الفصل الخامس

3.2K 104 1
                                    


رفرفت بأهدابها بنعاس و أخذت تتململ في نومتها وهي تعقد مابين حاجبيها بإنزعاج ، لم ينتشلها من غفوتها الطويلة إلا صوتاً ما ذكوري غريب عليها هامساً بأذنها بغرابة ،

: الطفل دا مُعجِزة ! 

فتحت جفنيها عندئذ تتسائل بذهن مشوش : أنتَ مين و عملت فيا إيه ؟!

أجاب ببساطة هامساً وكأنه يخبرها عن حالة الطقس بإبتسامة عملية : أنا الدكتور أما بالنسبة لعملت إيه ؛ فصدقيني أنا ملحقتش أعمل حاجة ، أنا يادوب بحضر حقنة المنوم لقيتك نمتي من غيرها !

: منوم ؟!
همهمت بعدم فهم ليؤمئ هو برأسه مؤكداً وأردف ؛
: و مافيش دقيقة بعدها و بدأتي تهلوسي ، بنتي و هنموت سوا و حاجات غريبة كدا !

أغلقت جفنيها تفركهما بكفيها ثم فتحتهما تناظره ببلاهة ثم أردفت تقر آمر واقع : أنتَ أدتني حقنة تنزل الجنين !!

أرتسمت إبتسامة وقورة على جانب وجهه وأسترسل : أنتِ متخيلة إن أنا ممكن أتنازل عن شرفي المهني و أجهض طفل بدون رضا أهله حتى لو كان التمن رقبتي ! (ليميل على أذنها هامساً بمرح) أوعي تجيبي سيرة لحد وإلا هيكون فيها رقبتي بجد !

أبتعد عنها بعدما أنهى حديثه ليجدها محدقة فيه بحدقتين جاحظتين و فاه فاغر بذهول، تابع تغيراتها بدقة ليجدها بعد دقيقة تحرك كفيها المرتجفان بشدة تمسد بهما بطنها المسطحة لتنقبض فجأة ملامحها متسائلة بعدم تصديق بهمس متلعثم ؛

: ي.. يعني، يعني هي لسه .. لسه هنا ؟!

أكد الطبيب بهزة من رأسه وأسترسل : و مش هتخرج من هنا إلا في الوقت المحدد ليها بإذن اللّٰه !

أرتجفت شفتيها ببكاء متقطع و أخذت تزرف الدموع من جانبي عينيها و بدأت شهقاتها في الإرتفاع مع إرتسام إبتسامة غير مصدقة كانت تتسع ببطء وهي تهمهم بسعادة بالغة ؛

: يعني أنا ماخسرتش ؟ أنا حافظت على بنتنا و مفرطش فيها ! أنا هكون أم !

أسرع يضع كفه على فمها هامساً بحذر : أبوس أيدك حافظي على هدوئك و تعاملك مع الوضع ، عاصم لازم يفضل فاهم إن الجنين نزل وإلا هيكون التمن رقبتي و برضو هيجيب غيري ينزله !

أخذت تهز رأسها عِدة مرات بهيستيرية لتردف بعدها : متخافش مش هيعرف ، أوعدك !

أؤمأ الطبيب برأسه مطمئناً ثم أسترسل : عاوزك تتصرفي و تقنعي عاصم يخرج العيل اللي جه معاكي دا من هنا ، علشان نعرف أحنا نتحرك بعدها ؛

قطبت بغرابة متسائلة : هو أنتَ هتخرجني من هنا؟!

: طبعاً !
هدر مؤكداً ؛

أرتسمت إبتسامة خبيثة على محياها وأسرعت تجفف دمعاتها العالقة بأهدابها سريعاً مردفة بحسم : هيخرجه النهاردا !

وكانت مُعجِزة !! Where stories live. Discover now