الفصل التاسع عشر
•صَدَقَ حدسها فزوجها قد أصيب بطلق ناري في ذراعه الأيسر عندما كان يتفادي وصول الرصاصة لمنطقة خطرة كقلبه فأصابت ذراعه بأعجوبة بسبب مهارته الفائقة في تفاديها ،، بالطبع لم يكن الخبر بالهين عليها فرغم إصابته الطفيفة إلا أنها انهارت كثيراً فهي تخاف الفقد وبشدة حيث أنه بات كالفوبيا بالنسبة لها ..
فور سماعها للخبر عبر الهاتف بواسطة "جمال" هرولت إلي المشفي سريعاً دون أن تهبأ بسرعة السيارة وفور وصولها للمشفي رأت عائلته قد وصلت تواً فتوجهت معهم للغرفة لتطمئن عليه بقلب منقبض يخاف المواجهة ..
- حمدلله علي سلامتك يا حبيبي
قالتها "دليلة" بقلق وهي تجلس بجانب ولدها وتمسك بيده ليقول هو بوهن:
- الله يسلمك يا ماما ،، متقلقيش عليا يا حبيبتي دي إصابة خفيفة
قالت "دليلة" والدموع في عيناها:
- ولو ،، أنت ابني واخاف عليك من النسمة لو مستك ،، الحمدلله إنها عدت علي خير
قرّب كفها من فمه وطبع قبلة حانية عليه ليقول بابتسامة بسيطة:
- ربنا يخليكِ ليا يا ست الكل
- ربنا يطمننا عليك يا حبيبي ،، بإذن الله تقوم بالسلامة
قالتها "سميحة" التي كانت تقف بجانب ولدها "رائف" ليرد عليها الأخر بصعوبة فقد اشتد عليه الألم:
- تسلمي يا خالتو
- أنا من رأيي نأجل خطوبتي لحد ما "سليم" يقوم بالسلامة
قالها "رائف" بوجه مكفهر فهو صار متردداً قليلاً بشأن خِطبته من "نيرة" فهتف "سليم" بحرارة:
- لأ طبعاً خطوبتك بعد بكرة زي ما هي ،، هبقي كويس صدقني متقلقش عليا
- بس آآآ....
- من غير بس يا "رائف" ،، ارجوك اسمع كلامي
قاطعه "سليم" بحسم فامتثل الأخر لكلامه قائلاً بفتور:
- زي ما تحب
- متقلقوش يا جماعة دي إصابة مش قوية ،، الحمدلله لولا إنه لف بدراعه كان زمانها جت في قلبه
قالها "عِمران" بنبرة خافتة مترددة وكأنه يتحدث بالقوة لتنظر له "جويرية" بغرابة فماذا أصابه ليكون بهذا الوجه الجديد عليها ؟
ردت عليه "دليلة" بنبرة ذات مغزي:
- الحمدلله جت سليمة ،، معرفش مين وشه وحش علينا جابلنا النحس
بالطبع فهم الجميع أنها تقصد "رحيق" فنظروا لبعضهم البعض بتوتر ونظرات استغراب بينما "سليم" قد تذكر عدم وجودها بينهم فظلّ يدور بعيناه في الغرفة يبحث عن عيناها الساحرتان له منذ أول لقاء لهما فلم يجدها فانشغل باله عليها وقلق بشأنها فماذا حدث لها في تلك الساعات الماضية بدونه ؟
أنت تقرأ
للحكايــة قُيــود
Romantizmالمقدمة: -صابرة .. عنيدة .. جامحة أنتِ يا أمُ ماء الحياة ،تتلاطم الرياح بکِ فتصمدين أكثر وأكثر ،عانيتِ الفقد مراراً وتكراراً ومازلتِ ذات روح مغوارة تأبي الخنوع أمام كاشحيکِ .. ولكن ماذا عن قلبك يا صاحبة العيون الفيروزية ؟! أسيقدر علي فک قيوده أم سين...