وكانت مُعجِزة !!

الفصل الثالث

إندفع "عُدي" يتخطى رواق المشفى ركضاً وهو يبحث بعينيه يميناً و يساراً بتشتت عن -غرفة الإنعاش- ليتوقف في منتصف ردهة الإستراحة بفاه فاغر بغير تصديق ،،
فعقله حتى الآن لا يصدق فكرة مقتل صديقه عمرهُ و فراقهُ للحياة !!..

هب "فريد" واقفاً يسانده و يربت على كتفه بمؤازرة هامساً : كل الأخبار إشاعات ، آنس لسه عايش !

وضع "عُدي" رأسه بين كفيه يهزها عِدة مرات متتالية يحارب الصداع الشديد الذي داهم رأسه إذ فجأة ..
ليرفع رأسه فجأةً بعد دقائق متسائلاً بقلق وهو يبحث ببصره عنها بين الجلوس ،،

: فين فتون ؟

زفر "فريد" وهو يمسح وجهه بكفه بضيق ثم تشدق : محدش يعرف عنها حاجة ، مختفية تماماً !

: إييييه ؟
هدر بصدمة و صمت لحظة ليهمس بعدها بصوت يكاد يسمع : عاصم !

حانت من "فريد" نظرة يتأكد من عدم إنتباه أحداً لحديثهما ثم جذبه من ذراعه ليبتعدا عن الردهة ليردف بعدها بهدوء ظاهري ؛

: عُدي محدش يعرف أي حاجة بخصوص عاصم فبلاش تجيب سيرته دلوقتي و تقلقهم عالفاضي ؛ أنا أتكلمت مع هاشم من شوية و أكدلي إن عاصم ليه يد في حادثة آنس و..

قاطعه "عُدي" سريعاً يهدر بعصبية وكأنه تذكر لتوهُ آمراً ما : آنس كان بيفتش ورا عاصم الفترة اللي فاتت و كان قالي إنه شاكك إن هو ليه يد في حادثة أبوه ! يبقا أكيد هو اللي عمل كدا عشان يخلص من آنس !

: أنا عارف ، أنا اللي عرفت آنس عالدكتور شوقي الطبيب الشرعي ؛

هدر "فريد" بسرعة ثم أسترسل ساخراً : و الجديد بقا إن هو كمان اللي ضرب عليا نار في فرح آنس و فتون و كان قاصد آنس بس جَلت منه ؛

جحظت حدقتيه بذهول مُهمهماً : دا شيطان مش بني آدم !

أطرق "فريد" رأسه أرضاً بخزى مُردفاً : خد الكبيرة بقا ، عاصم إتهجم على فتون و كان عاوز يقتل آنس عشان يتجوزها ،، يعني فتون دلوقتي أكيد مع عاصم ..

صمت لحظة ثم أستند بجذعه على الحائط الرخامي خلفه بإرهاق مستكملاً : و آنس أبن فدوى كان معاها وهو كمان مختفي !

زفر "عُدي" يستدعي هدوئه ثم أخذ يربت على كتف الأخر بمؤازرة وهو يقول : هنلاقيهم ، أوعدك مش هخلي مكان في البلد غير لما أدور فيه و هنلاقيهم !

ثم شرد بعيداً ليردف بتقرير : آنس محتاج فتون و فتون محتاجاه و أنا هعمل كل اللي كان ممكن آنس يعمله في موقف زي دا و مش هيهدالي بال غير لما تكون مراته جنبه !

إنضم لهما "چياد" قادماً من الخارج يزفر بعصبية و تشدق : الصحافة قدام المستشفى أُمم (ثم وجه حديثه إلى عُدي) عُدي ، مشيهم ، مش عاوزين أي أخبار تنتشر عن الحادثة ، كفاية الإشاعات اللي مالية المواقع !