الفصل الثالث والعشرون
•لم تستطع الأنتظار أكثر جرّتها قدمها إلي هناك عنوةً عنها كي تفهم ماذا سيحدث ببيتها الفترة القادمة وما حدث من وراء ظهرها الفترة الماضية حيث أنها ذهبت لمنزل عائلة زوج ابنتها كي تقابلها وتفهم منها هذه الحلقة المفقودة ..
- تعبتِ نفسك يا ماما وجيتِ ليه كنت هجيلك انا
قالتها "رحيق" بقلق علي والدتها التي باتت تتعب كثيراً في أخر فترة لتقول لها "صفاء" بابتسامة جامدة:
- متقلقيش عليا أنا بخير
ابتسمت لها "رحيق" بتردد وهي تنظر لها بقلق وكأنها تعلم أن هناك أمر وراء هذه المعاملة الغريبة فتسائلت بتوتر:
- هو في حاجة يا ماما ؟؟
- في حاجات يا "رحيق" عايزة افهمها مش حاجة واحدة
قالتها "صفاء" بحدة وهي تنظر لها بنزق من رأسها لأخمص قدميها لتقول الأخري ببلاهة:
- حاجات ايه يا ماما !!
- مرات اخوكِ حامل من مين يا "رحيق" ؟
تسائلت "صفاء" بصوت مرتفع قليلاً فوضعت "رحيق" يدها علي فمها بتلقائية قائلة بخوف:
- هشششش لحد يسمعنا
أزاحت والدتها يدها عنها بعنف قائلة باشمئزاز:
- فهميني دلوقتي ايه اللي بيحصل من ورايا بدل ما ادغدغ البيت علي اللي فيه ،، أنتِ فاهمة ولا لأ !!
هزت "رحيق" رأسها إيجاباً عدة مرات لتقول بسرعة وهي تلتفت حولها بخوف من أن يكون هناك أحد يسمعهما:
- هقول هقول بس وطي صوتك مش عايزين فضائح
- اديني سكت انطقي مستنية ايه
قالتها "صفاء" بنزق لتسرد لها الأخري كل شئ بدايةً من حديث "شيرين" عن الأمر لها إلي مذكرات أخيها "يونس" فبدأت علامات الصدمة والخشب تظهر علي وجهها شيئاً فشيئاً فهي لم تتوقع أبداً أن تكون "يُسر" بهذه الأخلاق حتي وإن كانت قاسية في بعض الأحيان ..
- كل دة بيحصل وانا معنديش خبر !!
قالتها "صفاء" بقهر وعيناها قد ظهرت فيها الدمع لتقول لها "رحيق" مبررة وهي تمسك يدها:
- صدقيني يا ماما خوفت عليكِ وبعدين انا كنت هحل الموضوع من غير فضايح
رمقتها "صفاء" بنظرة مطولة ثم قالت بحنان:
- طالعة لأبوكِ في كل حاجة ،، كان دايماً حنين حتي مع اللي بيأذوه
نظرت "رحيق" أرضاً لتغر دمعة هاربة من عيناها علي فراقه الشديد عليها لتقول بمرارة وهي تنظر للفراغ من حولهما:
- أينعم مش هفضحها بس لازم هبعدها عن أخويا اللي زي دي متتعاشرش .........
•منذ يومان متتاليان لا تتحدث معها سوي قليل علي غير العادة فقلقت من داخلها عليها لعل هناك ما حدث وهي لا تعلم ولكنها فضّلت أن تتركها هكذا إلي أن تسرد هي لها ما يحدث معها ،، فدلفت لغرفتها كي تعطي لها طعام الفطور فوجدتها تجلس أمام الشرفة وتتطلع إليها بتأمل فوضعت هي الأطباق فوق الطاولة ثم تقدمت منها لتضع يدها علي كتفاها قائلة بابتسامة حانية:
أنت تقرأ
للحكايــة قُيــود
Lãng mạnالمقدمة: -صابرة .. عنيدة .. جامحة أنتِ يا أمُ ماء الحياة ،تتلاطم الرياح بکِ فتصمدين أكثر وأكثر ،عانيتِ الفقد مراراً وتكراراً ومازلتِ ذات روح مغوارة تأبي الخنوع أمام كاشحيکِ .. ولكن ماذا عن قلبك يا صاحبة العيون الفيروزية ؟! أسيقدر علي فک قيوده أم سين...