المقدمة

8.7K 106 6
                                    

_طأطأ هو رأسه أرضاً و أردف بهمس مُؤلم : لقد أمسيتُ حطام رجُل ،ألستُ كذلك !!،،
_أبتسمت له بحنو و بّادلته ألمهُ بآخر قائلة بسخرية حزينة : كما أصبحتُ أنا بقايّا إمرأة !! أتدركَ !، كلانا يليق بالآخر في جميع الحالات !،.
_رفع بصره إليها آخيراً و أبتسم إبتسامة هادئة وهو يتآملها بعينيه و أردف : إلا أنكِ لازالتي تحتفظين ببراءة عينيك و جمالهما ،، أشعر و كأنني أراكِ لأول مرة و تنبهر عينايّ بمرآى عيناكِ و كالعادة بينما أنا أحاول غضّ بصريّ ،كانت روحيّ قد تعلقت منذ زمن و أنقضى الآمر !!،
_أتسعت إبتسامته إمتثالاً لإبتسامه و قالت بمرح مُحبب : على عكسي أنتَ !، لقد زادك البُعد وسامة و جاذبية بأنفكَ المعقوف ذاك و تقطيبة جبينك و لحيتك المُهملة تلك التي تثير بداخلي الرغبة في العناية بها الآن دون لحظة إنتظار !!،
_تنهد بقدر تثاقل همومه ثم أستطرد متسائلاً بخفوت : و ماذا عن عجزيّ ؟!،
_أجابته بقوة واثقة تقول : لم يزد قلبيّ إلا تعلُقاً بكَ و شغفاً فيكَ و حُباً لرجُل كّاد أن يفقد حياته في سبيل إستعادتي !،.
_عاد يتسائل مجدداً بتردد خشية من فقدانها : هل ستستطيعين إستكمال حياتكَ معي بالرغم عن أنفُ عجزيّ !!،
_تشبثت بكفه بقوة و قالت بنبرة قوية واثقة : و بالرغم عن أنفُ شخصكَ ذاتياً ،، أنا لكَ و معكَ و بكَ أحيَّا و لن يفرقني عنكَ سوى الموت و الموت فقط !!،، و بِما أن الحياةُ الدنيا ماهي إلا متاعُ الغرور .. فإني سأنتظرك هُناك في الحياةُ الآخرة ،في رحابُ الجنة، لنستكمل ما قد بدأناه !!، .."خفت صوتها تدريجياً مع نهاية حديثها ثم قطبت بقلق و تسائلت".. ،لكن فقط أُريد أن أطمئن ،،ألازلتَ تحبُنيّ !!،.
_تولىّ هو هذه المرة التشبث بكفيها بكل ما فيه من قوة و أجابة بخشونة و تصميم قائلاً : إنها الحقيقة الوحيدة في حياتي و التي لن تتغير أبداً .. إلى أن يّرث اللّٰه الأرض و من عليها ،، حُبكَ هو ملاذيَّ و نقطة ضعفيّ و قوتيّ و نقطة البداية لكل مسار أسلكهُ !!،
_مّالت عيناها بإبتسامة راضية ثم أمسكت بكفه و وضعته على بطنها المسطح و أردفت متسائلة بهمس خافت ،،
: و ماذا عن صغيرتنا ؟!،
_أجابها بصوت قويّ واثق ،،
: إنها معجزة !!،
_أتسعت إبتسامتها حتي شملت وجهها بأكمله بينما تأملها هو لحظة ثم مّال برأسه مستنداً على صدرها و أحاط خصرها بذراعيه متشبثاً بها وهو يقول ،،
: إلا إنني أخشى عليها بعد ما آلت إليه أموري ،، إنني مهزوم ، منكسر و عاجز ولا أُجيد مُداراة الآمر !!،
_أخذت تمُشد له ظهره بحنو وهي تقول بنبرة أمومية حانية : هوّن عليكَ فأنا معكَ و الباقيّ دون و أصبر ولا تجزع !!و كُنّ على يقين بأن اللّٰه سينبتُ لكَ من شقوق العجز .. قوة !، فإن مع العُسر يُسراً يا حبةَ قلبي.. إن مع العُسر يُسراً !!
_عاد ليآسهُ من جديد و أردف قائلاً بآلم : ستُعانين معيّ الكثير و أنتِ لم يبقَ بكِ إلا رمقاً !!،
_مسدت بكفها على خصلات شعره بحنو و همست قائلة ،
: فِداءٌ لكَ حتي ذلك الرمق !!،

وكانت مُعجِزة !! Where stories live. Discover now