41

1.5K 35 0
                                    



15- استجابة فاقت أمنياتي

استقبله أوسكار بوجه يحترق غيظاً .. فتح فمه ليعنفه ولكنه أسرع يعانقه في سعادة أيقن منها بأن هذه المشعوذة قد سحرته مجدداً .. ها هي قد نقضت عهدها معه .. وعدته بأن تتركه وشأنه وأن تبحث لها عن رجل آخر .. ولكنها ككل النساء لا عهد لهن ...

زفر بضيق قائلاً :

- أمرك لا يصدق .. العمالقة يتساقطون تحت قدميك كالذباب .. وهذه الطفلة تتلاعب بك كالدمى .. ماذا أقول لك ؟
- لا تقل شيئاً .. بالله اتركني سعيداً حتى ولو كنت واهماً

النشاط الذى أظهره في الأيام التالية أسعد أوسكار بقدر ما ضاعف من قلقه بشأنه .. انتهت المسابقة ولم يخطئ حدسه .. تألق الفتى فتألق معه .. عادت الصحف لتطارده بضراوة أملاً في الفوز بسبق صحفي معه .. يبدو أنه سيعيد أياماً ظنها لن تعود أبداً ..

أوسكار يولد في جسد جديد .. عملاق أوسكار قادم بلا منازع .. قبضة أوسكار الذهبية تحطم منافسيه قبل أن تلمسهم ...

حمل الصحف في زهو وأسرع بها إلى غرفته .. طرق بابها في عجالة ودلف إليها قبل أن يأذن له بالدخول .. متوقعاً أن يشاركه سعادته عندما يرى صوره تتصدر أغلفة الصحف والمجلات الرياضية الكبرى لتجعل منه عملاقاً في سماء المحترفين .. ولكنه وجده في عالم آخر حمله إليه ذلك الهاتف الصغير الذى ألصقه بأذنيه في عشق تبثه فيه كالحية بجرعات ثابتة لتضمن إدمانه لها .. مسترخياً في سريره هائماً بصوتها وأنفاسها ..

اعتدل ما أن وقع بصره على أوسكار .. لا يدرى كيف تنبهت إلى اضطرابه رغم كونه جاهد ليخرج صوته طبيعياً .. اقتضبت كلماتها بلا مقدمات وأغلقت الخط .. وهو أيضاً لم يعترض ..

لم يكن يخاف أوسكار بالمعنى التقليدي للخوف .. لكنه كان يخشى لومه المستمر وإسقاطه لحقد ماضيه الأسود عليها .. يريد أن يعالجه منها .. ولو كان يعلم أن دواءه أشد آلاماً من الداء ذاته .. لربما توقف عن نصائحه له ...

نهض ليكمل ارتداء ملابسه .. غمغم وهو يتحاشى النظر إليه :

- كنت سألحق بك في قاعة الطعام

انتبه أوسكار للمنشفة التي يلف بها جسده فهتف معاتباً :

- على الأقل كان يمكنها أن تنتظر حتى تنتهى من ارتداء ملابسك .. كم مرة يجب أن أنبهك إلى ضرورة الاهتمام بصحتك ؟!

ضغط باسل على شفتيه ولم يعلق .. وكيف لها أن تعلم بأنه كان يغتسل عندما اتصلت به ؟ وماذا لو تجاهل رنين الهاتف فظنته نائماً وحرمته من صوتها مجدداً ..؟

ابتسم مرغماً عندما اقترب أوسكار ليجفف جسده المبلل في عناية وهو يعاود الثرثرة في غضب :

- إن دل ذلك على شيء فهو .....

قاطعه باسل بصبر نافذ :

- إن دل ذلك على شيء فهو كونك أتيت في وقت غير مناسب .. بالكاد كنت قد بدأت الحديث معها .. هل تعلم بأنها أصبحت تخافك ؟

بادله أوسكار نظراته الساخطة .. كاد أن يخبره عن ذلك الاتفاق الذى أبرمه معها ولكنه تراجع في اللحظة الأخيرة .. ألقى بالمنشفة في غضب وتأهب لمغادرة الغرفة قائلاً :

- سأنتظرك في قاعة الطعام .. لا تتأخر لأنني جائع جداً

استدار فجأة ليلقى بما يحمله فوق السرير وأردف في ضجر :

- ألق نظرة على هذه الصحف ربما لفت انتباهك شيء فيها

برقت عيناه واتسعت ابتسامته وهو يتناول إحداها في عدم تصديق هاتفاً :

- هذا أنا ..!

تطلع إليه أوسكار فى حنان وعاد ليقترب منه ويربت على كتفه في قوة قائلاً :

- نعم .. هذا أنت .. وهذه لا زالت البداية فقط .. يوماً ما ستكون الأعظم على الإطلاق .. ثقتي بك لا يهددها إلا حماقتك .. هذه الفتاة سـ.......

رفع عينيه إليه في مزيج من العتاب والتوسل .. فتنهد أوسكار في ضيق قائلاً :

- حسناً .. سأصمت

تحرك بلا مقدمات ليساعده في ارتداء ملابسه ويتأكد من إحكامها حول جسده فضحك باسل قائلاً :

- أنت تدللني أكثر من والدتي

- على الأقل دعني أرمم ما تهدمه برعونتك
*****

في قبضتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن