1

24.2K 346 5
                                    

فتحى الذى تزوج ثلاث مرات ولم يرزق بنين قط .. وكأنه وجد فيه ضالته .. قرر أن يعلمه جميع فنون القتال التى يعرفها .. بل وطلب من متخصصين تجمعه بهم علاقة ودٍ وإخاء وتبادل منفعة .. أن يهتموا بتدريبه ويزيدوه فنوناً لم يتمكن هو من تعلمها فى حداثته .. هكذا أراد لولده أن يكون ..
الأوقات التى كان يمضيها باسل معه فاقت تلك التى كان يمضيها بين والديه وأسرته .. تعلم منه ما لم يتعلمه منهم .. عشق فنون القتال وأدمنها حتى اتخذ قراره بأن يحترفه مستقبلاً .. والعم فتحى شجعه بدوره على ذلك .. مضت الأعوام كالسهم وهو يراقب بزهو وفخر كل إنش جديد يضاف طولاً وعرضاً إلى فتاه العزيز .. واليوم صار عملاقاً يمتلك بنية عضلية هائلة قلما تتكرر..
نعم .. كان هو الأحق بالانضمام لتلك المسابقة وليس ذلك السفيه الذى اختاره شفيق ليحل بديلاً عنه .. فقط لأن والده عمل مدرباً من قبل .. شفيق .. الوغد الحاقد الذى تولى تدريبه خلال الخمس سنوات الأخيرة۔۔۔۔۔
كثيراً ما راوده إحساس مبهم بأن شفيق يغار من باسل ويحسده على تفرده وقدراته الكامنة .. كان يتعمد أن يشركه فى مسابقات محلية وودية لا جدوى منها حتى يضمن أن يستنزف قواه ويستنفذها قبل موعد المسابقة الدولية المقررة كل عام .. عندما تحدث مع باسل حول مخاوفه وظنونه بشأنه وجد أنه يحمل الظنون ذاتها لكنه يخشى التصريح بما يعتمل في نفسه ..
رفض بعدها في إصرار دخول أية مسابقات يقترحها شفيق عليه قبل تقديم أوراقه لمسابقة المصارعة الحرة التي ستقام هذا العام في دولة جنوب أفريقيا .. ضاعف من مرانه وتدريبه حتى يقنع شفيق بأحقيته وجدارته للترشح ...
لكن هذا الخنزير أصر بدوره على خذلانه مجدداً واختار ابن مدرب زميله ليرشحه بدلاً منه .. تنهد في ضيق قبل أن يتصنع ابتسامة ويهتف في مرح عله يجذب باسل من شروده وعنف أفكاره :
- ماذا طلبت من السماء ؟
- طلبت نقوداً .. نقوداً كثيرة .. تمكنني من الاشتراك في المسابقة دون الحاجة إلى شفيق وأمثاله
- كم تريد ؟
- ما أريده لن أحصل عليه أبداً ما دمت أعمل مندوباً لشركات الدعاية .. ما أكسبه من هذه الشركات بالكاد يكفى متطلباتى اليومية
تنهد الرجل وهز رأسه فى تفهم قبل أن ينهض ويتجه إلى خزانته من جديد .. عاد إليه هذه المرة يحمل كيساً من القماش الأسود فتحه وأخرج منه مبلغاً من المال .. كان كبيراً إلى حد ما .. قدمه له قائلاً :
- خذه يا ولدى وحقق حلمك
- مستحيل
- أليس هذا ما دعوت السماء من أجله منذ قليل ؟
- لم أكن أقصد أن أسلبك ما إدخرته للزمن
- أنا على يقين من أنك ستعوضني عنه أضعافاً عندما تفوز بتلك المسابقة وتصبح بطلاً عظيماً
- وماذا لو لم أفز بها ؟
- لا تكن متشائماً .. سوف تفوز .. ثق أنك الأفضل
- لا تتعب نفسك .. لن آخذ مالك أبداً
- اطمئن يا ولدى .. الزمن لا يغدر بالطيبين
- بل هم أكثر من يغدر بهم
- يبدو أنك لا تعتبرني أباً لك كما أعتبرك أنا ابن لي .. لست غالياً لديك بما يكفى كما كنت أظن
- أنت أغلى كثيراً مما تظن .. لهذا لن أعرضك للحاجة فى كبرك
هم الرجل بالاعتراض مجدداً عندما سمعا هدير محرك سيارة تقترب من القصر وما لبث أحدهم أن طرق البوابة الحديدية فى عنف كاد معه أن يحطمها .. أخفى الرجل نقوده وأمسك بندقيته استعداداً لمهاجمة اللصوص ومنعهم من السطو على القصر .. خلع باسل جلبابه المضحك وأسرع يتبعه كمارد ضخم .. كان يعلم أن رؤيته وحدها كفيلة بإثارة رهبتهم۔۔۔۔۔


في قبضتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن