الفصل الحادي و العشرين

3.1K 100 0
                                    


رنين جرس الباب جعلها تترك ما بيدها سريعاً و تتجه بخطوات مهرولة لفتح الباب .. أوقفها صوته الخشن يهتف

: أنا هفتح .. شوفي شغلك ..

أؤمأت مدبرة المنزل بطاعة و عادت إلى المطبخ بينما فتح هو الباب يستقبلهما هاتفاً بحدة تقابل إبتسامتهما الواسعة التي تفترش محياهما

: كل دا تأخير ؟

زفر "عُدي" بغيظ يهتف

: يا أبني هو أنتَ متعرفش حاجة إسمها أهلا بيكم .. نورتوا .. لازم تدخل دبش في الناس كدا ! أنتَ كنت أبن ناس زمان .. إيه اللي جرالك ؟

لتجيب "غرام" بسخرية مرِحة

: كتر خيره .. أكيد من كتر قعدته مع فتون ..

قلب عينيه بملل ليردف

: خلصتوا ؟ يلا بينا علشان متأخرين (ليضيف بتحذير) غرام ، مش هوصيكي ! إياكِ تغفلي عنها ثانية ..

مطت "غرام" شفتيها بتفهم قائلة

: متقلقش .. مش هسيبها خالص .. عن إذنكم ..

دلفت للداخل بينما دفع هو كرسيه لخارج المنزل حيث إستلم "عُدي" زمام الأمور ليدفع الكرسي عوضاً عنه مغمغماً بملل

: مكنش ليها لازمة الأزمة الأمنية اللي أنتَ معيش فيها مراتك دي يا آنس .. مش معنى إنك شاكك في مرات عمك ؛ إنك تفقد ثقتك في كل اللي حواليك كدا !

مسح بكفه على وجهه بضيق وأردف

: إسكت يا عُدي اللّٰه يرضى عليك .. قال يعني أنا كدا متطمن !

هتف بإستنكار مشيراً بسبابته إلى الجمع الغافر من أفراد الأمن و الحراسة الخاصة المحاوطين للمنزل من الداخل و الخارج

: كل دا ولسه مش متطمن ؟

هدر بعصبية مخلوطة بشعور مريب من عدم الأمان

: أه يا عُدي كل دا و مش متطمن .. لما يبقا أقرب ناس ليا قاصدين يتخلصوا من مراتي و بنتي و مني أنا شخصياً لو يقدروا .. و أنا زي ما أنتَ شايف قدامك أهو .. عاجز و مش قادر أدافع عن عيلتي ؛ يبقا طبيعي يبقا كل دا و مش متطمن ..

ربت "عُدي" على فخذه بعد أن ساعده ليستقل السيارة بجانبه ليردف بتفهم

: متقلقش يا آنس .. أوعدك إن مافيش مخلوق على وش الأرض هيقدر يلمس شعرة واحدة من مراتك .. فتون مراتك يعني مرات أخويا و أنا لو أخر يوم في عمري مش هسمح لكلب يمس شرف أخويا بسوء ..

ناظره "آنس" بتقطيبة قلق مخلوطة بإمتنان .. فبادله الأخر نظرته بإبتسامة مطمئنة يغمغم بتأكيد

: متقلقش يا آنس ؛ أنا في ضهرك ..

ربت بقوة على كتفه يغمغم بثقة و فخر

: مكدبتش لما قولت عليك صاحبي و دراعي ..

_وفي داخل المنزل ..

وكانت مُعجِزة !! Where stories live. Discover now