الفصل السادس و العشرين

3.4K 102 6
                                    

دلف يتحسس خطواته بحذر من هذه العتمة ، فهو يذكُر جيداً إنه لم يُطفئ الأضواء كلها هكذا ..

إتجه نحو المقبس ليفتحه لكن أرعى إنتباهه صوت نغمات شجية مابين رنين يُطرب القلب و طبل خافت يُثيره ..
فألتفت يبحث عن المصدر بفضول رامياً بعتمة الشقة عرض الحائط ..

أخذته قدماه تلقائياً نحو غرفة النوم يُرشده إليها ضوء الأباچورة الأحمر الباهت ..

قطب جبينه بحيرة عندما وجد الباب شبه مفتوح فدفعه بعصاهَ التي يستند عليها ببطء ورفع بصره ليقابله ظهرها ..

: فتون !

غمغم بذهول .. لكنها لم تعيره إهتماماً و شرعت في التمايل بخفة وبدأ وجهها في الإتقاد إحمراراً وهي تشعر بنظراتهُ المسلطة على جسدها

كانت تتمايل بنعومة ورِقة و حركات متقنة تصيب قلبهُ في مقتل على نغمات الكاسيت التي ضغطت عليه ما أن سمعت همسته بإسمها ليصدع منه صوت الرائع "بهاء سلطان" في أغنية (٣ دقايق)

"٣ دقايق .. أشوفك، أقابلك، إيديكَ تلمس إيديا .. أشوفك، أقابلك، عينيكَ تيجي في عينيا ..
لو زعلان .. عاتبني، لو غلطان .. حاسبني، لو عينك وقلبك قالولكَ سيبني .. سيبني ..
إشتقت لمعادكَ يا مطول بعادكَ ولا عشان بحبك .. هتزود عنادكَ !

أنا طيركَ وعادلكَ .. أنا طمعان في عدلكَ .. أنا م الحزن دايق ..
ليه نتعب قلوبنا .. ليه نرضى بعذابنا ونهرب من الحقايق ..

أنتَ حبيبي وبس .. أنتَ نصيبى وبس .. نفسى أشوفك بس ٣ دقايق .. طول ليلي وصباحي وأنا دمعي في عيني صاحي .. ماترجعنيش يا غالي وأنا مكسور جناحي ..

إستدارت إليه تواجهه وإستمرت في التمايل بشغف شديد بخصرها الذي يتلوى ببطء مُثير فتتسارع إلتواءته تدريجياً مع تسارع النغمات التي تتراقص عليها ،و ذراعيها اللذان ترفع بهما شعرها لأعلى بإغواء .. و قدميها اللتان ترفعهما لتتطرف على أطرافهما و خلخالها يرن بتناغم مع كل حركة منها ..

إقتربت منه قليلاً بتمايل تجذبه من ذراعه -وللحق- هو لم يُماطل .. بل تحرك معها بإستسلام تام .. وكأنه منوم مغناطيسياً وهي من تقودهُ .. دفعته بكفها بصدره ليجلس بطواعية على طرف الفراش .. يشاهد عرضها المُثير بصمت مشدوهاً و فاهه فاغر و حدقتين ضائقتين بترقب شديد ..

بينما هي إبتعدت لتتابع عملها بإتقان و دقة وهي تحرك شفتيها مع نغمات الأغنية هامسة برجاء مغوي

: حبيبي .. حياتي .. خلاص حقكَ عليا، حبيبي .. حياتي .. خليها عليكَ شوية .. جيت و نويت أصالحكَ .. عز عليا جرحكَ .. وحياة سهر الليالي، لتقولي خلاص مسامحكَ .. آه لو شفت حالي وإيه بعدك جرالي، دا عذاب ونار وويل .. دا أنتَ الدنيا الجميلة .. بُعدكَ عن عينى ليلة ، دا رابع مستحيل .. أنتَ حبيبي وبس .. أنتَ نصيبى وبس .. نفسي أشوفك بس ٣ دقايق !

وكانت مُعجِزة !! Where stories live. Discover now