صِرتُ في كل مرة أنسق بها الزهور أحرص أشد الحرص بأن أعتني بتزيين الباقة التي ستوضع في غرفة الآنسه سالديناس فقد علمت بأن البيوت تدار دوما بصغارها فإذا كسبتهم كسبت المكان كله وأمنت عواقبهمفكيف إذا كانوا كالآنسة سالديناس ابنة السادسة عشر ذات التصرفات الطفولية والتي أفسدها الدلال فباتت تتحرك وفقا لمزاجها المتقلب الذي قد ينشر السعادة في المحيط أو يعيث الفوضى فيه
أتت ثمار جهدي ذات صباح حيث زارتني في الحديقة محاولة إقامة حوار معي حتى عجزت عن محاولة فهمي
فتركتني متأففة لكنها عادت والتفتت لي متسائلة
"بإمكانك إمتطاء الجياد؟"
هززتُ رأسي بالموافقة فابتَسَمَت برضا
"جيد ، أميل لنسيان الوقت والتوغل بعيد في تنزهاتي لذا أحتاج دوما لرفقة ما ومن بإمكانهم ذلك إما أن يكونوا شديدي الإنشغال أو هم في رحلة خارج البلاد"
كنت أفكر بحديثها الذي لا أرى شأنًا لي فيه ولكانها قرأت أفكاري
"لا أدري لما أخبرك بذلك أخبر ميريك بأن عليه الإستغناء عنك لفترة"
كانت تلك بداية نزهاتنا معا فالآنسه سالديناس تريد إنسانا يستمع إليها ويتظاهر بفهمها دون أن يعلق ومن مثل فتى أبكم
فتى كونه أبكم جعله في إعتقادها فاقدًا للبصر والبصيرة فلا يرى الغاية من تلك النزهات البعيدة وإصرارها على قطع النهر الشحيح لوحدها لكي تبلغ الضفة الأخرى فيما األزمُ مكاني بانتظار عودتها
لم تكن تطيل البقاء ولكنها كانت تعود دوما بوجه يطفح بِشرًا وعينين متألقتين
هناك شخص ما خلف الضفة وهي تقابله خِلسة ولا أظن أن الأمر سينتهي على خير إن لم يكن لها فلي
وهذ الذي جعلني أتبع أثرها في إحدى المرات
لمحتها من بعيد تقترب من شاب يقف بقرب جواد أحمر ، لم يداخلني الشك للحظة بأن في الأمر رجل ما
تابعتُ من مكاني ما يجري بتوتر متزايد
لقد كان لقائهما محترمًا فقد اكتفيا بالسير بمحاذاة بعضهما فيما ارتفعت بين الحين والآخر أصوات ضحكاتهما
لم أرى ملامح الشاب بوضوح ولكنه بدى لي دون العشرين بشعر داكن الحمرة وكان يسير بعرج طفيف وكأنما إحدى ساقيه لا يمكنها مجاراة الأخرى
أنت تقرأ
ادونيا تولين
Romance. . "أبقي الباب مغلقا على هذا القط اللعين وإلا سوف يُلقى به في النهر هكذا تقول أمي ، لأنك تعلمين بأني أحب كامونيه" "قد أكون انانيا ولكني لست وغدا" "أوسعت الفرجة بين أصابعي التي غطت وجهي لأجده جالسا قبالتي بكل هدوء مسندا ذقنه على إحدى ركبتيه ويضغط بع...