: أنا مش فاهم أنتِ مرعوبة كدا ليه ؟ ما أنتِ إبنك في حضنك أهو وفي أمانة اللّٰه .. خايفة ليه بس ..غمغم "عُدي" من بين أسنانه بصبر نافذ أثناء وقوفه أمامها في رواق المشفى على مسافة قريبة من -غرفة العمليات- ..
حدجته بنظرة مغتاظة وهي تضم طفلها إلى أحضانها بشدة وأردفت بنشيج متقطع
: خايفة على فتون ..
مسح وجهه بكفيه ليهتف بصوت حافظ على هدوئه بأعجوبة
: هي فتون رايحة تحارب .. دي هتولد ! يعني ساعة بالكتير و تقوم زي القردة، تقرف فينا و في آنس تاني ..
: ماتقولش على صاحبتي قردة ..
نهرته بتذمر أثناء بكاؤها الذي تصاعدت وتيرته ..
ضرب "عُدي" كفاً بالأخر بيأس و غمغم بخفوت محدثاً نفسه
: و عزة جلال اللّٰه الستات دول مجانين ..
رمقته بنصف عين تهتف
: سامعاك على فكرة ..
هز رأسه بيأس وهو يشيح بوجهه عنها فحانت منه نظرة إلى الطفل الرضيع الذي تضمه إلى صدرها بحنو شديد و حماية خالصة .. وكأنها تخشى تسربهُ من بين ذراعيها إن خففت من حوله الحصار ..
إبتسامة عذبة إرتسمت على جانب شفتيه وهو يتأملهما معاً .. شارداً بذهنه إلى ماقبل اليوم بأربع أشهر ..
يوم قررت زوجته العزيزة تبني هذا الطفل تحديداً .. قائلة بحماس
: هنربيه كإنه إبننا وأكتر .. الأم و الأب أصلاً مش اللي بيخلفوا ، الأم و الأب بجد هما اللي بيربوا و يكبروا .. ولو ربنا أراد لينا في المستقبل يكونلنا أطفال ، هيكون هو بِكرِنا وأول فرحة لينا و عمرنا ما هنفرق بينهم أبداً .. قولت إيه ؟
عض بأسنانه على باطن شفته السفلى يحاول كتم غضبه ليغمغم بإستسلام
: براحتك يا غرامي .. إعملي اللي يريحك و يرضيكي ..
عاد من شروده على صوت صراخ الطفل الباكي ليجدها تهدهده محاولة تهدئته .. دون جدوى ..
إتسعت إبتسامته ليقترب منهما و مد ذراعيه يتناول منها الطفل بخفة .. لتهتف "غرام" بغيظ
: أنتَ أكيد ساحرلهُ .. مش فاهمة أنا إيه سر الإرتباط اللي بينكم دا، حقيقي، لدرجة إنه مايسكتش غير معاك !!
و بالفعل .. هدأ الطفل في لحظة و غط في سباتٍ عميق ..
تأمله "عُدي" بتفكير ولسان حاله يقول
: "لِمَ لم يستطع تقبل هذا الطفل يوماً .. بالرغم من إنه يتقبلهُ بل ولا يرضا إلا بهِ"فهو في البداية لم يرضا البتةَ أن يتبنيا طفل لكي لا تيأس من المحاولة .. لكنه وافق -فقط- إرضاءً لرغبتها ..
YOU ARE READING
وكانت مُعجِزة !!
Romanceالجزء الثالث من ثُلاثية -بنت البواب- رومانسية .. إجتماعية .. درامية .. إثارة .. آنس .. فتون 💙