سبعة أعوام مضت على ذلك النهار تذكرته وأنا أنتظر أخي ليفرغ من وضع الزهور على القبرين.لم يعد هذا الفتى ابن الحادية عشر والذي يكاد يفوقني طولاً يحمل سوى القليل في ملامحه من استداره الطفولة التي تخبر بأنه بالامس القريب كان ذاك الطفل دامع العينين المتعلق بأهداب ثوبي أينما سرت.
إنه الآن ..حسنا أستطيع أن أقول بغلاً عنيد ، فأيّما فكرة تجول في خاطره فإن من المستحيل ثنيه عنها ويالغرابةِ أفكاره التي تنتابه بين حين وآخر.
جلس في مقعده بجواري ورفع يده بالسوط يحث الجوادين على الانطلاق، كان وجهه طلقا مبتسما على عكس حاله طيلة الأسبوعين الماضيين
شعر بتحديقي فالتفت رافعاً أحد حاجبيه فعلمت أني سأسمع حكايةً هو وحده القادرعلى تصديقها.
"أتعلمين ماذا قالت أمي حين أخبرتها بعزمي الالتحاق بكلية شتاستنباد؟"
"يمكنني التخيل"
"لقد أسعدها الأمر! وهي تبارك خطوتي تلك .."
"وما كان رأي أبي؟"
"لا أستطيع أن أنسب قولاً زوراً إليه ولكنه اكتفى بالصمت، وهذا يكفيني مادام ليس رفضا."
حقا لا استطيع أن أتخيل أخي في مدرسة عسكريه أخي الذي ما زال يبحث عن التبريرات لأعماله من قبرين صامتين.
تمايلت الزهور التي تفتحت بروعة أشكالها تحت تأثير نسمات آخر العصر وكادت الشمس تلامس الافق
في تلك اللحظات ونحن في نهايات أبريل مازال للشتاء طيفا يصيبنا بالقشعريره.
كان هناك ذاك الصمت الحزين والجميل في آن معا كأن الكون أقر بعظمة المغيب وأسى رحيل الشمس بيوم اخر، فقط صوت حوافر الخيل تجرّأ على الصمت..هنا لا آبه اذا سار بي الطريق الى ما لا نهايه..
ترائى لي خيال البيت فوضعت يدي على ذراع بِيني التفت الي وحين وجد وجهي ينظر للحقول بجانبي لم يسألني فقط شد اللجام موقفا العربه.
فهو يعرف بأني أفضل استقبال المغيب خارج المنزل اذا استطعت فهناك كآبة موحشه حين يمتلأ البيت بالزوايا المعتمه وترتدي الأشياء ظلالاً رمادية
أنت تقرأ
ادونيا تولين
Romance. . "أبقي الباب مغلقا على هذا القط اللعين وإلا سوف يُلقى به في النهر هكذا تقول أمي ، لأنك تعلمين بأني أحب كامونيه" "قد أكون انانيا ولكني لست وغدا" "أوسعت الفرجة بين أصابعي التي غطت وجهي لأجده جالسا قبالتي بكل هدوء مسندا ذقنه على إحدى ركبتيه ويضغط بع...