الفصل العشرين

3.4K 105 13
                                    


فتحت جفنيها ترفرف بآهدابها بنعاس و تقطيبة آلم طغى على جميع ملامحها الشاحبة و شفاهها التي حال لونهما إلى البنفسج القاتم ..

: فتون ؟ حبيبتي ! أرجوكي فوقي .. ماتخضنيش عليكي أكتر من كدا !

وصلها صوته من البعيد وكأنها بداخل فجوة عميقة المدى يهمس بإسمها بلوعة يترجاها بأن تستفيق ..

و تداخلت الأصوات بعقلها مع صوت رجولي خشن يهتف بعملية

: إتطمن يا آنس بيه .. الحمدللّٰه المدام حالتها مستقرة حالياً و لحقنا الجنين بس هنخليها في المستشفى تحت الملاحظة لمدة ٤٨ ساعة و ممنوع الحركة نهائي الفترة دي على الآقل لحد ما تدخل في الشهر الرابع علشان نضمن إستقرار حالة الجنين .. عن إذنك !

و غمغمت "كوثر" بتنهيدة إرتياح

: الحمدللّٰه يا أبني .. ربنا ستر ..

غمغم محدثاً نفسه بتوعد شرس

: لولا إنها ماشربتش العصير كنت قتلتك يا نيرمين الكلب ..

تأملها لحظات وهي تجاهد لتفتح عينيها بجفنين ثقيلين و شرد فيما حدث صباح اليوم ..

#Flash_back ,,

بعد أن تناولت الكوب من زوجة عمه التي خرجت لتوها من غرفتهما ما أن تأكدت بنظرة خاطفة من رفعها الكوب إلى شفاهها إستعداداً لإرتشاف محتوياته .. حتى أشار لها بكفه مغمغماً بتحذير خافت

: إياكي تشربيه !

قطبت بقلق لتردف : أنتَ شاكك فيها زيي ؟

دفع كرسيه بذراع واحد إلى أن وصل إليها فتناول منها الكوب وأتجه إلى المرحاض ليفرغ محتوياته كاملة في حوض الإستحمام الكبير ثم عاد إليها ليجيب بحذر

: مش قصة شك .. بس عموماً أنا أتوقع أي حاجة من نيرمين ..

رفعت حاجبيها متسائلة بعدم فهم

: بس هتكون حاطالي إيه في العصير يعني .. مش فاهمة !

مط شفتيه بجهل زائف يقول

: اللّٰه أعلم .. بس الإحتياط واجب ..

#Back ,,

هنا ..بدأت تستفيق من غيابها الذهني رويداً رويداً ، تتسائل بصوت ثقيل متلعثم

: أنا فين ؟ إيه اللي حصل ؟ (و تحسست بطنها المنتفخ تهتف بهلع) بنتي !

قبض على كفها بكف ذراعه السليم بقوة يغمغم بحنو

: بنتنا كويسة يا حبيبتي متخافيش ..

إنتشلت كفها منه بعنف تهتف بهدوء جليدي

: من غير حنية فارغة و لوكلوك كتير .. طلقني ..

إنعقد لسانه من الصدمة .. فأسرعت "كوثر" تهتف بعقلانية

وكانت مُعجِزة !! Where stories live. Discover now