الفصل التاسع

3.3K 111 1
                                    


رفرفت بأهدابها بنعاس وهي تتثاءب فهمهمت بغيظ مخاطبة طفلتها بين أحشائها دون أن تحيد بعينيها عن ذلك النائم بهدوء على الفراش المجاور لها لا يفصل بينهما سوى ستار أبيض شفاف ؛ كانت قد طلبت من ممرضته في وقت لاحق أن تتركه مفتوحاً ليتسنى لها رؤيته ؛ ففعلت ..

: كفاية نوم بقا ، عاوزة أحفظ ملامحه عشان تيجي شبهه !

رفعت كفيها تمسد بطنها المسطح بحنو وأردفت بولهَ : طب بذمتك أنتِ مش تتمني تكوني شبهه ؟ دا قمررر !

قهقهت بخفة وأسترسلت بمرح : هسميكي آنيسة عشان تبقي نسخة تانية منه و كمان على إسم أمه ! وأكيد هتكوني قمر زيها ماهية أكيد كانت قمر طالما جابت الحلاوة دي كلها !

عادت ببصرها إليه مجدداً تدقق النظر بهِ لتحفظ ملامحه عن ظهر قلب و شردت بعيداً في حديثها الأخير مع "عُدي" ليلة آمس ؛

#Flash_back ,,

ظلت تُحدق بـ ملامحهِ الناعسة عقب أن قام الطبيب بحقنه بدوائه و أثناء تجهيز الغرفة بفراش أخر لها كما آمر ..

إنتهت ليلتهما بعد معاناة وهي تكاد لا تصدق بعدها أنه أمامها حياً يُرزق وإن كان ممدد لا حول له ولا قوة .. فهي الآن هنا ، معه و ستفعل المستحيل لكي يعود شامخاً قوياً مهيباً كما أعتادتهُ !

تلاعبت أناملها بـ خُصلاتهِ الفحمية ثم هبطت إلى ملامحهِ ثم لحيته النامية بغزارة لتقترب شفتيها وتُقبل ذقنه بـ خفة وهمست بعدها بـ صوتٍ ناعس، مُتأجج بـ مشاعر لم تخمد بعد ؛

: قدرت تخليني أفقد نفسي من غيركَ و أتخلى عن عِنادي و أنسى 4 سنين عِجاف طوال قضتهم بعيد عني !

إقترب "عُدي" يدفع كرسيها بتمهل هامساً : لازم ترتاحي أنتِ كمان !

أؤمأت موافقة بتفهم ليخطو بها الأخر إلى الفراش بـ خطواتٍ مُتمهلة حثيثة حتى لا يوقظ الأخر الذي لازال حتى الآن يحاول مُغالبة نعاسهُ ليبقى يتأملها مُمنياً قلبه بوجودها هنا أخيراً ..

ساعدها على التمدد على الفراش بمساعدة الممرضة و كاد يترجل خارجاً لكنها أوقفته وهي تتمسك بمرفقه لتجذبه ليجلس بجانبها على الفراش ثم أردفت بحسم ؛

: إحكيلي إيه اللي حصل مع آنس بالظبط يا عُدي ! أنا من حقي أعرف إيه وصل جوزي للي هو فيه دا !

تنهد "عُدي" بثقل و همهم : خليها وقت تاني يا فتون ؛ أنتِ محتاجة ترتاحي !

هزت رأسها بنفي قاطع قائلة : لأ دلوقتي ، أنا مش هرتاح غير لما أفهم كل حاجة !

عاد يتنهد بصبر ثم أسترسل : فاكرة المكالمة اللي جاتله يطلبوا منه حضروه في فرع مول الغردقة فجأة ؟!

أؤمأت مؤكدة و تشدقت بسخرية : وهي دي حاجة تتنسي !

أستكمل موضحاً : المكالمة دي كانت كمين ، لا من الفرع ولا زفت و ...

وكانت مُعجِزة !! Where stories live. Discover now