-وأنا تحت امرك فى أى وقت ٠٠
*******************
فى المساء قضت (آسيا) وقت كبير وهى تتحدث مع قطها (بهبورى) فقد كانت تقص عليه مدى سعادتها مع (يونس) وأن وجوده فى حياتها نعمة وتعويض كبير من الله عما حدث لها فى الماضى مع (عزت) وإنها تتمنى أن تنتهى من تلك القضية حتى يجمعها منزل واحد مع (يونس) كما أخبرته بإنها ابلت بلاء حسناً فى تلك القضية وإنها فى تقدم مستمر بها نظرت له وجدته قد نام فأبتسمت على هيئته ثم نهضت من فراشها حاملة إياه ووضعته على فراشه ثم عادت مرة آخرى للفراش وامسكت هاتفها الذى كان على (الكوميدين) فقد كان على الوضع الصامت وجدت عشر مكالمات فائتة اتسعت عينيها ثم فتحت تلك المكالمات وجدتها جميعاً من (يونس) فأبتسمت عليه ثم قامت بالإتصال به وفى خلال ثوان جائها صوته بعصبية زائدة
-ايه فين كل ده ؟!
-معلش التليفون كان سيلانت
-تقومى تقلقينى كده يا (آسيا) أنا لسه كنت هكلم (فاروق) يكلم اختك عشان يطمنى عليكى
شعرت بسعادة كبيرة وزادت نبضات قلبها فعضت شفتاها ثم قالت
-أنا بخير كنت بس قعدة مع (بهبورى)
-انا ع فكرة بغير من القطة دى بتقعدى معها كتير
-ده قط مش قطة
-كمااااان ٠٠ القط ده لازم يمشى
-أتت بتهزر أنا مقدرش اقعد من غير (بهبورى) خالص
-نعم يا حبيبتى ٠٠ اومال لما نتجوز ؟!
فهمت (آسيا) ما يرمى إليه (يونس) فزمت شفتاها قليلاً ثم قالت
-دونن عن كل الرجالة فى العالم احب واحد عنده حساسية من القطط
-معترضة ولا ايه ؟!
-ابداً ابداً ٠٠ بس عارفة أن أنت و (بهبورى) مش هتقعدوا فى بيت واحد
-هو انا ليه حاسس أن كل اللى همك القط وأنا فين يا هانم
-أنت مجنون !! ٠٠ بتغير من قط بجد ؟!
صمت (يونس) ولم يتحدث فأبتسمت عليه (آسيا) ثم قالت
-بس أنا هسيب (بهبورى) فى بيت بابا واجى بيتك أنت
ابتسم (يونس) ثم تحدث
-روحى نامى يا (آسيا)
-بقى كده
-أيوة كده
-ماشى تصبح ع خير يا (يونس)
قالت اسمه ببعض من الدلال فتنحنح (يونس) قائلاً
-لا هو مادام فى (يونس ) وبالصوت ده يبقى أنا هاخد أجازة بكرة واسهرلك  بقى يا جميل
كتمت (آسيا) تلك الضحكة التى كانت ستفضحها ثم قالت
-أنت بتصدق ولا ايه يلا تصبح ع خير يا شبح أنا ورايا شغل بكرة
اغمض (يونس) عيناه ثم نظر للأعلى وقال
-الرحمة ياااااارب ٠٠ وأنت من اهله يا وحش ٠٠
********************
مر أسبوعين كانت (آسيا) وضعت (عاصم) تحت مراقبة مشددة وكانت تراقب رقم هاتفه بإستمرار ولكن لم تتوصل لأى شئ كانت تشعر بغضب شديد لأنها رغم كل ما تفعله لم تتوصل لأى شئ جديد حتى تلك اللحظة التى كانت جالسة فى مكتبها فوجدت أن (عاصم) لديه مكالمة فأستمعت لتلك المكالمة كالعادة وهى فاقدة الأمل ولكن ما لفت  انتباهها صوت شخص ما ليس بغريب عليها
-أنت معرفتش تنيل شئ فى اللى طلبته منك كل حاجة لازم اعملها بنفسى
رمشت بعينيها قليلاً وهى لا تصدق ذلك الصوت الذى تعرفه عن ظهر قلب فأجاب (عاصم)
-فى ايه ٠٠ ايه اللى حصل ؟!
-مش طلبت منك تخلص عليه ؟!
-أنا انشغلت فى العملية الجديدة محصلش حاجة لكل ده
ابتسم صغر ذلك الذى يتحدث ثم قال
-عموماً اقراله الفاتحة عربيته بتولع كلفت حد تاني وبعتلي فيديو  بعربيته اللى ولعت ع الطريق
وضعت (آسيا) يدها على فمها فى رعب بعد أن تأكدت من صوت ذلك المتصل الذى ميزته جيداً منذ أول حرف نطقه ٠٠

الكابوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن