الفصل السادس

2.7K 77 2
                                    

الفصل السادس

•لم تتفاجئ بوجودها فهي كانت تعلم جيداً أنها سوف تأتي لمنزلها بعدما يتحدد زفافها هي وولدها ولكنها لم تتوقع أن تأتي بتلك السرعة ،، أمّا "حورية" فكانت ترتعش من الداخل بسبب مواجهة كلتيهما فهي علي علم بالجروح التي سببتها "وفاء" لتلك المسكينة سابقاً ولكن هي لا تدري أن "رحيق" باتت جريئة .. متينة .. ذات سطوة ،، لا تخاف أحد سوي ربها فارتعاشة جسدها من قبل عند رؤية ماضيها الأسود باتت منعدمة ،، وهذا ما لاحظته "حورية" عندما وجدت "رحيق" تقترب من "وفاء" بثبات وثقة غير معهودين وتنظر في عيناها بتحدي وقوة شديدين للغاية فقالت "وفاء" بإعجاب وابتسامة تشفي مستفزة:
- مش هترحبي بحماتك ولا ايه !!
التوي ثغر "رحيق" بتهكم وهي مازالت تنظر لها بكره وحقد لتقول ببرود كي تحرق أطرافها:
- أهلاً ،، نورتي بيتي يا حماتي
شددت "رحيق" علي كلمة *بيتي* كي تجعل النيران تندلع داخل "وفاء" غيظاً وغيرة كما كانت تفعل بها سابقاً في بيت عمها وتخبرها كل لحظة أنه ليس بيتها ولا تعتبر نفسها فرداً منه مما كان يجعل "رحيق" تحزن وتشعر بعدم الثقة بالنفس وبالغربة في بيت عمها ،، ففهمت "وفاء" ما تحاول فعله هي فقالت بامتعاض وهي تنظر لأنحاء الشقة الفاخرة:
- مش دة البيت اللي انوره ،، مش من مستوايا
ابتسمت "رحيق" بسعادة لجعل الأخيرة تشعر بالغيرة وهذا ما أثبتته جملتها السابقة المتناقضة مع جمال المنزل ورقيه وفخامته رغم انه صغير ولكن أثاثه فاخر وراقي وأنيق يشبه المنازل قديماً ،، فردت عليها بعدما كتفت ذراعيها امام صدرها:
- جاية ليه !!
ارتفعا حاجبا "وفاء" دهشةً من وقاحة "رحيق" الغير متوقعة فهي كانت تنتظر ارتعاشها المعتاد وخوفها المرئي للجميع والعرق الذي يتصبب علي جبهتها ما إن تري وجهها فقالت بأعين جاحظة:
- دي طريقة تعاملي بيها ضيوفك واضح إن بنت عمي معرفتش تربي
ضحكت "رحيق" ضحكة قصيرة ولكن ساخرة مما يقلل من شأن "وفاء" لتقول بسعادة وهي تنظر في عيناها بتشفي:
- بتقلدك
رفعت "وفاء" يدها ما إن سمعت جملتها تريد صفعها كما كانت تفعل من قبل في منزلها لتمسكها "رحيق" بخفة وسرعة قبل أن تهوي علي صدغها لتقول بحدة:
- عرفتي دلوقتي مين فينا اللي مش متربي يا حماتي !!
- لو عملتي ايه يا "رحيق" مش هتنفذي اللي في دماغك وتبعدي "طارق" عني فاهمة !!!!
قالتها "وفاء" بعصبية بعدما رأت جرأتها فهي كانت تظن أنها مازالت بريئة .. متهاونة في حقها ،، فردت عليها "رحيق" بهدوء يثير الأعصاب:
- لو أنتِ واثقة في نفسك اوي كدة انه مش هيبعد عنك .. مكنتيش جيتي لحد هنا عشان تهدديني
رمشت "وفاء" بعينيها عدة مرات فكلماتها صحيحة كلياً هي أتت إلي هنا كي تفرض سيطرتها علي "رحيق" وتجعل الخوف يتملك منها مرة أخري كي تستعيد ولدها لأحضانها ولكنها تفاجأت بجرأتها فقالت بخذل:
- ماشي يا "رحيق" أنتِ اللي هتندمي في الآخر
أنهت جملتها لتهرول للخارج وكعبها يحفر الأرضية بصلف وإباء وكأنه لم يُخلَق مثلها لتنظر لها "حورية" بتقزز قائلة وهي مازالت تنظر لأثرها:
- أنتِ واثقة يا "رحيق" انك هتقدري علي الست دي !!
رفعت "رحيق" رأسها بإباء وثقة قائلة وهي تنظر للفراغ بغموض:
- انا عمري ما كنت واثقة في نفسي زي ما انا واثقة في نفسي دلوقتي
نظرت لها "حورية" بخوف وقلق عليها فهي لا تريدها أن تتهور كي لا تأذي نفسها وابنتها الوحيدة فقررت أن تلجأ له فهو الوحيد القادر علي أن يكبحها عن تصرفاتها التي مازالت غامضة بعد ....

للحكايــة قُيــودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن