الفصل السابع عشر

2.2K 57 5
                                    

الفصل السابع عشر


•بعد أسبوعان كاملان من الصدمة .. البكاء .. الضعف ،، كانت تجلس بجانب زوجها علي مقعد خشبي طويل وهي تحتضن الصغيرة التي تجلس بجانبها بتملك واضع للعيان في حين كان ذلك الحقير المسمي بزوجها السابق كان يجلس في الجهة الأخري التي تقابلهم داخل غرفة كبيرة لا تحتوي سواهم ،، كان هناك صمت مشحون بينهما فهو لم يتنازل عن نظراته الحاقدة عليها بينما "سليم" يرمقه بنظرات خطيرة وكأنه يود الفتك به في قاعة المحكمة إلي أن دخل علي حين غرة ثلاث من الرجال صارمين الملامح ،، الجدية تعلو وجوههم ليجلسوا خلف طاولة خشبية كبيرة فوقف الحضور احتراماً لهم ،، وبعد دقائق من تفحص القاضي لأوراق القضية هتف في المكبر أمامه بتساؤل:

 - فين "رحيق مختار العُمري" !!

وقفت "رحيق" بجسد هزيل .. غير متزن لتقول بوهن:

- أنا يا حضرة القاضي

نظر لها القاضي بتفحص ثم هتف في المكبر مرة أخري متسائلاً مرة أخري:

- وفين "طارق شريف العُمري" !!

وقف "طارق" بدوره بعدما عدل من سترته ليقول بتعالي:

- أنا يا حضرة القاضي

تناقل القاضي بنظراته المتفحصة بينهما ليقول باستفسار وهو ينظر لـ "رحيق":

- أنتِ اتجوزتِ فعلاً يا "رحيق" بعد طلاقك من "طارق" ؟

ابتلعت "رحيق" غصة في حلقها ثم قالت بضعف بعدما استجمعت قواها:

- أيوة يا سيادة القاضي

رمقها القاضي بنظرة مطولة فهو قد تعاطف قليلاً مع حالتها البائسة تلك حيث أن وجهها كان شاحب للغاية وشفاهها باتت رمادية فور سماعها لإسمها فيبدو أنها عانت كثيراً ولا زالت ولكنها لم تعد تتحمل بَعد فقام القاضي باستشارة القضاة الأخرين وفي تلك الثواني المعدودة كانت "رحيق" تنتفض رعباً من قرارهم الذي سيكون حتماً لصالح "طارق" إلي أن رأت القاضي يقترب من مكبر الصوت ليقول بصرامة:

- تؤجل القضية ليوم 7/7 ،، رفعت الجلسة

لم تعرف أتسعد لأن القضية تم تأجيلها وستنعم ببضعة أيام مع صغيرتها ؟ أم تحزن لأنها ستودعها بعد بضعة أيام ؟

اقترب منهما ذلك الحقير فور انتهاء الجلسة ووقف أمامهما فنظر له "سليم" بقتامة ليتجاهله الأخر قائلاً باستفزاز لهما وهو يلمس وجنة الصغيرة:

- كلها أيام وترجعي لحضن بابا يا حبيبتي

أبعدت "رحيق" يده عنها لتقول بغضب مكتوم:

للحكايــة قُيــودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن