الفصل التاسع

2.7K 71 8
                                    

الفصل التاسع

•لم تستطع الهروب منه وعدم الذهاب معه فهو كان مُصرّاً للغاية أن تذهب معه إلي هناك ولكنها تجهل سبب ذلك ،، أيعقل أن يكون لاحظ أن هناك شيئاً بينهما ؟؟
أو ربما لأنها كانت تعمل معه سابقاً يريد أن يختبرها !!
هي لا تعلم بالتحديد ما هي غايته ،، ولكن الواثقة منه هي أن الأرض سوق تميد بها أمام ذلك غريب الأطوار .. ها هي في شركته التي عملت بها لبضعة أشهر .. انتابتها قشعريرة غريبة فور ملامسة قدمها الأرضية ،، لا تنكر أن تلك الأشهر أضافت أياماً جميلة لحياتها السابقة المملة الرتيبة ولكن أصابها وجعاً شديداً عندما لاحظت نبرة الرفض في كلامه فكرامتها أولي من كل شئ وأي شئ ،، إن كان يريدها تستمر في العمل معه لما كان قبل استقالتها ..
وصلا أخيراً أمام غرفة مكتبه فسبقها هو يسأل السكرتيرة خاصته عن وجوده فأخبرته أنه ينتظره في الداخل فشكرها بتهذيب ثم اتجه مباشرةً اتجاه باب مكتبه ليفتحه دون أية مقدمات ودون أستئذان بينما الأخري تهيم وراءه دون اعتراض لترفع رأسها بعدما فُتِح الباب مشدوهة من الموقف فكيف أن يقتحم غرفته بهذا الشكل؟
فرأت تلك الفتاة تقف بجانبه وهو جالس علي كرسيه لا يتحرك ولا يعترض علي قربها الزائد منه بل البادي علي وجهه أنه غاية في القبول والسرور بالأمر فنظرت لهما بنزق أسفل وشاحها الأسود لتجد أن رب عملها دلف وجلس علي الأريكة فجلست بجانبه علي مضض بينما جزّ "رائف" علي أسنانه بوضوح وكأنه لا يحب جلوسهما بجانب بعضهما البعض فتجاهلته هي عن قصد لتمسك بهاتفها وتتصفح إحدي المواقع الشهيرة بينما الحديث الجدي بدأ بين "رائف" و "أدهم" .. كانت "نيرة" تراقب "حورية" بترقب شديد وتركيز وكأنها محقق في الشرطة يريد إثبات شئ عليها ،، بينما "حورية" لم تعيرها أي اهتمام بل ظلت تتصفح الأنترنت بملل ولكن عقلها كان منشغل بتلك الفتاة ،، بات يسمح بوجود الموظفات بقربه !!
كان يعاملها بجفاء شديد كيف أضحي بهذا اللين بين ليلة وضحاها ؟؟
بالتأكيد تلك الحية قد فعلت الأفاعيل كي تجعله كالخاتم في إصبعها ..
- قولي بقي يا "رائف" ،، "حورية" كانت شاطرة في الشغل معاك !!
استفاقت هي من تفكيرها علي جملة "أدهم" الصادمة لها ،، فلماذا يذكر فترة عملها هنا الآن ؟
- كانت شاطرة جداً
قالها "رائف" وهو ينظر ناحيتها بعتاب ولوم وكأنها تركته في منتصف الطريق ليتذكر هو في تلك اللحظة بمخيلته لحظة التقاء عيناهما تلك اللحظة التي خطفت قلبه وجعلته يفعل شيئاً محرماً ليس من مبادئه ألا وهو التطلع في عيناها بتمعن ..
- هي أنسة "حورية" كانت شغالة هنا !!
قالتها "نيرة" باستهزاء وسخرية وهذا ما لاحظه الجميع فقالت "حورية" ببطئ ونبرة ذات ميوعة قليلاً:
- أيوة وكمان استاذ "رائف" رقاني وكان مخليني البرايڤت سيكريتاري بتاعته وكنت بروح معاه في كل حتة
لأول مرة يسمعها هو تتحدث بتلك الطريقة التي جعلت "أدهم" يلتفت إليها برأسه وينظر لها نظرة بلهاء ففارت الدماء في عروقه فكيف بها أن تفعل ذلك أمام الأغراب ،، لا ينكر أن نبرتها تلك حركت مشاعره نحوها ولكنه خائف أن تكون قد حركت مشاعر ذلك الأدهم في حين "نيرة" اشتعلت النيران بداخلها نيران الغيرة فابتسمت "حورية" بنصر من أسفل وشاحها عندما لاحظت الغيرة علي وجهها فقالت "نيرة" بحقد دفين:
- ما شاء الله ،، شكلك شاطرة اوي
لم ترد عليها "حورية" بل وضعت نظرها أرضاً لتسمع "رائف" يقول باستفسار:
- إيه رأيكوا نروح نتغدي سوا !!
وافقت "نيرة" علي الفور قائلة بسعادة طفولية:
- موافقة جداً علي الأقل ننسي stress الشغل
قال "رائف" بابتسامة واسعة وهو ينظر لـ "أدهم":
- ها يا صاحبي ،، جاي ؟؟
- جاي طبعاً يا معلم
قالها "أدهم" بحبور بينما فهمت "حورية" طبيعة العلاقة بينهما الآن .. هما صديقان لذلك هو دلف لمكتبه دون استئذان ،، لقد وقعتِ في الفخ يا "حورية" الآن أصبحتِ تعملين عند صديق ذلك غريب الأطوار ومعني ذلك أنكِ ستلتقين به كثيراً أكثر مما تخيلي ،، ما هذا الغباء ؟؟
ما هذا القدر الذي يجمعني به ؟؟
- موافقة يا "حورية" ؟؟
استفاقت من حديثها مع نفسها علي صوت "أدهم" يسألها عن موافقتها ولكنها قالت بكل سهولة وإرادة منها:
- لا ،، انا مش هقدر اروح معاكوا ،، عن إذنكوا
خرجت من الغرفة سريعاً كي لا تعطي لهم مجال الرفض ليقول "أدهم" باستسلام:
- مش مشكلة نروح احنا ،، اكيد "حورية" تعبانة احنا من الصبح مع بعض
اشتعلت عينا "رائف" غيظاً من جملة ذلك الأبلة ،، أصبحت ترافق رجل أخر غيره ،، وماذا عنه ؟؟
هو أيضاً استبدلها بإمرأة أخري ،، يبدو أن كلاهما قد انتهت حكايتهما ويبدو أيضاً أنها لم تكن حكاية بل كانت قصة قصيرة .. قصيرة جداً .....

للحكايــة قُيــودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن