الحلقة الحادية والعشرون

11.5K 380 11
                                    

الحلقة الحادية والعشرون

مر شهر لم يحدث به الكثير سوي أن (أنس) أتفق مع (نادر) على أن خطبته على (أصالة) ستكون بعد إختبار نصف العام ٠٠
إما عن (منصف) فقد كان يتحدث دوماً على الهاتف عبر تطبيق الفيس بوك مع (هايا)ويشجعها على أن تذاكر حتى أن (هايا) كانت سعيدة بقربه وسعيدة لأنها أعطت لنفسها فرصة معه فهو حقاً يستحق قلبها ٠٠
بينما كان (يونس) يسافر أحياناً للقاء (محمد) و (فاروق) ولم ينسى (آسيا) قط فقد كان يذهب أمام البناية الخاصة بعملها ويراها وهى تعود لمنزلها دون أن تراه شعر بالألم والعذاب والجرح أيضاً فقد جرحت كرامته ورجولته كثيراً أكثر مما ينبغى ولكنه لا يستطيع أن يخرج ذلك الحب الذى يكنه لها من قلبه ٠٠
فقد كانت (آسيا) تعطى المزيد من الفرص ل (عزت) ولكنها دوماً وهى معه تفكر ب (يونس) ولا تعرف السبب ربما لأنها من الأساس كانت تقارن بينهم من البداية ولكن ما كان يضايقها حقاً إنها أصبحت لا ترى (عزت) كما كانت تراه من قبل ولا تعرف السبب لقد تغير بالفعل ولكن ؟! ولكن يبدو أن قلبها له رآى آخر وبالنسبة لعملها أصبحت لا تستطيع أن تتابع أعمال (أنس) فقد حذرها رؤسها فى العمل من العمل على تلك القضية مرة آخرى ٠٠
إما (فاروق) و (برنسيس) قد أصبحت علاقتهم قوية بعضهم ببعض وأصبحت (برنسيس) لا تشعر بالخوف من (فاروق) بل إنه بات مصدر آمان وحماية لها ٠٠
***************
بينما كانت  (آسيا) فى أجازة من عملها فقد قررت أن تأخذ أجازة كى تريح أعصابها وتفكر فيما تريد حقاً فى حياتها وعملها فقررت أن تذهب إلى غرفة (مراد) كى تتحدث معه طرقت باب الغرفة وسمعت صوته من الداخل
-ادخل
فتحت باب الغرفة وجدته يعد حقيبة صغيرة لملابسه ويبدو إنه يغلقها عقدت (آسيا) حاجبيها ثم قالت
-ده ايه ده ؟!
-هسافر
رددت (آسيا) دون فهم
-هتسافر !!
-فى اسكندرية هغير جو شوية معدتش قادر انى اقعد هنا
-لوحدك يا (مراد) ؟!
هز (مراد) كتفياه بلا مبالاة ثم قال
-المكان هنا بيفكرنى ب (شروق) اوى كل ركن هنا ليا فيه معاها ذكرى ٠٠ مش بهرب منها بس مش قادر تعبت
اقتربت منه (آسيا) وجلست أمامه على الفراش لتتحدث بنبرة حانية
-بس سفر لوحدك بلاش و ٠٠
قاطعها (مراد) قائلاً
-انا مش عيل صغير يا (آسيا) متقلقيش عليا وهبقى اتصل بيكوا بإستمرار اكلمكوا
-الفكرة نفسها غلط
-ده مش سفر نزهة ولا هروب ٠٠ كده كده فى شغل
تحدثت (آسيا) بعدم فهم
-شغل !!
-متنسيس اصلاً انى مرشد سياحى انا بصراحة حبيت اغير جو وقدمت فى شركة سياحة وقبلت تغيير جو بعيد عن البيزنس وكده إقامتى هتبقى داخل الفندق الخاص بالشركة
-بتكلم بجد ولا بتقول كده وخلاص عشان تطمنى
ابتسم (مراد) بمرارة ثم قال
-مفيش داعى اصلاً انى اكدب عليكى يا (آسيا) قولتلك انا مش عيل صغير
اطمئنت (آسيا) قليلا فنظر لها هو بشك ثم قال
-وانتى يا (آسيا) ؟!
-مالى !
-انتى مش حاسة بنفسك يا (آسيا) ولا ايه ٠٠ انا ملاحظ انك انتى و (عزت) رجعتوا زى الأول بس حاسس أن نظرتك ليه بتاع زمان بقت مطفية مش زى زمان
-تقصد ايه ؟!
-اقصد ان بالفعل انتوا قربتوا ومعتقدش ابداً أن واحد وواحدة كانوا مرتبطين هيبقوا اصدقاء بعدها بكم سنة بس فى نفس الوقت انتى مش (آسيا) القديمة اللى كانت معاه ٠٠ زمان لما سبتيه يا (آسيا) كانت علاقتى ب (عزت) اقوى ومع ذلك فضلت سعادتك ومش هنكر علاقتى بيه اتكسرت من يوم ما سابك ده غير انه مقلش اسباب وانتى مرضتيش تقولى أى سبب ٠٠ فياريت اشوف انتى عاوزة ايه لانى مش ممكن ابداً ارضى بالوضع ده انا و (عزت) من ساعة ما سبتوا بعض وعلاقتنا بقت تليفونات نادراً لما نتقابل كل فترة ٠٠ وعارف انه بياجى عشانك هنا مش عشان يطمن عليا وده سبب رئيسى مخلينى اسافر عشان ميبقاش ليه حجة يدخل البيت ده وانتى تشوفى انتى عاوزة ايه
ابتلعت (آسيا) ريقها ونظرت لأسفل بخجل من نفسها فأخرج (مراد) نفس طويل ثم قال
-(آسيا) لازم تعرفى انتى عاوزة ايه ؟! ٠٠ الجواز والخطوبة والأرتباط ماهوش لعب عيال والقلوب بتتغير بس لازم تفهمى أن علاقتكوا الطيارى اللى انا ساكت عليها دلوقتى دى مترضنيش ولا ترضى حتى ربنا ولا ترضى ابوكى ففوقى يا (آسيا) وحددى اللى انتى عاوزه
هزت (آسيا) رأسها بالإيجاب ثم قالت
-حاضر ٠٠ انا هفكر كويس وفى أقرب وقت هقولك وهقوله قرارى
اقترب منها (مراد) وقبل رآسها ثم قال
-وانا هروح اودع بابا وماما وهعدى ع (برنسيس) فى الجامعة هودعها برده
-هو بابا وماما عارفين بسفرك ؟
-اه قولتلهم امبارح ٠٠
********************
جلست (برنسيس) بالجامعة تتناول فطورها وهى تنظر للساعة كى تذهب إلى المحاضرة الخاصة بها ولكن أتى (فاروق) من خلفها وقال
-مستنيانى
ابتسمت (برنسيس) وإلتفت لكى تراه ثم قالت
-لا بشوف فاضل اد ايه ع المحاضرة
ابتسم (فاروق) ثم جلس بجوارها وقال
-طب جاملينى طيب
شعرت بالخجل من نفسها ثم أعطته شطيرة من التى تأكل منها لكى تدارى خجلها ذاك فأخذها هو منها ثم قال
-لسه فاضل وقت كويس عشان نقعد سوا
-اه ٠٠
صمتت كالعادة ولم تتحدث فنظر لها ثم قال
-انتى ليه ع طول ساكتة كده ؟! لازم انا افتح موضوع عشان تتكلمى يعنى
هزت كتفاها بلا مبالاة ثم قالت
-المفروض اقول ايه ؟!
-المفروض تكلمينى عن نفسك اكتر ٠٠ نعرف بعض اكتر واكتر الحب مش كفاية فى أى علاقة لازم التفاهم
شعرت (برنسيس) بالتوتر كثيراً ثم سقطت الشطيرة من يدها فنظر لها (فاروق) بذهول ثم وضع تلك الشطيرة جانباً حتى لا يدهسها أحدهما ثم قال
-مالك ؟ قلت حاجة ضايقتك ؟
نهضت (برنسيس) من مكانها ثم قالت
-المحاضرة هتبدء
-لسه فاضل ربع ساعة يا (برنسيس)
-عاوزة ادخل المحاضرة يا (فاروق) فى ايه ؟! ممكن منلاقيش مكان
نظر لها وإلى نبرتها تلك ولكنه لم يتحدث كثيراً ووقف ليقول
-طب ٠٠
توقف عن حديثه عندما وجد (مراد) قادم وضع (مراد) يده على كتف (برنسيس) التى انتفضت خوفاً فتحدث (مراد) لطمئنتها
-ده انا يا (برنسيس)
تنفست (برنسيس) الصعداء ثم إلتفت وعلى وجهها علامات استفهام وقالت بصوت خافت
-فى حاجة يا (مراد) ؟!
-لا يا حبيبتى بس انا مسافر أسبوعين أسكندرية عشان شغل جديد وجيت بس أسلم عليكى انتى نزلتى بدرى قبل ما اشوفك
شعرت (برنسيس) بالحزن وأردفت
-أسبوعين ؟!
اقترب منها (مراد) وقام بأحتضانها ثم قبل رأسها وقال
-متخافيش كل يوم هكلمك إن شاء الله
هزت رأسها بالإيجاب فنظر (مراد) إلى (فاروق) وقال
-خلى بالك منها يا (فاروق)
ابتسم (فاروق) ثم قال
-فى عينيا
تركهم (مراد) ورحل فجلست (برنسيس) مرة آخرى على ذلك المقعد وظلت تبكى فجلس (فاروق) بجوارها ثم قال
-مالك يا حبيبتى فى ايه ؟! عشان (مراد) هيسافر ؟
مسحت (برنسيس) دموعها وهزت رأسها بالإيجاب فنظر لها (فاروق) وقال
-وانا مش كفاية يعنى وانا جنبك ؟
نظرت له وظهر على وجهها ابتسامة ثم قالت
-انا بحبك يا (فاروق)
ثم أمسكت يده وقالت بنبرة بها ترجى
-اوعى تسبنى
شعر (فاروق) بسعادة لإعترافها ذاك ولكنه ابتسم وربت على يدها وأجابها
-مقدرش اسيبك يا حبيبتى
اخذت (برنسيس) نفس عميق ثم قالت
-مليش نفس احضر مش عاوزة احضر محاضرات مش قادرة
-عاوزة ايه طيب؟!
-(رحمة) زمانها جاية ٠٠ مش بتقول اخوك عنده شركة ؟!
-ا٠٠ ايوة بس دى فى القاهرة
-عاوزة اتفرج عليها
-دلوقتى ؟!
-اليوم لسه فى أوله مش هنقعد هناك كتير ٠٠ انا مروحتش القاهرة و ٠٠ عاوزة اغير جو
-اولاً (محمد) النهاردة مرحش ٠٠ اللى هناك النهاردة (يونس) ٠٠ وكمان انا مقولتش لا لأخوكى ولا بابكى عشان اخدك فجاءة كده مينفعش يا (برنسيس)
زفرت (برنسيس) بضيق ثم قالت
-طيب
فى تلك الأثناء حضرت (رحمة) ووجدتهم مازالوا يجلسون فقالت
-ايه ده مدخلتوش المحاضرة ليه
ثم تابعت بفرحة
-اوعوا تقولوا اتلغت ؟
ضحك (فاروق) على مظهرها ذاك ثم قال
-لا متلغتش بس (برنسيس) مش عاوزة تحضر
تحدثت (رحمة) بعدم تصديق لتقول
-بجد ؟ مش معقول
زفرت (برنسيس) بضيق ثم قالت
-فى مطعم بارة ممكن نذاكر احنا التلاتة فيه شوية ونتغدا ونروح ٠٠ انا حقيقى مش قادرة احضر
هزت (رحمة) رأسها بالقبول وقالت بفرحة
-موافقة جداً طبعاً
فقال (فاروق)
-طيب تعالوا ٠٠
*******************
بينما كان (أنس)  فى مكتبه حتى أتاه إتصال من أحد رجاله فأمسك هاتفه ليجيب وتغيرت ملامح وجهه للصدمة وهو لا يصدق ما يسمعه ثم قال
-يعنى ايه اللى بتقوله ده ؟!! مين اللى بلغ ؟!
أتاه رد ذلك الرجل الذى لم يبدو وأن رده لم يكن خيراً ابداً فصرخ (أنس) بوجهه ثم قال
-انا عاوز (آسيا) بأى طريقة جبلى الحيوووووانة دى فى المخزن بتاعنا
حاول ذلك الرجل أن يتحدث ولكن قال (أنس) بغضب واضح
-محدش يعرف مكان المخزن ده يا حيوووان جبهالى فيه والبوليس مش هيقبض عليا ٠٠
*******************
ظل ثلاثتهم يذاكرون داخل المطعم حتى مر الوقت ثم طلبوا طعام الغداء وقد أتصل (فاروق) بشقيقه كى يحضر يسيارته حتى يوصل (برنسيس) للمنزل فوصل (محمد) وهم يتناولون طعام الغداء فعرض عليه (فاروق) أن ينضم لهم فجلس (محمد) بجوارهم وبدء فى تناول الطعام ولكنه لاحظ وجود تلك الفتاة سليطة اللسان التى رأها يوم خطبتهم فرفع أحدى حاجبيها بينما شعرت (رحمة) بخجل شديد وكانت تنظر فى الطبق الخاص بها حتى لا تضطر لمواجهته بعد أن علمت أن ذاك هو شقيق (فاروق) الأكبر لاحظ (فاروق) نظرات (محمد) ل (رحمة) فقال
-نسيت اعرفكوا ٠٠ ده (محمد) اخويا يا (رحمة) انا لسه قايلك ودى (رحمة) صاحبة (برنسيس)
ابتسم (محمد) قليلاً ثم قال
-تشرفنا
نظرت (رحمة) للساعة وجدتها الرابعة ونصف مساءاً فنهضت وهى تقول
-انا مضطرة امشى دلوقتى حالاً   ٠٠ اصل بابا بيتصل عليا
ثم اخذت حقيبتها وقبلت (برنسيس) ثم قالت
-اشوفك بكرة يا قلبى
ثم فرت هاربة من أمام (محمد) الذى كان يبتسم على تصرفاتها تلك فنظرت (برنسيس) ل (فاروق) وقالت
-وانا هتصل ببابى يبعت السواق
-انا كلمت عمى وقولتله هروحك
ابتسمت (برنسيس) بسعادة لأنها ستبقى مدة أطول مع (فاروق) فنهضت لتلملم اغراضها وخرجوا ثلاثتهم من المطعم كان (محمد) يأمل بأن يرى تلك الفتاة مازالت بالخارج ولكنه وجدها قد اختفت يبدو وإنها قد وجدت سيارة آجرة استقل ثلاثتهم السيارة وقبل أن يقود (محمد) السيارة قالت (برنسيس)
-يا خبر ده انا نسيت نضارتى جو ٠٠ هروح اجيبها
اجابها (فاروق)
-خليكى انتى هنا انا هروح اجيبها واجى
-بس ٠٠
لم يستمع (فاروق) ردها وترجل من السيارة وذهب ليحضرها لها وجدت (برنسيس) نفسها مع (محمد) بمفردها فشعرت بخوف شديد وانكمشت فى السيارة فهى لا تطيق فكرة أن تكون بمفردها مع رجل سوى (فاروق) عاد (فاروق) واستقل السيارة بجوارها وقال مبتسماً
-اتفضلى يا ستى
اخذت منه النظارة ويدها ترتعش خوفاً،لاحظ (فاروق) انكمشها وخوفها ذاك ولم يكن يعلم السبب وجد (محمد) بدء بقيادة السيارة فظل يفكر هل (محمد) ضايقها فى غيابه ولكنه نفض تلك الفكرة السخيفة من رأسه ثم حدث نفسه قائلاً
-يمكن بس هزر معاها وهى فهمت غلط  ٠٠ مش قادر افهم سبب خوفها ده
ثم زفر بضيق ٠٠
*********************
بينما كان (يونس) يقف أمام منزل (آسيا) فقد كان يشتاق لرؤيتها صحيح إنه قد أتى اليوم خصيصاً ل (محمد) لأنه يريد أن يجعله يمضى على بعض الأوراق وحاول الأتصال به أكثر مرة ولكن هاتفه كان مغلق لذا قرر أن يذهب لمنزل (آسيا) فبالتأكيد قد خرجت من عملها الآن فربما يراها فى نافذة شرفتها وقف امام المنزل الخاص بوالداها لعله يراها ولكنه لاحظ وجود رجل هو يعرفه جيداً فدوماً يراه مع (أنس) وجد أن ذلك الرجل يبدو وأنه ينتظر شخص ما امام سيارته شعر بالريبة وخمن إنه ينتظر (آسيا) أيضاً ولكن لما ؟! وجد (آسيا) تخرج أمامه من المنزل شعر وأن تفكيره بدء بالوقوف ووجد ذلك الرجل يتجه إلى سيارته ولكنه قرر مراقبة ذلك الوغد فوجده سار خلف (آسيا) بسيارته فتبعه (يونس) محاولاً أن لا يراه  ظل هكذا طوال الطريق يحاول مراقبته من على بعد ما ليرى ما يحدث  حتى وجده يدخل فى طريق لا يوجد به أحد ذلك الوغد فأسرع بسيارته ليسد عليها الطريق فتوقفت (آسيا) بأعجوبة وترجلت من سيارتها كى تلقن ذلك الأبله درساً ولكنه اسرع نحوها ثم قام بثنى ذراعها وقام بالضغط على زجاجة أخرجت سائل بجانب فمها فبدئت أن تشعر بفقدان الوعى وكان يسحبها نحو سيارته ٠٠
عندما رأى (يونس) ذلك شعر بالدم يغلى فى عروقه وأسرع لكى ينقذها من يد ذلك الشيطان ولكنه كان يعلم جيداً إنه لن يلحقه فهو يقف بعيد عنهم بالكاد يراهم علم آنه  محال إنقذها بتلك الطريقة لذا قرر تتبعهم ٠٠
****************
فى تلك الأثناء كانت (هايا) تخرج من الجامعة برفقة (أصالة) متجهين نحو سيارتها حتى نظرت للهاتف وشعرت بقلق شديد ثم قالت
-(منصف) المفروض وصل من بدرى مش طمنى ليه
حاولت (أصالة) طمئنتها فقالت
-معلش يا حبيبتى يمكن راح الهوتيل ونام لما يصحى هيكلمك
أخذت (هايا) نفس عميق ثم قالت
-إن شاء الله خير
******************
وصل (يونس) إلى مكان مهجور تماماً ووجد أن رجل (أنس) يقوم بحمل (آسيا) لداخل ذلك المكان ظل يراقبه جيداً وهو يدخل ثم قام (يونس) بأبلاغ الشرطة عن ذلك المكان ثم ترجل من السيارة ليحاول أن يدخل للداخل ل (آسيا) ظل يسير حول ذلك المخزن لكى يرى نافذة يدخل منها دون أن يلاحظه رجال (أنس) ٠٠
دلف ذلك الرجل ومعه (آسيا) إلى غرفة معتمة قليلة ثم قام بإغلاق تلك الغرفة من الداخل  وذهب إلى حيث يجلس (أنس) ثم قال
-موجودة يا باشا زى ما طلبت
ضم (أنس) قبضة يده بغيظ شديد وصر على أسنانه ثم أتجه للغرفة التى بها قام بفتح باب الغرفة وجدها فى أحدى اركان الغرفة يبدو وانها مازالت فاقدة للوعى اسرع نحوها ثم قام بصفعها على وجهها وهو يمسك شعرها بيده الآخرى فأستمعت (آسيا) لصوت تلك الصفعة فمازالت لا تشعر بما حولها بدئت فى فتح عينيها شيئاً فشئ فوجدت (أنس) يقترب منها وعلى وجهه غضب شديد فعادت هى للخلف خوفاً منه وقالت
-عاوز ايه ؟!
أمسكها من تلك الكنزة التى ترتديها وقال وهو يقربها منه
-بقى انتى فاكرة أن أخرتى هتبقى ع ايد واحدة زيك ده انا  اشرب من دمك قبل ما تعملى كده
حاولت (آسيا) إزاحة يده تلك عنها وقالت
-انت عاوز ايه ؟! وبتكلم ع ايه مش فاهمة
-عارفة انا هسافر واخدك معايا هفضل اعذب فيكى بألف طريقة وطريقة كل يوم عشان تندمى ع نخربتك ورايا
أمسكت (آسيا) يده المقبضة على كنزتها وحاولت ابعده بيدها وبيدها الآخرى تضربه فأمسك هو يدها الآخرى وهو يبتسم ثم قال
-بس يا شاطرة ٠٠ كان غيرك اشطر
فى تلك اللحظة كان قد قفز (يونس) من نافذة تلك الغرفة بعد ان قام بكسرها وقد جرح يده جرح بسيط من الزجاج ثم قال بصوت عالى
-انت اتجننت يا (أنس) فى نفوخك
تسمر (أنس) مكانه عندما استمع إلى صوت (يونس)  ثم إلتف ببطئ له وقال بعدم استيعاب
-(يونس) !!
-انت ايه اللى بتهببه ده ؟
تحدث (أنس) بلهجة آمرة
-ملكش دعوة باللى بيحصل هنا انا مش عاوز ائذيك يا (يونس) امشى احسنلك وبعدين انت عرفت منين طريق المكان ده
لم يهتم (يونس) بحديثه الأخير ثم قال
-ومش هسمحلك برده تأذينى فيها
همت (آسيا) لآخذ تلك العصا التى بجوارها حتى تضرب بها (أنس) ولكنها توقفت حينما أستمعت إلى صوت أحدهم يقوم بفتح باب الغرفة فإذا برجال (أنس) يصوبون اسلاحتهم نحو (يونس) و (آسيا) فقال (أنس) بصوت أچش
-نزلوا سلاحكوا ٠٠
ثم وجه حديثه نحو (يونس)
-امشى من هنا ٠٠ بدل ما يحصل حاجات انا مش عاوز اعملها
-انت هتفضل ماشى فى الطريق الزفت ده لحد امتى ٠٠ انت يظهر عليك اتجننت واتجننت رسمى كمان
مسح (أنس) وجهه بكف يده وقال بغضب لرجاله
-اربوطهم هما الاتنين
فتوجه رجاله نحو كلاً من (يونس) و (آسيا) فحاولا معا أن يضربوا هؤلاء للرجال ولكن قبل أن تحدث تلك المشادة أستمعوا إلى صوت طلقة نارية آتية من خلف (أنس) عبر النافذة فوقف الجميع فى حالة ذهول ٠٠

الكابوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن