الفصل السادس عشر
•لم يكن سهلاً عليه أبداً أن يراها تنسحب من حياته تدريجياً فيتأقلم سريعاً ويعيش فقط علي ذكرياتهم سوياً ، فهو رغم أهدافه الخبيثة من زواجه منها إلا أنه كان يراها ملكة لا يوجد مثلها وهو أحق بها بقرابتها منه فأسرع بطلب يدها للزواج ورغم رفض أهلها للأمر إلا أنه تغلغل بداخلها وجعلها عاشقة له تحارب الجميع من أجله وتزوجا في نهاية المطاف ، وأخيراً وبعدما كان علي وشك الفوز بها أتي غريمه وهدم كل شئ خطط له ، والآن لن يستغني عن تلك الفرصة بالمرة .. الفرصة التي ستعيد له رحيقه مرة أخري ..
- عايزة تقنعيني إنك جاية هنا تقفي معايا ضد ابن اختك !!
قالها "طارق" بسخرية وهو ينظر لها بتمعن شديد كي يقرأ ما في داخلها من خلال عيناها التي تلمع بوميض الطمع فقالت بشرح وهي تستند بمرفقيها فوق الطاولة المستديرة داخل المطعم الكبير اللذان يجلسان فيه الآن:
- أنا مش ضد ابن اختي نفسه أنا ضد الحية اللي لفت عليه وخدته منننا وهو للأسف خاضع ليها تماماً
وضع "طارق" يده أسفل ذقنه ونظر لها بنظرات متسائلة وهو يضيق عيناه ليقول:
- طب وإيه ضمنّي إنك مش هتغدري وتسلميني لـ "سليم"
شقت وجهها ابتسامة عريضة خبيثة لتقول بخفوت خطير:
- الضمان هو إني قاعدة معاك دلوقتي ومبلغتش "سليم" إنك كنت رايح تحرق بيت مراته القديم
هو كان يظنها بالهينة ولكنها أفحمته بكلماتها الخطيرة التي ستؤدي به للتهلكة إن عرفها أحد غيرهما ،، فهو بالفعل كان ذاهباً لحرق منزل "رحيق" كي تنشغل فيه ويقدر علي إيذاء "سليم" والأنتقام منه ،، فتنحنح وبلغ ريقه ليقول بتشدق:
- انا موافق اساعدك نبعد "رحيق" عن "سليم" ،، أنا أرجع مراتي ليا من تاني وأنتِ ترجعي إبن اختك للعيلة
مدت "سميحة" يدها تصافحه لتقول بابتسامة انتصار تزين ثغرها:
- اتفقنا
كان من داخله فَرِح للغاية فها هي الفرصة أتت له كي يعيد رحيله مرة أخري بينما "سميحة" كانت تفكر في شئ أخر وهو التخلص من "رحيق" للأبد ......•كان يجول في مكتبه ذهاباً وإياباً وهو متوتر وحبات العرق قد تجمعت فوق جبينه بغزارة وكل ذلك بسبب قرار "أدهم" بطلب يد "حورية" للزواج ،، ما يريد معرفته حقاً وما يجعل عقله يتشتت من كثرة التفكير فيه هو أنه مهتم بالأمر كثيراً ،، هي لم تعد موظفته ولم تعد في حياته ،، لِما يشغل باله بها ؟
هو مَن أفلتها من يده لتفكيره العقيم فلا يلومها علي اختيارها فهو أيضاً قد اختار وانتهي الأمر .. هنا تماماً جاء في ذاكرته صورة "نيرة" تلك التي أسرع في خطبتها لمجرد أنها تغطي شعرها وتستر جسدها ولم يفكر في معتقداتها الدينية ومبادئها فهي فاجئته أمس بما فعلته معه؛؛؛؛؛
بعدما ذهب لمنزلها واستقلا سيارته سوياً في طريقهما إلي المطعم مساءً كي يتناولا طعام العشاء سوياً .. لاحظ "رائف" أنها ترتدي ملابس لا تليق بحجابها الطويل الذي ترتديه في العمل حيث أنها كانت ترتدي تنورة ضيقة كثيراً علي فخذيها ولا تكاد تصل لكاحلها فكانت قصيرة قليلاً وتظهر جزء من ساقيها بينما ترتدي أعلاها قميص حريري بأكمام واسعة وتُدخل أطرافه بداخل التنورة فـبدي مظهرها غير لائقاً حيث أن مفاتنها كانت بارزة إلي جانب حجابها القصير الذي كان يكشف عن بعض خصلاتها فقد كان غير محكماً ويصل لقبل صدرها بقليل ..
بالطبع تجمعت الشياطين أمام عيناه عندما رأي مظهرها وكان يريد الفتك بها وعتابها وعدم تكملة السهرة معه ولكنه رأي أنه من الأفضل أن يتحدث إليها عندما يذهبان للمنزل ..
- مالك يا حبيبي من ساعة ما جينا وانت ساكت ؟؟
قالتها "نيرة" بتساؤل برئ وهي تضع ساق فوق أخري وتجلس أمامه بثقة شديدة وهي عاقدة ذراعيها أمامها فاقترب هو بجسده من الطاولة مسنداً مراقبه فوق سطحها ليتكئ عليهما ثم قال بجدية وهو ينظر لها:
- أنتِ شايفة إن مفيش حاجة تخليني ساكت كدة !!
رفعت كتفيها بلامبالاة ثم قالت بصوتها العميق الهادئ:
- لا الحقيقة مش شايفة
بالطبع هي كانت تعرف أنه مغتاظ من مظهرها ولكنها تود أن تنفث عن نفسها قليلاً فهي لم ترتدي تلك الملابس المحتشمة يوماً وكم تتوق لملابسها العارية والقصيرة ولكن الخدعة التي وافقت عليها بكامل إرادتها ومكافأتها المالية الباهظة تستحق التنازل قليلاً عن مبادئها ..
- طيب
قالها ببرود عندما لاحظ برودها واستفزازها له في الحديث وفور انهاءهما للطعام قالت له بتوسل:
- بليز يا بيبي ممكن نرقص !!
عقد حاجبيه في استغراب وصدمة معاً ليقول وهو فاغر الفم:
- نرقص ؟
- أيوة ،، يلا قوم
أمسكت بيده بعدما نهضت من مقعدها لتسحبه ورائها لساحة الرقص ثم بدآ الرقص معاً والتمايل ببطئ علي الموسيقي الهادئة التي تملأ المكان وكل ذلك والصدمة كانت تعلو وجهه ؛؛؛؛؛؛
استفاق من ذكرياته ليلة أمس التي كانت ثقيلة علي قلبه وتذكر فجأة يومه مع "حورية" في رحلتهما إلي الأسكندرية فابتسم بشرود ولكنه عاد للواقع لوهلة وهو يقارن بينهما ، تلك تفكر جيداً قبل أن تخطو خطوة واحدة معه بينما الأخري مستسلمة للغاية ..
تُري أنه قد استعجل في قراره للغاية أم أنه يُعقّد الأمر فقط وهذه مجرد أوهام ؟؟؟ ......
أنت تقرأ
للحكايــة قُيــود
Romanceالمقدمة: -صابرة .. عنيدة .. جامحة أنتِ يا أمُ ماء الحياة ،تتلاطم الرياح بکِ فتصمدين أكثر وأكثر ،عانيتِ الفقد مراراً وتكراراً ومازلتِ ذات روح مغوارة تأبي الخنوع أمام كاشحيکِ .. ولكن ماذا عن قلبك يا صاحبة العيون الفيروزية ؟! أسيقدر علي فک قيوده أم سين...