وكانت مُعجِزة !!

الفصل التاسع و العشرين

إندفع نحو غرفتهما بهلع ليجدها وقد ترجلت من المرحاض وجلست على طرف الفراش تلهث أنفاسها بصعوبة ووجهها شاحب كشحوب الأموات..

إنتفض خافقه بين أضلعه ذعراً وأسرع ليجثو أمامها على ركبتيه متسائلاً بهلع

: مالك يا حبيبتي؟! هكلم الدك....

كاد أن ينهض مُسرعاً نحو هاتفه لطلب الطبيب لكنها منعته وهي تُمسك بمعصمه هامسة بإرهاق تجلى على قسمات وجهها

: أنا كويسة..

: كويسة إيه بس!! دا شكل واحدة كويسة؟!
غمغم بقلق طغى على نبراته

فأبتسمت له مطمئنة وهي تهمس

: إستنى بس.. أديني فرصة أفوق!!

: مايك يا ماماي؟! ثيامتك.. Soiiy وياهي مث حثحيك تاني!!
-(مالك يا ماماي؟! سلامتك.. Sorry واللّٰه مش هزعلك تاني)-

غمغمت "مُعجِزة" بنبرة باكية بندم حقيقي .. جعل "آمير" يقهقه عالياً بمرح ليُردف بنزق وذكاء طفولي نادر الوجود

: بس يا هبلة.. وماماي هتلكع (هترجع) ليه لو ثعلانه (زعلانه).. ماماي هتجيب نونو!!

: نونو؟!
غمغم بخفوت وهو يرفع كلا حاجبيه لأعلى ببلاهة شديدة جعلت ضحكتها تنطلق مُجلجلة بأرجاء المنزل ثم هتفت بسخرية مرِحة

: يا خيبتك! إبنك طلع أذكى منك!

أغلق جفنيه يهز رأسه بقوة ينفض عنها غبار البلاهة ثم فتحهما ليُثبت بصره عليها لدقائق طويلة ماكانت تنتهي وجميعهم يحدجونه بنصف عين بترقب شديد..
ليهمس بعد طول صمت بشبه إستيعاب

: أنتِ حامل؟!

هنا.. ضرب "آمير" كفاً بالآخر بيأس هاتفاً

: يا نهال أثلق(يا نهار أزرق).. دا لسه بيسأل!!

                          ______________________

_بعد مرور عام وثلاثة أشهر ؛؛

"أشواقي صاحية قايمة بس عاملة نفسي نايمة.. مفتونة دايبة هايمة، وفي بحر شوقه عايمة ..وأنا عاملة نفسي نايمة..

دا خطفلي قلبي خطفة ،، بالدلع و بالملاطفة .. قالي وردكَ على خدك ..نفسي أدوق أول قطفة..
روحت أنا سايباه و قايمة وأنا عاملة نفسي نايمة..

قالي رِمشكَ، قاسي رِمشكَ .. لما يجرح جرحه يمسك.. جوا قلبي بس قلبي، كل مادا فيكي يمسك
قالي شعرك، حِلي شعرك .. ياللي بتداري في مشاعرك .. ليه تخبي شوفي قلبي، ليل نهار بيكتب في شعرك"

أخذت تتمايل بكتفيها فقط بدلال وهي جالسة بجانبه في السيارة..
تعالت ضحكاته الرجولية العميقة التي تُطرب قلبها كُلما سمعتها -وكأنها أول مرة- لتقع في غرامه من جديد ،،وهو ينقل بصره بينها وبين الطريق أثناء إنشغاله بالقيادة ..