الفصل السابع
•لن تتحمل هي الخذلان مرة أخري .. تكفي، تكفي تلك المرات التي عانت فيها الفقد وبشدة .. وأكثرهم خذلاناً لها فقدان "يونس" ذلك الوجه الجميل الذي تركها في منتصف الطريق تعاني الوحدة والوَصَب .. عدم حضور "طارق" لعقد القران إلي الآن يقلقها ويجعل الشك يتغلغل لأعناقها .. ربما يريد مجازاتها علي تركها له من قبل ورفع قضية الطلاق خاصتها فهي بهذه الطريقة أهانت رجولته وانتهكت شخصيته المتينة ..
- مالك يا "رحيق" مش قاعدة علي بعضك ليه ؟؟
قالتها "حورية" التي كانت تقف بجانبها ولاحظت حالة التوتر والضغط الشديد التي تمر بها فقالت الأخري وهي مازالت تنظر للفراغ:
- تفتكري هيعملها ومش هيجي !!
ردت عليها "حورية" وهي تنظر للمدعوين من حولها بملامح مضطربة:
- "طارق" شيطان ومش صعب عليه يعمل حاجة زي دي
نظرت لها "رحيق" بأعين دامعة لتقول بقهر:
- "طارق" لو مجاش حياتي هتدمر أكتر وأكتر
لم تستطع "حورية" أن ترد عليها فهي سمعت المأذون يقول بتأفف ونبرة عالية سمعها الجميع تقريباً وهو ينظر لساعته:
- يا جماعة العريس أتأخر وانا ورايا كتب كتاب تاني مفروض يبتدي دلوقتي
- معلش يا شيخ أصبر شوية كمان ،، زمانه جاي
قالتها "صفاء" بحرج وخذل من تطلعات المدعوين لها ولإبنتها فابتلعت "رحيق" غصة في حلقها لأنها هي مَن وضعت عائلتها في هذا الموقف المحرج ..*وفي نفس المكان ولكن بعيد قليلاً كانت "شيرين" تقف بجانب والدتها تتطلع من النافذة لعلّها تلمح طيف أخيها يأتي من بعيد ولكن دون جدوى ،، فالتفتت برأسها لتجد والدتها تجلس ببرود علي الكرسي الخشبي تتصفح هاتفها وكأنه لم يحدث شيئاً فقالت لها بنزق:
- ماما أنتِ مش حاسة بالمهزلة اللي احنا فيها !!!
رمقتها "وفاء" بنظرة نارية أحرقتها مكانها لتعود بنظرها للهاتف مجدداً تقول ببرود يحرق الأعصاب:
- فين المهزلة دي !!
- لا ولا حاجة ،، ابنك بس لحد دلوقتي مجاش فرحه
قالتها "شيرين" بحدة لترد الأخري ببرود تام:
- هو حر يمكن رجع في كلامه
صدمت "شيرين" من لهجة "وفاء" الغريبة فقالت بتساؤل والخوف متملك منها:
- ماما هو أنتِ عارفة "طارق" فين !!
تجاهلتها "وفاء" لتعود لهاتفها مرة أخري قائلة بلامبالاة:
- الغايب حجته معاه
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
كان يرتدي حلته السوداء الرسمية في غرفته فدخلت هي عليه بوجه غير مريح بالمرة تتطلع إليه بنظرات غريبة تنوي فعل شئ خطير .. فالتفت لها ليقول بسعادة غامرة:
- إيه يا ماما واقفة كدة ليه ؟؟
كتفت ذراعيها أمامها لتقول بهدوء تام يسبق العاصفة:
- ولا حاجة .. بطمن انت مبسوط ولالأ
نظر لها بسعادة ثم هرول إليها ليمسك بيدها قائلاً بحبور:
- أنا فرحان اوي يا ماما ،، مش مصدق إن خلاص "رحيق" هتكون ليا من تاني
ابتسمت "وفاء" ابتسامة بسيطة شقت وجهها بصعوبة بالغة فهي غير راضية عن هذه الزيجة أبداً لتقول بفتور:
- ربنا يسعدك كمان وكمان
أردف "طارق" بحماس وهو يسحب يدها للخارج:
- طب يلا عشان منتأخرش علي "رحيق"
اوقفته هي بحركة سريعة قائلة وهي تسحب يدها من كفه الهَرِم :
- لأ انت مش هتروح لـ "رحيق" دلوقتي
نظر لها باستغراب عاقداً حاجبيه ليقول ببلاهة حائرة:
- ليه ؟؟
ابتسمت "وفاء" سريعاً لتقول بصوت خفيض وهي تعدّل من رباطة عنقه:
- لازم تجيب هدية لمراتك الأول تخش عليها بيها ،، فانت هتروح تجيب الهدية واحنا هنسبقك علي هناك
ابتسم "طارق" ليقول بارتياح بادي علي وجهه:
- عندك حق يا ماما لازم اجيبلها هدية
ثم استطرد يقول بتساؤل وحيرة:
- بس تفتكري اجيبلها إيه !!
قالت "وفاء" سريعاً دون تردد:
- هديتها جاهزة متقلقش ،، انا وصيت عليها بنفسي كل اللي عليك تروح تاخدها من $$$$$$
ازدادت ابتسامته اتساعاً ليقول بفرحة عارمة وهو يقبّل يدها:
- ربنا يخليكِ ليا يا ماما وميحرمنيش من حنيتك علينا ابداً
ربتت "وفاء" علي ظهره بحنان جارف لتقول بعتاب طفيف:
- روح بسرعة بقي عشان متتأخرش علي عروستك
- هاجي علي طول ،، عن إذنك يا حبيبتي
قالها "طارق" وهو يتجه للباب سريعاً هابطاً الدرج في حين هي قالت بنبرة عالية:
- يلا يا "شيرين" اتأخرنا
سمعت صوتها من الداخل يقول:
- اسبقيني علي تحت يا ماما وانا هاجي وراكِ علي طول
قالت "وفاء" بنفاذ صبر وهي تتجه لباب المنزل:
- أمري لله بس أنجزي شوية
هبطت الدرج هي الأخري إلي أن وصلت إلي الأسفل لتقف أمام سيارتها الفارهة فرفعت هاتفها علي أذنها لتلتفت حولها خائفة أن يسمعها أحد لتقول بخبث:
- اول ما يوصل عندك عطله بأي طريقة لحد ما انا اتصل بيك واقولك ابعته .. سلام
أغلقت الخط وعلي وجهها ابتسامة انتصار لتفزع فجأة من صوت "شيرين" يقول بتساؤل:
- أمال فين "طارق" يا ماما !!
التفتت لها هي بملامح مذعورة أن تكون قد سمعتها فقالت بفزع:
- فزعتيني ،، مش تقولي احم ولا دستور
- سوري معلش ،، هو "طارق" فين ؟؟
قالتها "شيرين" بندم لتشعر والدتها بالإرتياح لأنها لم تسمعها فقالت بهدوء:
- معرفش هو قالي نسبقه علي هناك ،، يلا بينا
اومأت لها "شيرين" بإيجاب لتتجه للسيارة تستقل المقعد الأمامي بجانب والدتها بينما الأخري انطلقت بهما سريعاً في حين كان هناك شخصاً قد سمع كل حرف نطقت به "وفاء" ؛؛؛؛؛؛؛
استفاقت من ذكرياتها التي لم تكمل الساعتين ولكنها لم تندم علي تصرفها فهي تريد أن تلحق بـ "رحيق" العار أكثر وأكثر ......
أنت تقرأ
للحكايــة قُيــود
Romanceالمقدمة: -صابرة .. عنيدة .. جامحة أنتِ يا أمُ ماء الحياة ،تتلاطم الرياح بکِ فتصمدين أكثر وأكثر ،عانيتِ الفقد مراراً وتكراراً ومازلتِ ذات روح مغوارة تأبي الخنوع أمام كاشحيکِ .. ولكن ماذا عن قلبك يا صاحبة العيون الفيروزية ؟! أسيقدر علي فک قيوده أم سين...