الفصل الثاني عشر

3K 99 2
                                    


إجتمع ثلاثتهم حول طاولة صغيرة مستديرة في حديقة القصر حيث فضلت "فرحة" الإبتعاد عن الخدم ؛؛

وأسترسلت هي بغلظة و صرامة قاطعة الصمت ؛

: إحكيلي إيه اللي حصل من أول ما قابلت -عاصم بيه- لحد اللحظة دي بالحرف !

إزدرد "مصطفى" ريقه بتوتر و حانت منه نظرة لذلك الأخر الجالس بجانبها يحاوط كتفيها بتملك بينما عينيه لا تحيدان عنه ، يحدجه بشرارات نارية ولو كانت النظرات قاتلة ؛ لكان أؤدى بهِ قتيلاً ..

أغلق جفنيه يضغط عليهما بتوتر شديد ثم فتحهما وأسترسل ؛

: بعد الحادثة بيومين بالظبط ؛ الفجر لقيت الباب بيخبط و بفتح لقيت (عاصم الجوهري) في وشي ! دخل فيا شمال من غير إحم ولا دستور وأول جملة قالهالي ...

قطع حديثه وهو ينقل بصره بينهما بترقب ثم أطرق رأسه أرضاً بخزى وأستكمل ؛

: قالي "چياد الصاوي هو اللي .. هو اللي إعتدى على بنتي وأنتَ هتعترف بكدا !" ؛؛

قبضة يده المتشجنة على كتفيها كانت كفيلة للتعبير عن حجم الغضب الذي يشعر بهِ ..

التفتت برأسها إليه ترمقه بجبين مقطب بألم نتيجة ضغطه على كتفيها لتنتفض بخضة من لون الدم الذي تلونت بهِ حدقتيه ؛؛

بينما إستكمل الأخر حديثه بتلعثم طفيف ؛

: بعد ما أدليت بأقوالي في المحضر اللي للأسف إعترفت فيه على چياد ؛ فات حوالي سنة و الموضوع كان إتقفل لحد ما لقيت عاصم بيه جالي تاني و قالي إن چياد فتح القضية تاني وإني لازم أسيب البلد و محدش يوصلي اليومين دول خالص .. بس ...

أغلقت جفنيها تضغط عليهما بآسى .. هي تتفهم وجعه و غضبه المكبوت بسببها منذ دخلت بحياته وحتى الآن وهي لا تسبب لهُ سوى الآلام !!

-كم من الممكن أن يتحمل معها بعد ؟!-

تسائلت محدثة نفسها وهي تتأمله برهبة ؛ رهبة من إفاقته ! ليجد نفسه حينها غير مُلزم بأياً من كل هذا ..

-هل سيتخلى حينها ناسياً كل الوعود التي بينهما ؟!-

لن تلومه وإن فعل ! .. فهي -بكل الأحوال- جبانة .. جبانة لا تستحق أياً مما يحيطها بهِ من شجاعة و آمان و حماية !!

.. لكن الحب !! .. فهل تستحقه ؟!

قطع شرودها نبرته الخشنة وهو يهتف بنبرة غير مقروءة ؛

: بس مالحقتش تهرب ؛ مش كدا ؟!

أؤمأ بحرج وأجاب ؛

: مظبوط !

قطبت هي وتسائلت بحيرة : ليه ؟! إيه اللي منعك ؟!

: أنا ؛

أجاب "چياد" عوضاً عنه بإبتسامة متشفية .. فأزدادات تقطيبتها وتسائلت بذهول ؛

: إزاي ؟!

وكانت مُعجِزة !! Where stories live. Discover now