الفصل التاسع

9.4K 208 5
                                    


بفيلا عبد الله الراوي.. بالتحديد في غرفة مريم.. كانت تقف أمام خزانة ملابسها المعلق عليها الفستان الذى اشتراه يوسف لها.. قالت بخفوت " امممم.. مكنتش متخيلة انى هقول كدة فى يوم.. بس زوقه حلو " ثم قالت بامتعاض " معرفش جايب لى طرحة معاه لية.. على أساس إنى هلبسها يعنى "... " اه هتلبسيها ورجلك فوق رقبتك ورينى هتعترضى ازاى " انتفضت فزعة على صوت والدها.. ثم قالت بغيظ " البسها ازاى انا مش محجبة.. انا لو لبستها هلبسها فى كتب الكتاب والفرح بس.. ودة مينفعش لازم لو لبستها البسها العمر كله " قال عبد الله بتهكم " ومين قال لك انك هتلبسيها فى كتب الكتاب والفرح بس " انتظرت ليكمل بحدة " انتى هتلبسيها من يوم جوازك له لحد آخر عمرك.. واللى يقول لك عليه يوسف تقولى حاضر ونعم.. مش كفاية اللى عملتيه وكمان بتتشرطى " قال جملته ثم خرج غاضباً.. بينما هى ظلت تأكل أظافرها بغيظ..

بفيلا يوسف الراوى.. كانت ياسمين وحنين يجلسان بغرفتها.. قالت حنين بحزن " انا مش عارفة اعمل اية.. لازم الاقى شغل كويس عشان أساعد بابا فى المصاريف " ربتت ياسمين على كتفها تساندها فى أزمتها ثم قالت باندفاع " طب اية رأيك اسأل يوسف لو عنده شغل كويس ليكى " دق قلب حنين بشدة.. سأراه هناك إن عملت مع يوسف.. قالت بارتباك " هيشغلنى اية بس يا ياسمين.. وبعدين شركة اخوكى أغلبها رجالة.. هشتغل فى وسطهم ازاى " ردت ياسمين بتشجيع " لا من الناحية دى متقلقيش انا هقول له يدور لك على شغل مناسب متحتكيش فيه مع رجالة كتير وانا متأكدة انه هيلاقى لك " أومأت موافقة.. ظلت ياسمين تمزح معها قليلاً لتخفف عنها حزنها ثم ذهبت حنين بعد ساعة..

بمكان آخر.. كان يقف يوسف وحمزة أمام الشركة التى عقدا معها الصفقة.. وعادل شكرى يقف على بعد خطوات منهما يمسك بهاتفه ويقول بشر" نفذ " كانت هناك عمارة شاهقة الارتفاع يقف فيها شخصاً ملثما.. ونقطة حمراء تسير على جسد يوسف ببطئ لم ينتبه لها.. التف يوسف ليذهب الى سيارته بينما أحس بألم حارق فى ذراعه الأيسر وارتد للخلف من قوة الصدمة.. تفجرت الدماء من كتفه بغزارة وهو واقعاً على الأرض يمسك كتفه بألم.. ذهب له حمزة مسرعاً بعدما ظل عدة دقائق غير مصدق للموقف.. قطع حمزة قطعة قماش ولفها على ذراعه وكتفه.. بينما عادل يقف على بعد خطوات بغيظ شديد يتآكله.. قال فى نفسه بحنق " فلتت منى المرة دى يا ابن الراوى بس المرة الجاية فيها موتك " ثم ذهب مع حراسه الشخصيين.. بينما وقف يوسف بمساعدة حمزة وذهبا لسيارته تولى حمزة القيادة وجلس يوسف بالكرسى الذى بجانبه.. قال يوسف بقوة متحاملا على آلامه " متروحش المستشفى وكلم ياسين قول له يجيب علبة الإسعافات الأولية وييجى على شقتى " قال حمزة بغضب " منروحش المستشفى ازاى والرصاصة اللى فى كتفك دى والدم اللى خسرته " قال يوسف بهدوء " اسمع الكلام يا حمزة.. روح شقتى مش الفيلا عشان ياسمين وكلمه يلا " فعل حمزة ما طلبه منه وهاتف ياسين ليأتى لهما.. بعد عدة دقائق وصلا الى الشقة دخل يوسف وارتمى على أقرب أريكة.. تمالك نفسه بشدة حتى لا يغشى عليه من كثرة الدماء التى خسرها.. بعد مرور 10 دقائق دق الباب ففتح حمزة ودخل ياسين مسرعاً وقال ليوسف بفزع " اية اللى حصل.. انت كويس " أومأ يوسف مبتسماً ليطمئنه.. ثم قال ببعض المرح " هتعرف تخرج الرصاصة وتلف الجرح يا بتاع صيدلة ولا هتكسفنى " ابتسم ياسين بقلق وقال " لا لا هعمله على طول " بدأ ياسين يخرج الأدوات والتف يوسف ثم أعطاه ظهره.. خلع ملابسه فكانت الرصاصة أعلى الكتف الأيسر.. أتى ياسين بمشرط وفتح الجرح فتحة بسيطة ليستطيع إخراج الرصاصة.. ضغط يوسف على شفتيه بشدة حتى لا تنفلت منه صرخة ألم.. وبدأ يذكر الله فى نفسه حتى يستعين بها على ألمه.. أتى ياسين بماسك وبدأ فى اخراجها.. بعد لحظات تم الأمر.. وبدأ بتخييط الجرح.. انتهى ثم لف كتفه وذراعه بقطن وشاش.. كان يوسف لا يزال يغمض عينيه ولم يدرك انتهاءه.. قال ياسين بخوف " يوسف رد عليا.. انا خلصت خلاص مالك" فتح عينيه أخيراً ثم تنهد بألم.. قال بصوت أجش " الموضوع دة يتنسى اول ما نخرج من باب الشقة.. مش عايز أى حد يعرف ولا خالد ولا ياسمين ولا حتى عمى.. مفهوم " أومأ الإثنان بإيجاب.. بينما وقف يوسف.. شعر فى بادئ الأمر بأنه سيغشى عليه واحتل الصداع رأسه مرة أخرى.. قال فى نفسه " هو أنا ناقص " خرج ثلاثتهم متجهين لسيارة يوسف بعدما رفض أن يسانده أحد حتى يصل وأمر حمزة بأن يذهب لمنزله بعدما شكره.. بعد ربع ساعة وصل يوسف وياسين إلى منزلهما.. دلفا للداخل وكان يوسف قد بدل قميصه بقميص آخر وأمسك چاكيت بذلته بيديه.. فانتفضت ياسمين التى كانت تشاهد التلفاز وذهبت لهما مسرعة.. احتضنت يوسف مندفعة.. تألم بشدة من قوة العناق.. تحامل على نفسه وبادلها العناق ثم قبلها من جبينها قائلاً " اية يا بنتى دة انا لسة سايبك من ساعتين لحقت اوحشك " قالت ياسمين بقلق " حسيت إن فى حاجة وحشة هتحصل لما انت جيت اطمنت " ابتلع ياسين ريقه بخوف من أن تكشفهما ياسمين.. ثم قال بمزاح " ما هو قدامك زى القرد اهو خلينا ناخد نفسنا الاول.. أعوذ بالله " ضحكت ياسمين على كلامه وقد اطمئنت قليلاً.. ثم أخذت بيد يوسف وأجلسته أمامها.. قالت له برجاء " هطلب منك طلب يا يوسف وياريت توافق.. حنين صاحبتى باباها مشوه من شغله وهى عايزة شغل عشان تساعد باباها فى المصاريف.. تقدر تشغلها عندك " قال يوسف مبتسماً " دى جات فى وقتها.. السكرتير اللى عندى مشيته تقدر هى تيجى وتشتغل من بكرة وتجيب السى ڤى بتاعها " صرخت ياسمين بفرحة واتصلت على حنين لتخبرها.. بينما تركهما يوسف وصعد للأعلى.. أبدل ملابسه بصعوبة.. ارتدى تى شيرت لبنى بأكمام ثم شمرها الى مرفقيه.. وعليه شورت بيچ.. ثم نام على فراشه بحذر.. قال فى نفسه بتهديد " والله لأوريك يا عادل شكرى.. فاكر انى مخدتش بالى وانت بتبص لى بغل بعد ما اتصابت استلقى وعدك بقى " ثم نام من شدة تعبه..

باليوم التالى.. كان يوم الثلاثاء.. استيقظ يوسف بنفس إرهاق كل صباح.. تحمم بحذر ثم نادى على ياسين.. علم ياسين لم ينادى عليه يوسف فذهب له مسرعاً بعدما أخذ علبة الإسعافات الأولية.. ذهب له ولف جرحه بغيار آخر.. ثم ذهب.. بينما ارتدى يوسف بذلة بيچ وقميص أبيض.. أغلق أزرار قميصه مضطراً حتى لا يظهر الشاش.. ثم رش عطره وذهب لشركته.. نظر لمكتب السكرتارية.. ثم ضرب جبهته بتذكر " انا ازاى نسيت الموضوع دة " غير وجهته وذهب لمكتب حمزة.. دق الباب ودخل.. عندما رآه حمزة هب واقفاً وقال بغضب ممزوج بالقلق " ازاى تيجى الشركة يا يوسف المفروض ترتاح انت مضروب برصاص " قال يوسف مازحا " لسة فى واحد مسمعش برة علي صوتك كمان " حاول حمزة ان يحافظ على ملامح الغضب لكنه لم يستطع وانفلتت منه ضحكة.. ثم قال بحدة " جاى لية مفيش شغل مهم انهاردة " رد يوسف بمكر " اصل حنين صاحبة اختى جاية تشتغل هنا ولازم اقابلها " نظر له حمزة بصدمة ثم قال بلهفة " خلاص روح انت وانا هقابلها " ضحك يوسف عليه ضاربا كفه بالكف الآخر ثم قال بمرح " شوف الواد ما صدق.. هنقابلها سوا يا عم.. ارتاحت " قال حمزة براحة " اة كدة كويس " ضحك عليه وتركه ثم اتجه لعمله يتابع بعض الأوراق.. منتظراً وصول حنين.. بينما حمزة فى مكتبه يجلس شاردا " وأخيرًا هشوفك.. اوعدك انى هخليكى تحبينى.. عشان اجى اتقدم لك ونتجوز.. يارب "

بفيلا عبد الراوى كانت مريم تجلس فى غرفتها وتتحدث فى هاتفها قائلة " معتش الا 3 أيام يا هشام وأتجوز.. اوعدك انى أنفذ اللى قولت لى عليه عشان أطلق منه ونتجوز احنا بقى " رد هشام بسخرية مدفونة " آه طبعاً يا حبيبتى.. انا عايز منك طلب " ردت بلهفة " اكيد قول " قال بحزن مصطنع " صاحب الشقة اللى انا فيها طالب منى الإيجار وانا معييش فلوس.. ينفع تسلفينى 3 آلاف وهديهوملك أول ما اقبض مرتبى " قالت بحب " بس كدة.. تعالى الفيلا عندى زى المرة اللى فاتت وهديك الفيزا بتاعتى تاخد منها اللى انت عايزه " ابتسم بانتصار ثم أغلق الخط.. حل منتصف الليل وارتدى ملابسه ثم ذهب لفيلا عبد الله الراوى.. تسلق السور دون أن يراه الحارس.. من حسن حظه أنه لا يوجد بودى جارد والجميع نائم.. تسلق شجرة ما حتى وصل لنافذة غرفتها.. كانت هى بانتظاره مرتدية ملابس تفضح أكثر مما تستر.. فتحت له النافذة فدخل منها ثم احتضنها بشوق مزيف " وحشتينى اوى يا حبيبتى " بادلته العناق بحب جارف ثم قالت بشوق " انت أكتر يا حبيبى " ثم تركته والتفت لتحضر الڤيزا.. بينما هو استغل الفرصة ووضع على أنفها منديلا به مخدر فسقطت على الأرض مغشياً عليها .. حملها ووضعها على الفراش بعدما وضع الڤيزا بجيبه.. خلع ملابسها ثم ثبت كاميرا على الكومود الموجود أمام الفراش صورها ثم قام وأخذ كاميرته بعدما البسها ملابسها مرة أخرى وذهب كأن لم يكن..

#نوران_الدهشان
متنسوش الڤوت 💜

" معذبتى " لنوران الدهشانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن