الفصل الثالث و العشرين

3.1K 99 2
                                    


: بنتيييييي ..

إنتفضت بفزع .. فأندفعت "فدوى" نحوها تمسد شعرها بحنو هامسة

: إتطمني يا حبيبتي .. أنتِ كويسة ..

حولت بصرها بينهم بهلع متسائلة

: هو إيه اللي حصل ؟ أنا فين !

والإجابة كانت منه عندما مال يلثم كفها بحنو هامساً

: أنتِ في المستشفى يا حبيبتي ..

إلتفتت ببصرها إليه ببطء ترتجف فوجدته يعتدل لجلسته الأولى .. يضع قدماً فوق الأخرى و بكفه الأيمن يستند إلى عصاهُ الخشبية التي زادتهُ هيبة ووقار و شموخ ..
وإبتسامة عذبة حانية يقابل بها جمودها جعلتها تقطب بحيرة .. فهي على يقين من إنها قد وقعت في المحظور بتحديها العلني لهُ .. لكن ..
لكن ثباتهُ هذا و الحنو الذي يتحلى بهِ، لا يمت للموقف المتوقع منه تجاهها بصلة ..

فيبدو أن ما حدث لم يكن كابوساً كما توقعت وإنها الآن بالفعل في المشفى ..

لكن ما حدث بعد ذلك المؤتمر الصحفي هو مالم تستطع تذكره بدقة .. فأخر ما تتذكره هو ..

#Flash_back ,,

أخرجت من حقيبة يدها (ورقة صغيرة) تمد كفها بها إليه مستكملة ببراءة زائفة

: دي دعوى قضية الخلع اللي أنا رفعتها .. حبيت أعملهالك مفاجأة و أسلمهالك بأيدي ..

: فتوووووووون ..

وكانت تظنه سيصحب صرخته الحادة بصفعة .. ربما .. لكن جحوظ حدقتيه المثبتتان على ساقيها بذعر تجلى في نظراته ، جعلتها تنتبه لنظراته المصوبة كُلياً على الجزء السفلي من جسدها ..

فأنتقلت ببصرها تلقائياً إلى مستوى نظراته لتجد الدماء تسيل على ساقيها ببطء شديد .. و دون تردد .. وجدت في فقدان الوعي ملاذها ..

#Back ,,

و كفها الذي إنقبض على بطنها المنتفخ ببطء أنبأه إنها قد إستعادت بعضاً مما حدث و سؤالها المتلعثم عن طفلتهما جعلت إبتسامته تتلاشى ..

فأُنثاهَ مذعورة متألمة تعاني وهو لن يسمح بأن يتركها لمعاناتها وحدها ..

فمال عليها يتناول كفها بين كفيه يربت عليه بحنو وأردف بهمس أجش

: متخافيش هي كويسة .. بس الدكتور قال إنك لازم تولدي النهاردا .. كدا أمان ليكي و ليها ..

آلالاف من الطبقات الغشائية شوشت لديها الرؤية تماماً وأخذ العرق يتصبب من جبينها بذعر وهي تهمس متسائلة بتلعثم شديد

: هو إيه اللي حصل ؟

أغلق جفنيه يزدرد ريقه بتوتر .. فهو كان في غنى تام عن هذا السؤال ..

فأنقذه من ذلك إقتراب "فدوى" منها تقول عوضاً عنه بهدوء

: حصلك نزيف و الدكاتره قالوا إن الحبل السُري إتقطع و الأفضل تولدي قيصري .. هتبقي كويسة ، متخافيش ..

وكانت مُعجِزة !! Where stories live. Discover now