الفصل الرابع
•منهمكاً في عمله للغاية فهو علي وشك دخول منافسة تخص عالم الجرافيك والتصميمات مع شركة صديقه ،أينعم صاحب الشركة صديقه ولكن المنافسة تظل منافسة ولها قواعدها لذلك هو يعمل بكل قوته مع فريقه كي يفوز بالمنافسة للمرة الثامنة علي التوالي منذ أن دخل في هذا المجال ..
خرج من تركيزه في العمل بسبب صوت طرقات علي باب مكتبه فقال بنزق:
- أدخل
فُتح باب المكتب لتطل منه "سميحة" بوجه بشوش فابتسم "رائف" بتردد قائلاً:
- اتفضلي يا ماما ،نورتِ المكتب
جلست "سميحة" علي الكرسي المقابل لمكتبه واضعة قدم فوق أخري لتقول بسعادة:
- اول مرة احس ان مكتبك روحه حلوة
عقد "رائف" حاجبيه من حديثها الغامض فقال ببلاهة حائرة:
- اشمعنا يعني !!
- عشان البنوتة البشوشة اللي زي القمر اللي قاعدة برة دي
قالتها "سميحة" بنبرة سعيدة فاستنتج "رائف" أنها تتحدث عن "نيرة" فقال بابتسامة بسيطة:
- للدرجادي عجبتك !!
- جداً
- غريبة اوي أنتِ عمرك ما عجبتك موظفة من بتوعي خاصةً اللي لبسهم زي لبس "نيرة" كدة
قالها "رائف" بدهشة فردت عليه هي بإعجاب:
- لا دي شكلها بنت ناس خالص ومن الطبقة الراقية كمان
اومأ "رائف" برأسه قائلاً بتفكير:
- هي فعلاً كانت عايشة في "أمريكا" مع عمها
- طب ايه يا "رائف" مش ناوي تفرحني قريب بقي ولا ايه !!
قالتها "سميحة" بعد أن غمزت بطرف عيناها ففهم "رائف" ما ترمي إليه وكان علي وشك الرد عليها ولكن "نيرة" دلفت في هذه اللحظة تقول باعتذار:
- أنا آسفة جداً يا فندم بس في حاجة مهمة لازم حضرتك تشوفها في التصميمات
قال "رائف" بجدية:
- وريني بسرعة انا مش عايز ولا غلطة لازم نكسب المنافسة دي
اقتربت "نيرة" من مكتبه ولكنها لم تقف بجانب مقعد "سميحة" بل دارت حول مكتبه إلي أن وصلت لمقعده الوثير وهبطت بجسدها ناحيته إلي أن صار بينهما بضع انشات صغيرة للغاية وهي تحمل الملف بيدها تريه التصميمات ولكنها كانت تنظر لعيناه السوداء الحادة كسكاكين تقطع قلبها بينما هو منهمك في الملفات أمامه ،، وبعد لحظات قصيرة انتبه هو لوضعهما فتنحنح مبتعداً عنها قائلاً بحرج:
- بعد ما تخلصي التصميمات دي هاتيها اراجع عليها يا "نيرة"
اومأت له بإيجاب لتقول "سميحة" بسعادة:
- ما شاء الله لايقين اوي علي الشغل مع بعض يا "رائف" ربنا يحميكوا
ثم استطردت تقول بنزق:
- احسن من البومة التانية اللي كانت مغطية وشها النحس
جحظت عينا "رائف" مما قالته والدته الآن من إهانات تخص "حورية" فقال بضيق:
- لو سمحتِ يا ماما متجيبيش سيرتها تاني ،راحت لحالها ملوش لازم الكلام دة
قالت "سميحة" وهي تلوي ثغرها بسخرية:
- قال واسمها "حورية" قال ،، إلهي حورية البحر تطلع وتسحبها معاها ونخلص منها
دندنت ضحكات "نيرة" في الأجواء بعد سماعها لكلمات "سميحة" الساخرة بعلو لدرجة أن عيونها انساب منها الدمع فنظر لها "رائف" بحاجبين مرفوعين قائلاً بصرامة:
- عجبتك أوي !!
كانت علي وشك الرد بعد أن كتمت ضحكاتها بصعوبة ولكنه قاطعها باقتضاب:
- اتفضلي روحي شوفي شغلك
جعدت ملامحها ثم أخذت الملفات وخرجت من الغرفة سريعاً فقالت "سميحة" بعتاب:
- ايه اللي انت عملته دة ،كسفت البنت جداً
- انا حر اكسف اللي اكسفه واجامل اللي اجامله
قالها "رائف" بعصبية بعد أن قذف بالقلم علي المكتب فقالت "سميحة" بتساؤل يشوبه الشك:
- انت لسة بتتحمئ علي اللي اسمها "حورية" دي ،انت لسة حاططها في دماغك ولا ايه ؟
- بعد اذنك يا ماما أنا ورايا شغل ومش فاضي للكلام دة
قالها "رائف" بضيق هارباً من تساؤل والدته الذي كانت إجابته "نعم" لتقول "سميحة" بتفكير:
- ماشي يا "رائف" أما نشوف أخرتها معاك
نهضت "سميحة" كي ترحل وبمجرد أن خرجت من غرفة "رائف" لوحت بيدها لـ "نيرة" مبتسمة لتبادلها الأخري الإبتسامة ثم اتجهت للخارج لتفتح "نيرة" تسجيل الصوت لحوار "رائف" مع أمه بعد أن خرجت هي ،، فهي قد وضعت يوم مقابلة العمل جهاز تسجيل في مكتب "رائف" وهي جالسة علي مقعدها لتقول بخبث وتفكير:
- بقي "حورية" دي هي اللي مخلياك متاخدش بالك مني ،اوعدك هنسيهالك في أقرب وقت ...
أنت تقرأ
للحكايــة قُيــود
Romanceالمقدمة: -صابرة .. عنيدة .. جامحة أنتِ يا أمُ ماء الحياة ،تتلاطم الرياح بکِ فتصمدين أكثر وأكثر ،عانيتِ الفقد مراراً وتكراراً ومازلتِ ذات روح مغوارة تأبي الخنوع أمام كاشحيکِ .. ولكن ماذا عن قلبك يا صاحبة العيون الفيروزية ؟! أسيقدر علي فک قيوده أم سين...