إستيقظت لاحقًا في فراشيإستيقظت كمن إستعاد عافيته من بعد حمى شديدة نظرت فإذا بها غوينته بجواري سمعت صوتها يقول بهدوء
"آن لك أن تستيقظي حبيبتي، لقد أقلقتني لفترة"
نظرتُ إليها وشيئا من اللاواقعية يحيط بي نظرتُ إليها أحاول أن أستجمع شتاتي كنت أحس جسدي ورأسي كمن تعرض لضربات قوية
تأملتُ بصمت عيني العجوز التي إحمرجفنيها ودون مقدمات تذكرتُ كل شي .. بيني إهتز جسدي بعنف البكاء لكن عيني أبت أن تدمعا
"دعي الدمع يغسل كل شي حبيبتي إبكي"
لم أستطع وفقط نوعا من الأنين والنواح راح يهرب من بين شفتي دون سيطرة حضنتني غوينته ثم دخل أحدهم وخرج
لاحقا حَضَرَت بيا بقدح شاي وقطعة كعك وحاولت حثّي لتناولها وكان ذلك مستحيل فكل ما كنت أريده هو أن أنام
وهناك في عالم الحلم رأيته وجلسنا معا ، نجول بالعربة عبر المروج التي ذاب الثلج عنها وبدت خضراءً نضِره
لقد كان اسبيان حيًا وعاش ليشهد ربيع ذاك العام ، كنت طيلة الحُلم سعيدة لكن ظل هناك طيفًا للحزن ، دمع يسكن عيني حتى وأنا أضحك طالبة من اسبيان أن لايسرع بالعربة كان هناك تهدُّج بضحكي كأني سأعبر ذاك الفاصل وينقلب ضحكي لبكاء
كنت معه حتى اقترب من المنزل فتوقف يسألني إن كنت أريد أن أنزل لأتمشى كعادتي بجوار النهر وبتردد نزلت لأشاهده وهو يرحل
ثم أعود لأشاهده جالسًا على حافة فراشي يوقظني من النوم فأعانقه بشوق وأخبره عن كابوس رحيله
رأيته يمسك بيدي فرفعتها مقبلة إياها ثم مددت يدي لألامس وجهه وحين ضحك ساخرًا من فعلي أخبرته بأنه فقط ليطمئن قلبي بأنه حقا يجلس قبالتي وبالفعل كان وجهه متألقًا وعيناه تشع بنور الحياة ويده دافئة بين يدي
أيقظتني شهقة بكاء خارجة من عمق صدري نظرتُ حولي فلم أشاهد أحدًا بجواري، نهضت متعثرة بالكاد أجد توازني فتحتُ باب حجرتي وعبر الممر بلغت حجرة اسبيان ومن قبل أن أفتح بابها أحسست بالوحشة تنبعث منها دخلتُ الحجرة فإذا بها بالغة الترتيب ولا شيء يوحي بأن اسبيان قد سكنها يوما
اقتربت من خزانة ثيابه لأجدها جرداء تماماً تلفّتُ حولي أبحث عن أثرٍ له فلم أجد سوى الفراغ
وقعت عيني على صرة بيضاء على جانب النافذة إقتربت لأجد المنديل الذي صره بنفسه كي يلاعب القط به لابد أن القط قد حمله هنا في وقت ما باحثا عن الفتى ليلاعبه، تأملت المنديل طويلا قبل أن أضعه بجيب ثوبي وذاكرتي تموج بوجهه الضاحك المندهش من قدرات كامونيه
إبتسمتُ تلك الإبتسامة المنكسرة كان اسبيان من الناس الذين قد يبلغ الستين ومازال يفرح ويدهش لأبسط الأشياء سأرى أشياء لن يراها وسيمضي العمر بي فيما سيبقى هو أخي الصغير وسيبقى في ذاكرتي فتيًّا تأوهت مرددة إسمه .. بيني كثير من روائع الحياة كانت تنتظر أن تذهل لرؤيتها
أنت تقرأ
ادونيا تولين
Romance. . "أبقي الباب مغلقا على هذا القط اللعين وإلا سوف يُلقى به في النهر هكذا تقول أمي ، لأنك تعلمين بأني أحب كامونيه" "قد أكون انانيا ولكني لست وغدا" "أوسعت الفرجة بين أصابعي التي غطت وجهي لأجده جالسا قبالتي بكل هدوء مسندا ذقنه على إحدى ركبتيه ويضغط بع...