وكانت مُعجِزة !!

الفصل الخامس و العشرين

"تسلملي .. إشتقتلك .. بغيابك فيي شو صار ،، سامحني قلتلك .. أنا عشت بنار .. أنتَ وبعيد ،أنا ببقى وحيد و بعِد دقايق بُعدك عني .. ليل نهار ...
على نار .. عم يخلص قلبي بغيابك .. على نااار .. مشتاق لعطرك لتيابك .. على ناااار ،يا حبيبي عليك من خيالك .. شو بغار

نورني .. دفيني .. داويلي قلبي اللي داب ،، ريحني .. نسيني لون العذاب .. أنتَ ومش هون .. بيضيع اللون ،،و بشوف الشمس اللي عم تشرق متل غياب ...
على نار .. عم يخلص قلبي بغيابك .. على نااار .. مشتاق لعطرك لتيابك .. على ناااار ،يا حبيبي عليك من خيالك .. شو بغار"

_بعد مرور ما يقرب الشهر .. في مزرعة "ءال الصاوي" ..

مالت بجذعها بخفة على الفراش الصغير الذي يحتضن الطفلين تداعبهما بمرح وإبتسامة غير مكتملة ترتسم على جانب شفتيها بحزن واضح وهي تهمس لهما بحنو

: إوعوا تزعلوا من بابا أو تفتكروا إن هو سابكم بمزاجه .. بابا مالوش ذنب ، أنا السبب .. أنا اللي بعدته عنكم .. و عني ؛ بس أوعدكم هرجعه .. زي ما بعدته عننا ، هرجعه ..

: أفضلي أوعدي فيهم كدا وأنتِ بقالك شهر مش وراكي غير العياط و مابتعمليش أي حاجة تانية ! إيه هترجعيه بالعياط !

هتفت "فرحة" بسخرية وقد دلفت لتوها إلى غرفتها ..

إلتفتت إليها لتجدها جالسة بأريحية على طرف الفراش فأتجهت و جلست بجانبها لتردف بعدها بتنهيدة مثقلة

: هو أنا عارفاله طريق ؟ دا إختفى .. كإنه عارف إني هندم و هدور عليه و مش عاوزني ألاقيه ..

إبتسامة ماكرة لمعت بعينيها لتردف بنزق

: طريق عُدي ، أخره آنس ..

أصدرت صوت ساخر من بين شفتيها لتردف بتهكم

: بلا خيبة .. ولا يعرف حاجة .. غرام حاولت معاه بس حلف مية يمين إنه ميعرفش مكانه والدليل إنه بيدور معايا عليه !

زفرت "فرحة" بحنق وهتفت

: يعني إيه ؟ خلاص إتطلقتي ؟

حدجتها بغيظ لتردف من بين أسنانها

: الملافظ سعد ..

هزت كتفيها ببساطة تقول

: ما أنتِ فعلاً إتطلقتي .. أجاملك وأكدب يعني !!

تنهدت بأسى ثم هزت رأسها تنفض عنها هذه الأفكار لتستدير إليها متسائلة

: وأنتِ يا متعوسة .. مش ناوية ترجعي القصر بقا ؟

تنهدت ببؤس لتردف بخفوت

: أنا محتاجة أبعد يا فتون .. صحيح جو المزرعة فادني في الأيام اللي فاتت ، بس أنا لسه مش جاهزة أواجه نظراتهم ..

ضربت كفاً بالأخر وأسترسلت

: نظرات مين يا متخلفة أنتِ ! الكل في القصر عارف إنك بريئة من كل أفعال عاصم الزفت .. الله يكحمه مطرح ما راح ..