الفصل الواحد والأربعين

8K 166 0
                                    


فى صباح اليوم التالي.. استيقظت مريم من نومها.. فركت عينيها بيدها ونظرت له.. وجدته لازال نائماً.. وضعت يدها على جبهته فوجدت حرارته معتدلة.. حمدت الله فى نفسها.. دلفت الى المرحاض وتحممت ثم خرج ارتدت سروال جينز ثلجى وبلوزة بيضاء.. نظرت له وهو نائم بعمق ثم خرجت من الغرفة.. اتجهت الى المطبخ وحضرت فطور بسيط مع عصير طازج.. وجدت والدتها فى وجهها.. قالت فريدة ببرود " راحة فين " ردت بهدوء " طالعة الاوضة " لم تخبرها بمرض يوسف.. تركتها وصعدت للغرفة.. وضعت الصينية على الكومود وحاولت ايقاظه بهدوء.. استيقظ بعد قليل وهو يمسك رأسه من الألم.. سمع مريم تقول " صباح الخير.. فوق كدة عشان تفطر" نظر لها بدون وعى ثم قام واتجه الى حمامه بصعوبة.. تحمم وخرج بعد قليل مرتدياً شورت جينز أسود وتى شيرت أحمر.. جلس بجانبها دون أن يتحدث.. أطعمته بيدها فلم يعترض هو.. تناولت بعض اللقيمات الصغيرة ثم حملت الصينية للمطبخ وعادت له.. وجدته يجلس على الأريكة يرجع رأسه الى الوراء مغمض العينين.. قالت بهدوء " انت كويس " هز رأسه بإيجاب قائلًا " شكراً " ابتسمت وقبلته من جبينه قائلة بحنان " الف سلامه عليك " بادلها الابتسامة قائلاً " الله يسلمك " جذبها من يدها ليجلسها على ساقه.. شعرت بالخجل وكادت تقوم إلا أنه أوقفها.. نظر لها بحب بالغ فبادلته الابتسامة بشوق.. قرّب وجهها منه وقبّلها من شفتيها بعمق.. تجاوبت معه وحاوطت عنقه بذراعيها.. تمسَّك بها ينهل من شهد شفتيها.. ابتعد عنها بعد قليل حين شعر بإنقطاع أنفاسها.. حملها وأجلسها على الفراش ليقاطع لحظاتهم الرومانسية صوت رنين هاتف يوسف.. ابعدته بفزع ليزفر بغيظ وينظر الى المتصل.. وجده حمزة.. أمسك يدها مانعاً إياها من القيام.. رد على حمزة قائلاً بعصبية طفيفة " أيوة يا حمزة " أنصت قليلاً ثم أغلق الخط.. تسائلت مريم " فى حاجة ولا اية " رد بغضب " فى حاجات مهمة فى الشركة ومحتاجنى " ردت بهدوء " طالما مهمة روح " غمزها بعينه قائلاً " معنديش أهم منك" ابتسمت بخجل ثم قالت " بجد لازم تروح " زفر بغيظ ثم ابتعد عنها.. حاولت المزاح لتغيير مزاجه المتعكر قائلة " خلاص بقى متزعلش.. لما نرجع بيتنا " ابتسم واختطف قبلة سريعة من شفتيها ثم قام وارتدى بذلة سوداء وقميص رمادى مع حذاء أسود لامع.. هندم شعره ورش عطره ثم أخذ حاجياته وذهب تحت نظراتها العاشقة..

بفيلا يوسف الراوى.. كان ياسين يقف فى نافذته يتطلع الى الفيلا المجاورة منتظراً خروج يوسف.. فور رؤيته يستقل سيارته ويذهب.. خرج من غرفته مسرعاً وهبط الدرج متجهاً الى الخارج.. دلف للفيلا وكانت مريم تقف فى الشرفة.. عندما رأته دلفت بسرعة للداخل.. دق قلبها بشدة.. لا تريد مقابلته.. بالتأكيد سيغضب يوسف إن علم.. سمعت جرس الباب.. فتحت الخادمة ورحبت به.. أدخلته الى الصالون وأخبرت فريدة بوجوده لتخرج له فريدة وترحب به ببرود.. قال متسائلاً " هى مريم هنا " نظرت له فريدة بإمعان وقالت " اة موجودة " رد ياسين برجاء " طب قولى لها انى هنا يا طنط لو سمحتى " أشارت الى الخادمة لتذهب الأخيرة تنفذ ما طلبته بسرعة.. سمعت مريم دقات الباب ففتحت لتخبرها الخاجمة بوحود ياسين وطلبه لمقابلتها.. زفرت بضيق ثم ارتدت عباءة منزلية واسعة مع حجاب صغير وذهبت له.. ابتسم لها بشوق قائلاً " معتش بشوفك.. عاملة اية " ردت باقتضاب " كويسة الحمد لله.. فى حاجة ولا اية " ذهل من جفائها فقال بضيق " لا بس جيت اطمن عليكى " هزت رأسها بإيجاب دون أن ترد.. كان يحاول التحدث فى مواضيع كثيرة لجذب الحديث معها ولكنها كانت ترد بكلمات مقتضبة.. شعر بالضيق فذهب بعد قليل.. أما فريدة فكانت تجلس بغرفتها تفكر فى سر اهتمام ياسين بمريم.. أما مريم فتنهدت براحة فور ذهابه ثم صعدت للأعلى مرة أخرى.. أمسكت هاتفها واتصلت بصديقتها سارة حتى تكسر الملل الذى تشعر به وتطمئن عليها أيضاً..

أما فى الشركة.. كان يوسف بمكتبه يمضى على بعض الأوراق شاعراً بالملل.. فهو يريد البقاء بجانبها.. يشتاق إليها رغم أنه لم يتركها إلا من ساعة واحدة.. احتلت تفكيره طوال بقاءه بالشركة وكان الصداع رفيقا له فى تلك الفترة..

أما بغرفة ياسين.. كان نائماً بفراشه يفكر بها.. لم عاملته اليوم بجفاء.. تُرى أغضب عليها يوسف لأنها حادثته عندما كانا يقفان بالحديقة.. شعر بالحيرة والحزن.. هو يريدها له فقط.. يحبها بل يعشقها.. ولكن الظاهر له أنها متيمة بأخيه ولم تشعر به أبداً.. سمع رنين هاتفه ليجد المتصل صديقه محمد.. رد على الهاتف ليأتيه صوت الأخير حانقاً " انت فين ياض.. معتش بتيجى الكلية لية.. ثوانى يا مى.. رد عليا " رد ياسين " مفيش سبب.. كنت مكسل بس.. هاجى بكرة.. هى مى جمبك ولا اية.. انت كلمتها " رد محمد بسعادة معاتباً " مانت لو بتسأل كنت هتعرف.. أنا قلت لها انى بحبها من 3 أيام وهتقدم لها آخر الأسبوع " رد ياسين فرحاً " الف الف مبروك يا ميدو " رد محمد مبتسماً " الله يبارك فيك.. عقبالك " لم ينتبه لتنهيدة ياسين الحزينة.. حاول ياسين تغيير الموضوع وتحادث معه قليلاً ثم أغلق الخط..

فى المساء.. عاد يوسف من شركته ليدلف الى الفيلا فيجدهم مجتمعين على الطاولة لتناول العشاء.. ألقى التحية وقبّل رأس مريم ثم جلس بجانبها.. كان عبد الله يراقبه بشك.. فهو يشعر بشئ غريب بابن أخيه.. حاول نفض تلك الأفكار عنه حين تحدثت فريدة.. تعمدت فريدة مضايقة يوسف وهى توجه الحديث لعبد الله " ياسين جه انهاردة ومريم قابلته " نظرت مريم بقلق ليوسف الذى اشتعلت نظرات الغضب والغيرة فى عينيه.. لتكمل فريدة باستفزاز " قعد نص ساعة ومشى " أجلس مع زوجته ل30 دقيقة كاملة وحدهما.. رمق مريم بنظرات مشتعلة لتبتلع ريقها بخوف بينما قال عبد الله دون أن ينتبه لملامح يوسف " بجد.. وحشنى الواد دة.. مشوفتوش بقالى كتير " دارت أحاديث عامة بين الجميع عدا يوسف ومريم.. فكانا صامتين الا من نظرات يوسف الحارقة.. انتهى العشاء بعد قليل ليستئذن يوسف بملامح متجهمة ثم صعد الى الأعلى.. قال عبد الله لمريم " اطلعى شوفى جوزك " حاولت التباطئ قدر الإمكان فهى خائفة منه الآن.. دلفت الى الغرفة وهى ترتعش لتجد يوسف يجلس على الفراش وكأنه ينتظر دخولها وقد أبدل ملابسه.. قال محاولاً كتم غضبه فهى غير مخطئة " جه امتى " ردت بشفتين مرتجفة " بعد ما انت مشيت " شعر بالغضب يتآكله.. أكان ينتظر خروجه لعمله حتى ينفرد بها.. حاولت تهدأته وهى تدافع عن نفسها " والله ما كنت هنزل.. كنت هسيب ماما تقابله بس هو طلبنى فاضطريت انزل له " لم يرد بل جذبها لتجلس بجانبه.. وجدته يستلقى على الفراش فنامت بجانبه وهى تعطيه ظهرها.. وجدت يده تحاوط خصرها بتملك وكأنه يثبت أنها له فقط.. لتنام ملئ جفنيها شاعرة بالراحة والأمان يحاوطها.. أما هو فلم يستطع النوم.. ظل يفكر غاضباً عن سبب مجيئه وطلبه لرؤيتها.. ثم نام بعد فترة ليست بالقليلة بعدما شعر بانتظام أنفاسها..
باليوم التالى.. استيقظ يوسف على صوت رنين هاتفه.. فأمسكه بملل.. وجده حمزة.. رد ليخبره الأخير بوجوب سفرهما الى شرم الشيخ لمدة 3 أيام لعقد صفقة هناك والسفر بعد 3 ساعات.. استيقظت مريم بعد قليل لتنظر له متسائلة حين لاحظت تجهم ملامح وجهه.. قالت بقلق " فى حاجة ولا اية " رد يوسف بضيق " هسافر شرم الشيخ بعد شوية وهرجع بعد 3 أيام ان شاء الله " شعرت بالحزن الشديد.. سيتغيب عنها لثلاثة أيام كاملة.. قالت بابتسامة حزينة " تروح وتيحى بالسلامة " أمسك وجهها ونظر لعينيها قائلاً " لو كنت اعرف آخدك معايا كنت هاخدك " ردت بحزن " خلاص عادى بس كلمنى كل يوم " أومأ بإيجاب وهو يقبّلها على وجنتها الوردية.. دلف الى المرحاض ليتحمم بينما هى حضرت له حقيبة صغيرة بما يمكن أن يحتاجه.. خرج بعد ربع ساعة ثم ارتدى سروال جينز كحلى وقميص أبيض وقد شمر أكمامه مع كوتشى رياضى أبيض.. مشط شعره وارتدى ساعته الكحلية.. شكرها على تحضيرها لحقيبته ثم أخذها وذهب للأسفل.. لم يجد أحد ليخبره بسفره فاحتضنها لفترة طويلة وكأنه يشبع رغبته لتلك الأيام المقبلة بدونها.. اختطف قبلة سريعة من شفتيها قائلاً " بحبك " ابتسم له قائلة " وانا بعشقك " احتضنها ثانية ثم استقل سيارته وذهب تحت نظراتها المودعة.. دلفت للداخل وصعدت لغرفتها ثم أمسكت هاتفها وفتحت صورهما سوياً تنظر إليها بابتسامة سعيدة لتذكرها تلك الأيام التى لم تنساها من الأساس..

أما حمزة.. فقد كان بمنزل حنين ليودعهم قبل سفره.. بينما حنين تجلس شاردة ويبدو على ملامحها الحزن.. قال محاولاً محو حزنها " خلاص بقى.. دول هما 3 أيام " تساءلت للمرة الألف قائلة " هتكلمنى كل يوم " رد مبتسماً " اكيد.. مقدرش اعدى يوم من غير ما اكلمك أصلاً " ابتسمت بسعادة ثم احتضنته.. قال لها هامساً " بحبك " ابتسمت بخجل فذهب بعد قليل تاركاً قلبه معها..

#نوران_الدهشان
متنسوش الڤوت 💜

" معذبتى " لنوران الدهشانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن