كبتت جنونها قائلة:
- كلا .. ليس بعد
- وماذا تنتظران ؟
- لا ننتظر الأذن منك بالطبع
- سوف يسعى للزواج منك عندما يعلم بأنك أصبحت تمتلكين ثروة
- كما فعلت أنت من قبل .. أليس كذلك ؟
تأملها في تهكم .. اتهامها لا يستحق تعليقه .. رفع وجهه في تعال قائلاً:
- ينبغي أن أذهب الآن لدى تمرين مهم .. عندما أعود لا أريد أن أجدك هنا
- إلى هذا الحد وجودي يضايقك ..!
- ندى .. الماضي ذهب ولن يعود أبداً .. عن نفسى قد نسيته .. انسه أنت أيضاً وحاولي البدء بعيداً عن حياتي .. لا تجربي رؤيتي مجدداً لأنك استنفذت كرمي كاملاً
- هل ستتزوج من لارا ؟
- هذا ليس من شأنك
عضت على شفتيها في مزيج من الإحباط والخجل قبل أن تغمغم بصوت مختنق:
- اطمئن يا باسل بك .. سوف أذهب حالاً
هز رأسه مستحسناً وهم بالمغادرة فعادت تستوقفه قائلة:
- أريد ثمن تذكرة العودة إلى جوهانسبرج
اتجه إلى غرفته وعاد يحمل مظروفاً قدمه إليها قائلاً:
- في هذا المظروف مبلغ كبير .. يمكنك أن تستأجري سيارة فخمة تنقلك للمطار .. وتحجزي في مقاعد الدرجة الأولى بالطائرة .. أرجو أن يكون وداعاً يليق بكِ .. يا نانا هانم
تركها وذهب صافعاً الباب خلفه في عنف .. أغلق باب الحب والأمل والرحمة ....
أغمضت عينيها ألماً .. من أين أتى بكل هذه القسوة .. هل كانت حمقاء إلى هذا الحد عندما صدقت عشقه المزعوم لها وبادلته إياه بلا وعى ..؟
*****
استقبلها باولو وميلا بوابل من الأسئلة التي لم تكن تملك عقلاً أو لساناً لإجابتها فظلت صامتة رغم فضولهما الذى تحول إلى قلق بمضي الوقت .. أخيراً قرر باولو تركها لتستريح بعد أن أخبرها بأن ليون استغنى عن خدماتها بسبب تغيبها غير المبرر عن العمل .. وعدها بأن يتحدث إليه صباحاً حتى يصفح عنها ويعيدها للمصنع مرة أخرى .. ميلا أيضاً سوف تستعطفه .. ربما لو أخبرته بأنها كانت مريضة يلين قلبه ويعفو عنها
عندما دخلت ميلا إلى غرفتها في صباح اليوم التالي صدمها منظر صوره التي انتزعتها من فوق الجدران ومزقتها في لحظة ألم دفعتها للانتقام منه .. كانت تدافع عن نفسها ضد ظلمه وغطرسته غير المتوقعة
أمام ثرثرتها وإلحاحها لم تجد مفراً من إخبارها بأنها سافرت إلى أمريكا لحضور إحدى مبارياته ولكنها تعرضت لحادث هناك وهو ما أخرها في العودة إلى جوهانسبرج .. أوهمتها كذباً بأنها لم تستطع رؤيته رغم أنها أنفقت كل ما تملكه وأصبحت مفلسة .. وهذا ما جعلها تمزق صوره استنكاراً وسخطاً بعد كل ما أصابها بسببه
كان عذراً يلائمها ويكفيها لتبكي أمامها دون أن تطرح عليها المزيد من الأسئلة والمواعظ .. ربتت ميلا على كتفها مواسية واحتضنتها لتخفف من نحيبها ومحنتها .. ولكن أفضل ما فعلته هي أنها كفت عن الثرثرة على عكس عادتها
أكثر من أسبوع مضى على عودتها من أمريكا .. ليون لم يتعطف بعد ويعيدها إلى العمل في مصنعه المتهالك رغم المحاولات المستمرة من باولو وميلا لإقناعه بذلك .. ذلك الوقح يريد إذلالها حتى تخضع له وتمنحه تصميماتها بلا تمرد .. ولكنها على يقين من أنه سيظهر تعطفاً في النهاية
أنت تقرأ
في قبضتي
Short Storyتطلع إلى نفسه فى المرآة ساخطاً : ما جدوى كل هذه العضلات المفتولة إن كانت المرأة الوحيدة التى يريدها لا ترى فيه رجلاً ..؟! نعم .. سيحيا عبداً لعام واحد .. واحد فقط .. سيعيش فيه العبودية ويستسيغها بكل مرارتها وآلامها .. سيتقبل الهزيمة بقلب رحب ما دامت...