حين دخلت حجرتي وضعت رزمة الكتب على الفراش لم تكن لدي رغبة حقيقية في القراءة ولكن علي أن أقرأ واحدًا إكراما لهدية إيفانجولي والتي حتما ستسألني عما قرأت منذ آخر لقاء لناتنهدت بعجز وأنا أفتح الرزمة وازداد إحباطي وأنا أرى أن الكتب قد تساوت بحجمها المهول باستثناء اثنين فاقا الجميع حجما فتركتهما على حده وأنا متأكده بأنه من المستحيل أن أعود إليهما
رسى اختياري أخيرا بين كتاب لتشارلز ديكنز وآخر لجين أوستن ثم جمعت الكتب من جديد ووضعتها فوق حامل الرفوف وعدت لأجلس ممسكة بالكتاب المدعو ديفيد كوبر فيلد
كنت أتململ في البداية غير قادرة على التركيز ولكن وبعد فترة بسيطة لم أصدق بأني تابعت القراءة دون توقف
حتى قاطعني اسبيان قبيل المغيب بل اني لم أشعر بانحسار الضوء في الحجرة
كان وجود اسبيان وصوته كأنما يعيدني من مكان بعيد نظرت إليه منزعجة من مقاطعته.
أخبرني بأن الكولونيل البرتادو وزوجته سيتناولون العشاء معنا كان اسبيان سعيدًا بقدوم الكولونيل بقصصه العسكرية وذكرياته عن الحرب
أما أنا فيعني تغييرا بسيطا فالكولونيل وزوجته كانا دون أبناء لذا لم أترقب أمسية ممتعة
أخبرني اسبيان بأنه قد صادف سافيير وإحدى أخواته لدى أحد المتاجر وأن سافيير طلب منه أن يوصل شكره لي
وأنه قد تلقى تحذيرا صارما من أركيان بتركي وشأني بعيدا عن مغامراته الخطره
لا ألوم سافيير فكلما كبرنا كلما اشتدت علينا أعين الإنتقاد وبات صعبا أن يتغاضى الآخرون عن عثراتنا
إذا كانت نهاية قصة تشارلز ديكنز قد أوصلتني لحافة البكاء فما فعلته رواية البؤساء كان أشد وطأة كنت قد قد بلغت في القصة حيث وضع جان فالجان لباس ربيبته حين كانت طفلة على الفراش
وطفق يذكر الماضي وقد استبد به المرض كانت كل كلمة يلفظها تجلب مزيدًا من الدموع حتى لم أعد أسيطر على شهقات البكاء فأغلقت الكتاب غير قادرة على الإكمال
وكالعادة جلب بكائي ذاك الفضولي الصغير ولمحته ينظر لي عبر الباب الموارب وقبل أن اصيح به ليغرب سألني بصوت خفيض
"لماذا تبكين على هذا الكتاب"
نظرت إليه غير راغبة في الكلام حتى لا يبدو التأثر في صوتي حاولت أن أصرفه بنظرة مخيفة ولكن فضوله أبقاه في مكانه فكان أن ابتلعت ريقي لأستعيد سيطرتي وقلت بصوت أتى مهتزا
"إنه ليس أي كتاب ، إنه كتاب شعوذة قديم والتعويذة التي ستحولك لجندب تحتاج مني كل جهد"
اتسعت عيناه بذهول ثم هرب كالعادة قائلا جملته الأثيرة
"إنك مجنونة"
أنت تقرأ
ادونيا تولين
Romance. . "أبقي الباب مغلقا على هذا القط اللعين وإلا سوف يُلقى به في النهر هكذا تقول أمي ، لأنك تعلمين بأني أحب كامونيه" "قد أكون انانيا ولكني لست وغدا" "أوسعت الفرجة بين أصابعي التي غطت وجهي لأجده جالسا قبالتي بكل هدوء مسندا ذقنه على إحدى ركبتيه ويضغط بع...