الفصل الخامس والأربعين

7.6K 179 6
                                    


بالمطعم.. كان يوسف يحادث مريم عندما حضر النادل ووضع الطعام.. كاد يضع كأسى العصير حين سقط فجأة من يده ليقع بأكمله على يوسف.. قال النادل بسرعة وارتباك " أنا بجد آسف.. مكنش قصدى " ابتسم يوسف وقال مازحاً " بتعتذر لية.. بتحصل فى أحسن العائلات.. شوية وانشف " ضحك النادل براحة لأنه لن يشكيه للمدير.. ربت يوسف على كتفه مبتسماً فذهب النادل بعد قليل وقال يوسف لمريم بضحكة ساخرة " هدخل الحمام أغسل قميص الفراولة دة " كتمت ضحكاتها بصعوبة حتى لا يغضب منها مجدداً.. فكان شكله مضحكا بالفعل.. أصبح قميصه الأبيض باللون الأحمر من أثر الفراولة

قال مازحا " طلعى اللى فى قلبك ياختى.. متكتميهاش " لم تستطع كتمها أكثر من ذلك فانفلتت منها ضحكة عالية لتجده ينظر لها بغضب قائلاً " وطى صوتك " وضعت يدها على فمها ولازالت تضحك بخفوت.. رمقها بغيظ ثم ذهب الى المرحاض لينظف قميصه.. بينما مريم كانت كلما تذكرت شكله تنفلت منها ضحكة.. وجدت ظلاً يقف أمامها فرفعت أنظارها لتجده شادى.. نظرت له بذهول.. وجدته يقول بابتسامة لم تبعث الراحة فى قلبها " ازيك يا مريم.. انا كنت مستنى صحابى لما شوفتك جيت اسلم عليكى " هى ليست بوقت مناسب الآن للرد.. بل تفكر إن رآها يوسف معه كيف ستكون ردة فعله.. تفاجأت به يجلس على الكرسى الذى كان يوسف يجلس عليه منذ قليل.. قالت بارتباك " أهلاً يا شادى.. يوسف معايا هنا بس هو فى الحمام " رد ببرود " بجد.. كويس عشان اسلم عليه " شعرت بالخوف لتقول بحزم " لو سمحت قوم.. مينفعش تقعد معايا كدة.. روح استنى صحابك فى مكان تانى " رد شادى باستفزاز " انتى خايفة منه ولا اية " بدا على ملامحها الغضب وكادت ترد.. إلا أنها صمتت فجأة حين وجدت يوسف يقف وراء شادى.. ليقول يوسف ببرود " وهى تخاف منى لية يا.. شادى " قام شادى من مجلسه والتفت لينظر له بحدة وغضب.. كاد يتحدث ليقاطعه يوسف قائلاً " انت موجود فى المطعم من امتى " رد شادى ببرود " من ربع ساعة " رد يوسف بهدوء ولكن الغضب يقطر من كلماته " تمام.. يعنى شوفتنى موجود معاها.. استنيت لحد ما قمت عشان تيجى تكلمها.. مش كدة " ابتلع شادى ريقه ليردف يوسف " يعنى انت مش راجل " تحولت ملامح شادى الباردة الى الغضب ليقول " انا راجل غصب عنك " تفاجئ بلكمة قوية منه ليسقط أرضاً ويوسف يقول " تمام.. ورينى الرجولة " تحولت أنظار الزبائن الى تلك المشاجرة يتابعون ما يحدث بفضول.. علم شادى أنه لو واجهه سيخرج من تلك المواجهة خاسراً فقال بثقة مزيفة " انا مش هتخانق معاك عشان احنا فى مكان عام.. بس حسابنا مخلصش " رمقه يوسف بسخرية ليشتعل شادى غيظاً ويذهب يجر أذيال الضعف وراءه.. بينما جلس يوسف على كرسيه وبدأ بتناول طعامه بهدوء تحت أنظار مريم المذهولة.. قالت مريم باندفاع " انا والله ما كلمته وقلت له يمشى بس هو أصر يفضل " رد يوسف بغضب دفين " انا مش محتاج مبرر منك يا مريم.. أنا واثق فيكى وعارف إنك مش هتخونى ثقتى دى وتكلميه.. واثق فيكى بس مش واثق فى الناس اللى حواليكى.. كان ممكن يإذيكى " وأردف بنفس الغضب " انا عمرى ما اتعاملت بالعنف مع حد.. بس انا قايل لك قبل كدة انتى خط أحمر.. مكنش عندى مشكلة اقتله لو لمسك " وجدها تبتسم وتقول بحب " تعرف انى بعشقك.. وانك كتير عليا اوى.. انا مستاهلش انك تحبنى كل الحب دة " أمسك يدها بكفه الكبير وهو يقول بحزم " مين قال لك كدة.. ربنا رزقنى بنعمة.. رزقنى بيكى.. انتى تستاهلى اكتر من حبى كمان " ابتسمت له بعشق خالص ليقبّل يدها الصغيرة.. أستعاقب الآن ان ارتمت فى أحضانه وتسجد لربها ممتنة لوجود زوجها بحياتها.. أكملا تناول طعامهما فى جو يملؤه الحب والمودة والرحمة..

أما فى الخارج.. كان شادى يقف بجانب سيارته يطالعهم بأنظار حاقدة ويتحدث فى هاتفه مع شخص ما قائلاً بحقد " الزفت يوسف دة واقف لى زى الشوكة فى الزور" سمع صوت أنثوى من الطرف الآخر يقول " انا عايزاك تخلص منه بأى طريقة.. تنفذ فى أسرع وقت.. فاهم " ليرد شادى بغيظ شديد عندما رأى يوسف يقبّل يديها " فاهم.. الليلة هتسمعى خبره " أغلق الخط وظل يفكر بعقل شيطانى ماذا سيفعل ليتخلص منه..

بمكان آخر.. بالتحديد في المول.. كانت ياسمين وحنين يتسوقان لشراء ما تحتاجه حنين لمنزلها.. ابتاعتا الكثير من الأشياء.. قالت ياسمين بحزن " مش عارفة لية مجاش لحد دلوقتى.. انا قلت موافقتى ليوسف من زمان وأكيد يوسف قال له.. مش فاهمة لية مجاش يتقدم " ربتت حنين على كتفها قائلة بحنان " يا حبيبتى يمكن عنده ظروف أو مش فاضى.. اسألى أخوكى أحسن ما تفضلى تفكرى كتير كدة " هزت ياسمين رأسها نافية قائلة " مستحيل أروح له اقول ليوسف هو خالد مجاش يتقدم لى لية " ردت حنين تطمئنها قائلة " ان شاء الله خير.. انا من رأيى لازم تسأليه.. وممكن يكون اخوكى نسى أصلاً ومقالش لخالد انك موافقة " رفعت ياسمين كتفيها دلالة على عدم معرفتها.. بينما حنين تحاول المزاح لتخفف عنها قليلاً..

بفيلا عبد الله الراوى.. بالتحديد فى مكتبه.. كان عبد الله يجلس على كرسى المكتب وخالد يقف أمامه وهو يقول بغضب مشيراً بيديه " انا مش فاهم هى رافضة لية.. ويوسف مش هيرضى يخلينى اتقدم الا بموافقتها.. وياسمين ذنبها اية " رد عبد الله بهدوء " متشغلش بالك وانا هتصرف معاها " ثم ابتسم قائلاً بحنان " انت بتحبها اوى كدة " ابتسم خالد ابتسامة حالمة وهو يقول " أنا بعشقها.. مش عارف امتى وازاى.. بس حبيتها.. وبتمنى تبقى فى بيتى انهاردة قبل بكرة " رد عبد الله بحزم " يبقى تسيب الموضوع دة عليا.. وانا هخلى امك توافق " احتضنه خالد ممتناً ليبادله عبد الله العناق داعياً الله أن يسعد قلب ولده..

بالشركة.. كان حمزة يجلس فى مكتبه ينظم بعض الأوراق حين وجد ملف الصفقة الخاصة بشركة أدهم السيوفى غير موجود.. بحث عنه بخزائن الشركة وسأل عنه جميع الموظفين ولم يجده.. شعر باليأس فأمسك هاتفه ليتصل بيوسف لعله يعلم مكان وجوده..

بالمطعم.. كانا قد انتهيا من تناول الطعام فخرجا سوياً ليتجها الى السيارة عندما توقفت مريم فجأة حينما سمعت سارة تناديها.. التف الاثنان ليجدا سارة تقبل عليهم بابتسامة صغيرة وهى تقول بلطف " أهلاً يا بشمهندس.. انتوا مروحين ولا اية " ردت مريم " اة.. كنا فى المطعم ولسة خارجين.. بس انتى بتعملى اية هنا " قالت جملتها الأخيرة متسائلة فردت سارة شارحة " كنت معدية بالعربية عشان اروح المول ووقفت لما شوفتك " كان يوسف ينظر أرضاً حتى تنتهى الفتاتان من حديثهما حين سمع رنين هاتفه فوجد المتصل حمزة.. ابتعد عنهما قليلاً ورد عليه قائلاً " السلام عليكم " رد حمزة من الطرف الآخر قائلاً بعصبية " وعليكم السلام.. ملف شركة السيوفى اللى كان فيه الصفقة الجديدة مش لاقيه يا يوسف " رد يوسف بهدوء " طب اهدى بس وانا ربع ساعة وابقى عندك " أغلق الخط واقترب منهما مجدداً.. عندما وجدته سارة قد انهى اتصاله قالت له بابتسامة صغيرة " ينفع آخد مريم منك ونروح المول " رد يوسف بهدوء " مفيش مشكلة بس متتأخروش " ابتسمت الفتاتان بسعادة ليقترب يوسف من مريم.. علمت سارة أنه يريدها بحديث خاص فابتعدت عنهما قليلاً.. أما يوسف فقبّلها من جبينها وقال بجدية " كلمينى أول ما توصلى المول بإذن الله.. ومترهقيش نفسك.. ومتروحيش إلا لما آجى آخدك " ابتسمت وقالت بحب " حاضر " ابتسم وقبّلها مرة أخرى ثم ابتعد عنها.. وتابعها بنظراته حتى استقلت الفتاتان سيارة سارة وانطلقا.. اسقل سيارته واتجه بها الى الشركة.. اقترب من مقصده فحاول ايقاف السيارة ولكنها لا تتوقف.. شعر بالدهشة فتطلع بأنظاره الى الأسفل ليجد أسلاك المكابح مقطوعة.. اتسعت عينيه صدمة.. من فعل هذا.. من يكرهه لدرجة قتله.. حاول ايقاف السيارة ولكن باتت محاولاته كلها بالفشل.. ترى ماذا سيحدث ؟

#نوران_الدهشان
متنسوش الڤوت 💜

" معذبتى " لنوران الدهشانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن