الفصل الثامن
•جسدها يرتعش منذ أن رأت مشهد قتال "سليم" وطليقها السابق وهذا ما لاحظه زوجها الذي يجلس بجانبها في السيارة مشدوهاً من خوفها الشديد من ذلك الحقير الذي يستغل نقطة ضعفها ،، يجهل سبب خوفها الشديد منه ومن عائلته .. أيعقل أن تكون هناك شِيَة سيئة بينهما تجعلها بهذا الخوف الشديد !! .. قلبه يتصدع من الألم كلما ينظر إليها فيري شفتيها ترتعشان بخوف ويداها أيضاً وهي ترفض أن تنظر له فمنذ أن أستقلا السيارة وهي تنظر من النافذة وهو يتطلع إليها بشرود لا يصدق أنها باتت زوجته الآن فقرر أن يقف السيارة فجأة كابحاً إياها كي يخفف عنها فهي صارت مسؤوليته الآن فنظرت هي تلقائياً له عندما أوقف السيارة لتقول بأعين بها آثار العَبَرات:
- انت وقفت ليه !!
لم يرد عليها بل ظلّ محدقاً بها .. عيناها الفيروزيتان .. وجهها الأبيض الملائكي الناعم .. شفتيها المكتنزتين الشبيهتين بقطعتي كريز حمراوين يجعلا به رغبة بإنتهاكما ولكنه يُهدأ ذاته إلي أن يصبحا بمفردهما وفجأة أمسك بيدها يجذبها له بنعومة إلي أن سقطت في أحضانه ليقول وهو يربت علي ظهرها بحنان:
- انا مش عايزك تفكري في أي حاجة وحشة فاتت .. فكري في اللي جاي عشان خاطري وصدقيني هيكون حلو .. ثقي فيا .. اديني فرصة واحدة بس ولو مطلعتش قدها انا اللي هطلع من حياتك
انهمرت دموعها أكثر عندما سمعت كلماته العذباء التي اخترقت جسدها فهي لم تتوقع أن يكون حنون لهذه الدرجة عليها خاصةً أنها ليست بالعذراء .. هي ثيب تعول إبنة وهو شاب لم يسبق له الزواج ولكنه يجعل لها مكانة بقلبه كالملكة فأسندت ذراعيها علي صدره لتقول بخفوت:
- أنا قررت إني أنسي كل حاجة وهبدأ بداية جديدة معاك
ابتسم بسعادة لكلماتها البسيطة فأبعدها عنه قليلاً ليمسك وجهها بين كفيه يقول أمام عيناها بهيام:
- وانا هخليها أحلي بداية تبدأيها
ثم قبّل جبهتها بعمق لتغمض هي عينيها كي تشعر بحلاوة قربه بينما هو هبط يقبّل يدها بحنوٍ بالغ يعبّر عن مدي عشقه لها ليقول هو بمشاغبة بعدما ابتعد عنها قليلاً:
- متهيئلي يلا نمشي من هنا بدل ما بوليس الآداب ينط علينا
ابتسمت بإحراج علي دعابته الجريئة لتنظر من النافذة مرة أخري بينما هو انطلق سريعاً في إتجاه عش الزوجية ..*بعد مرور من الزمن ما يقرب العشرون دقيقة وصلت سيارة "سليم" أمام فندق أنيق .. فخم يقبع في آخر المدينة تقريباً فأغلق هو نوافذ السيارة ليتأهب النزول ولكنه لاحظ تسمرها فالتفت لها ليقول باستفسار:
- إيه مش هتنزلي !!
- هو احنا هنقعد في فندق ؟؟
قالتها "رحيق" باستغراب عاقدة حاجبيها ليرد هو رافعاً كتفيه بعدم فهم:
- أيوة ،، فيها إيه ؟
قالت "رحيق" باستسلام:
- لا مفيش حاجة بس مستغربة ليه مروحناش بيت والدك ؟؟
رمش "سليم" بعينيه عدة مرات لا يجد من الكلمات المناسبة ما يرد عليها به فهو لا يستطيع أن يذهب بها إلي بيته الآن فلا أحد من العائلة يعلم للآن أنه قد تزوج سوي "رائف" و "معتصم" و "ياسين" وزوجته والجميع قد تفهم الأمر ما عدا هي فقال بكذب:
- انا قولت عشان نبقي علي راحتنا
تفهمت "رحيق" الأمر ففتحت باب السيارة تخرج منه بصمت ثم لحقها هو ليدلفا سوياً من باب الفندق ومن ثم لباب غرفتهما فبدأت دقات قلب "رحيق" تزداد رويداً رويداً بينما تهللت أسارير "سليم" فأخيراً سينفرد بها ويبثها شوقه لها الدفين بداخله .. وفور دخولها جحظت عيناها وفغر فاهها مما رأت فالغرفة كانت غاية في الجمال فالفراش كان مزين بالورود الحمراء والبيضاء والأرضية مليئة بالشموع والورود الناعمة .. الدافئة الحمراء فكان الجو شاعري للغاية ورومانسي يجعل اي اثنان يقعا في شِبَاك الحُب ..
- عجبتك !!
قالها "سليم" بخفوت وهو ينظر لعيناها اللامعة بحب وهيام فقالت بإعجاب وهي مازالت تنقل نظرها بين أركان الغرفة:
- حلوة اووووي بجد ،، تسلم ايدك
وقف قبالتها ليقول بابتسامة جذابة:
- طب يلا خشي غيري هدومك واتوضي عشان نصلي سوا
اومأت برأسها بإيجاب وكانت علي وشك الدلوف للمرحاض ولكنها عادت مرة أخري لتقول باستفسار:
- بس انا شنطة هدومي في العربية تحت
ابتسم "سليم" ليقول بتوضيح:
- متقلقيش كل اللي هتحتاجيه جوة في الحمام
ابتسمت بخجل لتدلف للمرحاض وفور دخولها ورؤيتها للشئ المعلق بالداخل فغر فاهها وارتفع حاجباها صدمةً مما رأت لتقول بخفوت بعدما أغلقت الباب عليها:
- يا ليلتك البيضاء يا "رحيق" ،، دة البتاع مفتح من كل حتة هلبسه إزاي دة !!
عضت علي شفتيها بحرج فهي رغم خوضها تجربة الزواج مرة ولكنها قضت سنتان زواجها ببعض الملابس المحتشمة قليلاً لم تصل لهذه الدرجة ولكنها استسلمت للأمر وارتدته ثم تناولت ملبس الصلاة الموضوع خلفه لترتديه فوقه لتخرج من المرحاض وهي تنظر أرضاً بينما رفع "سليم" عيناه عندما سمع صوت أنين الباب ليجدها أمامه بوجه مصطبغ بالحمرة فقال بمداعبة وخبث:
- عجبك !!
فهمت من الوهلة الأولي أنه يقصد ذلك القميص الأبيض الذي ارتدته هي تواً فاصطنعت الجهل لتقول ببلاهة:
- هو ايه دة ؟؟
- اقترب منها بينما هي باتت تجول بعيناها في الغرفة تهرب من نظراته الخبيثة ليقول بخبث قاصداً إحراجها:
- الإسدال
نظرت له فغمز لها بطرف عيناه ففهمت أنه يقصد الشئ الأخر فقالت وهي تنظر أرضاً:
- حلو عجبني
- ذوقي حلو صح !!
ودت لو تقتله في هذه اللحظة فوجنتاها أضحتا شديدتي السخونة والحمرة فقالت بحدة وهي تتجه لمنتصف الغرفة:
- مش يلا نصلي ولا إيه ؟؟
ابتسم بخبث علي إحراجها وتوترها وهروبها منه فقال وهو يتقدمها بخبث أكبر:
- عندك حق ،، يلا عشان نلحق الليلة من أولها
نظرت له بصدمة لجرأته ليبدأ هو في شعائر الصلاة فلحقته هي وبعد الإنتهاء منها جميعها قبّل هو رأسها بعدما التفت إليها ليقول بحب:
- ربنا يقدرني واسعدك
ابتسمت بخجل لتقول بخفوت:
- يارب
غلف الصمت المكان لبضع دقائق .. هي تنظر لأركان الغرفة تارة وله تارة وتفرك يدها تارة وهو ينظر لها تارة ويزفر تارة إلي أن قطعه "سليم" قائلاً:
- أنتِ عاجبك الإسدال ولا إيه !!
ابتلعت "رحيق" ريقها بصعوبة لتقول بتلعثم:
- انت عندك اعتراض إني لابساه !!
- لا خالص انا بس كنت عاوزة اشوف ذوقي عليكِ عامل إزاي
قالها "سليم" بخبث لتقول هي باستسلام فلا مفر منه الليلة:
- طب هخش الحمام واجي علي طول
اومأ لها برأسه متفهماً خجلها في خلع ملابسها أمامه لتدلف هي للداخل ثم تخلع ملبس الصلاة فتظهر مفاتنها من أسفل القماش الشفاف للمبذل الذي ترتديه فوق القميص فمشطت شعرها بعناية لتتركه ينساب علي ظهرها بينما وضعت بعض مساحيق التجميل الخفيفة التي تبرز جمال وجهها فقط لتخرج من المرحاض بقلب منقبض وقدم لا تقوي علي الوقوف بينما هو وقف عندما رآها يتأملها بجرأة .. يتأمل وجهها .. شعرها الذهبي .. جسدها الذي يظهر من أسفل القميص .. قدماها النحيلتان العاريتان فالقميص كان يصل لبعد فخذيها بقليل ليقترب هو منها قائلاً بخبث:
- لا دة انا ذوقي طلع حلو أوي
أحمرت وجنتاها خجلاً منه ومن نظراته ليفاجئها هو بحملها بين ذراعيه لتقول باعتراض وهي تؤرجح قدماها في الهواء:
- نزلني يا "سليم" هنقع احنا الأتنين
قال بخفوت وهو يتجه بها للفراش:
- هششششش عايز أبصلك وبس
بالفعل ظلّ يتأملها إلي أن وضعها علي الفراش برقة وبطئ جعلتا جسدها يرتعش خجلاً ليصبح وجهها مقرب من وجهه للغاية لا يفصل بينهما سوي خيط هواء ليقول بخفوت:
- أوعدك إن اللي هيحصل بيننا حلو وبس
أنهي جملته ليبدأ في تقبيلها بنعومة بالغة استغربتها هي ،، فـ "طارق" لم يكن معها هكذا يوماً ليبدآ أول لياليهما الحميمية الخاصة بينهما .. هما فقط .....
أنت تقرأ
للحكايــة قُيــود
Romanceالمقدمة: -صابرة .. عنيدة .. جامحة أنتِ يا أمُ ماء الحياة ،تتلاطم الرياح بکِ فتصمدين أكثر وأكثر ،عانيتِ الفقد مراراً وتكراراً ومازلتِ ذات روح مغوارة تأبي الخنوع أمام كاشحيکِ .. ولكن ماذا عن قلبك يا صاحبة العيون الفيروزية ؟! أسيقدر علي فک قيوده أم سين...