الفصل الثانى عشر

8.5K 195 5
                                    


فى صباح اليوم التالى.. استيقظ يوسف من نومته العميقة شاعراً بالصداع.. تثاءب ثم قام وأخذ حماماً بارداً.. خرج من حمامه وذهب لخزانة ملابسه وانتقى منها بذلة رمادية وقميص أسود.. ارتداهم على حذاء أسود لامع.. ونسى رش عطره المفضل.. فقد بدأ ينسى الكثير من الأشياء فى الآونة الأخيرة.. كانا ياسمين وياسين لم يستيقظا بعد فقد كان الوقت مبكراً.. اتجه لسيارته قاصدا الشركة.. صعد للطابق المقصود.. وجد حنين جالسة على مكتبها تعمل بنشاط.. شعر بالدهشة من وجودها فى هذا الوقت المبكر.. قال ملقياً التحية " السلام عليكم ازيك يا آنسة حنين " نظرت حنين الى الواقف أمامها بهدوء.. ثم قالت وهى تقف بسرعة " وعليكم السلام يا بشمهندس.. انا كويسة الحمد لله " غض بصره عنها ثم قال بتواضع " طب اقعدى انتى قمتى لية.. جاية بدرى عن معادك يعنى " ردت بتوتر " أصل البشمهندس حمزة مشانى بعد ما حضرتك مشيت بشوية ومكنتش خلصت شغلى فجيت بدرى عشان أكمله " ثم تساءلت بخوف " هو فى مشكلة انى جيت بدرى " رد يوسف مبتسماً " لا طبعاً.. كويس انك من اول يوم ونشيطة كدة.. خليكى كدة على طول " أومأت برأسها فى سعادة من اطراءه ثم أكملت عملها بحماس.. بينما هو دخل مكتبه وبدأ فى متابعة أعماله حتى ينتهى سريعاً قبل عقد قرانه.. باقى يوماً واحداً فقط وتكونين لى يا صغيرتي..

سمعت حنين جرس الهاتف ويوسف يطلب منها المجئ.. أخذت دفتر الملاحظات معها وذهبت له تاركة خلفها الباب مفتوح.. أشار لها بأن تجلس ثم قال بتساؤل " والدك كان بيشتغل فى بنك.. مش كدة " ردت بحياء " اة بس مشوه من فترة عشان سنه " رد يوسف مبتسما " تمام اوى.. انا محتاج موظف فى الحسابات.. وبمرتب 8 تلاف جنيه.. باباكى يقدر ييجى " ردت بسعادة طفل " طبعاً.. هقول له واخليه ييجى لحضرتك " أومأ بهدوء ثم قال " أظن انتى كدة مش محتاجة الشغل " اتجهت بأنظارها له بخوف تنتظره ليكمل بهدوء " لو هتسيبيه.. مفيش مشكلة بس خليكى موجودة وتعالى فى معادك لحد ما الاقى سكرتير عشان الشغل ميقفش " أومأت موافقة بعدما زفرت أنفاسها التى كانت تحبسها خوفاً من أن يرفض استقالتها.. سمح لها بالذهاب فجلست على مكتبها تكمل عملها..

بشركة عبد الله الراوى.. وبالتحديد فى مكتب خالد.. كان يعمل بنصف عقل.. فهو شارد بتلك الحورية التى سلبت قلبه عندما كانت تنزل على الدرج بخطوات خجلة وخمارها يتطاير حولها.. قال فى نفسه " طب اروح اطلب ايدها من يوسف.. هى اكيد مش هتوافق.. ماهى عارفة انى بكلم بنات.. هتثق فيا ازاى " أكمل بحماس " هتغير عشانها وعشان ربنا قبلها.. ياما يوسف نصحنى بس انا اللى كنت بطنش.. دلوقتى لازم اسمع كلا...." قاطع حديثه رنين هاتفه والمتصل يدعى شاهى.. رد على الاتصال وقال بجدية " شاهيناز دى آخر مرة نتكلم فيها.. وقولى لشلة البنات بتاعتك كدة برده " ثم أغلق الخط وهو يشعر براحة كبيرة.. بينما شاهى قالت فى نفسها بتوعد " طب والله لاوريك يا خالد بقى بتعمل فيا انا كدة " بينما خالد أمسك هاتفه وضغط على بعض الأرقام..

" معذبتى " لنوران الدهشانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن