الفصل الخامس عشر

3.1K 98 6
                                    


جلست بجانبه على الرمال .. توليه ظهرها واضعة رأسها على صدره وهو بدوره كان يحاوطها بكلا ذراعيه بتملك وكأنه يخشى هروبها إن أفلت قيده من حولها ..

عيناها لا تحيدان عن السماء .. تتأمل النجوم اللامعة وسط عتمة الليل ..

وهو عيناه لا تحيدان عنها .. يتأمل الهدوء و الراحة الذي يفترش ملامحها الناعمة ..

قطع هو الصمت أخيراً متسائلاً وهو يدفن رأسه بعنقها بشغف

: مبسوطة ؟!

إبتسمت بنعومة و هزت رأسها إيجاباً تقول

: جداً .. أنتَ مش متخيل أنا كنت محتاجة الهدوء دا قد إيه بجد !!

لثم وجنتها وأردف : غرامي تطلب بس و طلباتها أوامر ..

عبست لتردف : هو صحيح ليلة واحدة بس و الصبح هنرجع عشان الشغل .. بس مش مشكلة .. أنا يكفيني إن شالله ساعة واحدة ..

ضمها إليه أكثر هامساً بعبث وهو يداعب عنقها بأنفه

: طب إيه ؟!

قطبت "غرام" بحيرة متسائلة : إيه ؟!

رفع حاجبه بعبث يهمس : هنضيع الليلة اليتيمة اللي حيلتنا في الكلام !!

أسرعت تهتف بتحذير وهي تنتفض مبتعدة عنه

: إياكَ يا عُدي ! أنا قولت عاوزة أقعد في هدوء ..

غمزها بطرف عينه بوقاحة وهو يجذبها لصدره مجدداً قائلاً

: وهو فيه أحلى من كدا هدوء بذمتك !!

: هي دي فكرتك عن الهدوء ؟
تسائلت ببلاهة ..

فأكد بإيماءة من رأسه يقول وهو يميل عليها بخبث

: وأوعدك هغيرلك أنتِ كمان فكرتك عنه ..

غمغمت بإعتراض وهي تتسطح على الرمال آثر دفع جسده لها بخفة شديدة

: عُدي .. Please ! إحنا عالبحر و كمان ..

غمغم بصوت أجش وهو يعتليها : محدش هنا غيرنا ..

ثم مال عليها يلثم عنقها ببطء مثير صاعداً إلى جانب شفتيها ثم وجنتها و أنفها الصغير و عيناها و جبهتها ..

كان يطبع على وجهها قُبلات متفرقة وقد كادت تذوب بين ذراعيه رامية بالهدوء الذي كانت تنشده عرض الحائط .. لكن فجأة ..

فجأة .. ولا تعلم لماذا .. عاد يطرق بعقلها حديثهما الأخير عندما أخبرها إنه قلِق من صمتها و يريد الشعور بها ليس فقط كجسد وإنما كروح ..

وهذا ما جعلها تقطع سيل قُبلاته وهي تغمغم بشبه وعي

: إتجوز يا عُدي ..
                               _________________

جالسة على طرف الفراش تقضم أظافرها بغيظ دون أن تحيد بعينيها عنه ..
تحدق بهِ بنصف عين بتدقيق وكأنها تحاول سبر أغواره لتعلم ما الذي حدث قبل أيام و يخفيه عنها ..

وكانت مُعجِزة !! Where stories live. Discover now