الفصل الرابع والعشرون
•ترددت كثيراً قبل الذهاب إلي هناك ولكن يجب علي كلاٍ منهما أن تتخطي ذلك الحاجز القوي الذي نشأ بينهما منذ عام فائت وهي مَن ستبدأ علي مضض حيث أنها تريد رؤية "مريم" صديقتها ..
وصلت أمام باب منزلها أخيراً فظلت تتطلع للباب بشرود وتمعن وكأنها تفكر مع نفسها أتطرق الباب أم لا ؟
إلي أن حسمت أمرها وطرقت طرقة خفيفة مترددة تتمني أن لا يسمعها مَن في داخل المنزل لتجد عذراً وترحل ولكن أمنيتها لم تتحقق فبعد لحظة واحدة فُتح الباب ولسوء حظها كانت "جويرية" هي المُستقبِل لها ..
ظلّا يتطلعان لبعضهما البعض فترة بنظرات شوق .. عتاب .. غيرة .. وكأنهما عاشقان وافترقا منذ زمن ،، جاء في بال كلاٍ منهما ما حدث آخر مرة بينهما من شجار وخاصةً الكف الذي تناولته "آسيا" منها لتنتفض "آسيا" فجأة وكأنها قد أخذته تواً لتنظر لها "جويرية" باستغراب ثم تسائلت بخفوت:
- أنتِ كويسة ؟
لم ترد عليها "آسيا" بل اكتفت بإيماءة من رأسها لتنزعج الأخري منها قائلة بنزق:
- صاحبتك جوة في اوضتها مستنياكِ
أنهت جملتها لتتركها وترحل من أمام الباب بخطوات عصبية تدل علي انزعاجها فابتسمت "آسيا" بوهن قائلة بهمس:
- هانت يا "جويرية"
نفضت تلك الأفكار عن رأسها لتدلف للداخل بعدما أغلقت الباب بإحكام لتجد "مريم" تنتظرها داخل غرفتها علي أحر من الجمر لتهرول إليها تحتضنها بشوق كبير قائلة:
- وحشتيني اوووووي يا "آسيا"
ربتت الأخري علي ظهرها لتقول بابتسامة واسعة:
- أنتِ كمان يا "ريمو" وحشتيني أوي
ابتعدا عن بعضهما البعض بعد فترة لتقول "آسيا" بنبرة ذات مغزي وهي تنظر لها بخبث:
- ايه بقي يا ستي الموضوع الخطير اللي خلتيني أجي عشانه
قاطعتها "مريم" بحسم قائلة:
- هشششش وطي صوتك لحد يسمعنا .. ثم استطردت تقول بلهجة آمرة وهي تشير لباب الغرفة:
- أقفلي باب الأوضة الأول وانا هحكيلك كل حاجة
هزت "آسيا" رأسها نفياً عدة مرات قائلة بدلال وبرود:
- تؤ تؤ مش هقول الباب وبعدين متقلقيش أخوكِ مش هنا ومراته مش من عوايدها تقف تسمع يعني
- ماشي يا لمضة هحكي
قالتها "مريم" بضجر منها وهي تلقي الوسادة بوجهها لتمسك بها "آسيا" قائلة بإصرار:
- خلاص خدتي حقك !!
قولي بقي
ضحكت "مريم" علي فضول صديقتها الغير متناهي لتسرد لها أمر "شريف" الغريب هذه الفترة وطريقة اهتمامه بها عن ذي قبل لتزداد ابتسامة "آسيا" اتساعاً وأخيراً صديقتها ستنال حبها ..
أنت تقرأ
للحكايــة قُيــود
Romanceالمقدمة: -صابرة .. عنيدة .. جامحة أنتِ يا أمُ ماء الحياة ،تتلاطم الرياح بکِ فتصمدين أكثر وأكثر ،عانيتِ الفقد مراراً وتكراراً ومازلتِ ذات روح مغوارة تأبي الخنوع أمام كاشحيکِ .. ولكن ماذا عن قلبك يا صاحبة العيون الفيروزية ؟! أسيقدر علي فک قيوده أم سين...