الفصل الخامس عشر
•انعدام الضمير آفة تتملك كل ضعيف أمام شيطانه .. وهو الشيطان بالذاته فانعدام الضمير لم يعد من خصاله بل الفُجر والمُجُون فهو يريد السيطرة علي كل شئ من حوله ويصبح هو القائد الذي تلبي أوامره ،، ولكن لسوء حظه ظهر "سليم" يساند "رحيق" فوقف كالشوكة في حلقه يخنقه ويمنعه من المضي قدماً ..
جاءت مَن توافقه الرأي علي ابشع الأمور لتجلس بجانبه علي الأريكة الصغيرة التي تتوسط ردهة منزلهم فوجدته عابس الوجه ،، والغضب يتلاعب علي ملامحه وكأنه شياطين متقدة فاقتربت هي منه وحاولت لمس كتفه فنَطَر يدها عنه بقوة وغلظة في حركة مباغتة من كتفه الأيمن جعلتها تنتفض وترجع للوراء فقالت بقلق وهي عاقدة حاجبيها لا تفهم ماذا أصابه:
- مالك يا "طارق" !!
احتقن وجهه بشدة وبرزت عروقه النابضة بدمائه الفائرة بوضوح ليقول بنبرة جافة مليئة بالغموض:
- جاتلي الفرصة إني أكسبه واخد منه حاجتي اللي خدها مني زي كل حاجة ليا بياخدها
نظرت له "وفاء" ببلاهة فهي لا تفهم كلمة مما قال وبالتأكيد هناك سر وراء ذلك الغموض فأغمضت عيناها تستعيد تركيزها للأمر ثم قالت بتساؤل وهي تضيق عيناها:
- هو مين دة يا "طارق"
أسند مرفقيه فوق قدمه ثم وضع وجهه فوق كفيه ليقول بنبرة بطيئة خافتة بدت كالفحيح:
- "سليم الخالِد"
جحظت أعين "وفاء" وبدأت أطرافها ترتعش خوفاً من نبرة ولدها التي تعرف أنه من بعدها يقدم علي شئ خطير ولكن هذا شرطي وسيقع خلف القضبان هذه المرة ولن يفلت من العدالة كالمرات السابقة فتمتمت بخوف:
- بلاش يا "طارق" ،، إلا "سليم" دة ظابط واكيد قضيته مش هتتقفل بسهولة زي اللي قبله
ضرب "طارق" بقبضته بقوة فوق سطح الطاولة الزجاجي بكأس المشروب الذي كان في يده فتهشمت الطاولة والكأس معاً محدثين صوت صرير مرعب اخترق أذناها فوضعت كفيها تلقائياً فوق أذنيها لتسمعه يقول هادراً بغضب:
- كل حاجة إلا "سليم" ،، حتي في الشغل مفضل عني ،، يطلع ايه "سليم" دة !!!!!
"طارق" يكره "سليم" كثيراً منذ زمن ،، فهو كان متفوقاً عليه في العمل دائماً أو ربما لأن "طارق" يستخدم يده وليس عقله أي أنه متهور ولا يقبل بشئ ،، فقط سوي نفسه وما تريد ..
- صدقني هتندم ،، "سليم" دة مش سهل
التوي ثغر "طارق" بسخرية ليقول وهو ينظر للفراغ بنظرات خطيرة:
- أنا هبدأ بالحلوة وهو أول ما ينشغل فيها هنهي القصة بيه ......•لقائهما لن يكون سهلاً بالتأكيد بسبب العُقُد الموجودة بينهما ،، وخاصةً بعد زواجه من طليقته ،، يا إلهي كم هو صعب أن تحدث تلك المواجهة بينهما الآن !!
ولكنه لا يخاف شئ ،، يكفي أنه علي حق والأخر علي باطل ،، والآن يجب أن يعرف منه الإجابات عن كل التساؤلات التي باتت تدور في رأسه هذه الأونة .. كمثلاً ما علاقته بـ "دياب الشناوي" ؟
وصل بعد لحظات أمام باب مكتبه بعدما سار في الرواق وهو يرتب في رأسه كيف سيبدأ المواجهة بينهما فطرق باب غرفة مكتبه بهدوء فأتاه الرد بعد ثانية فدلف سريعاً وأغلق الباب خلفه ليقف "طارق" مكانه وعلامات الاستفهام تعلو ملامحه ليقول باستفسار:
- "سليم" .. في حاجة !!
اقترب "سليم" من مكتبه ثم جلس دون أي أدني استئذان فوق المقعد ووضع ساق فوق أخري ليقول بابتسامة ساخرة لا تمت للمرح بصلة:
- في حاجات الحقيقة ،، مش حاجة واحدة
اعتري وجه "طارق" القلق والتوتر من حديثه الغامض فقال بتساؤل وهو يحاول الجلوس علي مقعده:
- حاجات ايه ؟
اقترب "سليم" بوجهه منه سانداً مرفقه فوق المكتب ليقول بجدية بالغة:
- متشكر جداً إنك وفرت عليا خطوة إني أعرف أهلي بجوازي
شحب وجهه وارتعدت أطرافه عندما سمع حديثه فابيضت شفتاه من هول الصدمة ليرجع للوراء قائلاً بتوتر وتلعثم:
- "سـ..سليم" افـ فهمني ارجوك آآ...
قاطعه "سليم" بنبرة حادة قائلاً:
- ملوش داعي التبرير يا سيادة الرائد .. ثم استطرد يقول بنبرة مستفزة أحرقته:
- أنا أصلا كنت هقولهم وانت ساعدتني ،، بجد بشكرك من قلبي
جزّ "طارق" علي أسنانه إلي أن وصل صوت صكيكها لمسامع الأخر فابتسم بسعادة لوصوله معه لتلك المرحلة ،، ليهتف الأخر بحنق شديد:
- أي خدمة تاني يا "سليم" بيه !!
أومأ له "سليم" برأسه إيجاباً فقال "طارق" بضجر:
أؤمر !!!
قال "سليم" بجدية بالغة وهو ينظر في عيناه الحادة:
- "دياب الشناوي" ...
جحظت عينا "طارق" عندما سمع الإسم وارتعشت أطرافه وبدي علي وجهه أن بالفعل هناك شيئاً بينهما كما توقع "سليم" فقال الأخر بتعثر:
- مـ....مـاله !
- علاقتك بيه إيه ؟
سأل "سليم" بلهجة اتهام فهدر "طارق" أمام وجهه غاضباً ضارباً سحط المكتب بيده:
- قصدك ايه ؟؟ .. إني بتحالف مع المجرمين !!
"سليم" أنا سكتلك كتير لكن أكتر من كدة مش هيحصلك كويس
وقف "سليم" عندما رأي طريقته الهجومية كي يخبئ علاقته بذلك المجرم فالتوي ثغره مبتسماً بسخرية علي طريقته الغبية في إخفاء الأمر فالآن هو بات متيقن أن هناك شيئاً ما بينهما .......
أنت تقرأ
للحكايــة قُيــود
Romanceالمقدمة: -صابرة .. عنيدة .. جامحة أنتِ يا أمُ ماء الحياة ،تتلاطم الرياح بکِ فتصمدين أكثر وأكثر ،عانيتِ الفقد مراراً وتكراراً ومازلتِ ذات روح مغوارة تأبي الخنوع أمام كاشحيکِ .. ولكن ماذا عن قلبك يا صاحبة العيون الفيروزية ؟! أسيقدر علي فک قيوده أم سين...