الفصل الواحد والعشرون

2.2K 56 0
                                    

الفصل الواحد والعشرون

•الماضي مازال يلاحقها لا يتركها وشأنها رغم كل محاولاتها للهرب منه فيبدو أن جميعها باءت بالفشل ولكنها لم تدري بل مشت علي خُطي عقلها الذي هيأ لها أنها تخلصت منه منذ زمن ..

لا تستوعب للآن أنها رأت غريمتها ولم تكن بالغريمة الهينة فتلك السيدة دمرت حياتها وحطمت أحلامها وأيضاً أقلعتها من بلدتها يكفي انها حرمتها لذة الحياة مع مَن أختاره قلبها وعقلها معاً ..

- مالك يا "زهراء" من ساعة ما جينا من بيت "الخالِد" وأنتِ قاعدة ساكتة كدة ووشك مخطوف !!

قالتها "حورية" بقلق وهي تجلس بجانبها علي الفراش وتمسك بيدها الباردة التي هرب لونها منها فردت عليها "زهراء" بوهن:

- مفيش حاجة شكلهم شوية برد بس

لم تقتنع "حورية" بإجابتها ولكنها استسلمت للأمر فهي لا تريد الضغط عليها أكثر لتنهض من جانبها وتتركها وحدها تستعيد ذكريات ذلك اليوم المشئوم ؛؛؛؛؛؛

رنين جرس منزلها في تلك الساعة يقرع وبإصرار وكأن الطارق لن يسمح لها بالنوم الهادئ هذه الليلة الشتوية العاصفة ،، فأسرعت تفتح بعدما اطمئنت علي الصغيرة التي كانت في أكثر أحلامها وردية لتجد ما لا يسّر الأعين فقالت بتلعثم:

- أنتِ !!

نظرت لها الزائرة شرزاً لتدلف لمنزلها عنوة بعدما ازاحتها من طريقها بإباء لتغلق الأخري الباب خلفها بقلق فهذه السيدة كما سمعت عنها تمتلك جبروت لا يضاهي جبروت فرعون في زمنه فسمعتها تقول بنبرة غامضة:

- طبعاً أنتِ عارفة انا هنا ليه !

زاغت "زهراء" بأنظارها في المنزل لتقول بتعثر وهي تفرك أصابعها النحيلة:

- لـ..لـ..لالا لـ..ليه ؟؟

التوي ثغر الزائرة بسخرية لتقول أمام وجهها بغضب هامس يشبه فحيح أفعي:

- أنا "سميحة" مرات "ماهر" اللي كل يوم يجيلك هنا وأنتِ مرحبة بيه اوي وكمان عرفت إن بينكوا قصة حب كبيرة في المكتب ،، شكلي مضطرة أقطع جناح من أجنحة عصفورة من عصفورتين الحب دول ولا ايه رأيك !!

ارتعبت "زهراء" من حديثها الغامض الجاف فابتلعت غصة في حلقها لتقول بخفوت:

- ابعدي عن "ماهر" عشان خاطر عيالكوا هو معملش حاجة غلط

هدرت "سميحة" أمام وجهها بهياج:

- معملش حاجة غلط ازاي وهو بيخونّي ،، بيخون "سميحة" اللي علته وكبرته وخلته يعمل الشركة دي كلها

- "ماهر" متجوزني علي سنة الله ورسوله مش بيخونك انا مراته زيي زيك

قالتها "زهراء" ببكاء مرير وهي تنظر في عيناها بتمرد ليفغر فاه الأخري فهي كانت تظن أن بينهما ما يشبه العلاقة العابرة وسينتهي بتهديد منها لهذه المسكينة ولكنها وجدت ما لم تتوقعه أبداً فقالت ببلاهة حائرة:

للحكايــة قُيــودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن