الحلقة الخامسة والثلاثون (الجزء الأول)

13.6K 368 6
                                    

الحلقة الخامسة والثلاثون (الأخيرة)
(الجزء الأول)

ظل (يونس) يفرك عيناه قليلاً وهو لا يصدق ما يراه مما جعل (آسيا) تزم شفتاها فقالت بضيق
-ايه مش عاجبك ؟!
-هى مش دى الصباحية بتاعتنا صح ؟!
هزت رأسها بالإيجاب فتابع هو
-هو انتى يا حبيبتى جاية تتحجبى فى شهر العسل بتاعى هو يوم واحد عسل يعنى !! وبتتحجبى فى شقتنا كمان مش فاهم هو انا اصلاً مكنتش متفائل بالجوازة دى من الأول وكنت حاسس إنك بتدبرى ليا حاجة بس متخيلتش إنها توصل لكده
شعرت (آسيا) بالضيق ثم من حديثه ذلك ثم قالت
-اتفضل ادخل الحمام انا مجهزة ليك الهدوم عقبال ما اعمل الفطار
وكانت ستقف لترحل من جانبه فأمسك هو يدها ثم قبل يدها ونظر فى عينيها
-انا بهزر معاكى ٠٠ واكيد طبعاً مش هعترض ولو كان شكلك وحش بيه أنا اصلاً مش عاوز حد تانى يشوفك غيرى أنا بس
ابتسمت وشعرت بالخجل ثم قالت
-أ٠٠ أنا هقوم اعمل الفطار
فمنعها مرة آخرى من الرحيل وهو يمسك يدها فنظرت فى عينيه وسئلته بعينيها ماذا يريد فسئلها هو
-أنتى وافقتى بيا ليه يا (آسيا) ؟!
نظرت له بذهول من سؤاله ذلك وقالت بعفوية
-عشان بحبك طبعاً
-بس الحب مش كل حاجة ٠٠ يعنى مثلاً أنتى إنسانة محترمة أانا بتاع بنات وبعدين أنتى مستواكى احسن منى بكتير و٠٠
وضعت يدها على فمه لتمنعه من التكملة ثم قالت
-الفلوس مش كل حاجة وأنا عمرى ما اعتمدت ع بابا وبابا كان مدينا الحرية احنا ال 3 فى ده إما بقى إنك بتاع بنات أنت لسه بتاع بنات برده ؟!
هز رأسه نافياً فتابعت هى
-أنا طول عمرى نفسى فى راجل يعرفنى ويحبنى زى مانا منكرش إنى كنت غلط وقالب الرجولة مكنش بيحمينى طول الوقت بس وجودك فى حياتى خلانى اعرف زى مانا من حقى حد يحبنى زى مانا لازم برده فى نظره افضل احلى واحدة يشوفها أنت من حقك كده يا (يونس) وبعدين دايماً معاك بحس إنى ضعيفة بنت بجد حتى لما بسترجل عليك بشوف برده ضعفى دى حاجة محستهاش مع أى راجل تانى
ابتسم (يونس) ثم غمز لها بمشاكسة وذهب نحو الحمام كى يآخذ حماما بارداً بينما نظرت هى له وهى هائمة ثم ذهبت لكى تعد له طعام الأفطار بعد وقت ليس بكثير كان (يونس) قد انتهى من حمامه وارتدى ملابسه وخرج للخارج وجدها قد أعدت مائدة الأفطار فأقتربت هى منه وبيدها شيطرة واطعمته بيده فنظر لها هائماً وهو يقضم منها
-كمان ؟! ايه الدلع ده
لم تتحدث وقال بنبرة مغتاظة
-ماهو يوم واحد بس عسل والباقى كله بصل
ضحك عليها كثيراً ثم قال
-أنتى الثانية فى قربك هى اللى بتدى طعم لحياتى
غمزت هى له بعينها اليسرى
-عارفة أنى مش هعرف ارد ع كلامك فى الآخر
ضحك عليها ولعب فى خصلات شعرها وجعلها على وجهها بطريقة مرحة فأضيقت عينيها ثم هزت رأسها كى يبعد شعرها من أعلى و جهها فقبلها هو على وجنتها ثم ابتعد سريعاً قبل أن تصفع فرفعت هى أحدى حاجبيها وقالت
-انا بقيت مراتك مانت متعود تخطف وتجرى
حك (يونس) مؤخرة رأسه بيده ثم قال
-اه صح نسيت ٠٠
فهزت رأسها بآسى على جنونه ذاك فهو لم ولن يتغير ابداً ٠٠
****************
استيقظت (هايا) من النوم ووجدت (منصف) بجوارها ابتسمت عليه ثم ملست على شعره وهو نائم بجوارها ثم امسكت هاتفها الذى بجوارها لترى كم الساعة فبالخطأ أمسكت هاتف (منصف) ووجدت أن الساعة أصبحت الثانية عشر ظهراً ثم وجدت رسالة آتية له قرئت جزء منها من الخارج وغلت الدماء فى عروقها ففتحتها وجدت رسالة على تطبيق (الواتس آب) من رقم غير مسجل
(أنا عارفة يا (منصف) إنه مش من حقى ابعت ليك خصوصا دلوقتى بس انا لما عرفت إنك خدت اجازة جواز فى الشغل من ساعتها مش عارفة انام أنا بحبك اوووى ولو مهتم تعرف أنا مين مستعدة اقولك أنا مش عارفة إنت اتجوزت ولا لأ بس عموماً هى محظوظة اوووووى اللى قلبك اختارها دى)
احمرت عينان (هايا) غضباً ثم أرسلت لتلك المتطفلة رسالة
(مش مهتم اعرف أنتى مين )
ثم ايقظت (منصف) وهى غاضبة
-أنت يا بيه ٠٠ أنت يا حضرة اصحى
فتح (منصف) عيونه ببطئ ثم قال
-فى ايه يا (هايا) ؟! حد يصحى حد كده
-شوووف يا بيه اللى بعتالك دى اللى بتحبك فى السر مين دى اكييد تعرف طبعاً
أخذ منها الهاتف وهو يقرأ الرسالة ثم زفر بضيق وقال
-مانتى رديتى عليها يا (هايا) وقمتى بالواجب عاوزنى اقوم اعمل ايه بقى ؟!
-أنت باااارد ٠٠ بااارد قوى ٠٠ يعنى بدل ما اصحى ع حاجة حلوة فى يوم زى ده اصحى ع رسالة تعفرتنى كده
-طب وأنا برده ذنبى ايه فى ده كله واحدة بتحبنى أنا ذنبى ايه
-ذنبك انك حلو وشيك
-تمام يا حبيبتى هبهدل فى نفسى ٠٠ مبسوطة كده ؟!
-وتنعكش شعرك
-أى اوامر تانية
-وتفقع عينك
اتسعت أعين (منصف) ثم قال
-مضربش نفسى رصاصة بالمرة عشان تضمنى أن محدش هيبصلى تانى
اصطنعت (هايا) إنها تفكر وتضع اصبعها تحت ذقنها وهى تقول
-اممممم
فنظر لها (منصف) ثم قال
-لا يا شيخة
فنظرت له محذرة ثم قالت
-لما تروح الشغل أى حد يقابلك تقوله بحب مراتى طول مانت ماشى تقول بحب مراتى
-انتى مجنونة ٠٠ وأنا اللى جبته لنفسى
-تقصد ايه ؟!
-اقصد انى حبيت مجنونة واللى كان كان ٠٠
*****************
مر أسبوع كانت (آسيا) قد ملت الجلوس فى المنزل وكان (يونس) فى ذلك الوقت يشاهد التلفاز وهو جالس على الأريكة فأقتربت منه ثم جلست بجواره وقالت
-ممكن اطلب طلب
فابتسم حين سمع صوتها وقال
-وحشتينى
هزت رأسها بآسى ثم قالت
-مانا جنبك ليل ونهار
-عاوزة تطلبى ايه ؟!
-عاوزة اخرج زهقت اوووى من القعدة مش متعودة على قعدة البيت بابا وماما و (برنسيس) كمان وحشونى وأنا عارفة أن ليك شقة فى السويس ومع ذلك أنت مش حابب تستقر غير هنا ومش عارضتك حتى نقلت شغلى معاك هنا لكن أنا من ساعة ما اتجوزت مشوفتهمش غير مرة واحدة بس
-بكرة إن شاء الله نروح ليهم ٠٠
ابتسمت وشعرت بسعادة فتابع هو
-بس تقضى معاهم اليوم ونروح شقتنا اللى فى السويس مش هتباتى هناك
زمت (آسيا) شفتاها ولكنها لم ترد أن تناقشه ثم قالت
-طب عاوزة اخرج النهاردة زهقانة
-عيونى ٠٠ روحى البسى
هزت رأسها بالإيجاب ثم ركضت نحو الغرفة لترتدى ملابسها بينما ظل هو غير مصدقاً أن تلك هى (آسيا) فقد تغيرت كثيراً من أجله بعد عدة دقائق خرجت للخارج وهى ترتدى فستان ابيض مزركش بألوان عدة وطويل وعليه حجاب لونه ازرق أحدى الالوان المزركشة على الفستان نظر لها (يونس) وقد ابتسم كثيراً على هيئتها تلك ثم قال
-أنا كمان هلبس ٠٠ 5 دقايق بس
ثم دلف للداخل وارتدى قميص لونه أبيض وبنطال أسود وعندما اقترب منها تأبطت ذراعه وخرجوا للخارج سوياً إلى أحدى المطاعم وطلب (يونس) طعام الغداء لكلايهما فنظرت له ثم قالت وهى تتناول الطعام
-انت ليه مش بتصلى يا (يونس) ؟
صمت (يونس) ولم يعرف بماذا يجيب فتابعت هى
-يمكن انا كمان مش فظيعة يعنى ومش متدينة كمان بس حابة نبتدى حياتنا صح ونتغير سوا للأحسن ايه رأيك ؟!
-بس انتى احسن منى وبشوفك بتصلى
-ع فكرة مكنتش منتظمة غير من كام شهر فاتوا كده
-أنا دايما بشوفك كتير عليا يا (آسيا)
-متقولش كده ٠٠ أنا سعيدة وأنت جنبى بس محتاج شوية تعديلات
امسك يدها الأثنتين ثم نظر فى عينيها قائلاً
-وأنا من إيديك دى لإيديك دى
فى تلك اللحظة اقتربت فتاة من الطاولة التى يجلسوا عليها وقالت بصوت مرتفع وهى تضع يدها على أكتاف (يونس)
-كابوو وحشتينى
وهمت كى تقبل وجنته لكنه ابتعد  ونظر إلى (آسيا) وجد عينيها قد احمرتا من الغضب فأبتلع (يونس) ريقه
-مينفعش كده ٠٠ أنا اتجوزت ودى مراتى
قالها وهو يشر على (آسيا) الغاضبة الجالسة أمامه فزمت الفتاة شفتاها ثم قالت بنبرة آسفة
-أنت اتجوزت ؟!
لم تتحمل (آسيا) تلك المهرجة أكثر من ذلك فأمسكت معصم يدها بقوة ثم قالت
-غورى من هنا ٠٠ ولو شوفتك قريبة تانى منه هقتلك
قالتها بنبرة جعلت الفتاة خائفة غير ألم يدها فتملصت من يدها بأعجوبة ثم ركضت نحو خارج المطعم بينما ظل (يونس) مذهولاً فتلك المرة الأولى التى يرى فيها (آسيا) تشعر بتلك الغيرة واستعملت القوة مثلما يشعر هو بالغيرة عليها ويستعمل قوته ضد أى ذكر يفكر من الأقتراب منها فلاحت على وجهه أبتسامة فنظرت له بغضب
-بتضحك ع ايه ؟!
لاحظ صوتها العالى فنظر لها بعينه ثم قال
-(آسيا) ارجوكى متخليش غيرتك تطلع كشر اللى جواكى ٠٠ متحسسنيش إنى متجوز واحد صاحبى
نظرت له بغضب شديد ثم قالت
-أنت ليك عين تتكلم ؟!
-لأخر مرة اقولك يا (آسيا) أنا فعلاً كنت زفت بتاع بنات وأنتى عارفة كده وده وارد يحصل خصوصاً فى أول جوازنا هتلاقى كتير من ده
ضمت هى قبضة يدها فقد كانت تعلم إنه محق وبيدها الآخرى ظلت تطرق بأظافر يدها على المنضدة بتردد دون أن تتحدث لم يحدثها (يونس) أو يطلب منها شئ فتركها تهدئ ولكن فجاءة وقفت هى وأخذت حقيبتها وركضت نحو الخارج اندهش (يونس) من تصرفها ذاك ووضع النقود على الطاولة ثم اسرع خلفها وجدها تقف أمام السيارة تنتظر فتنهد براحة إنها مازالت تنتظره واقترب منها وفتح لها باب السيارة فدلفت للداخل واستقل هو السيارة أيضاً وجدها قد اطلقت العنان لدموعها فأمسك يدها وقال
-حصل ايه ؟!
-مش بعرف اسيطر ع نفسى بتحول فجاءة وده مش بيعجبك
-مش صح أنتى كلك عجبانى
مسحت دموعها وقالت بدلال
-بجد يا كابو
اضيقت عيناه ثم قال وهو يحرك سبابته بالنفى
-تؤ تؤ ٠٠  المايعين اللى بيقولوا كابو انتى مش مايعة
زمت شفتاها بضيق ونظرت للإتجاه الآخر فابتسم هو عليها ثم قال
-قوليها تانى كده
نظرت له مرة آخرى ثم قالت
-يا كابو
-لا تستاهل دراسة حقيقى
هزت رأسها بآسى فأبتسم هو عليها ثم قاد سيارته عائداً بها إلى منزله ٠٠
*****************
مرت سنة كاملة عاش (يونس)  بها فى سعادة مع (آسيا) والآن هى تحمل له مولود وفى الشهر الآخير من الحمل ٠٠
إما (محمد) فقد تزوج من (رحمة) و (فاروق) اتفق مع والد (برنسيس) على الزواج منها فى نهاية ذلك الشهر ٠٠
بينما كانت (أصالة) تعمل كثيراً حتى اصبحت ذو شأن فى الشركة التى  تعمل بها تقدم لخطبتها العديد لكنها رفضت بشدة فهى لا تريد أن تعطى لقلبها فرصة آخرى يكفى انها لم تنس (أنس) حتى الآن كما أن الرجل الوحيد الذى فكرت به بعد (أنس) مخلص لذكرى زوجته قابلت (مراد) العديد من المرات فى تلك السنة ولكن دون أن يتحدثا كانت تراه من شرفة غرفتها عندما يأتى لزيارة صديقه كانت بينهما دائماً نظرات صامتة نظرات تحمل مدى إعجاب (أصالة) به أما نظراته هو لم تكن تستطيع تفسيرها تارة يضحك عليها وهى تغنى فى شرفتها وتارة آخرى ينظر لها بغضب وتارة آخرى يتلاشى ويتجنب نظراتها عمداً حتى أصبحت فى حيرة ولكنها لم تعد تهتم ٠٠
حاولت والدة (مراد) وشقيقاتاه إن يقنعوه بأن يتزوج فأن الحياة لن تنتهى وقد ماتت (شروق) منذ ما يقرب السنتان ولكن دوماً لم يجدا منه إلا الرفض التام ٠٠
إما عن (منصف) و (هايا) فقد عاشا سوياً فى سعادة ولكنها لم تكتمل كثيراً فقد كان (منصف) يطلب منها أن تاخذ ما يمنع الحمل وهى لم تسئله أى مرة لما لا يريدها أن تحمل فكرت إنه ربما يريد أن يعيشوا سوياً لبعض الوقت دون إزعاج من الأطفال ولكن قد مرت سنة كاملة لم يفتاحها حتى فى الإنجاب فشعرت إنها يجب أن تتحدث معه حتى لا تفكر بأى فكرة سيئة عنه ف (منصف) ليس بالشخص الذى يسوء به احد الظن حتى وجدته فى يوم جالس على الفراش وهو متكأ على وسادة ويمسك هاتفه فجلست بجواره ثم قالت
-ممكن نتكلم شوية ؟
نظر لها هائماً
-عيونى ليكى يا (هايا) ٠٠ خير يا حبيبتى ؟!
فركت يديها الأثنتين بعضهما ببعض وشجعت نفسها على الحديث ثم قالت
-أنا نفسى ابقى حامل يا (منصف) نفسى ابقى أم
ترك (منصف) الهاتف من يده ونظر لها لم تكن تعرف أن تحدد هلى هو رافض أم غاضب أم يفكر أيضاً فى الإنجاب ولكن جاءت إجابته صادمة لها
-(هايا) أنتى مستعجلة ليه ع الخلفة ٠٠ّلسه بدرى
-هو ايه اللى بدرى يا (منصف) انا خلصت دراسة ومش ورايا شئ يمنعنى و إصرارك إنى أخد حبوب منع الحمل بقى مضايقنى بجد ٠٠ بجد بقيت افكر فيك إنك ممكن ترمينى فى أى وقت أو إنك عاوز تتسلى وإنى مجرد وقت فى حياتك مش فاهمة أى واحد بيبقى نفسه يخلف من اللى بيحبها مشوفتش حد بارد زيك كده
اتسعت أعين (منصف) غير مصدقاً لما يسمعه منها ثم قال
-أنتى بتفكرى انى حقير كده ؟!
ترقرقت الدموع من اعين ثم قالت
-أسلوبك اللى بيخلينى افكر كده ٠٠ طبيعى أن يبقى نفسك تخلف منى زى مانا نفسى اخلف منك لكن أنت رافض الخلفة من اصله وايه السبب أنا مش عارفة ٠٠ افتكر يا (منصف) إنى اديتك فرص كتيير عشان تبعد عنى لو لسه موضوع عيلتى أنت بتفكر فيه وإنى مينفعش ابقى أم لأولادك ارجوك قولى ومتجرحنيش بالطريقة دى أنا مش جارية عندك
مسحت دموعها ثم وقفت واقتربت نحو الخزانة لتأخذ ملابسها فأسرع (منصف) نحوها وامسكها وقال بعد أن احتضنها
-(هايا) أنا آسف لو أنتى فهمتى كده أنا آسف بجد أنا نفسى طبعاً اخلف منك ومعرفش ليه دماغك وصلت لكده
ثم ابعدها عنه ومسح دموعها بيده وتابع
-كل ما فى الموضوع إنى بسيبك ايام كتييير لوحدك بسبب ظروف شغلى والحمل ماهوش شئ سهل ومش هتقدرى عليه لوحدك وأنا مش بثق فى أى حد يدخل البيت عشان اجبلك خدامة أو أى حد فكرة إنك تبقى قعدة مع حد غريب وأنا بارة دى بتقلقنى وأنا من النوع اللى مش بثق فى أى حد بسهولة
نظرت فى عينه وقالت
-عشان مليش أم يعنى تساعدنى ؟!
-(هايا) ارجوكى متاخديش الموضوع بحساسية بس أنتى يا (هايا) مبتعرفيش تتصرفى تقدرى تقوليلى لما اقعد 10 ايام ولا إسبوعين بعيد عنك هتتصرفى ازاى أنتى واللى فى بطنك ده ؟
-ب٠٠ بس يا (منصف) ده مش مبرر عشان منخلفش شغلك عمره ما هيتغير وأنا لازم اعتمد ع نفسى ومش معقول هنأجل الخلفة عشان سبب زى ده
-السبب ده أنا بفكر فيه ليل ونهار يا (هايا)
-ارجوك وافق يا (منصف) وسيب الأمور ع ربنا
-ونعمة بالله ٠٠ بس هبقى قلقان عليكى
-متخافش هكلمك طول اليوم واطمنك عليا وأنت علمتنى فى السنة دى اعمل اكلات كتير وبسيطة متخافش بقى
نظر لها ثم ابتسم قليلاً وقال
-ماشى يا (هايا)
فأرتمت (هايا) فى احضانه وهى سعيدة فربت هو على ظهرها بحنان وابتسم فهو احب تلك الطائشة كما هى هكذا ٠٠
**********************
استيقظت (آسيا) من جانب (يونس) وهى تعض شفتاها وهى تتألم ونظرت إلى (يونس) وجدته نائم فحاولت إيفاقته برفق وهى تقول
-(ي٠٠ يونس) (ي٠٠يونس)
فتح عينيه وهو ينظر وقال بصوت يغلبه النعاس
-أيوة
-أ٠٠ أنا شكلى بولد يا (يونس) م٠٠ مش قادرة اتحرك
انتفض (يونس) من على الفراش ثم نظر لها بقلق وقال
-ايه ؟! بتولدى ؟! انتى هتولدى ؟!
-أ٠٠ أيوة ٠٠ الألم فظيع يا (يونس) مش قادرة
شعر (يونس) بالقلق عليها فهو يعرف أن (آسيا) لا تتألم أمام أى شخص مهما كان لذا اسرع وابدل ملابسه ثم اقترب منها فأعطته.هى يدها لكى تستند عليها لكنه حملها واسرع للخارج ابتسمت هى عليه ناسية الوجع الذى بها فهى تعلم  إنه احن شخص عليها هبط (يونس) بالأسفل ووضعها فى السيارة ثم انطلق نحو اقرب مشفى ٠٠
وصلوا إلى المشفى وانهى هو الأجراءت الخاصة لكى تدخل هى إلى غرفة العمليات واتصل بوالدايها كى يخبرهم بأنها على وشك الولادة ٠٠
بعد ساعتين كان والدا (آسيا) و (برنسيس) قد وصلوا إلى المشفى ووجدوا (يونس) واقف أمام الغرفة وهو يشاهدها وهو يشعر بالقلق فقالت والدة (آسيا)
-لسه مولدتش ؟!
-اه
-متقلقش هى الولادة ساعات بتاخد وقت
نظر لها ثم ظل يدعو الله بأن تلد (آسيا) بسلام ولا يرى بها أى مكروه هى وابنته وبعد وقت قليل خرجت الممرضة للخارج وهى تقول
-مبروووووك ٠٠ بنوتة زى القمر
ابتسم (يونس) ثم قال
-ط٠٠ طب و (آسيا) عاملة ايه ؟
-الحمد لله بخير متقلقش
وبعد وقت ليس بالكثير طلب الجميع أن يروا (آسيا) وحالتها وجدها  هزيلة وضعيفة ويبدو عليها الأرهاق فأقترب منها وقبل رأسها ثم قال
-عاملة ايه يا حبيبتى ؟!
ابتسمت ابتسامة ضعيفة ثم قالت
-ا٠٠ الحمد لله
احتضنتها والداتها وأمسكت يدها (برنسيس) يدها بحنان وقالت لها
-حمدالله ع السلامة
-الله يسلمك حبيبتى
وبعد قليل اقتربت الممرضة بالفتاة الصغيرة فأخذها (يونس) منها ونظر إلى صغيرته ثم نظر مرة آخرى إلى (آسيا) وقال
-زى القمر زيك
ابتسمت هى بوهن فأقتربت (برنسيس) من (يونس) لتأخذ الطفلة منها وقالت
-ورهانى
ابتسم (يونس) عليها ثم اعطاها لها  فنظر لها والداى (آسيا) وقبلوها فقالت (آسيا)
-انا عاوزة اشوفها
اقتربت (برنسيس) من (آسيا) وهى تقرب الصغيرة منها فتأملتها (آسيا) بأبتسامة ثم قبلتها من وجنتها  بعد أن ساعدتها والداتها فى الجلوس ٠٠
فى صباح اليوم التالى غادرت (آسيا) المشفى وغادر معها الجميع لترتاح بمنزلها كانت تشعر بسعادة كبيرة وهى بجانب طفلتها وزوجها ٠٠
وفى المساء كان قد أتى (منصف) مع (هايا) و (منصف) الصغير معهم لأن (فاطمة) وزوجها ذهبوا لاداء عمرة وتركوا ابنهم مع شقيقها حتى يعودوا بسبب الدراسة لكى يروا ابنة (يونس) باركت (هايا) لكل من (يونس) و (آسيا) ثم جلست بجوار الفتاة زوجها وهى ممسكة بالفتاة الصغيرة ونظرت إلى (يونس) لتسئلها
-سمتوها أيه ؟
-(رقية)
ابتسمت (هايا) ثم قالت
-وااااو جميلة اوووووى
ثم نظرت إلى (منصف) لتقول
-تجنن البنوتة مش كده يا مو أنا افضل اتوحم عليها عشان اجيب شبهها
ابتسم (يونس) وسئلها
-ايه ده انتى حامل ؟!
هزت رأسها نافية ثم قالت
-لا ٠٠ بس عشان لما احمل اجيب شبهها
زم (يونس) شفتاه ثم وضع يده على كتف (منصف) وقال
-ربنا يصبرك يا بنى
ابتسم (منصف) دون أن يتحدث فزمت (هايا) شفتاها وقالت بطفولة
-أنت مضايق منى ولا ايه ما تطلع اللى فى قلبك كده
امسك (منصف) يدها ثم قبلها وقال
-حبيبتى وأنا اقدر اعيش يوم من غيرك
هندمت (هايا) ملابسها ثم قالت بفخر
-ايوة كده
فهز (يونس) رأسه بآسى عليهما بينما اقترب (منصف) الصغير من المولودة الصغيرة عندما امسكها خاله فأخذها من خاله وظل ينظر لها تارة ثم نظر إلى (آسيا) تارة آخرى وقال
-جميلة شبهك جداً
ابتسمت له (آسيا) بينما اشتعلت عينان (يونس) من الغيرة وقال
-هى مين دى اللى جميلة !
-مراتك
اشتدت نظرات (يونس) له بينما نظر (منصف) له وقال
-عيب كده يا (منصف) ؟!
-هو ايه اللى عيب يا مو أنا بقول الحقيقة وبنته شبه مراته جداً
فنغزه (منصف) بقدمه وآشار له بعينه كى يصمت بينما هز (منصف) كتفاه بلا مبالاة فقالت (آسيا)
-معلش (يونس) بيحب يهزر
اقترب (يونس) واخذ ابنته من يد (منصف) الصغير وذهب بها تجاه زوجته فهز الصغير رأسه بآسى عليه ثم قال لخاله
-ده راجل  مجنون
-هشششششش اسكت خالص
فقال (منصف) بصوت خافت
-بس البت لو طلعت لامها حقيقى هتجوزها وش
قرأ (يونس) شفتاى الصغير واتسعت عيناه بينما وضع  (منصف) يده على وجهه خجلاً ثم قال
-دى غلطتى أنا إنى خدتك فى مكان
عض (يونس) شفتاه غضباً ثم قام بضم قبضة يده وعضها غيظاً،ثم قال ل (منصف) و (هايا)
-منوريييين اوووى ٠٠
***********************
فى ظهيرة اليوم التالى أتى (مراد) إلى القاهرة كى يطمئن على شقيقته وابنتها عندما رأى الطفلة ظل يلاعبها وكان سعيد وهى تبتسم له بين الحين والآخر نظرت له (آسيا) وهو مبتسم هكذا ثم قالت
-مش ناوى تفكر تتجوز بقى يا (مراد)
زفر (مراد) بضيق ثم قال
-انتوا ليه مصممين تضايقونى
-عمر ما ده سبب يضايق ٠٠ وبعدين (شروق) ماتت يجى من سنتين من حقك تعيش حياتك بقى وتبص لنفسك مش هتفضل حياتك واقفة ع الماضى كده
نظر (مراد) للأتجاه الآخر فتابعت (آسيا)
-ماما وبابا نفسهم يفرحوا بيك ٠٠ إنت منفسكش يبقى ليك بيت وآسرة وتعيش بسعادة
اخذ (مراد) نفس عميق فى تلك اللحظة دلفت والداتهم للداخل وقالت
-نفسى اطمن عليك يا (مراد) الماضى لا يمكن يرجع ٠٠ ولو عاوزنى اشوفلك واحدة واختارهالك فى بنات كتييير
صمت (مراد) قليلاً وتذكر تلك الجنية التى يراها دوماً لا يعرف لما خطرت بباله فى تلك اللحظة ولكنه وجد نفسه يفكر بها لما ليست هى ؟! إن كان عليه أن يتزوج بالفعل فلما ليست تلك الفتاة فنظر لوالداته ثم قال
-حاضر يا ماما سبينى افكر شوية ٠٠ وأنا هفاتحك قريب
ابتسمت والداته غير مصدقة لما تسمعه أحقاً،هو قال إنه سيفكر فى أمر الزواج بينما ارتمت (آسيا) فى احضانه وقالت
-أنا مبسوطة اوووووى ٠٠

الكابوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن