الفصل الحادي عشر
•وكأن طاقة القدر قد فُتحت له فتهللت أساريره وقام بـتخطيط ماكر في عقله سيجعله راضياً .. مستريحاً ،، سينفذه علي أرض الواقع كي ينتقم لكبريائه وغروره ويستعيد كيانه مرة أخري ..
قرع جرس المنزل الكبير بثبات بعدما عدل من هندامه ليسمع بأذنه خطوات ثابتة قادمة في اتجاهه ثم رأي باب المنزل يُفتح وتطل منه الخادمة بزيها المعروف فقال بتهذيب مباشرةً:
- المقدم "سليم الخالِد" موجود !!
ردت عليه الخادمة بابتسامة بسيطة مهذبة:
- لا يا فندم بس والدته الست "دليلة" هانم موجودة
لمعت عيناه بخبث فهو يعلم أنه ليس موجوداً بالمنزل لذلك أتي إلي هنا كي ينفذ مخططه ولكنه تظاهر بالآدمية قائلاً:
- ممكن أشوفها !!
- أقولها مين ؟
سألت الخادمة بابتسامة مترددة فقال هو بفخر:
- الرائد "طارق العُمري"
أومأت له بإيجاب ثم استأذنته لتدلف للمنزل تخبر "دليلة" بالزائر وبعد لحظات عادت له لتقول بابتسامة ترحيب:
- أتفضل أدخل يا أستاذ ،، الهانم مستنياك
ابتسم لها ابتسامة مصطنعة ثم دلف للداخل ولكن ما أثار انتباهه ذلك المنزل الكبير الواسع يملكه "سليم" !!
إنه حقاً لمحظوظ وفوق ذلك كله فاز بـ "رحيق" .. نفض عن رأسه تلك الأفكار عندما وجد سيدة يشبهها "سليم" للغاية تقف في منتصف البهو تنظر له ببلاهة واستغراب فهي لم تراه من قبل فاستنتج أنها والدته فقال بابتسامة عريضة بعدما صار قبالتها:
- إزيك يا هانم ،، طبعاً حضرتك مش عارفاني !!
نظرت له "دليلة" من رأسه لأخمص قدميه تتفحصه بعدم أرتياح ثم قالت بنفي:
- لأ معرفكش ،، مين حضرتك !!
- أنا الرائد "طارق العُمري" زميل إبن حضرتك في الإدارة
قالها بفخر مرة أخري وكأنه يتباهي بذلك أمام الجميع كي يعلي من شأنه أمامهم فابتسمت هي بتردد ثم قالت وهي تشير إلي الأريكة من خلفه:
- أهلا وسهلاً ،، اتفضل أقعد
جلس الأثنان أمام بعضهما البعض وطال الصمت بينهما ،، هو يتفحص المنزل بعيناه بذهول من براعة تصميمه بينما هي تنظر له بتمعن تريد قراءة ما بداخله ولكنها تعجز وبشدة فقطعت الصمت قائلة:
- خير يا أستاذ "طارق" طلبت تشوفني ليه ؟؟
أمسك "طارق" أطراف أصابعه وبدأ بهز قدميه لا يعرف من أين يبدأ ولكنه أخيراً قال بصعوبة من بين شفتيه:
- أنا كنت جاي أبارك لسيادة المقدم علي الجواز بس غريبة إني ملقتهوش هنا فقولت أبارك لحضرتك ما أنتِ والدته برضو
جحظت عينا "دليلة" لتهبّ واقفة ثم قالت بتذمر:
- جواز ايه دة اللي بتتكلم عليه !!
انا ابني لسة متجوزش ،، بنتي هي اللي اتجوزت من شهر تقريباً ،، شكلك دخلت الأمور في بعض خالص
وقف "طارق" بدوره ثم قال باعتراض ونبرة مزيفة تحمل إدعائاً بالمباركة لولدها:
- لا يا هانم انا مش مخبول عشان ادخل الأمور في بعضها ،، المقدم "سليم" اتجوز من شهر في نفس توقيت بنتك تقريباً بس انا كنت مسافر مسمحتليش الفرصة إني اباركله فجيت اباركله في البيت دلوقتي ،، لكن الإدارة كلها عندنا عارفة إنه اتجوز وإنه كمان كان واخد أجازة أسبوعين لجوازه
امتعضت ملامحها في لحظة وفغر فاهها مما سمعت لتجلس علي كرسيها بصدمة وجسد غير متوازن لتقول بوهن وخفوت:
- يعني إيه ،، إبني أتجوز من ورايا !!
ابتسم "طارق" بخبث ثم قال بمكر وهو ينسحب من المنزل بأكمله:
- اظاهر إن أعصاب حضرتك تعبانة ،، استئذن أنا
لم يتسني الرد عليه بل خرج سريعاً من المنزل وعلي ثغره ابتسامة انتصار لما فعل ولنجاح مخططه ليقول بحقد:
- استلم بقي يا حضرة المقدم أما نشوف قوة حبك للست "رحيق" هتقويك علي أهلك لحد فين !!
ثم أنطلق بسيارته متجهاً لمقر عمله مرة أخري بينما في الداخل قد تأججت نيران الصدمة فـ "دليلة" باتت في حالة مزرية والعرق تجمع فوق وجهها بغزارة لما سمعته فهي الآن فهمت سبب غيابه المتكرر عن المنزل في الفترة الأخيرة ولكن أيعقل أن يكون ولدها فعل بها هذه الحركة الوضيعة وتزوج دون علمها ؟؟
لطالما حلمت بحضور حفل زفافه ورؤيته بجانب عروسه التي يختارها قلبه ولكنه حرمها من هذه اللحظات الأقرب لقلبها .. كان أنانياً جداً معها هذه المرة ،، ولكن مَن تكون العروس ؟
اهي تلك الفتاة المطلقة ذات الإبنة الصغيرة نفسها التي هاجمها بسببها من قبل أم فتاة أخري ؟
ولكن تخبئته للأمر عنها توضح الإجابة جيداً .....
أنت تقرأ
للحكايــة قُيــود
Romansaالمقدمة: -صابرة .. عنيدة .. جامحة أنتِ يا أمُ ماء الحياة ،تتلاطم الرياح بکِ فتصمدين أكثر وأكثر ،عانيتِ الفقد مراراً وتكراراً ومازلتِ ذات روح مغوارة تأبي الخنوع أمام كاشحيکِ .. ولكن ماذا عن قلبك يا صاحبة العيون الفيروزية ؟! أسيقدر علي فک قيوده أم سين...